أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - صفاء الدين عفنة - النضال بمقابل ... ارتزاق...














المزيد.....

النضال بمقابل ... ارتزاق...


صفاء الدين عفنة

الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 17:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أولا وقبل كلّ شيء تحية أولى إلى كل من ناضل من أجل غد أجمل لهذا الوطن. وتحية ثانية إلى كل المتواجدين اليوم في الساحات من أجل قضايا عادلة.

اليوم أردت أن أطرح بعض الأسئلة حول قضية ما بات يعرف "بالمفروزين أمنيا".
ما الذي تغير حتى يصبح خيرة مناضلينا يطالبون بحقوقهم بهذه الطريقة؟ ولماذا كلّ هذا التستّر في البداية على القائمة الأولية وهذه الضّجّة الإعلاميّة بالنسبة للقائمة التكميلية؟ وكيف تم الحصول على هذه القائمة؟ كيف تمّ تشكيلها؟ أمن وزارة الداخلية التي تعلم جيّدا من هم المفروزين لديها؟ أم من اتّحاد أصحاب الشّهادات المعطّلين عن العمل ؟ أم هي قائمة اعتباطية انصفت الموجودين وألغت الغائبين؟ أين الشفافية في الإعلان عن القائمة كاملة ؟ وفي تقديم الأسامي المعنيّة كاملة؟ كيف يمكن لمن لا يملك شهادة أصلا ولم يتخرّج من الجامعة التونسية ولا يملك في رصيده مقالا واحدا وليس كتابا أن يدّعي أنه مفروز؟ من فرزه ؟ ومتى تمّ فرزه؟


هذه أسئلة طرحت بعد فوضى المطالبات بإنصاف هؤلاء المفروزين أمنيا. ولا أنتظر ردّا عليها لأنّ الإجابة جليّة وموضوعة في السّؤال.
أما عن ما هو أهمّ... فقد استندت إلى الشهيد شكري بالعيد وأقواله لأتمكن من تحديد الغث من السمين في "شرعية" هذه المطالبة بالشغل من قبل هؤلاء "المفروزين". وعلى كل من يريد التحقّق من أقواله التي سأستخدمها الرجوع إلى الفيديو على هذا الرابط. (www.youtube.com/watch?v=v4KFHRv-WJY )
وهذا رأي بسيط، مدعوم برأي قائد وزعيم سياسي أهدى حياته لتونس ولأبنائها.

قال الشهيد شكري بالعيد بخصوص التعويض أنه يوجد نوعين من التعويض. أما النوع الأول فهو تعويض اعتباري – معنوي وهو حق كلّ ضحايا الإستبداد والقهر والفساد والظلم... حق في رد الاعتبار علنا ومن طرف المجتمع والدولة... ويشمل كل المناضلين من 1956 إلى اليوم... والنوع الثاني هو تعويض مادي. ولكن كيف؟ من كان طالبا يعود لمقاعد الدراسة ومن كان يعمل يعود لعمله... ومن تجاوزه سنّ العمل فلديه الحق في التقاعد وفي العلاج...
ولكن... من اختار أن يناضل ضدّ نظام دكتاتوري أو قمعي وصنّفه كذلك... لا يمكن له أن يطالب اليوم بمقابل... فالنضال له ضريبة... وهنا نكون أمام مفهوم النضال بمقابل... وليس تكريسا للمبادئ والقناعات.. "ويصبح هذا "ارتزاقا". فماذا نفعل إذن - قال الشهيد - للناشطين السياسيين الذين حرموا من العمل... والذين تم نفيهم... من يقدّرهم؟ من يقدّر حجم الضرر الذي حصل لهم معنويا وماديّا؟
اعتبر الشهيد شكري بالعيد أن هديّتهم الأولى كانت يوم 14 جانفي... حيث كان رد اعتبار لكلّ المناضلين... واليوم الذي سوف ننجز فيه الجهمورية الديمقراطية الإجتماعية ستكون أكبر هدية لكل المناضلين في تونس. وبالتالي فإلى كل من ينظر إلى تونس أنها"بسكولة فلوس" ويطالبون بثمن لنضالهم مثلما طالبت النهضة بمئات المليارات، نقول أنهم يجسدون للأسف الوعي الغنائمي... فزنا ويجب اقتسام الغنيمة ... وهو ما أطلق عليه الشهيد وصف لحالة ما قبل التمدن وما قبل التحضر... وعي القبيلة.... ولنتذكّر سنة 2012 حين تحرك عدد من المساجين السياسيين السابقين وكان جلهم ينتمي الى اليسار التونسي وأصدروا بيانا يرفضون فيه مبدأ التعويض. وكما أن مناصري حركة النهضة اختاروا النضال من تلقاء أنفسهم ولم يوكلهم الشعب التونسي حتى ينهبوه ماله... فرفض كلّ الشّعب تعويضهم... فإنّ اليسار أيضا لم يوكّله أحد... حتى يطالب اليوم بتعويضه كما فعلت النهضة أمس... والمصيبة الكبرى أنه يمكننا أن نعتبر أنّ التعويض عن الاضطهاد والتعذيب استحقاق من استحقاقات العدالة الثورية... إلى حدّ ما... أما التعويض عن "الفرز الأمني" فهو لعمري أمر... عجيب...هو اغتصاب مفهوم العدالة حين يقوم 600 أو أكثر بالمطالبة بالتعويض في حين يقبل باقي المعطّلين في ظلمات البطالة...


وفي الختام نختم كذلك بقول الشهيد شكري بالعيد... تونس ما تتباعش... وعلى الكثيرين ممن يتصارعون اليوم على مناصب إدارية وغيرها كمقابل لأيام جمرهم نذكّرهم بشهدائنا الذين سقوا بدمائهم أرضنا الطاهرة دون أي مقابل... فسلام عليهم وتحية... إلى أرواح شهدائنا من شكري بالعيد إلى محمد البراهمي إلى الفاضل ساسي ونبيل بركاتي والهادي البرهومي إلى فرحات حشّاد إلى الشاذلي القطاري... ألف تحية... نقبّل أقدامكم ما حيينا يا من علمتمونا حبّ الوطن.



#صفاء_الدين_عفنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - صفاء الدين عفنة - النضال بمقابل ... ارتزاق...