أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم الدليمي - عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد - ج 4 - فريضة الحَج أم الحَك ! !















المزيد.....

عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد - ج 4 - فريضة الحَج أم الحَك ! !


سالم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 19:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل رسَّخ الإسلام طقوس الحج الوثنية !!؟ .. القسم الأول
تتذكرون أن صديقي الملحد غادرني مُمتَعِضاً لأنني خذلتهُ و أَحنَثتُ بوعدي في الإمتثال و الإحتكام للعقل لا للأيمان الأعمى عندما ساق لي جملة من الإثباتات لوثنية الكثير من ثوابت دينيَ الحنيف .. والتي أسندها من كتبنا الإسلامية و قرآننا فوضعني في موقِف لا أُحسَد عليه ولا اتمناه لأحدٍ منكم ..
صرتُ أتجَنَّب صديقي هذا (بالأحرى صرتُ أتجنَّب وعيَهُ وأسانيدَهُ) حتى إتَّصَل بي ليُخبرني أن إسمي لم يظهر في قائمة المتقدمين لموسم الحَج الذي سيصادف بعد أيام ..
إلتقينا بعد غياب ، فبدأ يُمهّد بسخريه لاذعه من محاولاتي للحصول على فرصة للحَج ، قال :
• إن ما يبعث على الضحك و الأسى في ذات الوقت أنكم تُكفرّون عن خطاياكم في منبع الجريمة و الفجور هناك و تتناسون أن للفضيله مكان دائماً بين أبناء وطنكم و حتى أفراد أُسركُم ..
فهل تعرف يا سالم أن بعض العاجزين منكم يبعثون أموالاً كبيرة الى طلّاب مدارس دينية و شيوخها في السعودية ليقوم الآخر بمناسك الحج نيابة عنه و يبعث الأخير بورقة مختومة تؤيد قيامة بمناسك الحج .. فهل تعرف أين تذهب نقود الحاج !! ؟، لقد قرأتُها للأستاذ "باسم السيد" في تعليق له على الفيسبوك يقول،تأخذ السعوديه منك رسوم الحج لتُنفقها على: 1- رواتب للسعودي الذي سيذهب الى أوربا وينفق نقودك على العاهرات.. (بس بهاي الحاله راح تنحسبلك حجه) هههههه
2- هناك 88 ألف جامع يعمل فيها ربع مليون شخص لتخريج الإرهابيين ،وبذلك ستعود نقودك لأهلك على شكل مُفخخات وإنتحاريين و أحزمة ناسفة .. 3- أسلحه وذخائر لداعش وبوكو حرام وطالبان... 4- قنوات فضائيه تبث التخلّف والغَباء والتَصحّر الفِكري .
حتى ثمن الخِراف التي تشترونها في السعودية لتنحرونها هناك تكفي ليعيش فيها شعب اليمن سنتين ، هذا الشعب المسكين الذي إجتمعتم على ذبحه .. فيا لكُم من مجرمين مُنافقين دجّالين حتى في عبادتكم ..
• لو أن طقوس الحج بقيَت على حالها في بدايات الإسلام لذهبتُ معكَ يا سالم رغم إلحادي فقد كانت مهرجان للعُراة يكثر فيه الصفير و التصفيق ، و لا أدري إن كان هذا للصدور إم للأعجاز العارية الرَجراجة ، فهكذا كانوا يرقصون حول كعبة أوثانهم ، حتى أن الآية 35 من سورة الأنفال إستنكرت ذلك مع إنها لم تُلغي طواف العُراة بل أستنكرت عليهم الصفير و التصفيق ... فلنقرأ الآية 35 من سورة الأنفال { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } وقال أبن كثير مُفسّراً الآية : نقلا عن إبن عباس في قوله "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية" قال كانت قريش تطوف بالبيت عراة تصفِّر وتُصفِّق والمَكاء هو الصفير والتَصدية هي التصفيق. " وعلى وقع الدفوف والصفير تقول إحدى أسجاع كهنة الأعراب : " لاهمَّ ـ لاهمَّ ... لبيكَ يا ولي النِعَمْ , إن كان خيراً فهوَ مِنْكَ ولَك , تَملكُنا ولا نُملك , فلا قَضَض , ولا رَمَد , تقبَّل ورَبَّة الأثر " . فأبدلتموها بـ ((لَبَّيكَ اللهُمَّ لَبَّيك، لَبَّيكَ لا شريكَ لَكَ لَبَّيكَ، إنَّ الحَمدَ والنِعمَةَ لَكَ والمُلكْ، لا شَريكَ لَك)) .. فما الفرق !!؟ و بالمناسبة فأن "رَبّة الأثر" هي آلهة الشمس عند العرب ، كما يقول فيسلون في كتابه ((تاريخ العرب القديم)).
أنتم يا سالم تُمارسون طقوساً وثنية و تطوفون حول أماكن الأصنام الوثنية نفس الطواف الوثني تماماً ، الفارق الوحيد أن شيء من التحضّر فَرَض عليكم أن تستروا عوراتكم في الطواف و مناسكه بعد عشرة سنين من الأسلام ..
• قلتُ : أنتَ دائماً تُسفِّه من ثوابتِنا الدينية و تُحاول زَعزَعة إيماني ، لكن لا بأس أن أسمعَك فبالتالي عقلي سيُرشِدُني لليَقين ..
• ههههههه وهل تعتقد أنني أثق بيقين عقلك !!! لقد أكملتَ صوم رمضان مع إني أثبَتُّ لكَ أضرارهُ على الصحة ودعمتُ ذلك بدراسات علمية ، و أثبتُّ لكَ أصلَهُ الوثني .. فماذا يُرتجى من عقلك هذا !!!؟؟
• إعترضتُهُ بسؤال بإسوب السياسي (متملّصاً من موضوع الصوم قافراً لموضوع آخر) : وهل حجّ المسلمون عُراة !! ؟؟ ألا تَكُف عن التَزييف و كيل التُهَم !!؟
• لا يا سالم إنها حقيقة درجت عليها قُريش قبل الإسلام و بعده فمكّة الأصنام كانت (ولاتزال) مصدر ربح لهم فكانوا يفرضون على الحاج إما أن يستأجر ثوباً منهم أو أن يحج عارياً ،و حتى نبيّك قبل إدعاءهُ النبوه كان يؤجِّر ثوبه وكان ممن يُدعَونَ "أهل الحُمْس .. وهم قريش وما ولدت" و يمكنك أن تبحث و تقرأ عنهم يا سالم ..
إن هذا الشرط القبيح للطواف الذي يفرضه أهل مكّه هو ما دعى السيدة ضباعة وهي من بني عامر بن قُرط بن عامر بن صعصعة ، وكانت أجمل النِّساء أن تطوف عارية تماماً .. فقال المطَّلب بن أبي وداعة: لقد أبصرتُها وهي عُريانةٌ تَطوف بالبيتِ وإنِّي لغُلامٌ أتْبعُها إذا أدبَرَتْ، وأستَقبِلُها إذا أقبَلَت، فما رأيتُ شيئاً مما خلق الله أحسنُ مِنها، واضعةً يَدَها على ركبها وهي تقول:
اليوم يَبدو بَعضَهُ أو كلُّه ... فما بَدا مِنهُ فلا أُحِلُّهُ
كم ناظرٍ فيهِ فما يَمُلُّه ... أَخْثَمُ مِثل القُعْبِ بادٍ ظِلُّهُ
ثم أن تلك الطقوس أخذتموها عن الوثنيين الهنود ، فقد ذكر " هـ. ل. أوبروي و ب. ك" في كتابه "نظرة سريعة على بلاد العرب قبل الاسلام" :- أن هناك تشابهاً كبيراً بين طقوس الهندوسيه عند الهنود و طقوس الحج في مكّة ، و يعزيها الى ان الهندوسيه توالدت عن الزرادشتيه الفارسيه التي كانت إمبراطوريتها تحكم شبه الجزيرة العربية فيقول أن "مكه " هو إسم سنسكريتي. "ماكها" بالسانسكريتية ينحدر من تسمية "نار التضحية". حيث عبادة النار كانت معروفة لدى شعوب غرب آسيا قبل الإسلام، فـ "مكها" يُشير الى المكان الذي تُقام فيهِ التماثيل المهمّة لعبادة النار. و يتزامَن موسم الحج السنوي هناك مع سوق موسمي كبير يُقام في مكة. فالحج السنوي الى مكة لم يكن إختراع جديد بل كان مواصلة للحج القديم، فشعار "شيفالينجا" أو " الماهاديفا" و هو (الهلال) موجود على الكعبة لأنها المعبد الرئيسي في مكة لذا هو يحمل علامة"شيفا". .... و بحسب الموسوعة البريطانية، فان الكعبة كانت تضم 360 تمثال. و تفيد السِيَر التقليدية أن واحدة من هذه التماثيل كان لزُحَل و آخر للقمر وآخر كان يدعى "الله" (ربما قُصِدَ بهِ اللات).
و كذلك ديانة الصابئية الوثنيه التي حدّثتُكَ عنها في مقالك السابق عن صوم المسلمين و تأثرهم بالصوم الصابئي الوثني و أضاحي الفطر و حتى زكاة الفطر، فديانة الصابئة الوثنية تؤمن بالقمر و الشمس و الكواكب السبعة والتي كان يعرفها العرب حينها لذلك ، فترسّخَ عندهم أن هناك سبع سموات منفصلة عن بعضها لأنهم يعتقدون أن كل كوكَب لهُ سماء مستقلّه لوحده ..
وفي الهند التي تأثّرت ديانتها بالزرادشتية الفارسيه التي تهيمن دولتهم على شبه الجزيرة العربية ، نجد أن ممارسة (نافاجراهابوجا) وهي عبادة الكواكب التسعة لا يزال موجود. إثنان من هؤلاء التسعة هما زُحَل و القَمَر. بالإضافة الى أن القمر مُرتبِط بالآلهه (شانكارا) حيث أن الهلال مطبوع على جبين شعار (شيفا). و بما أن المعبد الرئيسي في الكعبة هو الإله (شيفا) أو (شانكارا) فان الهلال هو رمزه. وهو نفس الهلال (الصابئي) الذي إتخذهُ المسلمون شعاراً دينياً لهم. و هناك تقليد هندي آخر هو أنه حيثما وُ جِدَ معبد (شيفا) (الذي تقابله الكعبة هنا) فلا بُدَّ من وجود جدوَل ماء مُقدَّس من (جانجا) و ذلك إن الـ (جانجا) لا بد أن تتواجد. وهذا ينطبق على الكعبة، فهناك بئر ماء مقدسة (زَمْ زَمْ) قرب الكعبة. و مياهها تُعتَبَر مُقدسة لأنها كانت تُعتَبر (جانجا) في فترة ما قبل الإسلام.
أما الطقوس فلَكَ أن تُقارن يا سالم "فعندما يَتجه الحاج الى مكة، يُطلَب منه أن يحلق شعر رأسه و لحيتِهِ و أن يلبس ملابس دينية خاصة مكوَّنة من قطعتي بز بيضاء بدون خيوط، تُلَف واحدةً منها حول الخِصر و الأخرى على الكَتِفين. وهذه الطقوس هي بقايا طقوس دخول الأماكن المقدسة الهندوسية القديمة، "حليقي الشعر مُلتفين بملابس مطهَّره بيضاء دون خيوط و نظيفة" .
فملابس الإحـــــرام التى يلبسها حُجاج المسلمين فى موسم الحج ويطوفون أنصاف عُراه هى أصلاً الملابس التى يَلبسُها الرُهبان الوَثنيين الذين يعبدون بوذا فى جنوب شرق أسيـــــا قبل الإسلام بأكثر من ألف سنة و هي دليل آخر على أن الحج هو عادة وثنيـــــة ..
و يطوف الحجاج المسلمون حول الكعبة سبع مرات. و لا يوجد هذا الطواف المُقدَّس في أي مسجد آخر، سوى الهندوس الذين يدورون دائماً حول أماكنهم المقدّسة. و هذا دليل على أن الكعبة كانت معبد (شيفا) ما قبل الإسلام حيث لا تزال طقوس الطواف الهندوسية تمارس فيها ......
و حتى عدد أشواط الطواف السبعة مأخوذة من الهندوس، ففي طقوس الزواج الهندوسية تدور العرسان حول النار المقدسة سبع مرّات...
أذاً فالطواف سبع مرّات حول الكعبة هو تقليد هندوسي و يدل على أن مكة هي (ماكها) أو مكان النار المقدسة و التي كان يدور الحجاج حولها سبع مرات. " يضاف الى ذلك النظرية التي تقول إن إبراهام ماهو إلّا النسخة العِبرية للميثالوجيا الهندية للإله براهما ..
• قلت : لم تُبقي لنا شيء يا صديقي إلّا أن تَنكُر على نبي الله وخليلهُ إبراهيم (ع) أنهُ بنى بيت الله الحرام و أول من صلّى بهِ ، و خير دليل أننا نرى في موضع صلاة الخليل إبراهيم آثار أقدامهُ..
• ضَحِكَ صديقي ساخراً من معلوماتي و إيماني البسيط ، ... قال : إنها أقدام شِيفا التي نحتها الهندوس على إعتبارها جزء من طقوس عباداتهم .. و أنتم تُشيرون إليها على أنها موضع صلاة إبراهيم، فهل الوقوف للصلاة يحفر آثارهُ على الرخام يا سالم !! و تقول أحتكم للعقل !! لا تبقى مُبحلقاً بوجهي هكذا .. أجبني بعقلك الذي تدعيه و صدعتَ رأسي بهِ .. أجبني يا سالم ولا تُخفِض بصرَكَ هارباً من حُجَّتي و سؤالي ؟..
• لم يَكُن بجُعبَتي و لا بعقلي ما يُمكِن أن أُثبِت بهِ بأن الوقوف للصلاة يحفر آثار اأاقدام حفراً دقيقاً في الرخام الصلد ، ففضَّلْتُ الإحتفاض ببقية ماء وجه هذا الإيمان الموروث الذي تملَّكني صغيراً و أُبتُليتُ كبيراً بحُجَج كثيره ضدّه أخشى أن تُزعزِع أيماني ... بقيتُ صامتاً مُطأطِئاً رأسي فتابع صديقي يقول :
• حكاية إبراهيم و بناءهُ الكعبة التي هي واحدة من أصل ثلاثه وعشرون كعبه، إبتدعها اليهود وربطوها برواية إسماعيل وإبراهيم من أجل خلق إرتباط نَسَب مع العرب، عندما أضطروا (أي اليهود) للنزوح الى الجزيرة والإستيطان بها عند تدمير هيكل سليمان في السبي البابلي سنة 516 ق. م. و الذي لم يبقى منهُ (حسب الإعتقاد اليهودي) سوى الحائط الغربي فقط (و هو ما يسمونه الآن بحائط المبكى) .
فمن خلال إدعاء اليهود بأنهم من ذريّه إسماعيل إبن إبراهيم , وأن إبراهيم الخليل هو من أسس الكعبة ووضع الحجر ، و بهذا يكونوا قد تمكّنوا من إختلاق قَرابة النَسَب التي لها أهمية عُظمى في مفاهيم العلاقات والتحالفات بين البدو الذين قطنوا شبه الجزيرة العربية .. فجعل اليهود صلة عمومة مع الأعراب، حتى أننا نجد تشابها كبيراً في روايتي الديانتين عن بناء الكعبه، فالمسلمون يدعون أن إبراهيم هو مَن بناها و نذر أن يذبج إبنه إسماعيل قرباناً لها ،
وهذا ما يقوله اليهود عن كعبتهم (معبد الهَضبة في القدس) لكن بإختلاف طفيف هو تغيير إسماعيل بإسحاق ، لذا فمن المرجّح أن تكون كعبة مكّة هي بديل ساهم ببنائِه اليهود عن معبد الهضبه بالقدس .
و يمكنك الرجوع يا سالم الى الصفحات 14 و 15 من كتاب " السر الكبير للاسلام" لكاتبه Olaf
• قلت لصديقي : دعكَ من رواياتك الهندوسيه و إذكر لي من كتب التراث الإسلامي المعتمدة ، هل حجَّ المسلمون عُراة فعلاً ؟
• أَيْ حَج تتكلَّم عنهُ يا سالم ، أنهُ حَك الفروج بالحجر المقدّس و هو موسم الحَك و ليس الحج ، و طواف العُراة هذا إستمر لبعد فتح مكه بسنتين أي أنهم إستمروا يحجون عُراة عشر سنين ، ففتح مكة كان في العشرين من رمضان للسنة الثامنة للهجرة ..
ذكر أبو القاسم الشهرستاني في كتابه "الملل والنحل" ، ص 247، أنه كانَ يُمارَس في الحج طقسٌ غريب وهو الاحتكاك بالحجر الأسود. ويفسر الدكتور سيد القمني في كتابه الأسطورة والتراث، ط 3، ص 163 سر الإحتكاك بالحجر الأسود بقوله: وهناك رواية إسلامية: إن الحجر الأسود كان أبيض ولكنه إسودَّ مِن مَس الحيض في الجاهلية. أي أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحجر، وهو مَس الحجر الأسود بدماء الحيض.
• وحديث نبيّكم يشير الى أن الحجر الأسود كان أبيضاً بالأصل ، وأنه حجر نزل من الجنة، يقول:
"نزل الحجر الأسود من الجنة أشدُّ بياضاً من الثلج، فسوَّدتهُ خطايا بني آدم"
و في صحيح مسلم الحديث رقم : 2149
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " كَانَتِ الْعَرَبُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرَاةً إِلَّا الْحُمْسَ وَالْحُمْسُ قُرَيْشٌ ، وَمَا وَلَدَتْ كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاةً إِلَّا أَنْ تُعْطِيَهُمُ الْحُمْسُ ثِيَابًا ، فَيُعْطِي الرِّجَالُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ ، وَكَانَتِ الْحُمْسُ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، وَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ يَبْلُغُونَ عَرَفَاتٍ " ، قَالَ هِشَامٌ : فَحَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : "الحُمْس هم الذين أنزل الله عز وجل فيهم: ‏ الآية 199 من سورة البقرة { أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} " . وكانت ‏ ‏الحُمْس ‏ ‏لا يخرجون من ‏ ‏المُزدلِفة ‏(ترفعاً عن الوقوف مع بقية الحجيج)‏ ..
و قريش يا سالم كانت تطوف بين صنمين هما أَساف و نائِله ، حيث كان موضعهما الصفا و المروه ، و جاء نبيّك ليُبقي على هذا الطواف الوثني بل ويدعي بقرآنه أنهُ من شعائر الله {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }البقرة158
• وما هُما هذين الصنمين "أساف و نائله" يا صديقي العرّاف؟
• قال : نقرأ في كتاب "أخبار مكة" للأزرقي- بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوَّلِ مَنْ نَصَبَ الأَصْنَامَ ...رقم الحديث: 136نقرأ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالُوا : " كَانَ إِسَافٌ وَنَائِلَةُ رَجُلا وَامْرَأَةً ، الرَّجُلُ إِسَافُ بْنُ عَمْرٍو ، وَالْمَرْأَةُ نَائِلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ مِنْ جُرْهُمٍ ، فَزَنَيَا فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ ، فَمُسِخَا حَجَرَيْنِ ، فَاتَّخَذُوهُمَا يَعْبُدُونَهُمَا ، وَكَانُوا يَذْبَحُونَ عِنْدَهُمَا ، وَيَحْلِقُونَ رُؤوسَهُمْ عِنْدَهُمَا إِذَا نُكِّسُوا ... الخ
وجاء في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري في مسألة "باب الوقوف بعرفة" : عن جُبَير بن مطعم قال أضلَلْتُ بعيراً لي فذهبتُ أطلبهُ يوم عَرَفَة فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلّم واقفاً بعَرَفة فقلتُ هذا والله من الحُمْس فما شأنه ها هنا" ..
فهذهِ هي كعبتُكُم المقدّسه يا سالم ولا أدري من أي شيء أخذت قُدسيتها تلك وهي معبد الأوثان ، فقد كان فيها حفرة عمقها متر ونصف تسمى بئر الكعبة , توضع فيها كنوزها ومُقتنياتها وهداياها , ثم وضع في هذه البئر هُبَل الصنم الذي كانت تعبدُهُ قريش. وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قَدِمَ، أَبَى أن يدخُل البيتَ وفيهِ الأصنام والصوَر ، فأمر بها فأُخرِجَت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الآزلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ) ولكنه أبقى صورة يسوع وأمه مريم، وجرى إخراجهم بعد وفاتِه" ...
وكان الخُلفاء يعلّقون الذهب والتُحَف والمجوهرات على الكعبة من الداخل , وفعل ذلك عُمر بن الخطاب عندما علّقَ هلالين من ذهب كسرى, وبعده فعل الخلفاء ذلك مثل الوليد بن يزيد والمتوكل والمأمون وهارون الرشيد. وبعض المصادر تُشير الى أن على باب الكعبة كان يوجد هلال إعتقاداً أن الكعبة في الأصل لعبادة الإله "القمر"، بما يتوافق وإختيار عمر بن الخطاب للهلال تحديداً لتزيين جدران الكعبة بهِ.
• قلتُ لصديقي : لقد صدعتَ رأسي بإلـــــــــه القمر ، وبِالأعراب العُراة ،و أهل الحُمسِ و المذهب الوهابي ولم يكن ببالي قبلها سوى أن أؤدي تلك المناسك مع أخوتي المسلمين ، إن عقلي المحدود لا يستطيع إستيعاب كل حكاويك تلك، لقد أتعبتني و أعجَزتَني حقاً ، كنتُ أنتظر أن أسمع منكَ تاريخ كعبتنا المُشرَّفه حيث تناهى لسمعي أنها تعرَّضَت للتدمير حتى في أواخر القرن العشرين و بالتحديد عام 1979في فترة حكم الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ..
• قال صديقي : نعم لقد حَصَلَ هذا بالفعل و هو خامِس حَدَث هدم تَتَعرَّض لَهُ ،و سأحدّثك عن ثلاثة و عشرون كعبة أخرى وعمّا حلَّ بكعبتكم تلك في لقائنا القادم ..
كان صديقي هذهِ المره أكثر تسامحاً معي فقد شدَّ على يدي بحرارة و هو يودعني بعد أن وَعَدني بلقاءٍ قريب جداً حرصتُ أن يكون قبلَ عيد الأضحى المُبارَك ..



#سالم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَتَبي عليكَ صَديقيَ المُلحِد ج 3
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد ج 3
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد ج 2
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد


المزيد.....




- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم الدليمي - عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد - ج 4 - فريضة الحَج أم الحَك ! !