أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رينا الحناوي - تبات ونبات ... وصبيان وبنات














المزيد.....

تبات ونبات ... وصبيان وبنات


رينا الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 08:27
المحور: الادب والفن
    


أتذكر اول فيلم امريكى أثر فيّ من ناحية الفكرة ، وكنت وقتها حديثة السن ، حيث أن قصة الفيلم كانت تحكى عن مقاطعة بعيدة قليلاً عن المدنيّة والعمران بالقرب من الغابات ، وكان هناك حيوان مفترس أو وحش يشبه الذئب ، دائماً ما يهاجم أهل هذه المقاطعة ودائما ما يتصيّد الاطفال أو أى شخص يمشى وحيداً ، وتعدى الأمر به بعد ذلك إلى مهاجمة المنازل ليلا ، ووصل به الذكاء إلى أنه يختار ضحيته دائماً بحيث يكون وحيداً حتى لو كان داخل المنزل ،،،،
أهل القرية بالكامل كانوا مصابين بالذعر والرعب من ازدياد عدد القتلى والمصابين ، ولا أحد قادر على اصطياده حتى جاء لهم العون من المدينة ، لكن فريق من الشرطة ، وبعد أحداث كثيرة ومشاهد متعبه ومرعبه فى الفيلم ، وبعد مقتل أفراد من فريق الشرطة وإصاباتهم تمكن أخر ضابط وضابطة من عمل فخ متقن لهذا الحيوان المفترس والقضاء عليه وقتله ،،،،

أخر مشهد من الفيلم كان الضابط يقف بجوار جثة الحيوان المفترس المقتول وإلى جواره زميلته تجلس على الارض منهكة القوى تتنفس الصعداء ، وعربة إسعاف تقف تحمل جثامين باقى الفريق ... ويلتف حولهم أهل القرية وهم فى قمه الامتنان والسعادة لخلاصهم من هذا الكابوس اللعين الذى أرّق حياتهم ومنعهم النوم...

ووسط أصوات الناس وفرحتهم ، والتى تعلوها صوت عربه الشرطة فى شىء من النصر والزهو بأضوائها الملونة ، وصوت عربة الاسعاف وهى تستعد للرحيل تبتعد الكاميرا رويدا رويدا عن هذا الحشد المنتصر السعيد وتذهب داخل الغابة ببطء شديد حيث تقترب من جُحر صغير ونرى أمامنا فجأة أطفال الوحش القتيل وهى تخرج من الجحر مُصدره اصواتها الطفوليه الممزوجة بالبراءة والتوّحش معلنه استكمال مسيرة الوحش المقتول .
انتهى الفيلم ...

و لن أنسى ما حييّت هذا المشهد والذى يعبر بمنتهى البساطة واليسر عن ثقافة تفهم الحياة جيدا وتستوعبها وانه لا يوجد نهاية أبدية لشىء انما هى دوائر و مراحل حياة ....تخيل معى لو ان هذا فيلما عربيا لانتهى بمقتل الوحش وبأن البطل والبطلة يتزوجان ، ويعيشان فى تبات ونبات ، ويخلفان صبيان وبنات ،،،، وان كل حاجة حلوة وجميلة واننا خلاص عايشين فى امان الى الابد .... هذه الثقافة الساذجة هى واقعنا بالفعل فنحن دائما ما نعتقد فى النهاية السعيدة وننسى مايحمله لنا المستقبل
كل هذا يظهر بمنتهى الوضوح فى افعالنا وافكارنا الحياتية.....
فلقد هزمنا اسرائيل فى معركة منذ عشرات السنين ولا نزال نعيش على أطلال هذا النصر ولا نرى ماوصلوا هم إليه الآن ،،،،، هزمنا الجماعات المتأسلمة فى معركة ولا نزال معتقدين انهم خلاص على كده ومش حتقوم لهم قومه تانى مع ان هذا منطقيا غير حقيقى ......
أتحداك أن تذكر اسم فيلم أمريكى انتهى بالنصر على الشر ولم يترك لك مشهدا أخيراً بالفيلم يدلك على أن الشر باق لمرحلة جديدة حين يستعيد انفاسه ......
اما نحن فأدمغتنا وعقولنا خاوية من فكرة دورة الحياة ،،،،
إن انتصارك فى وقت لا يعنى احتفاظك بهذا النصر إلى الابد ،،،، وان فرحتك اللحظية لا يجب ان تنسيك واقع الحياة حتى تجد نفسك تحت أقدام من انتصرت عليهم مرة أخرى.
رانيا الحناوى




#رينا_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يرفض المصريون دعواتكم للنزول ؟
- سليمان الناجي
- يا بخت من زار وخفف
- تامر الشهاوي ... مرشح من زمن الفرسان


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رينا الحناوي - تبات ونبات ... وصبيان وبنات