أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد منتصر - القبطى المصرى أهم من المسلم الأفغانى















المزيد.....

القبطى المصرى أهم من المسلم الأفغانى


خالد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما طالبتنى نقابة الأطباء منذ عدة سنوات وأنا فى بداية عملى كطبيب بالتبرع للمجاهدين الأفغان ،كان ردى عليهم هو هذا العنوان " القبطى المصرى أهم عندى من المسلم الأفغانى"،إن لويس جريس الذى جذبنى إلى الصحافة ود.مفيد سعيد الذى علمنى تقديس مهنة الطب وفؤاد عزيز غالى بطل حرب أكتوبر وسناء جميل ساحرة المسرح أهم عندى ألف مليون مرة من الملا عمر وحكمتيار وكل سكان كهوف تورا بورا ،فقد كنت مستفزاً من التيار الذى كان يجبرنا على التبرع لمن كانوا يسمونهم المجاهدين الأفغان لمجرد أنهم مسلمون برغم أنهم ردوا لنا الجميل فيمابعد بتصديرالإرهاب والقتل ،فى نفس الوقت الذى يمتنعون فيه عن جمع التبرعات لضحايا الزلزال من الأقباط ساكنى أسفل المقطم ممن كانوا يعملون فى جمع القمامة لأنهم فى رأيهم يستحقون ماحدث لهم لأنهم كانوا يربون الخنازير وهذا إنتقام إلهى على طريقة زغلول النجار!،كانت فكرة المواطنة بعيدة عن فكر هؤلاء فقد حلت محلها فكرة عنصرية من الممكن تسميتها الأممية الإسلامية ،ملخصها أنا وأخويا المسلم على إبن عمى المسيحى حتى لو كان المسلم ده فى بلاد واق الواق أو الإسكيمو، وحتى لو كان المسيحى جارى فى الشقة اللى قصادى أو زميلى يقاسمنى الرغيف فى المدينة الجامعية أو الوحدة العسكرية ،وتنامت هذه الفكرة الخطيرة المشوهة وتضخمت ككرة الثلج إلى أن ظهرت كالمارد أو الديناصور فى أحداث محرم بك التى كانت أخطر الفتن الطائفية فى تاريخنا المعاصر ،ومصدر خطرها أنها لم تندلع كسابقاتها من الفتن نتيجة خناقة بين مسلم ومسيحى، أو نزاع على أرض لبناء كنيسة أو جامع ، أو خلاف تجارى فى سوق بين تاجر مسلم وتاجر مسيحى ،ولكنها إندلعت نتيجة إشاعة كما أثبت النائب العام فى بيانه ،وقد وجدت هذه الإشاعة الحقيرة أرضاً خصبة من التعصب والجهل والتخلف ،والعجيب أن الحقائق الدامغة كالبطالة والفساد والسرقة وتزوير الإنتخابات وتعذيب السجون ....إلى آخره من خطايا السلطة لاتحرك مظاهرة من خمسة أفراد فى مصر بينما تحرك عشرات الالآف مجرد إشاعة ،تحتشد لها الحشود التى إن سألت فرداً منها هل شاهدت السى دى ؟ يقول لك :يعنى إيه سى دى ؟؟؟؟!! .
لكن السؤال يظل مالذى خلق هذه الأرض الخصبة ؟،أنا مع كل المفكرين والكتاب الذين ناقشوا وحللوا تلك الفتنة وأرجعوها إلى الفقر وزيادة المد الدينى الوهابى وضعف هيبة الدولة وتراخيها وخراب التعليم والإعلام ......الخ ،ولكنى أود أن أفتح ملفاً مسكوتاً عنه يخشى الجميع فتحه ،وأتمنى أن أطل من نافذة يتمنى الجميع إغلاقها ،وهى نافذة المسكوت عنه فى الفقه والتاريخ الإسلامى ،فجميع الدعاة والشيوخ والمفكرين يقدمون منهجاً إنتقائياً يعرض المضئ من التراث والذى يتكلم عن التسامح والأخوة ويتناسون أو "يطنشون " على مناطق ملغمة متفجرة فى نفس هذا التراث ترفض الآخر وتنفيه ،وأعتقد أن بن لادن والظواهرى و الزرقاوى عندما يفتون بقتل وإغتيال الاخر المختلف فى الديانة أو الفكر ينطلقون من أرضية ممهدة بالنصوص والفتاوى التى تمتلئ بها كتب التراث ،ولايكفى أن نقول عنهم أنهم حادوا عن الطريق القويم ولايفهمون صحيح الدين ،فهم مستمرون فى غسيل الأدمغة بهذه النصوص والتفسيرات ،ومطلوب من جميع الشيوخ المستنيرين والمفكرين الإسلاميين أن يوضحوا لنا مامغزى ومعنى هذه النصوص ؟،ويقدموا لنا تفسيرات ترضى وتقنع الناس ،ولاينفع الإهمال والتغاضى وغلق الملفات والإبتعاد عن مناطق الألغام بحجة أنها من الممكن أن تنفجر ،فلاينفع لعلاج الألغام إلا إزالتها تماماً حتى لودفعنا ثمناً من كسلنا وترهلنا ومواتنا الذى نسميه خطأ "إستقرار"،لابد من عقد مؤتمر موسع للرد على هذه الأسئلة الشائكة ،وتقديم حقائق لامبررات ،وتؤلف الكتب التى تواجه ولاتهرب ،وتتحول بوتيكات الفتاوى التليفزيونية إلى برامج مفيدة تناقش وترد على هذا المسكوت عنه وتوضحه للناس ،لأن الجرح المتقيح لايعالج إلا بالفتح والتنظيف ،والغرغرينا لايجدى معها إلا البتر ،وسأحاول طرح بعض المفاهيم والنصوص والتفسيرات التى إستطاع الفكر المتطرف نقلها إلى رجل الشارع العادى وتحويلها إلى قنابل موقوتة لكراهية الآخر وعلى رأس قائمة الآخر المسيحى :
1- أول توضيح نريده هو تفسير موضوع الجزية التى يدفعها المسيحيون التى يطالب بها البعض حتى هذه اللحظة وكان آخرهم مرشد شهير سابق للإخوان المسلمين وذلك إعتماداً على أنها مذكورة فى القرآن ،والتوضيح الأهم لماذا هذا الإحساس المتعالى الذى يصر على تصدير الدونية والمهانة للمسيحى فى تفسير موضوع الجزية ؟!فالآية تقول " قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " ،ماذا قال المفسرون فى تفسير هذه الآية ؟،قال عكرمة فى شرحها فى تفسير القرطبى " يدفعها وهو قائم والمسلم جالس " فلما بين بعض المسلمين أن الرسول قال اليد العليا خير من اليد السفلى رد بأن ذلك ينطبق على الصدقة ولاينطبق على الجزية ،ونقرأ فى تفسير إبن كثير أن الإمام مالك فسرها بأنها تعنى قهراً لهم وهم ذليلون حقيرون مهانون ،ولهذا لايجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين ،بل هم أذلاء صغرة أشقياء "!!!.
2- نريد تفسيراً أو تكذيباً أو تصحيحاً لهذا الحديث المنتشر والذى جاء فى صحيح مسلم ،والذى إستند إليه الشيخ عمر عبد الكافى فى تبرير عدم السلام على الأقباط ،والحديث يقول " لاتبدأوا اليهود ولاالنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم فى الطريق فإضطروه إلى أضيقه ".
3- نريد تفسيراً لشروط الخليفة عمر بن الخطاب فى إتفاقيته مع نصارى الشام حين فرض عليهم ألا يلبسوا لباس المسلمين وأن يجزوا نواصى رؤوسهم ولايلبسوا عمامة ،وأن يترجلوا عن دوابهم إذا مروا بمسلم ،وعدم دق نواقيس الكنائس .....إلى آخر هذه الشروط المجحفة ،وهل نقول أنها فكر ومبدأ أم نخضعها للظروف التاريخية ؟؟؟.
4- إلى ماذا إستند أبو الأعلى المودودى ومن بعده الإخوان المسلمون والتنظيمات التى خرجت من عباءتهم فى قوله " لايحق لأهل الذمة أن يتولوا عضوية مجلس الشورى " ،وقوله " يستثنى أهل الذمة من الخدمة العسكرية " ؟.
5- هل حديث" لايجتمع دينان فى جزيرة العرب "و الذى يستند إليه السعوديون فى منع بناء الكنائس هناك ومنع إحضار الإنجيل مع الأجانب ،ووضع اللافتة الضخمة المعلقة فى الطريق المؤدى إلى مكة المكتوب عليها ممنوع لغير المسلمين ....إلى آخره من هذه المظاهر العنصرية ،هل هذا الحديث صحيح ؟ .
6- نريد تعديل المفاهيم المستقاة من تفسيرات متعددة لآيات عديدة تصب كلها فى خانة التعصب والتى تتعارض ظاهرياً مع آية " لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " ،والأمثلة التى يعتمد عليها المتطرفون كثيرة منها : ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدى القوم الظالمين " ،وهل تفسير كلمة الكفار معناها اليهود والنصارى كما يقول خطباء كثيرون على المنابر من أتباع النظرية الزرقاوية لتفسير آيات مثل " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا فى سبيل الله فإن تولوا فخذوهم وإقتلوهم حيث وجدتموهم " ،و " ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا الكافرين أولياء دون المؤمنين " وأيضاً "و الذين كفروا بعضهم أولياء بعض ألا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض " .....الخ .
7- نريد إجابة من الدعاة والمفسرين وعلماء الدين ،هل نحن فى سورة الفاتحة ندعو على اليهود والمسيحيين ونحن نصفهم بالضالين والمغضوب عليهم ،كما هو مكتوب فى معظم التفاسير ؟؟؟!.
نريد إجابات حاسمة على ماسبق ،حتى ولو إضطررنا إلى تجميع كل علماء الدين الأزهريين وغير الأزهريين، وحتى لو وصلت لتعطيل الدراسة فى الأزهر ،فنحن بكشف المستور عنه وتوضيحه وتنقيحه وتصحيحه ننقذ وطناً من الموت البطئ بنار الفتنة .



#خالد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيزنس صناعة المشايخ
- النقاب خطر على الأمن وباب للجريمة وليس من الدين00فماذا ننتظر ...
- السعوديه تكفر ميرفت التلاوى والسبب أبو هريره
- روشتة علاج لأمراض العقل العربى- الحلقة الثانية
- روشتة علاج العقل العربى الحلقة الثالثة والرابعة
- روشتة علاج لأمراض العقل العربى
- أكذوبة الإعجاز العلمى - الحلقة الخامسة
- أكذوبة الإعجاز العلمى - الحلقة الرابعة
- الختان والتفكير بالنصف الأسفل
- أكذوبة الإعجاز العلمى الحلقة الثالثة
- أكذوبة الإعجاز العلمى الحلقة الثانية
- الختان عبودية لا عبادة
- الإعجاز العلمى فى القرآن وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين
- النيمفومانيا ورغبة المرأة الجنسية فى قفص الإتهام
- من الشورت الإسلامى إلى الماتش الشرعى
- المصادرة الأزهرية بين الوهابية والإخوانجية!
- نحن قوم نكره الحب
- فوبيا المرأة مرض مزمن
- سيناريو الاغتيال الثانى لفرج فودة
- الخرافة تحكم مصر - مصر تنفق عشرة مليار جنيه سنوياً على الدجل ...


المزيد.....




- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد منتصر - القبطى المصرى أهم من المسلم الأفغانى