أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي نصر - القطب الواحد ( عالم اليوم ) إلى أين يسير















المزيد.....

القطب الواحد ( عالم اليوم ) إلى أين يسير


فوزي نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1377 - 2005 / 11 / 13 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم المفاجآت عالم القطب الواحد ، عالم السيطرة على الدول الضعيفة ، ما هي نظريته ؟؟!! وما هي خططه ؟؟
نظريته التفوق الدائم والسيطرة على العالم والهيمنة على جميع الشعوب ، غزو الشعوب الضعيفة وسلبها جميع خيراتها والسيطرة على مواردها
يسير عالم اليوم بسرعة فائقة نحو سيطرة الواحد على الكل ، أو سيطرة القطب على جميع الأقطاب بحيث لا يبقى سوى قطب واحد له الكلمة وله القرار الأخير 0 يقرر مصير العالم ، ويحدد معالم سياسة كل دولة وتصرفات بعض الشعوب ، يفرض سياسته بالقوة أحيانا وبالترهيب أحيانا أخرى ، وبالحروب والغزو العسكري إذا إقتضى الأمر 0
وقد أوجد فكرة العولمة ليسيطر على جميع مقدرات الشعوب وذلك بخلق أزمات مختلفة سواء مالية أو إقتصادية أو السيطرة على العلم والمعلومات فالعولمة المالية تتعارض مع الديموقراطية 0 هذا وإن نظرية نهاية التاريخ التي أعطت الولايات المتحدة السيادة على العالم حتى قيل أنه لا يرد لها قول ، ونذكر هنا ما قاله إسماعيل صبري عبد الله : بعد أن إنهار الإتحاد السوفييتي ، وانتصرت الرأسمالية على الإشتراكية فالناس يتبرأون من المهزوم ويصفقون للمنتصر 0
وقد سيطرت الثورة العلمية والتقانية على مختلف بقاع العالم وراحت الشركات المتعدية الجنسيات تخترق جميع الحدود وقيل : من يملكها يحكم العالم ، لذلك نرى أن أمريكا تتبنى سياسة تطبيق فكرة العولمة مع التأكيد على السبق في ميدان العلوم والتقانة وفتح الحدود لتعبر جميع الأمم بدون أية حواجز
وهكذا نرى العولمة هي المسار التي تتبناه سياسة هذا القطب ، حتى تصل عن طريقها الى ما تخطط له وما ترغب في الحصول عليه 0 هذا العالم عالم مراقبة وهيمنة ، عالم سرقة وقتل ونهب ، لا يهمه الطريقة التي يتوصل بها الى أهدافه ، المهم الوصول الى الهدف 0 لا يهمه التمزيق ولا التقسيم ، ولا يراعي القيم والأخلاق ، القيمة فقط للمادة والمصلحة وتحقيق الهيمنة والإستغلال 0
همه إبتلاع كل شيء ، السيطرة على حضارات تاريخية مرموقة ، ليس همه أكل العنب فقط بل همه أكل العنب وقتل الناطور ، والإستيلاء على الأرض والمساكن وطرد السكان 0 عالم اليوم لا هم له سوى السيطرة على الإقتصاد ونهب الثروات وجمع الأموال وتمركز الثروة ، وإفقار الملايين ليكونوا خدما في ساحات عمله 0 تحت ذريعة نشر الديموقراطية والحرية 0

فمن يرسم الطريق الى هذا العالم ؟؟ !!
عندما وصلت الولايات المتحدة القطب الواحد الى هرم الهيمنة والتسلط وأخذت زمام المبادرة ولم يعد لها خصما يقف بوجهها ، بدأت ترسم الخطط التي تتيح لها : التفوق في مجالات التقانة والعلم ، التفوق في تمركز الصناعات الإستراتيجية ، السيطرة على الأسلحة وصناعتها ، السيطرة على تمركز رؤوس الأموال وعلى صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ، العمل على سياسة الإفقار للشعوب والسيطرة عليها وسلب خيراتها 0
الولايات المتحدة وحدها أخذت تفكر لجميع العالم ، وترسم الخطط له ، وتسعى للسيطرة عليه وتعمل للقضاء على أي قوة منافسة ، أو أي دولة أو شعب يمكن أن يفكر بامتلاك القوة 0
فما هو تفكير الولايات المتحدة ؟؟ :
إن تفكير الولايات المتحدة المعلنة ينحصر في مبادئ منها : الأمن الجماعي ، الإستقرار العالمي ، إحترام القانون الدولي ، قيادة أمريكا للعالم ، وقيام نظام عالمي جديد 0هذا من منظور إستراتيجي إعلامي
لذلك فإن تفكير النظام العالمي الجديد هو إدارة شؤون العالم والسيطرة عليه سواء عن طريق الإقتصاد والتبعية الإقتصادية ، وسياسة التجويع والإفقار ، أو عن طريق القوة العسكرية وإعادة ترتيب العالم عن طريق الخوف والرعب أو عن طريق الضغوط والغزو والإستعمار المباشر والأمثلة أفغانستان ، العراق ، كسوفو 00 الخ
أو عن طريق معاهدات وإتفاقات تتيح له التدخل في البلاد التي يبرم معها تلك الإتفاقات مثل دول الخليج 00
السعودية 00 بحجة الحماية وتأمين الأمن 0
وقد شبهت مجلة الأيكونوميست البريطانية أمريكا بعملاق ضخم يمتطي الكرة الأرضية ، وقد قال بريجنيسكي مستشار الأمن القومي في أمريكا : إن الولايات المتحدة ستبقى هي الأولى والأخيرة والقوة العظمى في العالم ، لكن مادلين أولبرايت وصفت الولايات المتحدة بأنها : (( الدولة التي لا يمكن الإستغناء عنها وقالت وهي تخاطب مجموعة السبع في عام 1997 نحن الأمريكيين لنا قامة أطول لذلك نرى ما لا يراه الآخرون )) 0
هذا هو تفكير الولايات المتحدة تفكير إستعلائي وأنها الدولة التي تعتبر نفسها فوق الجميع ولها الحق بحكم العالم والسيطرة عليه 0
هكذا نرى دائما أن الشمال يسيطر على الجنوب وحسب برنامج الأمم المتحدة للتنمية يؤدي النظام الإقتصادي العالمي الى إنتقال حوالي خمسمائة مليون دولار سنويا من الجنوب الى الشمال 0
ويعاني الجنوب إنفجارا ديموغرافيا سيما وأن خمس سكان العالم يعيشون في الشمال وإنهم يحصلون على أربعة أخماس الدخل العالمي 0
لذلك فأولى الخطوات التي نادى بها أصحاب مدرسة الإقتصاد الأمريكيون هي بناء الإقتصاد القوي لأن الدولة القوية هي التي تستند إلى إقتصاد قوي ومتين وإن الحوار الأمريكي الداخلي إنعكس حول إعادة ترتيب آليات بناء النفوذ باتجاه التركيز على الإقتصاد والتجارة الدولية 0 وقال وكيل مدير المخابرات المركزية بأن 40% من مهامنا الجديدة تتناول الإقتصاد الدولي 0
بينما يرى اصحاب مدرسة القوة العسكرية بأنه لابد من أولوية القوة العسكرية على الإقتصاد
( انظر مجلة المستقبل العربي ص36 العدد 165/1992 )
وأذكر قول الطيب تيزيني : " لقد إتضح أن النظام العسكري الأمريكي في العراق هو نفسه بمثابة أسلحة دمار شامل تهدد العالم كله ، وأنه لا يسعى لبناء ديموقراطي لا في العراق ولا في الولايات المتحدة ذاتها "0
ونتيجة القول أن المصالح الأمريكية هي التي تحدد الخيارات المناسبة ، وتحدد الطريق والمسار حيث لا خيارات لدول العالم خلاف ما ترتضيه أمريكا وقد أكد رؤساء أمريكا إرتباط السياسة الخارجية بمصالح أمريكا ورأوا أن القوة العسكرية ستبقى الحكم الرئيسي في حل المنازعات بين الأمم 0
ما هو دور الأمم المتحدة ؟؟ :
الأمم المتحدة ومجلس الأمن بقيا إسما ورمزا فقط وقد سحبت الولايات المتحدة منهما أي قرار لا توافق عليه ولا يخدم مصالحها أو مصالح إسرائيل ، لذلك بقيت الأمم المتحدة هيكلا تنعشه الولايات المتحدة وتبعث به القوة متى تريد ، وتعطله وتشله في حال رأت أن الأمور تسير في غير رغبتها 0
هناك واقع لا يمكن إنكاره إن امريكا بعد الحرب العالمية الثانية نصبت نفسها زعيمة للعالم الحر ، واصبحت بحكم قوتها والواقع الدولي هي القائد الفعلي للعالم ، وإعتبرت نفسها أنها مسوؤلة عن ترتيبات السياسية الدولية ، مسؤولة عن تطبيق الحرية وعن حقوق الإنسان فيه ، كما أعطت لنفسها الحق بالتدخل في أي بلد في العالم بحجة حماية مصالحها وأمنها القومي 0
وسوف أشير كيف تنظر أمريكا إلى العرب ؟؟ ! وكيف تنظر إلى الإسلام
نظرة أمريكا إلى العرب :
بما أن أمريكا أعطت نفسها حق مراقبة تطبيق الدول للحرية ، وحقوق الإنسان فقد وضعت في سياستها مبدأ الذرائعية من أجل التدخل في سياسة أي بلد بذريعة أنه لا يطبق الحرية ولا يراعي حقوق الإنسان ، وبعد أحداث 11 أيلول عام 2001 وسعت أمريكا إستراتيجية الإختراق ، وبخاصة إختراق العالم العربي وإعادة هيكلته وشن الحروب وإستعمار الشعوب بصورة مباشرة مستعملة القوة العسكرية للتدخل
فقد قال فانك كارلوتشي في مجلس سياسات الدفاع الأمريكي >
هذا ما تريده أمريكا من منطقتنا العربية الخضوع والولاء ، ونهب الثروات وخيرات البلاد ، وإستغلال شعوبها ، بعدها تمزيق وتفتيت الدول العربية إلى كيانات صغيرة لحماية أمن إسرائيل 0
نظرتها الى الإسلام :
إن المسلم قد ينطبق عليه ما ينطبق على العربي من جهة النظرة الأمريكية التي لا تفرق بين الإثنين فقد تعتبر العربي مسلما والمسلم عربي ، دون أي تمييز فهما يتساويان من حيث النظرة الأمريكية للمسلم أو العربي ، وقد أوجدت نظرية الشرق الأوسط الكبير الذي يضم معظم البلاد الإسلامية من أجل ترتيبه وإعادة هيكلته ، وكما تزعم من أجل نشر الديموقراطية والحرية ، وحقوق الإنسان ذلك على الدول الإسلامية أن تنبذ العنف ، وتبتعد عن الإرهاب ، وتنفر من كل ألوان التطرف والتعصب وتسعى إلى عقلنة الطروحات ، وعلمنة الدولة ، وإحلال حوار الأفكار بدلا من حوار البارود والنار ، فسواء العرب أو الإسلام ليسوا عدوا لأي بلد أو حضارة وليس كما ينشر في الغرب فقد قال ميشيل دوبرية : إن الإسلام هو العدو الأول والمباشر للغرب 0
وقالت : مرغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا : أنه قد بقي على الغرب أن يقضي على الإسلام بعدما تم القضاء على الشيوعية 0
وكتب الرئيس الأمريكي نيكسون في آخر كتاب له :
" إن الإسلام أحد التحديات الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة في نهاية القرن العشرين "
ونحن نسمع بكل هذه التصريحات الواضحة ولا نقف عندها ، ولا نعمل على محاربتها أو على الأقل بإقناع الغرب بأننا شعوب محبة للسلام ، ومحبة للعدل ولسنا رعاع أو همج كما يشاع عنا ، فأين نحن من هذه التصريحات ؟؟ السكوت عنها جعلها قابلة للتصديق وصحيحة في الغرب وأمريكا ، حيث اصبح من واجبهم حمل رسالتهم إلينا بأن ينشروا بيننا الحضارة والعدل 0
فلا بد من وضع الحلول العاجلة ، ولا بد من القيام بمشاريع إصلاحية شاملة تشمل السياسة والمجتمع ، بحيث يكون مشروع الإصلاح والتطوير والتحديث في عالمنا العربي والإسلامي مرتبط أشد الارتباط بالقيام بإصلاحات سياسية جوهرية وفورية شاملة، تنطلق أساساً –وقبل كل شيء- من قاعدة إلغاء كل القيود والمعيقات الاستثنائية الموضوعة أمام الحريات الديمقراطية ، والتمكين ، وإعادة السياسة إلى حضن المجتمع من خلال جعل المواطن-الإنسان رافعة التغيير وهدفه النهائي والمستفيد منه 0
فالإصلاحات السياسية أولا والقضاء على النظم الديكتاتورية وتوسيع مساحة الحرية وتبادل السلطة 0
وبعدها 00الإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية بذلك نتمكن من تصحيح المسار ، ونسحب جميع الذرائع التي تستخدمها أمريكا والغرب 0



#فوزي_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي نصر - القطب الواحد ( عالم اليوم ) إلى أين يسير