الأيزيديين يصدرون فرمانهم ال75 بانفسهم !!!!

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 28 - 22:03
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

ربما مرت الفرمانات التي ذبحت الايزيدية عبر التاريخ تحمل معها كل تلك التضحيات والمآسي والخوف، الا أن ما خلفه الفرمان الأخيرال ( 74) ( الابادة والتهجير على يد داعش) من نتائج لم تزل تضيق الخناق على المجتمع الأيزيدي وتزيده خسارة، وما الهجرة اليوم الا واحدة من تلك النتائج ، فتنتج خسارة مضاعفة فوف التضحيات بالأرواح التي قدمها المجتمع الأيزيدي .

لسان حال الأيزيديين يقول «لن نعود إلى شنكال لنموت على الهوية، سنهاجر إلى أوروبا» يقول معظم اللاجئين الذين فروا من الـ ‹فرمان ال74›، «ان عدنا إلى ديارنا لن نرضى ان نكون تحت حماية احد لا البيشمركة ولا حتى الحكومة الاتحادية, نطالب ان نكون تحت حماية الامم المتحدة»، «نحن شعب مسالم, نحن فقراء، لا نحب القتال ولا حتى السياسة, نريد ان نعيش بسلام, لم نعد نثق باحد لحمايتنا...

هجرة الأيزيدية واصدارهم الفرمان ال 75( الهجرة مشيا الى اوربا بدون عودة ) بحق انفسهم ليست حلا خياليا لكنها واقع مرير يساهم في تشتيت المجتمع الأيزيدي، ويحمله العديد من الإشكاليات التي يتعرض لها، ، والظروف التي تتحكم بتعلق الفرد الأيزيدي بالهجرة، هي ظروف زمانية تتعلق بحريته وأمنه وكيانه، ومن يلتفت الى من يسلك طريق الهجرة الأيزيدية سيجد أنها من شريحة الشباب دون الرجال والنساء كبار السن، ودون الشابات غير المتزوجات، مما سينعكس سلبا على المجتمع مستقبلا وعلى التكوين الأسري تحديدا، وأن لا ننسى أن المجتمع الأيزيدي يعتمد على الزراعة والإنتاج الحيواني وسيفقد عدد كبير من الشباب التي تدير له هذا الاعتماد، وأن العدد الكبير من المهاجرين ممن لم يتلقوا تعليما في العراق وسيبقون معتمدين في بلدان المهجر على المعونات الاجتماعية التي تقدمها الدولة الحاضنة لهم، وهم بهذا الشكل ينفقون أعمارهم مبتعدين عن مراكزهم الدينية وطقوسهم ومجتمعهم مقابل ضمان أمنهم وحريتهم ومعيشتهم، ومن اللافت للنظر أن كثير من الأيزيديين المهاجرين ينقلون اعرافهم وتقاليدهم الى مناطق سكناهم في مهاجرهم، الا انهم لم يتمكنوا من نقل أسس عقيدتهم وتعاليم ديانتهم وواجباتهم الدينية في تلك البلدان . 

 فمحنة القتل مصحوبا بانتهاكات للشرف وتبديل إجباري للدين، وأحكام بالذبح نحرا، وسبي النساء، وخطف الفتيات الصغيرات وما ينتج عنها من مصائب، وسلب للممتلكات، ولهذا فأن من يجد تبريرا لكل ردة الفعل هذه لا تكون من خلال أسباب انفعالية انما من الواقع المر الذي عاشه ويعيشه المجتمع الأيزيدي، الا ان الأمر منه أن ننظر الى الجانب الآخر من ردة الفعل ونقلب في الجوانب السلبية التي ستتركها الهجرة الأيزيدية على المجتمع وعلى ارتباط الأنسان بالدين الأيزيدي .…

ومن اهم اسباب هجرتهم من تركيا هي ان ايزيدو تركيا يبنون مخيمات للاجئين والحكومة تمتنع عن الترخيص كشف اوزجان كوران من اهم الناشطين في هءا المجال انهم بدأوا ببناء مخيم على نفقة ابناء القرى الإيزيدية في قراهم إلا ان السلطات التركية المحلية لم تعطي ترخيصاً بذلك, فيقول «بعد هجرة اخوتنا من شنكال والتوجه الينا، قمنا بانشاء جمعية تضم 12 عضوا كحالة اسعافية للاهتمام بشؤنهم, وتوجهنا إلى السلطات التركية بعد أن درسنا مشروع بناء مخيم لهم في اراضينا, قابلنا الوالي والقائم مقام, وطالبنا بالدعم والترخيص, ولكنهم امتنعوا عن ذلك وقالوا هناك مخيمات في مدينة اورفا ومردين».
يتسائل كوران «كيف لهم ان يذهبوا ويعيشوا مع المسلمين؟. ليس لانهم مسلمين واختلاف الدين ولكن حالتهم النفسية لن تسمح لهم بالعيش هناك, فهم قد تهجروا وقتلوا على يد المتعصبين من جيرانهم العرب الذين ساندوا ‹داعش›»، واضاف «نحن لسنا بحاجة إلى دعم السلطات المحلية والجمعيات الإغاثية والإنسانية, نحن مكتفون بدعم اخوتنا, نطالب فقط ان يسمحوا لنا بالعمل على ذلك
هذا ما اكدته ايضا اليزابيث هرمس لـ ARA News وهي ممثلة الكنائس المسيحية من ابناء العراق، قدمت من امريكا للتطلع على وضع اللاجئين في تركيا, واضافت انها زارت اللاجئين في كل من منطقة جزيرة بوطان وسلوبي في جنوب شرقي تركيا, ووصفت اليزابيث حالتهم «بالسيئة جداً» مقارنة مع لاجئين في ديار بكر، وقالت اليزابيث «اللاجئون في المنطقتين المذكورتين حالتهم سيئة، فهم يعيشون في خيم كبيرة تجتمع فيها عدة عائلات،بالإضافة إلى انهم بحاجة إلى الطعام والشراب والمراوح، وبخاصة في هذا الفصل الحار, كما أن الأطفال بحاجة إلى الحليب».
وعن سبب قلة مساعدة الحكومة التركية والمنظمات الإنسانية في تركيا رغم كثرة عددهم، قال سرتاج بوجاغ سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني–  في تصريح يبدو متكاملا «هل تعلمون بوجود قرى ايزيدية في منطقة ‹ويران شرا› هي الأخرى قد تعرضت للتهجير على يد الاتراك في عام 1980, فكيف لهم ان يقدموا مساعدات وكانوا قد هجَروا بني جلدتهم من قبل ؟».

#مهند_نجم_البدري (هاشتاغ)       Mohanad__Albadri#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات