أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى عمر توفيق - الحداثة وما بعد الحداثة إشكالية المفاهيم















المزيد.....

الحداثة وما بعد الحداثة إشكالية المفاهيم


مصطفى عمر توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


يقدم لنا كتاب " الحداثة وما بعد الحداثة" من تحرير بيتر بروكر والذي صدر عن المجمع الثقافي بأبي ظبي ، تشكيلة واسعة من وجهات النظر حول قضية أَثارت الكثير من الجدل وعدم الاتفاق حتى على مفاهيميتها مما أدى إلى تشظّيات مفهومية. مما جعلها مثار جدل واسع تباينت فيه وجهات النظر، وتعددت بصورة خلقت نوعاً من الثراء حول قضية شكلّت محوراً مهماً ضمن سياقات ثقافية تداخلت مع بعضها البعض، سيما في القرن العشرين، إذ شهدت الحياة الإنسانية اختلافات جوهرية "سلباً أو إيجاباً" في نمط المعيشة، بكافة تجلياتها المختلفة، ابتداء بالثقافة وليس انتهاء بالاجتماع.
ومع اصطلاحات مثل (حداثة) و (ما بعد حداثة) كان لزاماً أن تثور جدالات حول نقطة الصفر بالنسبة لهكذا اصطلاحات ومن ثمّ انتشارها على نطاق واسع. فقد ارتأى البعض أن هذه الاصطلاحات هي وليدة الحضارة الجديدة، وما رافقها من قفزات، في كافة مستويات الحياة، غير مسبوقة في التاريخ البشري. في حين رأى البعض أن لكل زمان (حداثته) و (ما بعد حداثته).
حاول الكتاب توضيح التأطير التأريخي لاصطلاحي (حداثة أو حديث) و (ما بعد حداثة أو ما بعد حديث)، من خلال التركيز على المساهمات النظرية، لمؤلفين وكُتَّاب، في هذا المجال، بحيث أصبح وجود هذين الاصطلاحين شيئاً مُلحّاً على المستوى النظري، ولا بُدّ، من ثمّ، من فتح باب الجدل والنقاش والحوار الحُر حولهما، ليصار إلى تشكيل رؤية أوسع وأشمل حولهما. بحيث يعود ثمة فصل بين هذه المصطلحات وأُطرها المفاهيمية، بالتالي، وبين مصطلحات قريبة منها، مثل (معاصرة) و (جديد)).
وكاستحقاقٍ لاندفاعة حياتية كبيرة، سيما إبّان القرن الأخير، وما طرأ من تغييرات جوهرية على مجمل حياة البشر، صار لزاماً الانتقال إلى أطر فكرية جديدة تُواكب هذه القفزات المُتلاحقة. ولقد شكَّل العالَم الغربي مجالاً حيوياً لهذه الانطلاقة، سواء أكانت واقعية (التغيرات الجوهرية على مجمل أنماط الحياة)، أو فكرية (النظريات الفكرية والأطروحات الأكاديمية التي حاولت تأطير الواقع الإذهالي الجديد وتقعيده نظرياً).
إذاً، والحال هذه، فقد أسّست (المقدمة: إعادة البناء) إلى وضع حجر الأساس بالنسبة للقاعدة المفاهيمية لاصطلاح الحداثة وما بعد الحداثة، من خلال تأطيرهما، إلى حدّ ما، تاريخياً، ووضعهما ضمن سياق بنائي مُتناسق.
احتوى الكتاب على مقالات لعديد مُفكرين، بدئت بالجدل الذي دار بين "جورج لوكاش" و "برتولت بريشت"، حول مفاهيم حداثة مثل (الواقعية النقدية) و (النقد الماركسي).
فقد كان لوكاش "يقوِّم الواقعية الأدبية لروائيين من أمثال بلزاك وتوماس مان، باعتبارها انعكاساً صادماً للعوامل الحاسمة الهامة في عملية الحياة، فالرواية الواقعية، بحسب لوكاش، تتواصل في وحدة الفرد والكون الذي يحوي إجماليته المدمجة مع الإجمالية الموسعة للكيان الاجتماعي الكلي وترصد حركته التقدمية رصداً أميناً". في حين سعى بريشت إلى أخذ الوسائل الفنية التجديدية الحداثية إلى أقصى مداها، من حيث هو ينحاز إلى نمط شعبي مرن من الواقعية مفتوح أمام التجريب، والاستعانة بوسائل الإعلام الجديدة وأمام الفوارق المتغيرة.
وإذا كان العرض الأدبي للواقع الموضوعي (عند جورج لوكاش) يتضمن وصفاً لأشخاص حقيقيين في عالم ملموس وحقيقي، فالمسألة لدى بريشت قائمة على عدم إزالة الواقعية الشهيرة عن بعض الأعمال، بل ينبغي أن نحسن استخدام شتى الوسائل قديمة كانت أو جديدة، مجربة أو غير مجربة، وسواء كانت مشتقة من الفن أو من مصادر أخرى في سبيل أن نضع الواقعية الحسية بين أيدي الأحياء بحيث يمكن السيطرة عليها وتطويعها.
من جانب آخر، أقرّ "والتر بنيامين" بفقدان العمل الأدبي أو الفني لـِ (شذاه) تحت تأثير الإنتاج الصناعي الآلي، مما يعني انتقال الفن من نطاق القداسة إلى نطاق السياسة، والفن إذ ينحى هذا المنحى، تحديداً تحت مقولة (الفن من أجل الفن) فإنه يؤسس للاهوت جديد هو لاهوت الفن، تتحدد وظيفته ضمن سياقات داخلية بعيداً عن أية أبعاد أخرى.
من جهته انتقد "تيودور أدورنو" مفاهيم "والتر بنيامين" حول فكرة العمل الفني المتكامل ورمزية اللاهوت داخله، وبين رجس السحر. من حيث أنه، أي تيودور أدورنو، يؤمن بالعنصر السحري في العمل الفني البرجوازي، فمحور العمل الفني المستقل لا ينتمي في حد ذاته إلى الأسطورة، بل هو جدلي في جوهره، ويحوي في داخله على ما هو سحري.
أما "بيتر بورجر" فقد حاول فضّ الالتباس بين إبداعية العمل الفني والأدبي ومدى التزامه بقيم المجتمع، من حيث قدرته على إحداث تغيير جذري في قيمة الالتزام السياسي.
• (عودة الحداثة):
هذا المحور سلَّط الضوء، ضمن عدّة محاور، على الإشكالات والمشاكل التي ساهمت في بلورة أُطر ثقافية حديثة لم تكن ذات فاعلية وبروز فيما سبق من وقت، مثل (المدينة الحديثة) وما رافقها من إشكالات وتطورات لم تكن من قبل، وتأثيراتها على الإنسان سيما في حقلي الفنون والآداب، من خلال إفراز منتجات تعبّر عمّا آل إليه الإنسان الحديث بسبب إقدامه على إحداث تغيير جوهري في المكان الذي يعيش فيه. فمن جهة لم تعد المدينة ذلك المكان الشاعري الذي يمكن للمرء أن يتنعم فيه بالدفء والأمان، كما كان العهد سابقاً، بل حالت إلى مكان مُرعب. فهي، أي المدينة، "أرض الخراب، أرض الربا"، بحسب الكاتبة (جين رادفورد)، ساعة وصفت مدينة لندن. ومن جهة ثانية كانت المدينة، بالنسبة للبعض الآخر، مكاناً للنور والتحرّر.
أيضاً، شكلّت قضية (المرأة) وحريتها وحقوقها، وانبثاق مفاهيم جديدة مثل الأدب النسوي والنقد النسوي هاجساً قوياً لدى مجتمعات الحداثة وما بعد الحداثة، استلزمَ التأطير الثقافي والتدريس بالتالي. كما هو الأمر أيضاً بالنسبة لقضية الأدب الزنجي والاهتمام بالقارة المنسية، القارة الأفريقية من خلال دراسة أدبها وفنونها..
وقد ساهم كتاب (الزنجي الجديد The New Zegro لآلن لوك) والمنشور في العام 1925، في إعادة استكشاف وتعريف الحداثة الأفرو أميركية. وقد بدأت نماذج من الفنون والآداب ذات الأصول الأفريقية مجالاً لها في أميركا. وقد شكّل هذا الانتشار الجديد إطاراً جديداً لطبيعة العلاقة التي تحكم الغربي بالأفريقي. ففي مواجهة اقتصاد قام فيما مضى على العبودية وصوّر الزنوج على أنهم مشوهون وبلا عقول، أتت الآداب والفنون الأفريقية المُنتشرة تحت وطأة متطلبات حداثية وما بعد حداثية، لتخلق صورة مشرقة ومبدعة للإنسان الأفريقي.
أما قضية العالَم الثالث، فقد فرضت نفسها كقوةٍ فاعلة في المشهد الإبداعي العالمي، بصفتها حاوية على نماذج إبداعية مُنافسة، وقد شكلت الحالة الهندية نموذجاً جديداً بالنسبة للغرب، وجب استكشافه والتعامل معه بأدوات نقدية جديدة، لم تكن موجودة من قبل..



#مصطفى_عمر_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى عمر توفيق - الحداثة وما بعد الحداثة إشكالية المفاهيم