الثعلب في ثياب الواعظين

هالة المصرى

الحوار المتمدن-العدد: 1360 - 2005 / 10 / 27 - 12:36
المحور: حقوق الانسان
    

خرج علينا الصحفي مصطفى ‘بقري‘ في العدد الأخير من جريدة الأسبوع بمقال يشذ عما يكتبه ،بقري، عادة، ربما ليس هناك ما يوازي المقال شذوذا إلى شذوذ كاتبه نفسه في الصحفيين، فمصطفى ‘بقري‘ هو نفسه من أفتى بأن ابني صدام حسين شهداء عند ربهم يرزقون، وأن صدام هو مناضل ومجاهد؛ بل ربما شيخ المجاهدين.
ما علينا طلع علينا سي بقري بمقال جديد بيقول إيه إن فيه مؤامرة!!! خير اللهم ما أجعله خير مؤامرة من مين يا ضانيا وعلى مين. قال إيه يا عم فيه مؤامرة على الواحدة الوطنية (يا ريت يا شباب لو حد قابل الست وحدة يقول لها بندور عليها). طيب يا عم بقري مين عمل المؤامرة دي بقى، بيقول لك إن "الزميلة الميدان" هي اللي بدأت بنشر تفاصيل المسرحية. وطبعا حضرته نسي يقول لنا عن طريقة النشر اللي من نوعية انقظوا الإسلام، وسب النبي جوه الكنايس إلى أخر أساليب الصحافة المحترمة قوي بتاعة الأسبوع وصاحبتها الميدان. وطبعا مش بينسى بقري إنه يحمل الموضوع كله للوحشين أقباط المهجر اللي ولعوا الدنيا. وبيكمل بقري مقالة ويفكرنا بأننا لازم نبقى حلوين ونلعب مع بعض ومنديش فرصة للدول الوحشة الغريبة اللي بتلعب فينا. وبعدين يقول لنا إن الحل في أن "يتم التأكيد على حقوق المواطنة للجميع" "وأن المسلم ليه حقوق المسيحي والمسيحي ليه حقوق المسلم".
وفجأة دون أن يدري تحول مصطفى بقري إلى واحد من أقباط المهجر يردد ما يطالبون به من وحدة المواطنة وتساوي الحقوق والواجبات عند الجميع. والآن فليخبرنا هذا البقري من الذي يموله ويوعز له بهذه الأفكار الهدامة من وحدة المواطنة وتساوي الجميع؟ من الذي يدفع له ليطالب بإزالة الاحتقان والكف عن أساليب المراوغة؟
يا أيها البقري
أنا لست واحد من أقباط المهجر ولا من أقباط الداخل، أنا واحد من المتنصرين الذين ذاقوا الويل على يد ضباط مباحث أمن الدولة في دولتكم الكريمة، واحد من الذين ألقوا في السجون لأنهم اختاروا وعن قناعة كاملة ترك الإسلام للمسلمين والإيمان بمعتقد غيره. واحد من الذين تربوا على قراءة "الجواب الصريح لمن بدل دين المسيح" "هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى"، واحد من الذين نشأوا وهم يستمعون إلى محاضرات الهندي الجنوب أفريقي القدياني أحمد ديدات وهي تطعن في كل ما هو مسيحي وتصف المسيح بأنه "أفشل نبي في التاريخ"، واحد من الذين تعلموا أن لا يبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، واحد من الذين استمعوا لمصطفى مشهور زعيم الإخوان المجرمين وهو ينفي عن مسيحي مصر صفة المواطنة، واحد من الذين تعلموا أن المسيحي في مصر مواطن درجة ثانية، وإنه عضمة زرقاء واحد من الذين رأوا الوجه القبيح لك ولأمثالك الذين ينادون بالحرية شرط أن تكون مفصلة على مزاجهم. فمنذ أن تناولتم موضوع وفاء قسطنطين وأنا أقرأ العجب العجاب. أقرأ بيانا يطالب بحرية العقيدة يوقع عليه أمثال أبو إسلام أحمد عبد الله مؤسس الأكاديمية الإسلامية لدراسات الأديان والمذاهب (بتصريح حكومي) والذي يقوم بنشر وتوزيع مواد مكتوبة ومسجلة تسب المسيحيين مجانا أو بسعر رمزي (رجاء إخبارنا من يموله. هذا الأحمد الذي يتكلم عن المسيحيين بأنهم كلاب مسعورة، وثنيون، مشركون،... إلى أخر قاموسه الذي إن دلنا على شيء دلنا على تربيته الإسلامية الراقية جدا). ونفس البيان وقعه معه محمود رياض محامي الجماعات الإسلامية وهو الذي عينته نيابة أمن دولة للدفاع عن أحد المتهمين بتحولهم للمسيحية – في دولة حرية الأديان – فما كان من المحمود رياض إلى أن قال لموكلة: "أنت المفروض تأخذ إعدام". هذان وغيرهم يطالبون الآن بحرية العقيدة للجميع. عشنا وشفنا.
يا أيها البقري
إذا كنت فعلا ممن يطالبون بحرية العقيدة للجميع دون تفرقه، فإليك اقتراح تلجم به أقباط المهجر وغيرهم، ربما تقنعنا بأنك فعلا تريد الخير لهذا الوطن. لماذا لا تتولى جريدتك قضيتي الشخصية. فأنا مصري مسيحي باختياري، تم حبسي وتعذيبي لفترة تقترب من العام، ولا زلت في كل أوراقي الرسمية مسلم لأني لا أستطيع أن أغير هذه الأوراق. فلماذا لا تتناول صحيفتكم المطالبة بحقوق المواطنة هذه القضية؟ هل تقبل يا بقري أن يفرض الإسلام على أحد؟ هل تقبل أن أُجبر على أن أُسجل أولادي كمسلمين رغما عني وعنهم؟ هل تقبل أن أُطرد من بلدي وأمنع من دخولها؟
أعرف جيدا ما سوف تقوله في حال قراءتك هذا الكلام، أنني كاذب ولا تحولت للمسيحية ولا يحزنون وإنها أحد ألعاب أقباط المهجر.
لا يا سيدي إليك البيانات التي تستطيع بنفسك التأكد منها من مكتب مباحث أم الدولة، أو من تقارير منظمة العفو الدولية.
اسمي: محمد حسين محمد
متهم في القضية 962/90 حصر أمن دولة
معتقل من 28 سبتمبر 1990 إلى يوليو 1991
تم القبض علي بواسطة الضابط مدحت كمال الدين حسين من مكتب جابر ابن حيان (إبن كمال الدين حسين عضوا مجلس قيادة الثورة في مصر المحروسة)
اعتقلت في ليمان أبي زعبل في عنبر التأديب حبسا انفراديا تحت إشراف المأمور محمد عبد المنعم
والآن يا مصطفى هل تستطيع أن تثبت لنا أنك فعلا تعني ما تقول؟
إذا كنت خرجت علينا اليوم في ثياب من ينادون بحرية المعتقد، فها أنا أتوجه إليك بتبني قضية تثبت بها أن لست من أصحاب الظاهرة الصوتية ولكنك رجل أفعال لا أقوال.
محمد حسين

#هالة_المصرى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات