أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوهات كوباني - النظام السوري فريسة اخطائه تجاه النظام العالمي















المزيد.....

النظام السوري فريسة اخطائه تجاه النظام العالمي


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مثل شعبي شائع بين الذئب والخاروف وهو انه كان هناك ذئب وخاروف، واراد الذئب ان ياكل الخاروف فبحث عن ذريعةٍ , فقال للخاروف لماذا دخلت السنة الماضية الى حقلنا فرد عليه الخاروف خاف الله فانا خاروف هذا الربيع ولم اكن موجوداُ في السنة الماضية. وسأله الذئب مرة اخرى وبحجة اخرى اذا كنت تنفي دخول الحقل فلماذا تلوث وتعكر ماءنا فرد عليه الخاروف خاف الله فانا اسكن اسفل منك والماء ياتي من عندك اليّ ومن بعدها يصلني فكيف سالوث ماءك وعندها قال الذئب لا محال ساكلك .
ان القضية الموجودة بين النظام السوري والنظام العالمي هو مثل مثلنا الدائر حول الذئب والخاروف, فمهما قدمت سورية تبريرات ورتوش شكلية فهي ليست كافية , ان لم تقم بتغيير نظامها فان النظام العالمي لا يمكن قبولها بشكلها القائم ضمن مسيرتها . وستكون عاقبتها مثل عاقبة ذلك الخاروف الذي قضى الذئب عليه , لان النظام بات يشكل عبأُ ثقيلاُ على المجتمع السوري بجميع أطيافه , ويعرقل مسيرته وحتى انه يعمل على اخفاق التغييرات الحاصلة في العالم باصراره على عقليته السلطوية المركزية ونظامه الامني المخابراتي التي لم يعد يعيرها احد الاهمية او الاهتمام على صعيد العالمي لانه عفى عليه الدهر .
إذا نظرنا الى النظام السوري في هذا الصدد دعنا من أن تقدم الحجج كما فعل الخاروف من اجل انقاذ حياته من الهلاك فانه فعلا تجاوز الحدود وتدخل في حقل الذئب وعكر المياه وغيرها من التجاوزات التي لا تعد ولا تحصى . فعند النظر الى الحياة الداخلية في النظام السوري نراها قد تحولت الى جحيم بالنسبة للمجتمع السوري نتيجة النظام الامني والبوليسي الذي سلط على رقاب الناس . فكل شيء في سوريا يدار من قبل جهاز المخابرات وهو الذي يتحكم بامور المجتمع ولم يبق للمؤسسات القانونية والمدنية اي تاثير او دور. فالمواطن السوري يعيش في خوفٍ مرعب حتى انه بات يخاف من ظله , وكأن البوليس والمخابرات يتعقبونه من كثرة ما اصبح ذلك نمط من الحياة. وحتى انه لا يستطيع الحديث مع احد وحتى مع زوجته او ابناءه ولا يستطيع ان يعبر عن مشاعره وعواطفه بشكلٍ صادق تجاه احباءه وخلانه لان المخابرات سيتدخلون فيها وسيسالون عن ذلك ويعاقبونه عليها , وربما تكون نتيجة ذلك مجهولاُ ومن ثم سيتم تسليم جثته الى عائلته او لا , وذلك بانه عانى من مرض سابق وفق تقرير طبي معد سلفا من قبل الاجهزة الطبية المرتبطة بهم . فالشريعة السائدة في هذه الانظمة هي شريعة المخابرات والامن وليس شريعة الدستور والقانون, فكما ان هذه الانظمة تطبق شريعتها على الجماهير وتجعله اسير تلك القوانين ولكنهم تناسوا انهم سيواجهون يوماُ ما نفس القوانين من قبل المارد الكبير النظام العالمي وسيصبح فريسة سهلة لهم , بحكم ارتكابها الخطايا تجاه شريعة المارد . فعندما يضيق الخناق عليهم تراهم يبحثون عن العدالة وبانه هناك اجحاف بالحقوق ويتطلب الاقتراب العادل. ولكن يتناسون العدالة عندما يقومون بالقتل والاغتيال والتعذيب والتنكيل .
عند تطبيق العلاقة بين الذئب والخاروف على النظام السوري والعالمي نرى بان النظام السوري دعنا من ان يحمي نفسه تجاه المارد هذا ويبحث عن الحجج من اجل القضاء عليها . فاضافة الى هشاشته تجاه النظام لم يكتف بهذا بل يمد يده, ويتدخل في امور الحياة الداخلية للجماهير بحيث يتدخل في كل شاردةٍ وواردةٍ دون ان يبدي اليقظة في الاقتراب والتدخل في جميع امور الحياة للمجتمع , فمن اجل امر بسيط ترى ان الانسان معتقل في سجن تدمر او سجن عذرا ومصيره دون المحكمة او القانون يتطلب منه ان ينتظر سنوات وسنوات حتى يفرج عنه رب المخابرات وليس رب العالمين لان المخابرات تحولوا الى الهٍ في هذه الانظمة. ومن جانب الحياة الاقتصادية ترى الشعب فقير لا يستطيع ان يدبر اموره رغم ان الوضع الاقتصادي في سورية اذا ماكان هناك توزيع عادل لن يبق فقير في البلد لانه يعتبر من الدول الغنية في العالم ولكن كل هذه الاموال تدخل في جيوب الذين اصبحوا الان وبالاً على المجتمع السوري والنظام انفسهم , فملايين الدولارات تهرب الى البنوك الاجنبية وهي للاشخاص رغم ان الملايين من ابناء هذا المجتمع يعيشون في ظروف مادون خط الفقر. واذا اتينا الى جانب حقوق الانسان او المسائل القومية فحدث ولا حرج فحتى الان رغم ان العالم وصل الى درجة ظهور منظمات إنسانية نوعية فوق العادة تقوم بحماية الحيوانات وحماية البيئة , نرى ان النظام السائد لم يتخل عن عقليته الموروثة التي لا تعترف ببني البشر, فمثلا لا يعترف بوجود الكرد كقومية لهم الحق مثل سائر الشعوب الاخرى على خلاف العالم المتحضر الذي يجاهد من أجل تامين حقوق بني الحيوان ناهيك عن البشر الذي يعمل من اجل تحقيق الرفاهية له . فعند الحديث حول المسائل القومية في مثل هذه الانظمة فيعتبر ذلك خط احمر وكلام خطير وخطر على امن الدولة, وهكذا دواليك .أما من جانب اخر رغم ان النظام داخلياُ غارقُ حتى أذنيه في أزمة حانقة وقد طفح الكيل , تراه لم يكتف بالمهالك والمخاطر والجحيم التي جلبها للشعب السوري , يقوم بالتدخل في حقل الذئب وامور الدول المجاورة من دعمه للحركات الارهابية في العراق ولبنان واثارة القلاقل والمشاكل ولا يدع السلام والوئام تسود انظمة الدول المجاورة , وتعمل وتحاول على تعكير الاجواء فيها وذلك باثارة الفتن والمشاكل والصراعات القومية والطائفية تحت اسماء دينية سلفية وقوموية . وهذا مايجعل ان يقوم الذئب بطلب الحساب والقضاء على الفريسة , دعنا من الفريسة قد انتهت امرها ولم تعد قادرة على الحياة مع الشروط الجديدة فعلاوة على ذلك فانها تقوم بالتحرش بالحقل التابع للذئب وتلويث المياه التي يشرب الذئب منها . لذلك فهذه الاخطاء والذنوب هي السبب الاساسي لان تجعل الحجة بيد المارد من اجل القضاء على النظام السوري .

فمن اجل ان يتمكن النظام السوري بان يحمي نفسه تجاه هذا المارد يتطلب منه ان يتجنب التدخل في حقله اضافة الى تصحيح الاجواء الداخلية وذلك باعادة اللحمة بين السلطات والجماهير وان يصبح الشعب سيد نفسه وصاحب القرار في هذا البلد وان ينهي ملف القضايا العالقة في سورية وهو ملف المشاكل الداخلية من تبييض السجون بشكل تام وذلك باصدار عفو عام يشمل الجميع دون استثناء , الى جانب سن دستور جديد في البلاد يضمن الحقوق المشروعة للشعب الكردي كقومية ثانية في البلد وفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية عن بعض البعض واظهار قانون تعدد الاحزاب لكي يمارس العمل السياسي ضمن شروط ديمقراطية بحرية ولتتمكن النخب السياسية من تمثيل ارادتهم في جميع السلطات الموجودة في البلد. وبهذا ستتحول سورية بدلا من دولة الامن والمخابرات الى دولة القانون والحقوق ومن بلد ضعيف هزيل الى بلد قوي وسيسحب البساط من تحت الجميع ممن يتربصون بها وستتحول من قلعة الظلم والباطل والتعذيب والقتل الى قلعة الحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية .



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرة في الملعب السوري
- -انتحار- كنعان، بداية النهاية للنظام السوري
- رياح التغيير تعصف المنطقة وتصل الى مشارف دمشق
- الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -4
- الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -3
- الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة - 2
- الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -1
- سورية بين المطرقة والسندان
- حلبجة لطخة الانظمة الفاشية السوداء في جبين التاريخ
- تاثير الدوغمائية والفوضوية على الحركة الكردية في مراحل التغي ...
- تاثير الدوغمائية والفوضوية على الحركة الكردية في مراحل التغي ...
- وقفة مع شهر اذار وسورية
- تجاوز العقلية الذكورية المهيمنة هو الطريق نحو تحرر المرأة وا ...
- نحو 12 آذار
- مستقبل العرب والاكراد ليس بالانكار والامحاء والعصيان تجاه ال ...
- كيف يمكن قراءة الاحداث والتطورات في العراق الحديث
- شهداء مجزرة موصل في سطور
- العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -3
- العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -2
- العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -1


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوهات كوباني - النظام السوري فريسة اخطائه تجاه النظام العالمي