أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهان المشعان - هذا الرجل يستحق أن يقتل















المزيد.....

هذا الرجل يستحق أن يقتل


جهان المشعان

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:18
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


( أيها الرجل الأشد ضراوة من ذئب في البرية )
في ثلاثيتها الرائعة (ذاكرة الجسد ـ فوضى الحواس ـ عابر سرير) تتحدث أحلام مستغانمي على لسان أحد شخوص الرواية عن حالة القهر والاستلاب التي تتعرض لها المرأة حتى في الطبقات ( الهاي ) ناهيك عن وضعها في الطبقات الوسطى والدنيا أمام سلطة ذكورية كبيرة ومتينة وطاغية مجسدة بالزوج ذو المركز الاجتماعي والسياسي المتفوق ففي حوار بين الأخ وصديقه يسأل الصديق عن زوج الأخت ( ألم تطلق منه بعد ...!؟)لأن علاقة تقوم على المنفعة البحتة واضطهاد أحد أطرافها للطرف الآخر لابد أن يستدعي التساؤل بتلك الصيغة المتنبئة الجازمة فالطلاق في ظل علاقة غير متكافئة روحياً أمر لا مفر منه إن هي إلا مسألة وقت فقط وطبعاً التوقيت سيكون بيده لا بيدها...! وكثير من حالات القهر تبقى فيها المرأة مستكينة تنتظر حلاً خرافياً أو معجزة ربما لتنقذها والمفاجأة ليس في استكانتها وصبرها بل في نفاذ صبره من تحملها و صبرها فتكون المبادرة بإنهاء العلاقة رهناً بقراره وكيف لا فالقانون أعطاه حق الطلاق بارادة منفردة ألا يعني ذلك أن عقد الزواج من عقود الإذعان المجحفة بحق أحد الأطراف مع امتياز للطرف الآخر عليه...!؟
والغرابة هنا ليست في السؤال الذي طرحه الصديق بل في رد أخيها عليه : ( مثله لا يطلق... بل يقتل )...!!!ذلك الرد القاسي الصارم غير المراوغ ولا المداهن لا تستطيع كتابته والجهر به إلا امرأة لها حجم و قلم أحلام مستغانمي ...مهلاً ...لايعني ذلك أن مستغانمي تحض على العنف كرد على العنف ولا القتل كرد على القتل إنما هي إشارة إلى صعوبة أو استحالة تغيير أولئك البشر الذين اعتادوا على الولوغ في الدم ولا يجابه أولئك إلا بسلاحهم أي القتل الروحي ولو ( بالسكتة القلمية )كما وصفتها تلك الكاتبة الذكية
(قاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشر )
نعم... إنه هو...قاتل الروح الذي لا تدري به البشر ...
هو من سنتحدث عنه ونعريه والذي يستحق منا على الأقل( القتل القلمي ) كنوع من التعويض الرحيم للضحية عن سنوات القهر والذل على مبدأ الفعل ورد الفعل
أولئك الأزواج العتاة القساة الشداد الغلاظ هم قتلة للروح وبامتياز ومع سبق الإصرار والترصد وهذا ليس رأيي بل هو تأكيدات علم النفس والأخلاق والأعراف الإنسانية والدينية دون القانونية لأن نصوص القانون قاصرة عن الاحاطة بالعنف الروحي النفسي ذلك أن نصوصه تأخذ بالأمور المادية و الظاهرة ناهيك عن صعوبة إثبات جريمة ( القتل الروحي )بسبب قيم المجتمع الذكوري التي تحض على التكتم والتستر درءاً للفضيحة ومداراة للقمة العيش والاستجارة من الرمضاء بالنار ...و لن نسأل بعدها فرعون عمن فرعنه...!!
فالعنف المعنوي أشد وطأة وفتكاً من العنف الجسدي الظاهري لأن الأخير جروحه قابلة للاندمال أما الجرح المعنوي فلا دواء له لأنه ضربة في الصميم قاتلة مميتة...
فكم من نساء تأكل وتشرب وتضحك وتعيش بشكل يبدو أقرب إلى الطبيعي بجسد حي وروح معذبة مريضة فإذا جن الليل ( هاضت جروح القلب وهلي الدمع ياعين )وقاتلها لا يبعد عنها مدى شهقة حزن ينام قرير العين هانيها...!!
وقد يصل الأمر إلى ساحات القضاء إذا شاءت المرأة أن تنتصف لنفسها وتقول لجلادها : ( كفى) ولاشك بان ثمن تلك الـ (كفى ) سيكون باهضاً ومن منكم لا يصدق فليذهب إلى القصر العدلي وليقف أمام باب محكمة الأحوال الشخصية و ليعمل ( ريلاكس )ويراقب الوجوه البائسة الذليلة والآهات الذابلة المنكسرة والنظرات الزائغة التائهة المستغيثة ولا من مغيث... أو ناصر... أو معين ...ولاشيء سوى نظرات الازدراء والاحتقار
كل اطراقة ذل ...كل لحظة خوف ...كل شهقة رعب ...كل لقمة احتياج مغموسة بالقهر...كل استغلال لضعف واحتياج... و كل ابتزاز لمشاعر الأمومة والرغبة بالأمان والستر... كل مقايضة مذلة ومهينة للوجود ...كل انتهاك سادي لجسدها بحجة ممارسة (الحق الشرعي ) ... أيام الشباب الذي ولى ...وأيام الصمت والصبر ...انسداد الأفق في وجهها ...كل ذلك الرصيد من الاستلاب والقهر... أين تصرفه...!؟ ومن أين تقبض ثمنه ...!؟ من يمد يده لينقذها ...!؟ من لديه النية الصادقة والعزم لكفكفة دمعها ومواساتها ...!؟من يكون شاهد حق وعدل فلا يصب على رأسها أطنان من عبارات الملامة والتقريع عن إهمالها و تقصيرها ...!؟من يصدق أنها مظلومة عندما تحكي دموعها قصة خيبتها وانهزامها وانكسارها ...!؟
وللنظر بالعين الأخرى إلى الطرف الآخر (ديك المزابل ) كما وصفته الأديبة السعودية ليلى الجهني سنجده مترعاً ..مفعماً بالصحة والعافية ..منفوخ الصدر.. مرفوع الجبين ..طيب السجية.. بريء النظرات .. وربما يتأبط ذراع أخرى هي بدورها مشروع امرأة آيلة للسقوط بعد حين ..!!
هو الرابح دائماً لأن الربح فعل ذكوري فالذي وضع القانون ذكر ...والذي فسره ذكر ...والذي طبقه ذكر ...والذي نفذه ذكر ... المرأة الخاسرة الدائمة والوحيدة ...وفي دوامة الحلقة الذكورية المسيطرة والمطوقة لابد من التضامن الذكوري ضد كل من تسول لها نفسها لتقول:
( ...لا... ) تلك المتمردة المتنمرة الخارجة على القطيع الأنثوي تستحق الطرد من ( الجنة الرجولية ) لأنها عرفت أكثر مما يجب واستبدالها بأخرى لا تعرف أو تعرف وآثرت التغابي بذكاء شهرزادي إيثاراً للسلامة أو استبدالها بأخرى لا تعرف شيء أصلا... ( وهذا هو المطلوب ) !!
ولاشك بأن رجولة الزوج قد انتبجت وتورمت بامتصاصه لشباب امرأة هي كانت سبية لديه يوماً واستعادت منذ دقائق حرية تربكها لدرجة الموت ..حرية لم تذق طعمها ...فبعد سنوات العبودية الطويلة تصبح تلك الحرية عبئاً لا امتياز لأنها لا تعرف ماذا ستفعل بها...!! وهل سيكون القتل المادي الجواب الوحيد على القتل الروحي المذل والمهين لإنسانيتها ..!؟ فلا غرابة إذاً عندما نسمع عن نساء خذلهن القانون والمجتمع فوصلن إلى حقوقهن بالساطور ...!!؟؟
( لا كرامة بين الزوجين ) وهي كلمة حق أريد بها باطل فالمعادلة صحيحة لو كانت التنازلات متكافئة أما إذا تنازلت ( هي ) وبقي ( هو ) متمسكاً بإمتيازاته فـ .....لا عزاء للسيدات..!!
ولا نملك إلا أن نقول مع أحلام مستغانمي (هذا الرجل لا يطلق ...بل يقتل )...!!
أعرف بان ( كل مافي الأرض من فلسفة لا يعزي فاقداً بما فقد ) لكني سأقول لكل امرأة عاشت تلك التجربة المرة مع (الذئب ) بأنها ورغم كل خسائرها فأنها قد ربحت نفسها ...ومع قليل من الصبر والمصابرة تستطيع بناء ما تهدم في مكان آخر وبشروط أقل إجحافا وبإنسانية أكثر احتراماً
والله ليس بغافل عما يفعل الظالمون ...



#جهان_المشعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف المدرسي والطفولة المستباحة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهان المشعان - هذا الرجل يستحق أن يقتل