أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - عصافير الموسيقى لا تطير تحت سماء المملكة














المزيد.....

عصافير الموسيقى لا تطير تحت سماء المملكة


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
نشرت جريدة الحياة بتاريخ (12/10/2005) تعميماً رسمياً صادر عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة السعودية يحذر فيه الأندية الرياضية من تشغيل أي أنواع من الموسيقى أو الغناء أثناء أداء الحصص التدريبية. وجاء في حيثيات قرار الرئاسة أن استخدام الموسيقى يتنافى مع (الخصوصية الدينية) المعروفة عن المملكة العربية السعودية. كما أشارت الجريدة في نفس الموضع أن الرئاسة العامة قد فتحت تحقيقاً مع أحد المدربين العرب الذي قام بإجراء التدريبات على أنغام أداء الفنانة الشعبية (موضي)! ولعل ما يشفع للمدرب المسكين أو يخفف من العقوبة المزمع تطبيقها عليه أنه لم يقم بتشغيل أغاني أجنبية أو عربية بل أغاني شعبية تعتمد كثيراً على الدف المعترف به من قبل فقهاء المسلمين دون باقي الآلات الموسيقية.

-2-
عندما قرأت التعميم أصبت بحالة من الحنق والغيظ للأسباب التالية:
1. هناك إسراف مبتذل في استخدام تعبير الخصوصية السعودية. هذه الخصوصية تعبير هلامي وغير محدد الملامح، ولكنه مزيج من الدين الإسلامي والعادات المجتمعية. الخصوصية السعودية ما هي إلا مصيدة للإمساك بأي محاولة للإفلات من قبضة دين متزمت وعادات غليظة، وجدار برلين الذي يقف في وجه موجات التحديث والتطوير. وهي فوق ذلك تعبير ضمني عن إحساس بالفوقية والتميز عن كافة الدول والشعوب الإسلامية وغير الإسلامية.
2. التراخي مع مطالبات التيار الديني المدلل وتدخلاته التي لا تنتهي عند حد. لا شك لدي أن الرئاسة لم تتخذ مثل هذا القرار دون ضغوط مارسها المتدينون كالعادة. لقد مررت شخصياً بتجربة مشابهه عندما كنت طالباً في الثانوية العامة، حيث طلب مني أستاذ الرياضة صنع لوحة كبيرة تضم صور لمنتخبات ولاعبي الكرة المشهورين. لقد بلغ إعجاب أستاذ الرياضة المصري باللوحة أنه وضعها في مكان بارز من جدران المدرسة. المحزن أن الصورة لم تسلم من إملاءات الطلبة المتدينين وقتها. كان أحدهم يحدق في صورة ما ليكتشف أن مارادونا مثلاً لا يرتدي سروال شرعي يغطي الجزء الأسفل من فخذيه المكتنزتين فيمسك متبرعاً بالقلم الأسود ليستر عورة مارادونا الفاسق. وما هي أيام قليلة حتى اجتاح السواد أفخاذ اللاعبين وصدور المشجعين ووجوه المشجعات مما حدا بأستاذ الرياضة أن يرمي بها للتخلص من الصداع اليومي!!!
3. استمرار هيمنة التعامل الفقهي العقيم المشبع بروح التحريم مع الموسيقى وكافة أنواع الفنون الإنسانية كالرقص والنحت والتمثيل والرسم. مازال النص الديني يهاجم الفنون ويحرمها متهماً الغناء بأنه ينبت النفاق في القلب، والتمثيل بتعليم الكذب وإشاعة الاختلاط، والنحت والرسم بتحدي قدرة الخالق. لقد وقف الإسلام تاريخياً ضد تطور ونمو كافة الفنون باستثناء فن الزخرفة الذي ما كان ليترعرع لو لم يكن في بيئة مليئة بالمحرمات والمنهيات. وعلى الرغم أن الإسلام يكافئ تارك الخمر بأنهار من خمر في الجنة، ويعوض تارك الزنا بكتيبة من الحور العين إلا أنه لا يقدم بديلاً للموسيقى والفنون لا في الدنيا ولا في الآخرة، وكأن الإسلام بذلك يعادي الطاقات الإبداعية والخيالات البشرية أو لنقل أنه لا يعنى بالحاجات المعنوية للنفس البشرية.

-3-
مما يثير التعجب أن غالبية السعوديين متعلقين بالفن والغناء، إلا أنك لو قمت بدراسة مسحية لاستقصاء رأيهم بشأن حرمة الغناء لأجاب معظمهم بأنه حرام بين لوجود أحاديث وتفسيرات وآراء تحرمه!!. في المقابل، هناك نصوص دينية وآراء فقهية تبيحه لكن غالبية السعوديين يميلون إلى تبني الاجتهادات الفقهية التي تحرم أكثر مما تحلل. وبما أني سعودي وأعرف شعاب المجتمع السعودي وطرق تفكيره وخصائصه النفسية فالسعودي عندما يجد رأيين فقهيين أحدهما يحلل والآخر يحرم فسوف يأخذ بالأخير، وهذا ما يعكس ذهنية التحريم المتفشية داخل المجتمع.

إن استمرار مطاردة النص الديني للفن، واعتقال النزعات الفطرية الإنسانية والومضات الإبداعية من موسيقى ورسم ونحت داخل دائرة الحرام الكبيرة قد أفسح المجال لانتشار ما أطلق عليه الدكتور حمزة المزيني " ثقافة الموت " ونال جراء كشفها حرباً شعواء. صور هذه الثقافة تحتل الشارع والمدرسة والمسجد والبيت وحتى صالات الانتظار في الدوائر الحكومية والمستشفيات. لقد صار مألوفاً في السنوات الأخيرة، وربما حتى اليوم، مفاجأة الطلاب في طابور الصباح بإدخال نعش لتعليم الصغار أن الحياة قصيرة وحقيرة، ولا تساوي جناح بعوضة، وأن الموت قريب جداً. وبالمثل، فإن عدد لا يستهان به من المدرسين والمدرسات في كافة المراحل التعليمية قد حولوا الحصص المدرسية إلى دروس عملية لكيفية تغسيل الموتى وتكفينهم ودفنهم في القبر. قبل شهور قليلة قرأت في جريدة الحياة خبراً عن مديرة مدرسة بنات في مدينة الخبر، قد جعلت من أحدى الغرف ما يشبه القبر وذلك بوضع بعض الجماجم والعظام البالية، وإدخال المؤثرات الصوتية والبصرية المخيفة. بقي أن تعرف أن مديرة المدرسة بدلاً من أن تعمم الفائدة العظيمة على كافة الطالبات لتحظى بالأجر الوفير، قد فرضت أجراً على الطالبات الراغبات ( بالترويح ) عن أنفسهن داخل المقبرة المدرسية... فقاتل الله الجشع وحب المال!!!




#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن للسيف أن يغمد في قرابه؟
- ردود القراء: محاولة للفهم
- عبادة الأسلاف
- فتاوى الدمار الشامل
- المصادر القرآنية 4-4
- المصادر القرآنية 3-4
- المصادر القرآنية 2-4
- المصادر القرآنية 1-4
- المجهول في حياة الرسول
- الإسلام والكذب
- من كان بيته من زجاج...
- البحث عن مملكة سليمان
- أمي والمطاوعة
- كيف كرم الإسلام المرأة؟ إهداء إلى الصديقة العزيزة: رجاء محمد
- لا تبكوا على الأندلس!
- الإسلام دين الرحمة: حقيقة أم خرافة؟
- عاشق الحور
- روتانا....تتحجب!
- داعية سعودي في إسرائيل
- البوليس الوهابي...مرة أخرى


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - عصافير الموسيقى لا تطير تحت سماء المملكة