أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء فكار - الفتاة التي لا أين لها...














المزيد.....

الفتاة التي لا أين لها...


فاطمة الزهراء فكار

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 08:52
المحور: الادب والفن
    



تريد الكثير و الكثير و بداخلها يقين مكتف يقول للموت إستعجلي...
من شدة تعلقها بالحياة أصبحت تنفر منها و تشمئز من فكرة البقاء على قيدها ، فرغبتها القوية على الإصرار تنقلب أحيانا إكتفاءا يائسا .
لا تحب أين هي، تكره مكانها و زمانها، في ظنها أن ما يحوم حولها لا يليق بها يصغرها و يستصغرها و هي التي لطالما أرادت إختبار الشموخ ، يعجبها التعالي و لا تعرف لما يراه الناس تكبرا في حين أنها تلمح فيه حقا طبيعيا لكل نفس غير راضية عن حالها. القناعة بالنسبة لها هو حصول المرء على أفضل ما يكون لأنه يستحق، يستحق الأفضل إن رأى في نفسه كائنا لا ينفذ، كائنا لا نهائي و لا يحده شيء.
لكن لطالما صاحب أفكارها هذه شعور بالأسف و الخيبة و التراجع المحتوم
-ليس زمن المثالية هذا و لا مكانها-
فقررت في لحظة الهجرة لإكتشاف نفسها، تعبت من البحث و الإستخبار و السعي وراء شيء أيقن لها الزمن بعد فترة أنه مفقود لأجل غير مسمى...
تشاءمت و يئست في بداية الأمر، لكن بعد مدة أدركت شيئا فشيئا أنها يمكن أن تعيش بدون نفسها أو بالأحرى يمكن أن تتظاهر بذلك في حين أن الصبر يكاد أن يجن بداخلها، فإنتقلت من البحث عن نفسها الذي بطبيعة الحال تكلل بالفشل إلى محاولة حصر الزمن لترى كيف تدور عقارب ساعة عمرها ،فإكتشفت بعد عناء شاق و مشوق أن الزمن يرفض الإعتراف بها كونها غير مسجلة بشكل رسمي ضمن لائحة "الوقت" فأعلنت الحرب عليها حين عرفت أنها هاربة زمنية سيقاضيها الدهر يوما ما أو أنها هي من ستقاضيه ربما!!
فشل آخر يعلق على عاتقها مرة أخرى.
سقطت أرضا معلنة إستسلامها القهري بعد فشلين متصلين أحدهما أمرُّ من الثاني ، لتراودها فكرة جديدة رغم أن لا جديد فيها في الحقيقة، فكرة خاطبت عقلها مستعمرة جوارحها و خيالهافنهضت كفرسة شُفِيت بعد كسرٍ لتعود إلى حلبة السباق تنافس الخيول الأصيلة بأصالة معتقداتها و خيالها.
ربطت جأشها و حزمت زمامها بقوة رجل و بعناد طفل لتتجه بفكرها نحو إكتشاف أصل مكانتها و مكانها الآني و الآتي، تلهفت بشوق جائع لمعرفة كيف هي حاليا و كيف ستغدو لاحقا...
تأملت و تأملت حتى ملَّ منها التأمل، فكرت مليَّا و جليَّا إن كان من الممكن أن تحدد طبيعة بؤرتها الحالية و إن كان من الممكن أيضا أن تتنبأ بمكانها في الآتي، لكن إستعصى عليها الأمر بصعوبة هذه المرة و عانت الكثير و هي تحاول راجية من القدر مد يد العون لها و لو بإشارة، لكن لا جدوى و لا فائدة ساعدتها.
توقف كل ما بداخلها لبرهة لا هي طويلة و لا قصيرة، خمدت نيرانها و إنصهر جليدها و تكبلت حواسها و صمت نبضها و إنقطعت أنفاسها و إشتغلت مخيلتها و بسرعة بداهة أدركت أنها شخص مثل ما هو منتهي الصلاحية مثل ما يمكن ألا ينفذ أبدا.
لتدرك في الأخير أنها ضائعة تائهة في مكان ما هو بمكانها، خلال زمن ليس بزمانها.
لملمت ما تبقى فيها و ما سقط منها و باشرت في المغادرة ، فإستوقفها صوت سائل :
-إلى أين...؟
فأجابته دون مبالاة :
-أنا التي لا أين لي ! فماذا ستتوقع من وجهة رحيلي؟؟ سأذهب لأعود لاحقا...
لقد كان صوت القدر ذاك الذي سألها، فرحلت إلى اللامكان.



#فاطمة_الزهراء_فكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ًعنها فقط و لأجلها...
- أنا، بين البداية و النهاية
- و لأني من النساء


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء فكار - الفتاة التي لا أين لها...