أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم إبراهيم - ليس خوفاً على السلطة بل خوفاً من حزب الشعب















المزيد.....

ليس خوفاً على السلطة بل خوفاً من حزب الشعب


أكرم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في افتتاحية العدد 46 من "الرأي"

لقد انتهى الفساد والقمع بالمجتمع إلى فقدان غريزة النزوع للبقاء أو كاد ، فترى الناس إما غير مكترثين بما يجري حولهم ولهم ، وإما نازعين نزوعاً انتحارياً إذ يخوضون في السياسة وقد نسوا أنهم بها يصنعون مستقبلهم ومستقبل أطفالهم . وبدلاً من أن تهتم النخب السياسية والفكرية بهذا الخطر نراها وقد توزعت بين غافل ومبارك مستغل ثقافة العصمة والتقديس والقبلية الحزبية ، ملتقط كل ما يقوله الانفعاليون من بسطاء الناس دون أن يقصدونه ، محولاً إياه إلى عقيدة .
يقول العدد 46من "الرأي" :" إن من أهم ما كشفته تفاعلات السوريين مع مهمة المحقق الدولي ميليس هو قلق قطاعات واسعة من المواطنين على بلدهم ووحدته وأمنه الوطني واستقراره . ويخشى بعضنا أن كياننا الوطني بالذات مهدد بمخاطر عدة . وأضحى من المألوف أن يتخوف كثيرون بيننا على مصير البلاد وتماسك نسيجها الاجتماعي ووحدتها الوطنية.. نجد كياننا في مهب رياح التفتت والسيطرة الأميركية معا.. إن الهيمنة الخارجية تحرك الانقسامات الدينية والطائفية والإثنية الكامنة، وتفاقم من هشاشة الدولة الوطنية، وتعمق الشرخ بين الوطنية والديمقراطية. " . في هذا تشخيص دقيق لنتائج الغزو ، لكن الرأي تؤكد ما درجت علية مصادر حزب الشعب من انفصال الوطنية عن الديمقراطية ، ولا تتركنا نعتقد بضرورة الاستعداد للمواجهة ، إذ تستبق هذا التشخيص بالقول أن الحصار الداخلي المديد "ألحق من الأضرار بالبلاد وبوحدة شعبها ما يتخطى كل ما يمكن أن يطمح إليه حصار خارجي"، جاعلة من استمرار النظام خطراً يفوق خطر الاحتلال . بل تتجرأ فترفع سيف الإرهاب على من يفكر بإعلان وطنيته فتقول :"ليس لنا أن نعلن نوعا من حالة الطوارئ التي تدفع للالتحاق موضوعيا أو فعليا بالنظام. نطالب أنفسنا وغيرنا أيضا بالقطيعة مع خطاب الطوارئ وثقافتها ومع محاولات بعضنا إثبات وطنيته أمام النظام. هذا إما خضوع للابتزاز الإيديولوجي، أو محاولة، واعية أو غير واعية، لخلق قواسم مشتركة معه.. وهو يشعر بالسعادة حين يجد معارضين يتبرعون بتهويل الأخطار الخارجية أو التنديد بالخطر الأصولي المزعوم " . هكذا! التفكير بالاستعداد أو الإفصاح عن النزعة الوطنية التحاق بالنظام ، وإثبات وطنية أمامه ، وخلق للقواسم المشتركة معه ، وخضوع للابتزاز الإيديولوجي ،والنظام يسعد عندما نتبرع بتهويل الأخطار الخارجية. أين التبرع بالتهويل ؟! فهل هناك أهول مما ذكرته الافتتاحية ؟! "الرأي" بدلاً من أن توضح ما يترتب من إجراءات كرد على الأخطار الخارجية تتذرع بممارسة السلطة لتجهز على ما بقي لدى الناس من غريزة النزوع للبقاء ، فإذا لم يكن بالإمكان استقبال الغزو بالورد والأرز فليكن بالتنبلة . الرأي تستعمل من الحجج ما يمكن أن يستعمل ضدها على نحو أفضل ، فالعقل حليف القضية العادلة ، ألا يمكننا بنفس المنطق أن نستنتج أنها من أدوات القصف التمهيدي ؟! هذا ما سأحاول رصده .
1ـ لا يوجد نظام في العالم ومهما كان توصيفه يقبل أن تحل النتائج المذكورة في مجتمعه . وفي نفس الوقت خطورة هذه النتائج على حياة المواطنين وأرزاقهم ومستقبلهم أشد منها على النظام . وهذا قاسم مشترك غير وهمي ولا ضار بين المواطنين وبين النظام أحبوه أم لا . لكن هذا الحزب يرفض القواسم المشتركة مع النظام في حين يقبلها مع القوى الاستعمارية .
2ـ تقول الافتتاحية : "لا يفيد التشكيك بميليس وبالتسييس المحتمل لمهمته إلا في التشويش على الضرورة الملحة لتغيير عميق في النظام الحالي".
* كان صدور القرار 1559 تدخلاً استثنائياً في شأن داخلي من مستوى تمديد فترة الرئاسة . ولقد استخدم التمديد من أجل التهيئة لفتنة كبيرة في سياق الصراع على دور لبنان وهويته عبر استبدال الوصاية واستهداف المقاومة والمخيمات . هذا القرار ومن ثم الإصرار على تنفيذه وعرقلة تنفيذ بقية القرارات مؤشر على استهداف المنطقة.
* تشكيل لجنة التحقيق الدولية استثناء لافت يؤشر إلى خطر داهم . ببساطة لأن أمريكا صاحبة أكبر رصيد من الجرائم بين الدول ، والتي لا تتورع عن فعل ذلك في وضح النهار ، ليست معنية بالحقيقة بل بمشاريعها المعلنة والخفية ؛ فاللجنة جاءت لتكشف الأدلة في حال تورط السلطة في الجريمة ولتطمسها في حال براءتها كي تسجل ضد مجهول مع إبقاء أصبع الاتهام موجهة إليها.
فلماذا بعد كل هذا يخدم التشكيك السلطة ولا يخدم العدوان ؟! لقد حذر الغيورون حلفاء حزب الشعب اللبنانيين من أن تشكيل اللجنة سيوفر مدخلاً لعبور القوى الاستعمارية إلى الداخل اللبناني والسوري . ومع هذا لم يكتف المتحالفون بهذه الخطيئة ، بل وضعوا ميليس أمام مطلب اتهام السلطة السورية . كيف ؟ بعد تشكيل لجنة التحقيق الدولية في مقتل الحريري ، الأهبل أو من يريد استغلاله ، وحدهما يستطيعان القول أن السلطة السورية هي المسؤولة عن الجرائم الأخرى . ببساطة لأن المنفذين بعد تشكيل اللجنة إما من طبيعة غير سلطوية لا تحسب حساباً للمصالح الشخصية ، وإما لديهم ضمانات من أمريكا ، ومع ذلك رأينا أصابع الاتهام توجه إلى السلطة. وهذا إضعاف للسلطة لكن عبر حرف النظر عن المنفذين وما يخططون له ، وإعلان للجنة التحقيق بأن الطلب قوي على عدم النزاهة. أنا لا أنزه السلطة ، لكن عندما يكون هناك احتمالات عديدة ممكنة ، ويكون التنبه إليها أسلم وأقرب إلى العقل ، ثم لا نترك اللجنة في أجواء التحقيق الجنائي المحض ونجزم بأن السلطة لا غيرها هي الفاعلة ، نكون قد وجهنا رسالة إلى ميليس مفادها أن الطلب قوي على تقرير يورطها. إن تقرير ميليس جاء كما تحب "الرأي" وتشتهي ولذلك نراها حريصة على هذا الإنجاز إذ تدعونا إلى عدم التشكيك كي لا يتم التشويش على المشروع الأمريكي .
عندما تعدنا الدوافع الاستعمارية الكامنة خلف تشكيل اللجنة بالموت أو بالخراب وضياع المستقبل فإن غريزة النزوع للبقاء تملي علينا دفع التفكير بالجريمة إلى المرتبة الثانية ، حتى لو كان رأس السلطة السورية أمر بها في كتاب خطي ومختوم بختم القصر ، لأن الجريمة أصلاً لا تعني أياً من الذين وضعوا ميليس أمام مطلب اتهام السلطة ، بدلالة عدم انتظارهم نتائج التحقيق واستبعادهم لاحتمال تورط آخرين ، حتى في الجرائم اللاحقة. وهذا ما تفعله "الرأي" في هذا العدد عندما تقول: "ونحن نرجح أن تسييس التحقيق، وليس عدم تسييسه، هو أنسب مخرج للنظام. فاعتبارات السياسة والمصالح والاستقرار هي التي ستتغلب في النهاية على اعتبارات العدالة والحقيقة". وهو ما لا يفعله أصغر محقق جنائي في أكثر الدول تخلفاً، وإلا ما الحاجة إلى تحقيق ، فاعتقادنا أن السلطة تفعلها لا يعني أنها فعلتها حقاً. إننا بمنطق مشابه لكن بحظ أكبر من العقل نقول أن الذي فعلها كان بحاجة إلى التدخل وإلى تقرير تحت الطلب .
3ـ في سياق موازٍ تقول "الرأي" أن :" ضبط سيارات مفخخة وعصابات إرهابية تحاول اجتياز الحدود من الطرفين ، لم تستطع أن تقنع أحداً ع 45" ، والنظام يعلن "انه مستعد للتعاون مع الأميركيين، وانه يبحث عن قضية مشتركة معهم (يتطوع مثلا لمحاربة التطرف الديني كما أعلن غير مرة) " وهو يسر بأن تندد المعارضة "بالخطر الأصولي المزعوم". وهو ما سينتج عنه نقص في التنبه لما يحاك ، لأنه التفاف على السؤال المشروع عن سر اندلاع مثل هذه الأحداث كلما تعرضت سورية لتهديد خارجي . ولا تقول "الرأي" شيئاً عن هذا الدم الذي سال من الطرفين لتترك المجال للوتوتة الشفهية كالعادة . وهذا ما يمكن اعتباره تحالفاً مع التطرف الذي استفاق مع القرار 1559 .
4ـ تقول "الرأي" أن النظام لا يشبع من "النيل من الأطراف العربية الأخرى من جهة، والشكوى من استبعادها له أو حتى تآمرها عليه من جهة أخرى" وفي العدد 45 تتحدث عن دولة ديمقراطية تعيد سورية " إلى موقعها وعلاقاتها السوية مع محيطها العربي ، وتضعها في المكان المناسب داخل العلاقات الدولية" .
"الرأي" تقر بدور إيجابي للنظام عندما تقول :"قد يقوم تفاهم مع النظام شرط أن يسلم بكل ما ترغب به الولايات المتحدة بخصوص العراق ولبنان وفلسطين" . لذلك لا عجب أن تتظلم عن الأنظمة وتبرئها ما دامت مثلها وجدت قاسماً مشتركاً مع الدول الاستعمارية بخصوص العراق ولبنان وفلسطين وسورية .
إذا أردت أن تعرف ما يدور في واشنطن فاقرأ "الرأي"؛ فسورية لن تعود إلى علاقاتها السوية مع حكام العار وإلى المكان المناسب في العلاقات الدولية الاستعمارية ، وستبقى مهددة بالإرهاب الأصولي والفتن الداخلية ، ما لم تستبدل الجزمة والشلمونة فيصبح حزب الشعب والقادرون على التحالف معه جلادي ومصاصي دماء الشعب السوري وقواديه .
بعد اتضاح أهداف ونتائج الغزو الأمريكي ، تتراجع الرأي عن وعد الديمقراطية عبر البوط الأمريكي ، وحسناً فعلت ، لأن هجومها على النزعة الوطنية أصبح بلا مسوغ . وغريزة النزوع للبقاء تملي علينا الحذر من النزعة الكامنة خلف هذا السلوك ؛ إذ بعض ما يقال ويفعل لا يمكن أن يلحس ، لأنه تعبير عن نزعة أصيلة لم تنشأ ولا تزول .



#أكرم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم إبراهيم - ليس خوفاً على السلطة بل خوفاً من حزب الشعب