أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى -الدولة والكنيسة- 2














المزيد.....

الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى -الدولة والكنيسة- 2


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أريد أن ألخص بعض الحقائق الهامة حتى تكون نصب أعيننا:

1- تقع مصر في أخطر بقعة استراتيجية على الأرض فمن يملك مصر يملك السيادة على الأرض كلها. لذلك تعيش مصر في موقع مستهدف من قوى الاستعمار الذي يتحين الفرصة للانقضاض على فريسته. لقد عانت مصر بسب موقعها الاستراتيجي المتميز من جميع المستعمرين الذين شكلوا القوى العظمى التي حكمت الأرض عبر 2500 عام. إن من ينكر وجود المؤامرة ويدعي أنها مجرد نظرية هو جزء من المؤامرة.

2- إن أخطر ما يصيب مصر هو الانقسام بين المصريين فالقوى المتربصة تتحين الفرصة لضرب الوحدة الوطنية في مصر. إن أيسر الطرق لاختراق مصر هي الدخول من خلال الدين. لذلك أقام الاستعمار البريطاني التنظيمات السياسية الإسلامية بهدف ضرب الوحدة الوطنية في مصر.

3- لم تستطع قوى الاستعمار أن تقيم تنظيمات مماثلة على الجانب المسيحي في داخل مصر، في ذلك الحين، بسبب الوعي القومي للأقباط من ناحية، والتصاق الأقباط بالكنيسة التي كانت دائما على درجة عالية من الوعي والتنبه الكامل لنوايا الاستعمار، بسبب خبرتها الطويلة بكل صور المستعمرين. وبذلك شكَّل الوجود القبطي جهاز المناعة الحقيقي في جسد مصر، فلم يجد الاستعمار أي منفذاً لاختراقه عبر تاريخ طويل.

4- إن ثورة سنة 19جمعت كل أفراد الوطن ووحدتهم لهدف واحد هو الخلاص من المستعمر. ونتيجة لوحدة الهدف كان هناك وجود قبطي متميز فوق قمة أجهزة العمل الوطني بزعامة سعد زغلول. وقد كان لوجودهم علامة صحية تعبر عن الوحدة الوطنية وحق المواطنة لكل مصري طبقا لمعيار الكفاءة والقدرة على العطاء لمصر، وليس طبقا للتعصب الديني. إن هذه الوحدة شكلت درعا فولاذيا مانعا قويا حمى العمل الوطني المصري كله في وقت حساس من تاريخ مصر وحقق الكثير من طموحاتها.

5- لقد ضرَب الرئيس أنور السادات جهاز المناعة الرئيسي في جسد الوطن بتشجيع الحركات السياسية المتأسلمة والقوى الممولة من الاستعمار. ونشر التعصب الديني مع تهميش دور المثقف القبطي مما كان له رد فعل سيئ على كلا الجانبين المسيحي والمسلم فصنع هوة رهيبة بينهما. لم تتورع هذه القوى العميلة من أن تتهم المسيحيين بالكفر ولم تستنكف من أن تهاجم المسيحية والكتاب المقدس بصورة علنية مقززة. وقد بلغ الأمر أقصى درجات السوء عندما تعرض طلبة المدارس والأطفال لكل صور الاستفزاز، فقد وجد التعصب البغيض مكانه في الكتب المدرسية التي تصف المسيحيين بالكفر. وبتشجيع قوي الإرهاب العميلة للهجوم على الأقباط في كل أجهزة الإعلام عرَّض الأقباط لمخاطر أمنية حقيقية. إن هذا المناخ الفاسد كان من الطبيعي أن يفرز رد فعل سلبي على الجانب المسيحي الذي كان لا يملك حتى حق الدفاع عن دينه الذي يفتري عليه كل جاهل وعميل وخائن.

6- إن التعصب الديني على الجانب المسيحي بدأ في النمو. فظهر في أول الأمر كرد فعل طبيعي للتعصب الإسلامي المتزايد ثم امتد في اتجاهات عشوائية دون ضبط أو وعي. ومما زاد الأمر سوءا هو الموقف الكنسي المائع والذي نتج عن فساد ضارب في الهيئة المنتفعة بإدارة الكنيسة. فالإدارة الكنسية التي ليست على مستوى المسئولية في حالة انشغال كامل عن رعاية الشعب في داخل وخارج مصر، مع عجز تام عن القيادة في ظروف غاية في الخطورة والدقة. البابا منشغل في خلق صراعات ومؤامرات وافتعال المشاكل والانقسامات داخل الكنيسة في وقت فيه تحتاج الكنيسة لكل طاقاتها لمواجهة التعصب الديني الشرس. وبينما الكنيسة في حاجة للحكمة والحنكة الضروريين لعبور الأزمة الوطنية، كل هم البابا هو أن يفرض على الشعب سلطانة المخيف وإعلان جدارته وأهميته وقداسته وعلمه وسيادته وزعامته الموهومة فوق شعب مثخن بالجراح. وبدلا من أن تقوم الكنيسة بأي عمل فعال قامت بتهميش دور المثقف القبطي وإخراجه تماما من ساحة العمل على المستوى الوطني والقبطي حتى يخلو لهم الجو للفساد. القيادة الكنسية الغير قادرة على الفعل لا تسمح بأي فرصة لمن هو قادر على العمل أن يعمل.

7 - الموقف الحكومي من الكنيسة هو مساندتها الكاملة وتقوية نفوذها وسلطانها حتى لا يعلو إلا صوت القيادة الكنسية المتواطئة والخائنة لمصالح الشعب القبطي. وكما تساند الحكومة الإدارة الكنسية المنتفعة تآزر الكنيسة الموقف الحكومي، والشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى.

8- إن التعصب الديني اليوم في مصر لهو حقيقة واضحة من ينكرها يخدع نفسه. التعصب الديني في نمو مطرد مخيف على الجانبين الإسلامي والمسيحي. إن قطاعات الدولة والإعلام وكل أجهزة الكنيسة والأزهر والتنظيمات الإسلامية في داخل مصر وخارجها ملوثة ومغلفة بالتعصب الديني المقيت، الظاهر والمتخفي. إن أي محاولة للتعتيم على هذه الحقيقة يبعدنا كلنا كمصريين عن طريق السلامة ويعرِّض مصر وأمنها لخطر حقيقي. إن الكلام المسكن والإجراءات المؤقتة اللحظية هي مجرد عوامل مؤجِّلة للكارثة الوشيكة. وإذا حدثت الكارثة فلن يكون هناك منتصر فكل مصري سيكون في محنة حتى العملاء والمأجورين والخونة والمتخاذلين.

يا مثقفي مصر مسيحيين ومسلمين ما أحوجنا اليوم لأن نتعاون معا لعمل واحد من أجل مصر. ما أحوجنا لعمل علمي منظم لدراسة الموقف وتبعاته ولإيجاد حلول فعالة للتعصب الديني في مصر. ليتنا نفيق قبل الكارثة وليس بعدها. إن مصر اليوم تناشد كل وطني مخلص للقيام بعمل سريع.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- أكتوبر؛ ختاما لحرب الست سنوات -الفصل الأول
- الإرهاب والقهر والتكفير والفساد في الكنيسة القبطية
- الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى الدولة و الكنيسة
- البابا شنودة وانتخابات الرئاسة
- انغلاق العقل القبطي في عصر البابا شنودة
- حول الأزمة الدينية في مصر : الخلل الذي كشفته وفاء


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الشعب القبطي يتمزق بين شقي حجر الرحى -الدولة والكنيسة- 2