أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد عماد أسياخ - عقدة الأجنبي أو تبخيس الذات و الإعلاء من شأن الآخر(أبناء العم سام) الزيجات المختلطة نموذجا.














المزيد.....

عقدة الأجنبي أو تبخيس الذات و الإعلاء من شأن الآخر(أبناء العم سام) الزيجات المختلطة نموذجا.


أحمد عماد أسياخ

الحوار المتمدن-العدد: 5045 - 2016 / 1 / 15 - 12:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا شك أن الموضوع سوسيولوجي محض ، يحتاج إلى حفر أعماق أعماقه وسبر أغواره .لكن لا ضير أن نمرر عليه مسحة من الكلمات والرأي تزيل عليه الطبقة الأولى من الغبار أو بتعبير أدق الإشارة إليه.
عقدة الأجنبي أو ما يصطلح عليه بمرض (الزينوفيليا) وما أنسبه من مصطلح ، فهذه الحالة النفسية التي ترسخت وتغلغلت في المجتمعات العربية المعطوبة لا يمكن أن تكون سوى مرضا ، بل وسرطانا فتاكا يقتل كل الخلايا الساعية إلى تمجيد الذات والحالمة بمجتمع راق ومتفوق.
إن عقدة الأجنبي في المجتمعات العربية ليست وليدة اللحظة بل هي متجذرة في الوعي الجمعي وتعود إلى عصور الإستعمار ، حيث تخللت لحظة دخول المستعمر الغازي إضافة إلى لحظة الإنكسار نظرة إنبهار ، إنبهار بالآخر المختلف ،القوي.
في نظري قد وجدت هذه البذرة-الفكرة الذهنية الخصبة لزراعاتها ونموها عقب عام النكسة حرب 67 فما كان من هول الهزيمة الشنيعة التي مني بها العرب إلا أن تولد في المخيال العربي الشعور بالقزمية والدونية والذي للأسف لم يقتصر على المجال الحربي والقوة العسكرية بل تعداه ليشمل مختلف مناحي الحياة وعلى رأسها العنصر البشري حتى غدى هذا العنصر الأجنبي - (العيون الزرقاء) يحمل علامة الجودة وكل صفات الكمال وميزات فارس الأحلام في عيون أبنائنا وبناتنا السوداء.
فحتى الدين لم يستطيع كبح جماح هذا الإنبهار-الهيام ، نتحدث هنا عن الدين بإعتبار مجتمعاتنا ذات مرجعية دينية من الناحية العاطفية وليس العقلية ولعل مقولة محمد أركون قدس سره أبلغ ما قيل في هذا الطرح " لا يوجد أي فهم تاريخي عقلاني للإسلام في العالم العربي .. الموجود هو مخيال عاطفي جبار يحرك الشارع بالملايين".
فالإنسان العربي يقبل الإرتباط أو يحلم به بالشخص الغربي وبكل عيوبه التي تحرمها دياناته ،إلهه،أعرافه ،قبيلته ...،كل شيء يهون من أجل زرقة العيون الزرقاء ، والويل كل الويل للطرف الاخر من إبن جلدته إن فكر أن يقوم بذرة ما قام به الأجنبي ولو خيالا ،وفي إعتقادي هذا أصدق تعريف للجنون ،اللاعقل ، اللاوعي ، السكيزوفرينيا .
الكثيرون يعزون الأمر للعامل الإقتصادي ، الوضع المعيشي وقلة ذات اليد حيث يعتبر الأجنبي المنقذ وسوبرمان زمانه ، وهذه النقطة بالذات تعني لي شيء واحد ووحيد هو موت الإنسان ، فعملية الإنقاذ المزعومة هنا تشمل الإنسان ، طيب السؤال الفلسفي العميق الذي يطرح نفسه لآن وبشدة : ما الإنسان ؟ إذا كان الإنسان هو ذلك الكائن الذي يتميز بتلك الطاقة العظيمة والقوة الخفية المسماة الروح والتي تتحكم في سكاناته وحركاته المصقولة بالهوية الثقافية : لغة ، عادات ،تقاليد ....، هنا نجد أن هذا الإنسان في مأزق ونفق الخروج من الإنسانية بلا رجعة . فهذا الكائن المسمى هنا تجاوزا (إنسان ) والذي قدم الجانب المادي في الحياة على كل الجوانب قد أصابته لعنة التعاريف وطرد من وطن الإنسانية سواء وعى ذلك أم لا.
ختاما أختم بطرح سؤال ما العمل ؟ ولعل هذا السؤال يحيلني على كتاب القائد الكبير لنين بنفس العنوان والجواب سيكون هو حيث بدأ لنين نفسه : الثورة الثقافية فهي الحل الوحيد والأوحد لإعادة تشكيل العقل العربي وجبر الذات المكسورة.



#أحمد_عماد_أسياخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للنكبات... نُؤرِّخ.


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد عماد أسياخ - عقدة الأجنبي أو تبخيس الذات و الإعلاء من شأن الآخر(أبناء العم سام) الزيجات المختلطة نموذجا.