أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - واقعة الرمادي قوة المثل عن سذاجة السلطة العراقية وهزالها














المزيد.....

واقعة الرمادي قوة المثل عن سذاجة السلطة العراقية وهزالها


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ احتلال مدن الموصل وصلاح الدين وقبلهما الانبار، يعتمد الإرهاب المتمثل بأذرع البعث الفاشي من دواعش وجيش الرحمن والنقشبندية والمجلس العسكري وجيش محمد وغيرهم، على طريقة ذكية تتمثل باستدراج الجيش العراقي لمعارك في محاور عديدة مختلفة ومتباعدة يتم خلالها استنزاف قواه وعديده. ودائما ما تكون القسوة و القوة المفرطة التي يستخدمها الإرهاب، مقدمة حاسمة لخلخلة مواقع وعزائم القطعات العسكرية. و بات بحكم التقليد أن يبدأ الإرهاب هجماته بسيارات مفخخة يعقبها هجوم بانتحاريين ومن ثم أعداد ليست بالكثيرة من الرجال المدربين جيدا على حرب العصابات.
في أغلب المعارك ظهر جليا إن التنظيمات الإرهابية كانت لها معرفة مسبقة وجيدة بمكامن ضعف وقوة وحدات الجيش العراقي، ولديها معلومات يقينية بأعداد الوحدات العسكرية النظامية والشرطة الاتحادية، وعن قدراتها واستعداداتها الحربية وتجهيزاتها القتالية. ووفق تلك المعلومات نجدها تختار الزمان والمكان المناسبين لبدأ صولة الهجوم، ودائما ما نجدها تختار في هذا الآمر، المناطق الرخوة في تلك التشكيلات.ولم يأتي ذلك اعتباطا أو وفق استطلاعات جانبية يقوم بها رجال تلك العصابات أنفسهم، وإنما تأتيهم المعلومة بدقة وحرفية من داخل الجيش وعبر ضباط لهم مراكز تأثير وقرار في قيادة الجيش وقوى الشرطة، يوفرون لقيادات الإرهاب بيانات وإحصائيات وخرائط وشروح لطبيعة قطعات الجيش وقوى الأمن، وأوضاعها السوقية وتحركاتها وأعدادها وأماكن تجحفلها.
وبحكم سيطرة العديد من هؤلاء العملاء على مراكز ومفاصل مهمة في الجيش وقوى الأمن الداخلي العراقية، باتت لهم قدرات ليست بالهينة، للتأثير في إدارة وسير المعارك، وتكيفها وجعلها تتخذ طابع ليس النصر الناجز لقوى الإرهاب، بقدر ما تكون مهمة تمهيدية تذهب في عمق استراتيجيه الإرهاب وأذرعه السياسية لتغير واقع العملية السياسية، ويتم ذلك عبر مهمة استنزاف رجال الجيش ومعداته، وصولا لهدف أكبر يتمثل بدفع الدولة العراقية نحو أقصى حالة الانكسار والتردي على جميع المستويات، وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي والعسكري، لتسهل بعدها مهمة الانقضاض على السلطة وإعادة تركيب العملية السياسية.
يبدو أن السلطة بشكل أو أخر لا تتوفر لديها القدرة على حماية ظهرها ، لا بل ظهر بشكل مخزي ومذل، إن جميع مفاصلها وإداراتها مكشوفة ومترهلة، وهناك من يعمل من داخلها على مؤازرة الإرهاب ارتباطا ودراية وتطوعا أو لمنفعة شخصية أو فئوية وفي بعض الأحيان بسبب سذاجة وغفلة وانعدام المهنية والخبرة.
تمثل حركة القطعات العسكرية وتحشدها احد أهم صفحات إدارة المعارك، وهي في السياق العام تكون ضمن مهام القيادات الميدانية وتصوراتها وحساباتها عن طبيعة المعارك وكيفية إدارتها بالعدد الكافي من الوحدات والمعدات، وليس لمكاتب القيادة العليا غير الأخذ بما يرد لها من تقارير ومعلومات من القيادات الميدانية . ووفق تلك التقارير تصدر مكاتب القيادة أوامرها بتحريك القطعات أو تزويدها بالعتاد والآليات. عبر هذه القاعدة والآلية يتم التلاعب بالقوات العسكرية والشرطة، ووضع ترتيبات تسهل على الإرهاب اختراق الوحدات العسكرية ومن ثم احتلال المواقع و المدن. وحسب الخطط التي يضعها هؤلاء المندسون في مفاصل القيادة، استطاعت قوى الإرهاب وفي مرات عديدة استدراج السلطة العراقية، وتوجيه ضربات موجعة لمؤسساتها، وظهرت السلطة في تلك الوقائع في أقصى حالات الهشاشة والسذاجة. وما زالت تتكرر تلك العمليات.
ظهر للعيان وبالذات منذ عملية هروب سجناء أبو غريب الذي أعقبه سقوط مدن الأنبار ثم تلاه سقوط الموصل وصلاح الدين ، بأن جميع هذه الوقائع كانت مؤشرات ودلالات بينة لخيانات بين أوساط القيادات العليا للجيش العراقي وقوى الأمن والشرطة. واليوم لن تكون واقعة الرمادي أخر عمليات الطعن والاستدراج والاستهزاء بالسلطة ومؤسساتها، وما يؤسف له أن يترافق هذا مع ضعف وانعدام قدرة القائد العام للقوات المسلحة على إحداث تغيير في هياكل قيادات الجيش وتنحية المشكوك في ولائهم من المتسببين في انهيار المعنويات وانكسار الوحدات العسكرية وهزيمتها، والأدهى من ذلك سيطرة الإرهاب على سلاح ومعدات وعتاد تلك القطعات. وسوف يبقى الجيش منخورا ممزقا لا يستطيع الصمود أمام داعش وغيرها من قوى الإرهاب، أن لم تجرى له عملية قيصرية، تزال عبرها ومن مختلف صنوفه جميع الدرنات العالقة بجسدها والمتمثلة بقيادات بعثية معروفة، أن لم تكن باقية تعمل وفق أجندات حزب البعث، فأنها مسيرة وتخضع للتهديد والابتزاز اليومي لها ولعوائلها من قبل حزب البعث واذرعه من المجاميع الإرهابية، وهذا ما يدفعها لتقديم الطاعة والولاء والمعلومة لتلك العصابات.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس في العراق
- هل الحشد الشعبي عراقي ؟
- حلف عسكري عربي لخنق تطلعات الشعوب
- الحذر الحذر من خطة أمريكا لتحرير الموصل
- استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي
- حقيقة المساعدات الأمريكية لمنظمة داعش
- في النجف هناك من يبغض الحب
- الاستثمار ودواعش مدن وسط وجنوب العراق
- شخصية المالكي لا تسمح له قبول الهزيمة
- ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل
- هلموا نتقاسم وطن
- مشهد أخر في نشوة القتامة وردع الأمل
- مقترح مشروع المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان
- عواصم للثقافة، مشهد في نشوة القتامة و ردع الأمل
- الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية
- هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة
- العراق، خيار التوافقية بديلا عن صناديق الاقتراع


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - واقعة الرمادي قوة المثل عن سذاجة السلطة العراقية وهزالها