أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هدنة الأمل والنفاق














المزيد.....

هدنة الأمل والنفاق


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 06:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهدنة في سوريا طموح كل أنسان نبيل، وهدف كل وطني، والمعلنة عنها رغم أنها محشوة بالنفاق، تتقبلها الأغلبية وساكتة عليها، وذلك لما آلت إليها حياتهم، الوضع الذي أراده نظام بشار الأسد، للديمومة والبقاء، دون الاكتراث بالأنقاض والأشلاء. الهدنة تعكس حقائق مؤلمة، ليست بالصعوبة ملاحظتها، وهي واضحة بين خطوط البيان الصادر، والتي تعيد الشعب والحركة الوطنية إلى المربع الأمني في ظل سلطة بشار الأسد قبل الثورة، وتضيف عليها لوثة المنظمات التكفيرية الإسلامية، كاتهام لكل من لا يقبل بسلطة بشار الأسد وطغيانه، فمن خلال ثقوب البيان سيكون من السهل أدراج كل وطني تحت مظلة الإرهاب ليس فقط من قبل روسيا بل ومن أمريكا أيضا، وهنا تكمن الطامة، لأن الكل يجب أن يجند ذاته لخدمة أجنداتها، والتي لا علاقة لها بأسقاط النظام، أو السكوت وقبول نظام بشار الأسد، تحت المظلات المتنوعة، حكومة انتقالية، أو وطنية، أو انتخابات قادمة، وغيرها.
ولا يستبعد أن تقوم بعض أطراف المعارضة الوطنية بالوقوف ضدها، وسيستغلها الانتهازيون وأدوات السلطة لإثبات صفة الإرهاب عليهم، وتعود سوريا إلى نفس مرحلة الخباثة الأولى، حينما أسقطت سلطة بشار الأسد على سوريا الكوارث بدعم الأشرار، وساعدت جحافل التكفيريين المسلمين السياسيين، لخلق الصراع الملائم لأهدافها. المؤامرة التي على عتباتها تصاعدت شرور الطرفين، إلى أن أصبح الشعب السوري يبحث عن النجاة مع الأباليس، ولذلك فالهدنة اسمها كافية لتؤثر على مشاعر الناس وترضيهم، وتحصل على موافقة الجميع بدون اعتراض، علما أن القوى التي لا تريد الخير لسوريا وشعوبها ستمر من خلال الثقوب والأبواب الفاضحة فيها، للعبث بها وديمومة الصراع، والاقتتال، والتي سوف لن تنتهي ببقاء طرف دون آخر، الأسد والتكفيريين، والجميع يدرك أن الثاني أوسع من منظمتي داعش والنصرة، والثاني تتجاوز الشخصيات الظاهرة على الإعلام، فالطرفان يمثلان النظام الفاسد الذي طالب رواد الثورة السورية بإسقاطها.
تتوضح للولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية المباحثات الطويلة مع روسيا وظهور هذه الهدنة، استراتيجية طالما عملت على لم شذراتها، ساعدتها ظهور داعش وتوسعها، وسلطة بشار الأسد وجرائمه، وتعاملت على بنيتها مع روسيا، ليبلغا إلى إصدار بيان الهدنة، مستندين على القرارات الصادرة من بيان ميونيخ في أل 11 من شهر شباط، لمجموعة الدول الصديقة للشعب السوري، والتي يجب تنفيذها بدءً من منتصف أل 27 من الشهر نفسه.
لا شك أن الهدنة حلم السوريين، منذ انتقال الثورة إلى حرب أهلية وطائفية، رغم ما تتضمنه من توجه واضح وفاضح لمساعدة بشار الأسد، ولا تضع خطة واسعة للقضاء على داعش والنصرة، فالهدنة وبناءً على بند (استمرار الضربات الجوية) وفقرات أخرى ملثومة بهيكليتها وشروطها.
1- تمكنت روسيا على أسسها من الحفاظ على سلطة بشار الأسد، وبكل هيئتها ومواليها والذين يساندونها من الجوار، ولم تسمح بفرز القوى الوطنية من المنظمات الإرهابية، وخرج بشار الأسد نقيا، يصارع الإرهاب، وغيب عن التاريخ بشائعه بحق الشعب السوري.
2- والأمريكيون استطاعوا توجيه الجميع إلى حيث ترغب، وهي محاربة داعش دون السلطة، بدءً من المعارضة السياسية الخارجية والتي أغلبيتها انتهازية، أو نابعة من حضن السلطة ذاتها، ، بسكوتهم على الأقل، إلى السعودية وبعض القوى السنية الأخرى، علما أن معظم المحللين والمراقبين يؤكدون أنه لا نهاية لداعش والنصرة مع بقاء سلطة بشار الأسد، فالطرفان يمثلان الإرهابين السني والشيعي السياسي، يلتقيان ويتناطحان ويدعمان بعضهم حسب الظروف والمصالح، وهنا غيبت أمريكا القوى الوطنية في سوريا، تماشيا مع أجنداتها ورغبة روسيا، حيث مصلحة بشار الأسد.
تحديد الحرب، على المنظمتين، مع بقاء بشار الأسد وحاشيته بدون محاكمة دولية، كارثة، لأنهما سيستمران في العبث بسوريا، وبالشعوب والطوائف، مادامت السلطة التي استفادت من وجودهما مثلما لم تسفد من قواتها المسلحة ولا من حزب الله، ستحافظ على وجودهما لأي طارئ، إلى أن يستقر به المقام على السلطة ثانية، مع الحكومة الانتقالية أو الوطنية المطالبة بها، ومعظم المحللين والخبراء السياسيين والتابعين لتاريخ المنظمتين يؤكدان على أنه وإيران كانا وراء ظهورهما على الساحتين السورية والعراقية سابقاً، ودعمتهما بأشكال وطرق متنوعة، باقية وتستفيد من وجودهما، فغيابهما تعني العودة إلى المربع الأول من الثورة، أي السلطة والشعب، وهي ما لا تحبذه سلطة بشار الأسد ومن والاه. ولا يستبعد أن هذا التوجه قد توحدهما، وتؤدي إلى انضمام جماعات من المنظمات الأخرى والتي هي محسوبة على المعارضة، لكنها في عمقها إسلامية تكفيرية، وترفض أي تعامل مع غير السني، ونستثني هنا الإشكالية التي تتكون عليها أغلبية قاعدة هاتين المنظمتين المغرورين بهم، لجهالة وسذاجة وغيرها، والقيادات التي تسيرهما وتتبع الأجندات الدولية.
المسيرة طويلة، والمشاكل عديدة، والكارثة اضخم من أن يتحملها شعب وحكومة بل ودول، تواجهها الشعب السوري، قبل الدول التي تراقب مسيرة الهدنة، والمراحل اللاحقة، وأولها، قضية العودة واللاجئين، ولا نتحدث عن البناء والسكن والمأوى والمساعدات الإنسانية، فهي من القضايا التي ستندرج ضمن الأروقة والمؤتمرات الدولية، وستحتاج إلى عقود ولربما قرن من الزمن لحلها، لكن العودة والثقة التي يجب أن يشعر بها المواطن، بأنه في أمان، هل ستخلقها هذه الهدنة خلال المرحلة الانتقالية وحتى في السنوات القادمة، خاصة والشرور المحيطة بكل سوريا، والأشرار العابثون فيها، وبقاء السلطة التي دمرت سوريا من أجل الديمومة؟ كلمة هل؟ ستتكرر على مدى العقود القادمة، فمن هو الذي يستطيع حل هذه الكارثة الإنسانية بصدق، وإخلاص، ومن هو القادر عليها فعلا؟
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
2/24/2016



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون عدوك قوياً وخبيثاً
- مصير سوريا
- سوريا بين التجزئة والفيدرالية
- سوريا منصة الرحمان والشيطان
- تحريف التحريف
- مذكراتي
- أحزاب غربي كردستان
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء السادس عشر
- من صنع أردوغان - 2/2
- من صنع أردوغان - 1/2
- بوتين يتناسى الاقتصاد
- مكانة الكرد ضمن الصراعات الإقليمية
- غايات طمس التاريخ الكردي- 2/2
- غايات طمس التاريخ الكردي- 1/2
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الأخير
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثالث
- هل الإسلام دينٌ للعرب - الجزء الثاني
- الإسلام دين العرب - 1/2
- سوريا والأربعين حرامي - 2/2
- الحركة الكردستانية والإرادة المغتصبة - 3/3


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هدنة الأمل والنفاق