أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صمويل فكري - بعد تقنين الزواج المثلي، هل سيبارك الله أمريكا؟















المزيد.....

بعد تقنين الزواج المثلي، هل سيبارك الله أمريكا؟


صمويل فكري

الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 00:35
المحور: حقوق الانسان
    


لم اندهش واتفاجيء من الموافقة على السماح وتقنين زواج المثليين بأمريكا بالأمس، ولا من الموافقة عليه بأيرلندا ودول أخرى كثيرة كهولندا وسويسرا والبرازيل والدنمارك وكندا وجنوب أفريقيا..إلخ
ولم اندهش ايضاً من قبل من التاريخ عندما تم إزالة المثلية من الأمراض العقلية DSM.
ولم انسى ما قاله فرويد انها قبضة التطور النفسجنسي، والابحاث الحالية التي تُرجِع ذلك إلى اسباب بيولوجية وجينية، وما قاله علماء النفس على أن التربية الاجتماعية والنفسية من أحد العوامل المسببة لذلك، بالاضافة لما اضافه الاطباء حول عدم الاتزان الهرموني للغدد، وأسباب اخرى كثيرة وأهمها اضطراب الهوية الجنسية Gender Identity dysphoria، وهو عدم الارتياح والشعور بعدم مناسبة النوع والجنس المُحدّد، ولم يُعرف له أسباب معيّنة ويتواجد أكثر في الرجال عن النساء ويدّعي البعض بأنه يرجع لأسباب بيولوجية كالتي تتعلّق بالهرمونات، وتظهر أعراضه من الطفولة بمصاحبته للجنس الأخر وانشغاله بارتداء ملابسهم ويظهر ذلك ايضاً في طريقة التبوّل وإيمانه بأنه وُلِد بجسد خاطيء، ودائماً في سعي لطلب علاج دوائي أو تغيير للنوع بتغيير الاعضاء الجنسية وعمليات تجميلية أخرى مصاحبة لهذا، ويظهر ذلك في إزالة الولد لشعر جسده والبنت للاثداء، ولجوئهم للهرمونات لتغيير اصواتهم وشكلهم وملامحهم.
ونحن لسنا بصدد الخوض أكثر في المثلية والنظرة الطبية والعلمية والنفسية اليوم، ولكن أعدكم بالشرح والإيضاح عن هذه المواضيع في تدوينات أخرى قريباً، ولكن بعد تصريح المحكمة الأمريكية العليا بالأمس بتقنين الزواج المثلي، هل من منظورنا المسيحي الكتابي سيبارك الله أمريكا كما يقولون بدستورهم ويلصقونها بعملاتهم ويصرّحون بخطاباتهم الدينية والسياسية؟ وهل بالفعل هم يطبّقون الآن شعارهم المشهور الملصق بالعملات وعلى المباني الحكومية والموضوع بدستورهم التراثي: ثقتنا في الله؟
إذا رجِعنا للصحوة الأمريكية في ثلاثينيات القرن السابع عشر وتذكّرنا مجهودات الفيلسوف جوناثان إدواردز والمفكّر جورج وايتفيلد واللاهوتي جون ويزلي نعرف وندرك أن سر هذه الصحوة والنهضة كان في إحترام مباديء كلمة الله وهذا ما منحها إستقلاليتها وديمقراطيّتها الحقيقية الفعلية، وهذه الصحوة روحية بالدرجة الأولى، ونذكر ما أكدت عليه وهو دراسة كلمة الله الذي ساعد في تحسين فرص التعليم في كميّتها وكيفيتها، ولا ننسى ما قاله وايتفيلد بأن التعليم مُتاح للكل لأن الكتاب يُعلّمنا بأن الله يريد بأن الكل يعرِف ويُقبِل للحق. وايضاً اضافت الصحوة الأمريكية الشعور بالمسئولية عن النفوس والبشر التي امتدّت حتى للسكان الأصليين والعبيد وبالأخص أصحاب البشرة السوداء، وهذا ما اثّر في وجود حرية الفكر والرأي والعمل السياسي ومحاربة العبودية وتجارتهم التي حاربها شارلس فيني وليمان بييتشر، وكان الوعد الكتابي للمسيح لشعبه واتباعه "تجدوا راحة لنفوسهم" سبب في رفعتهم وإزالة قلقهم وأزمة الهوية التي كانوا يتعرّضون لها بأنهم وجدوا الله ومحبته التي تقبلهم بعيوبهم وبشرورهم بنعمة إلهية وحب غير مشروط ويُدعون أولاد الله لذا وجدوا المعنى للحياة واختبروا ملكوت الله وسيادته على حياتهم. ومحبة الله التي انسكبت في قلوبهم جعلتهم سفراء للحب والخير وقبول الآخر وخدمة المجتمع والتطوّع الخيري .
وإذا تذكّرنا قول وتصريح جورج واشنطن التاريخي في 1789 عندما رفع يده اليمنى و وضع اليُسرى على الكتاب المقدس وتفوّه القسم كأول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية حيث قال: ساعدني يارب، ولا ننسى ايضاً ما قاله: الدين والاخلاق هي الاعمدة الرئيسية للمجتمع المتحضّر.
ولم يكن وحده مؤمناً بالكتاب المقدس، بل الرئيس جون كوينسي آدم قال: عظيم احترامي وتقديري لكلمة الله، التي أؤمن بأنها ستغيّر اطفالي إذا ابتدأوا بقراءتها من الطفولة وستجعلهم مواطنين نافعين لوطنهم وأناس محترمين بمجتمعهم، أنا اقرأها بإستمرار.
وايضاً إبراهام لنكولن صرّح بأن: الكتاب المقدس أعظم هبة منحها الله للإنسان، وكل الخير والصلاح من مخلّص العالم نراه من خلال هذا الكتاب.
وايضاً آيزنهاور قال: الكتاب المقدّس مُصدّق عليه بكل العصور، وحضارتنا مبنية على كلماته.
ولا ننسى ما اضافه الواعظ والفيلسوف جوناثان إدواردز عن كرامة الإنسان ومسئوليته وحريّته مقتبساً من اللاهوتي الاسقف أغسطينوس وعن الرجاء والخلود، وهذا كان سبب بركة ونهضة وصحوة لهذه البلد العظيمة.
ولكن من المؤسف لجوء الغرب الآن وبشدّة فيما بعد الحداثة إلى إنكار وجود النفس المشتق والقريب من تعاليم البوذية، فعصر ما بعد الحداثة تميّز بهدم الفرديّة وبالتالي العدمية والفوضى والبهيمية بلا أي كرامة.
رجوعاً لما حدث بالأمس، لم نتفاجيء ونندهش بهذه التصريحات والقوانين، فهي منذ سفر البدايات (التكوين) بالكتاب المقدس وخاصة في عصر لوط، وصرّح بها الرسول بولس ايضاً في العهد الجديد برسائله، وماذكر عنها ايضاً بسفر اللاويين و رومية وكورنثوس وغلاطية وأفسس وتيموثاوس ويهوذا.
و رجوعاً للتكوين ايضاً وانجيل متى ومرقس ولوقا وأفسس وكورنثوس نفهم مفهوم الله الحقيقي عن الزواج، فهو الذي خلق الإنسان على صورته سواء ذكر أو انثى، ودعاهم وأوصاهم للإثمار والإكثار، فيترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرته ويتكوّن الجسد الواحد الذي يجمعه الله ولا يُفرّقه إنسان، وهو الناموس الطبيعي الإلهي، لذا المثلية تعتبر شيء غير طبيعي لأنه لفردين متشابهين ولن يحدث أي إثمار أو إنجاب بالإضافة لعدم قبول الله لما هو ضد الطبيعة، لذا على المؤمنين بالحق الكتابي اليوم أن يحبوا الحق ويشهدوا للحق ويحبّوا المثليين ويحترموهم كنفوس خلقها الله على صورته ولمجده، وإذا أمكن أن نعرف ونفهم ونبحث وندرس في الاسباب الحقيقية التي أدّت إلى هذا التشوه غير الطبيعي الذي يعادي الناموس الإلهي وهو كما شخّصه علماء النفس بأزمة هوية من عوامل وأسباب بيولوجية وتربوية وجينية، والأصل فيها فساد البشرية وحيدانها عن الله وعصيانها لوصاياه، ولكننا نصلّي لكي يجتذبنا الله بنعمته فنقبله بالتوبة والإيمان ونحبّه لأنه أحبنا أولاً فنحب وصاياه ونطيعه ونحترم ناموسه وأقواله وكلمته.
سيبارك الله أمريكا إذا رجعت لصحوتها الحقيقية التي كان أساسها كلمة الله التي عرفت من خلالها معنى الحرية والكرامة والإنسانية والحياة والفكر والقيمة، وإذا تابت عن إبتعادها عن الناموس الإلهي الطبيعي كأفراد ومجموعة، وإذا اعلنت الحق بكل جهارة وبلا خوف من أي اضطهاد أو تهديد أو سخرية أو مما يقتلون الجسد، سيباركها الله إذا رجعت إلى الله وتداركت أزماتها الحقيقية التي صارت علانية في تصاريحها حتى السياسية والدينية التي تدعو لعدم قبول أي شيء مُطلَق والشك في كل شيء ومعاداة ناموس الزواج الطبيعي وقبول الإجهاض بلا أي سبب طبي أو قانوني مقبول وإلحادها عن الإله وعبادتها للذات والشرائع النسبية القابلة للنقاش والتغيير بلا أي مباديء وقوانين أخلاقية ثابتة وإيمان رئيسها بكلية الوجود وبأن المسيح ليس المخلّص الحقيقي الوحيد بالرغم من ارتداءه عباءة الدين في الكثير من تصريحاته والاعياد والاحداث التي يحضرها بل وفاجئنا بأنه رنّم بالأمس ترنيمة "ما أعجب النعمة!" بالعزاء الخاص بالقس الضحية في تشارلستون بنورث كارولينا،
ليست الرسالة لأمريكا فحسب، بل لكل من يقرأ هذه التدوينة البسيطة، فلنتب عن ابتعادنا عن الله وكلمته، ولنرجع عن طرقنا الرديئة والملتوية، ولنؤمن بالإله الحي الحقيقي المخلّص الرب السيد القادر على كل شيء الحق والطريق والحياة، ولنطع أقواله و وصاياه، ولنعرف بأننا هنا غرباء ونزلاء ننتظر وطناً أفضل العتيد، والمسيح رجاءنا، فهيا نصرخ له: ليأت ملكوتك ولتكن مشيئتك، ونحياها فيملك على قلوبنا وطرقنا وأفكارنا وقراراتنا ونسمع ونطيع كل ما يأمرنا به.
الحق يُحرِّر.



#صمويل_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتشم قبل ان تعظ عن الحشمة


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صمويل فكري - بعد تقنين الزواج المثلي، هل سيبارك الله أمريكا؟