أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - أيمن حلمي - مشتعلون














المزيد.....

مشتعلون


أيمن حلمي

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 09:15
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


في الأيام الأولي بعد حادثة محرقة مسرح بني سويف لم نكن كذلك. كنا نتصرف ونفكر ونعمل فقط من أجل هؤلاء الذين رحلوا في المحرقة. نقاد ومسرحيين وممثلين ومثقفين وضحايا آخرين لم يقترفوا جريمة الفن أو الثقافة، مجرد متفرجين جائوا لرؤية عرض علي الهامش يقدم ضحكة أو فكرة أو حكمة، أو لرؤية أولادهم علي المسرح. لم يملك أحد الإجابة علي السؤال الصعب، ما الذي أتي بنقاد ومسرحيين في حجم حازم شحاتة وصالح سعد ومحسن مصيلحي ومدحت أبو بكر ونزار سمك ليحضروا معا عرضا في مهرجان نوادي المسرح؟ أي حدث جلل هذا الذي يجتمعون له؟ قدرهم؟
المهم أن هذا حدث. وأضائت النيران الظلام من حولنا، ليظهر ما لم يخطر لنا قط علي بال. إهمال وفساد لوزارة الثقافة والداخلية والصحة والمحافظة، وحتي بعض الناس العابرين. الجهل؟
لا يوجد إعتبار لإنسانية أي مخلوق، فهل سيكون هناك اعتبارا للمواطنة! لم نسقط رغم كل ما عايناه وعانيناه، ومن سقط نهض من جديد، لا، لن نسقط ولن ننسي ولن نطفئ النار إلا بعد أن يعودوا من جديد. تهذي؟
حسنا، حتي يعاقب من كان وراء ذلك، هل هذا ممكن؟ محاكمة وزراء؟!
ليس هذا فقط، حقوق الضحايا والمصابين وذويهم. وكذلك ألا يتكرر ذلك مرة أخري. من سيفعل ذلك؟ نحن؟
تهذي من جديد.
انقسمنا، رغم أننا لم نفعل شيئا بعد. بدأنا ننساهم، نتوقف عن البكاء كل ليلة مثلما كنا نفعل في الأيام الأولي. ننسي أنه ربما كنا نحن هناك، بأننا مسؤلون عنهم. تلك الحياة. لم نعتاد كأحياء علي العمل معا، رغم أنه حتي الموت يمكن أن يكون جماعيا.
ربما هذا أهم ما أضائته النيران المشتعلة في أجساد الراحلين، وفي المسرح الخرب المحترق: كلنا في المحرقة. نحن موتي، علي قيد الحياة.
"وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا/ولا مر القمر/ بدروبها من ألف جيل/ولا العين تبسمت يوما لمولود/ولا دمعت لإنسان يموت/فالناس من هول الحياة/موتي علي قيد الحياة."
لم نتجاوز ذواتنا المريضة أمام نكبة كهذه، ولا كنا نستحق الحياة التي حرم منها الراحلون. بعضنا لا يزل يحمل قلبه بين يديه ويقاتل لئلا يفقده وسط ما يحدث، ويراهن علي قدرته علي الاحتمال.
إذا لم ننسي مشاكلنا وذواتنا وأمراضنا، سنلحق بهم لا ريب، في ظروف تليق بنا.
ما الفرق بيننا وبينهم؟
هم اشتعلوا واحترقوا ونحن مشتعلون.
أي أن الموت احتراقا آت لا ريب. مسألة وقت.
وبعدنا لن يأتي من يطالب بحقنا، ويعلن أنه سيقاتل حتي الموت من أجلنا. لما لا نستحق؟
الراحلون أخذوا غيلة، وكانت الخيانة هي السبب. ونحن ليس لنا عذرا بعد ما أضائت لنا النيران الظلمة ورأينا أنفسنا عراة.
يا الله! لماذا لم نكن معهم؟
...............
لا نستحق الرحمة؟
حمل ثقيل، مسؤليتنا تجاههم، وعلينا سريعا أن ندرك هذا، ونقاتل، لا لكي يعودوا للحياة، بل حتي نعود نحن للحياة.



#أيمن_حلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - أيمن حلمي - مشتعلون