أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الدين العارف - الارهاب والاحترام المفقود














المزيد.....

الارهاب والاحترام المفقود


جمال الدين العارف

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما يقيم المرء مسيرة حياته يدرك ان شيئا ما ضاع منه في ردهات الزمن الذي قضاه مناصفة بين المغرب واوروبا وتزداد حسرة الضياع عندما تكون على وشك الامساك بشيء ثم تهب عاصمة ما فتنزعه منك مكرها عندها تتحسر وتزداد حسرتك عندما يكون هذا الشيء المفقود من قيمة نادرة في الزمن الحالي مثل الاحترام الذي بحثنا عنه كآدميين فلم نجده لكوننا فقدناه بفضل من تنسب اليهم عوامل التخلف في بلداننا التي لازلنا نعيشها رغم تحرر الامم وبلوغها شأنا كبيرا على الساحة الدولية وفي ضرف زمني وجيز, عندنا يبررون هذا التخلف بكوننا لا زلنا نحتاج الى زمن آخر كيف نلحق بركب الامم المتقدمة أي نصف قرن آخر علينا انتضاره لنشعر كآدميين أننا حقا نستحق الاحترام . وهاجرنا ونحن نبحث عن الاحترام وجدناه في هولندا ولكوننا مخلوقات لم تستوف حقها بعد من قبل حكوماتها عاملونا تعاملا تمييزيا من الناحية الايجابية فخصصت هولندا البلد المعروفة بالتسامح والتعايش " مع الاسف سابقا " امتيازات لهؤلاء المواطنين الجدد الذين هم في أمس الحاجة الى أشياء كثيرة لا يحتاج اليها الهولندي الذي تربى على حرية مطلقة في كل شيء ووفرت له الدولة كل شروط الحياة الادمية الكريمة وكانت هذه الامتيازات تتجلى في عدة ميادين الحياة , وبالأخص الاحترام المفقود اي يعامل الانسان ككائن مقدس وليس كحيوان تداس كرامته وتنتهك بعدة مبررات واعتبرت كل الامتيازات التي حضي بها المغاربة والمسلمون وبقية العرب من تسوية وضعياتهم وحصولهم على جنسية البلد المضيف من دون حواجز ولا عقبات كما تم تعويضهم شهريا ليس على العمل بل على الحياة التي عاشوها في بلد ليس بلدهم لأن اغلبهم وبكل بساطة لم يشتغل قط منذ هجرته الى هولندا وهو في صندوق الشؤون الاجتماعية وتدعمه الدولة في السكن والتعليم وتعويض الزوجات العاطلات عن العمل وحقوق أخرى مادية ومعنوية يحصل عليها المقيم في هذا البلد بدون أن يسعى اليها بل هي تسعى اليه في بيته الى ان انتشر هذا الجنس البشري النادر الذي عرف بلحية طويلة أطول من ذكائه ولباس افغاني قصير أقصر من رؤيته للحياة في بلد عرف منذ القدم الامن والعمل والاستقامة والصدق وانتشرت معه كل المساوئ التي هاجرت معه وأصبح عملة واضحة للغش والتزييف والسرقة والاعتداءات والى ان بلغت هذه الامراض حدا لايطاق رغم ذلك لم تصل حد مصادرة الاحترام الذي منح لهذا المهاجر كوسام ربما على المعاناة التي عاناها في بلده لكن شيئا ما حدث كان أكبر بكثير من قطع الطرق وسرقة السيارات والغش في القوانين هذا الشيء الذي يسمى عند زارعيه "الجهاد" يستحق أن يهان لكونه سلب الاحترام لهذا المهاجر الذي يجد نفسه في حالة لايحسد عليها اذ مرغما فقد هذه العملة بين بلده الاصلي وبين البلد المضيف أو البلد الذي كان يعتبر الى حد قريب البلد الثاني بالنسبة للذين هاجروا في سن البلوغ والبلد الاول للذين ولدوا فيه, انه الجهاد أو الارهاب ان صح التعريف فالاول يكون في ساحة المعركة وليس بين الابرياء في الاسواق والساحات العمومية والشوارع والذي كان من بين نتائجه السيئة حرمان ملايين من المغاربة والمسلمين من الاحترام الواجب في المجتمات التي يقيمون فيها وبكل صراحة هؤلاء الاروبيون يعذرون فقد بالغنا لحد ارهاب شعب قبلنا بكل مساوئنا ولم يتحرك رغم أننا كنا نمثل نسبة 30 في المائة من بين السجناء المتواجدين في السجون الهولندية مع العلم أننا لا نمثل سوى اقلية قليلة جدا بقيمة 315 الف نسمة في شعب يبلغ تعداده 15 مليون هولندي وتلك النسبة يتشرف بها المغاربة وحدهم دون غيرهم من الجنسيات الاخرى المتواجدة في هذا البلد و كنا في الصدارة وتغلغلنا في المجتمع الهولندي وغطى الناجحون منا فشل الراسبين والغشاشين الى أن جائت موضة الارهاب فعرتنا من كل شيء حتى الاحترام واصبحنا نشك في أنفسنا عندما ينظر الينا احد الاوروبيين هل يرانا كبشر عادي أم كارهابيين قد يتحولون الى قنابل تنفجر في وجوههم بين الفينة والاخرى ولا نملك أي تفسير لنظراتهم الشاذة نحونا والخاطفة قبل أن تلتقي اعيننا عندما نشاركهم في حافلاتهم وقطاراتهم وطائراتهم لكن عندما نحتك بهم ونبادلهم الاحترام يستغربون ويكثرون من الاستغراب لأنه بكل بساطة يعتقودن أننا كلنا ارهابيون متخلفون وهذا حقهم فقد والينا الارهابيين وفقدنا احترامنا كمواطنين مطلوب منا الوفاء واحترام الثقة الموضوعة فينا . وضفونا في الشرطة من اصغر الرتب الى اعلاها فخنا الامانة وتورطنا في افشاء اسرار الشرطة للمهربين وتجار المخدرات والمجرمين ووضفونا في الاستخبارات فبعنا اسرا الدولة للارهابيين واستقبلونا كأحد أفراد الاسرة الواحدة رغم شساعة البعد بين ثقافتنا وثقافتهم فابينا الا ان نكون بين الارهابيين وساندناهم بقلوبنا وجوارحنا ولم نعلم بأننا كنا نذبح الاحترام الذي منح لنا عندما قدمنا اليهم كآدميين يفتقدون الى العديد من المواصفات الآدمية وعبرنا بكل صراحة عن مساندتنا لابن لادن والقاعدة في شوارع لاهاي وامستردام في نفس اللحضة التي انهار فيها برجي التجارة العالميين في نيويورك ثم انخرطنا في مسلسل دعم مكشوف وفاضح لكل ما هو ضد البلد الذي نقيم فيه وثقافته واحترامه الذين منحونا اياه وبعد أن حصلنا على كل الحقوق الاساسية والاضافية التي نادى العديد من المتطرفين السياسيون منهم بحرماننا منها لم تستطع كل الحكومات المتعاقبة على هولندا المساس بأي منها الى أن جاء زمن الاهاب فكان مفتاح سحري مكن من اقتحام المحرمات السابقة وهدرها جميعها وفيما هو لايزال يجرف في طريقه كل شيئ جرف عن قصد أخر ما كنا نتمسك به وهو الاحترام .



#جمال_الدين_العارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرقع والنقاب في أوروبا اهانة للمرأة واتهام للاسلام
- مخلوقات فوق العادة


المزيد.....




- بعد قضية -طفل شبرا-.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك ويب- من بداي ...
- الجيش الروسي يتقدم على طول خط الجبهة
- أوربان: من يدعم حرب أوكرانيا هو المستفيد
- -جامعاتنا مفتوحة لكم-.. الحوثيون يعرضون استضافة الطلبة المفص ...
- حدث في إيطاليا: رضيع يبلغ من العمر 4 أشهر يدخل في غيبوبة كحو ...
- أكسيوس: بايدن يشارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة وتوق ...
- الحوثيون يعلنون عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد
- أردوغان: أوقفنا التجارة مع إسرائيل لإجبار نتنياهو على وقف ال ...
- بوريل: تأخر المساعدات الأمريكية لكييف قد يصبح سببا لهزيمتها ...
- نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحكومة صنعاء لـ RT: واشنطن ولندن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الدين العارف - الارهاب والاحترام المفقود