أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - يا عبد الله استرني يا عبد الله انكحني !














المزيد.....

يا عبد الله استرني يا عبد الله انكحني !


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 15:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رُبَّ ضارةٍ نافعة ، فبقدر ما كانت جرائم داعش صادمة و مرعبة ، كما بدت في وحشية و همجية ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و سوريا ، بقدر ما كشفت الستار عن حقيقة الشريعة الإسلامية ؛ لجهة وحشية و لا إنسانية أحكامها ، و مجافاتها لقيم الحضارة و السلوك السوي و الحس السليم و حقوق الإنسان . و كمثل لذلك : جواز سبي النساء ، و جواز ملك اليمين ، و جواز الرّق في الشريعة الإسلامية .
وما الفتوى التي أصدرها الشيخ ياسين العجلوني سوى غيض من فيض الفتاوى الإسلامية التي تبيح سبي النساء و ملك اليمين و الاتجار في الرقيق (الإماء و العبيد) ، و عبثا هي تلك الدفوعات التي يحاول أصحابها إرجاع مثل هذه الفتوى إلى شذوذ بعض شيوخ و علماء الدين الإسلامي ، فالواقع أن الشذوذ يكمن في الشريعة الإسلامية نفسها .
يبدأ الشيخ ياسين العجلوني فتواه بقوله حرفيا : نيابة عن علماء الإسلام في الشام ، علماء سوريا ، أصدر الفتوى بجواز أن تطلب المرأة السورية من الرجل المسلم القادر على كِسوتها و سُترتها و إيوائها ، يجوز لها أن تطلب منه أن يُدخلها في عقد مُلك اليمين كي تصير مُلكا ليمينه .
و يدلل على صحة فتواه - بجواز أن تدخل المرأة في عقد ملك اليمين ، فتصبح (أمة / جارية) للرجل - بعدد من الأحاديث النبوية ، فيقول بالنص : و في الحديث الذي رواه البخاري " و يُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة ، يلُذن به ، من قلة الرجال و كثرة النساء " و لقوله صلى الله عليه و سلم " إذا عمت الفتنة ، ميّز الله أولياءه ، حتى يتبع الرجلَ خمسون امرأة ، تقول : يا عبد الله .. استرني يا عبد الله .. آوني - و في الرواية - تقول له انكحني " .
و يبين الشيخ العجلوني أنه يفتي بجواز استرقاق النساء السوريات (حفظا لفروجهن و أمنهن) ، فيمضي من ثم ليقول بالنص الحَرفيّ : يجوز لهن أن يطلبن الدخول في عقد زواج ملك اليمين ، بحيث يصير هذا الرجل سيدا لها ، و تصير هي مُلك يمينه ، و تطبق فيها أحكام ملك اليمين ، التي أكدها الله تبارك و تعالى في قوله " إلا على أزواجهم و ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين " فعلة الحكم الشرعي أن تصير المرأة في حكم ملك اليمين .
و يخلص الشيخ العجلوني في فتواه الشرعية إلى قوله : و من ثم بعد أن تصير هذه المرأة ملكا ، له بعد أن تقول له " ملكتك نفسي بعقد ملك اليمين " تصير هذه المرأة مولاته ، و يصير هو سيدها ؛ فتصير هي أمَةً له ، و جاريةً له ، و خادمةً له . عليه كسوتها ، و عليه حفظها ، و عليه رعايتها صحيا و بدنيا ، و عليه نفقتها و نفقة من في حياضها من ولد أو أخ أو غير ذلك ، فإذن يدخل هؤلاء (يقصد ابنها أو أخاها أو تابعها) في حكم ملك اليمين ، بعد أن تصرح هذه المرأة بهذا اللفظ " ملكتك نفسي " ، وهذا يكون مقابل اجر معلوم مقابل مبلغ معلوم يدفعه هذا الرجل المسلم المقتدر ... #
و نُلاحظ أن الشيخ المفتي قد تعمد في فتواه أن يخفف على النساء السوريات من شدة وقع المفهوم العبودي لمُلك اليمين عليهن ، فوصفه بأنه (زواج ملك اليمين) . و الحقيقة هي أن العلاقة بين الرجل و المرأة في (ملك اليمين) ليست على الإطلاق (علاقة زواج) ، بل هي (علاقة تسرّي) ، أي أنها علاقة استعمال و استغلال جنسي بحت .. مقابل الإيواء و الكساء و الغذاء ، فليس للأمَة أو الجارية في الشريعة الإسلامية أي حق من حقوق الزوجة الحرة . هذا أولا ، و ثانيا .. فإنه حسب فتوى الشيخ ، لا تقتصر عبودية دخول المرأة في عقد ملك اليمين عليها وحدها ، بل تتجاوزها إلى ابنها أو أخيها أو أختها من الأطفال القصّر أو غيرهم - ربما قريب بالدم أو حتى خادمة تتبعها - فيكونوا جميعا مُلك يمين للرجل المسلم الثري الذي دخلت المرأة (التي لابد أن تكون طبعا فتاة حسناء أو شابّة جميلة) في ملك يمينه .
و حتى ندرك مدى همجية و تخلف و لا إنسانية (مُلك اليمين) في الإسلام ، يكفي أن نشير إلى أنه من أحام ملك اليمين في الشريعة الإسلامية ، أنّ الأمَة (الجارية / العبدة / المملوكة) هي مُلك لسيدها - كأية دابة أو قطعة أثاث في بيته - يجوز له شرعا أن يبيعها ، و أن يهبَها ، و أن يتنازل عنها ، و أن يعيرها لغيره ، و أن يوَرِّثها ، و أن يدفعها في كفّارة ، فضلا عن حقه المطلق - أساسا - في معاشرتها جنسيا دون أن يكون لها حق الامتناع . و من أحكام ملك اليمين في الشريعة الإسلامية أيضا ، أن الأمة / الجارية (و كذلك العبد) ليس لها حق الميراث ، و أموالها و أملاكها و من قد يكون في تبعيتها .. هي جميعا مُلك لسيدها ، و أبناء الأمَة يرثون عن أمهم عبوديتها .. فهم مثلها إماء و عبيد لسيدها ، وديّة الأمة نصف ديّة الحرّة ، و من أحام ملك اليمين في الشريعة الإسلامية أيضا ، أن الأمة / الجارية ، لا عليها أن تغطي شعرها أو أن تغطي نهديها ، فعورة الأمة / الجارية ، هي كعورة الرجل من السُّرّة إلى الركبتين فقط ، و من حق من يرغب بامتلاكها أن يعاين جسدها - بكل تفاصيله - قبل أن يدفع ثمن شرائها من سيدها .
https://www.youtube.com/watch?v=6Wmixhycc-s





#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا ليست جادة في الحرب على الإرهاب .. لماذا ؟
- الكعبة المكية معبد للإله القمر
- الحرية لرائف بدوي
- في تونس : أنت وطني ؟ أنت ثوري ؟ إذن صوت للسبسي
- مواقف غير محايدة
- في دولة تكبيييرستان : كش ملك ، انتهت اللعبة !
- نحو إقامة الدولة الإسلامية في ليبيا
- التخلف الاجتماعي و البدْوقراطية
- التأسيس لدولة النهب القانوني
- النبي والنساء
- الناسخ والمنسوخ والمفقود والمرفوع
- المارشال السيسي و سؤال الهوية
- أم ريكا مستاءة و ريكا غاضبة
- الأسطورة و الدين
- انتبهو ! الشعب يمهل و لا يهمل
- أردوغان و مسمار جحا العثمانيّ في سوريا
- ظاهرة السيسي
- مات الملك .. عاش الملك !
- فصول من تراجيديا الربيع العربي


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد بن زكري - يا عبد الله استرني يا عبد الله انكحني !