أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - أللص والحمار وعدالة الأشرار














المزيد.....

أللص والحمار وعدالة الأشرار


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 07:55
المحور: حقوق الانسان
    


على قارعة الطريق المؤدى إلى إحدى القرى المجاورة لقريتى كنت واقفا أنتظر بعض الأصدقاء للذهاب لحضور عرس لأحد الأقارب وبينما انا واقف فى مكانى رايت جمعأ غفيرا من الناس يأتى نحوى ووسطهم صراخ رهيب وإستغاثات مزعجة فقررت الإقتراب منهم للوقوف على حقيقة الموضوع وإذا بى يا سادة ارى بينهم ولدا مراهقا لايزيد سنه عن ثماني عشرة سنة وهم عبارة عن إنسان متورم الجسم ينزل الدم من أنفه وفمه وبعض اسنانه مكسورة وآثار عدة ضربات متتالية ومبرحة على وجهه وتكاد عبناه تبرزان للخارج كما كانت ملابسه الرثة ممزقة بشكل يندى له الجبين ورايت الناس لايزالون يوسعونه ضربا رغم حالته التى رأيته عليها ورأيت أربعة من الرجال يحيطون بالولد الذى أعتبره طفلأ ويربطونه من يديه فى رقبة حمار ويسحبه للأمام إثنان منهم ويسير خلفه الآخران يضربانه على ظهره بهراوة غليظة وعلى قفاه كذلك وشعرت أنه يحتضر وأنه يوشك على النهاية 0
إقتربت من هؤلاء الغوغاء المجرمين وسألتهم كيف يفعلون به ذلك ؟ ولماذ ا ؟ وقلت لهم إنه حتى لو قتل قتيلأ لا تفعلوا به هكذا إنه مهما كان إنسان من دم ولحم ولكن قدموه للعدالة تقتص منه وتحكم عليه حكمأ يليق بجريمته
فقالوا لم يقتل أحدأ لقد سرق هذا الحمار الذى يسير جنبه من الحقل؟؟
فقلت لهم ولكن الحمار معكم الآن أى أن السرقة لم تتم فقدموه للعدالة بدون إيذاء ولكنهم نظروا لى بإستهزاء وكاننى قد قلت شيئأ شاذأ
سألت أحدهم عل هذا الشاب من قريتكم ؟
رد قائلأ إنه غريب من بلد إخرى وجاء مخصوص للسرقة واستمروا فى ضربه غير عابئين وكأن عملية ضربه وتعذيبه اصبحت واجبا مقدسأ
فحاولت الصراخ فى وجوههم لكى يفكوا قيوده ويكفوا عن ضربه حتى يصل إلى مركز الشرطة فسخروا منى ودفعنى أحدهم دفعة فى صدرى كدت أقع منها على ظهرى وينكسر عمودى الفقرى , وسبقنى الجميع ومعهم الضحية يكيلون له الضربات مما لذ وطاب فقررت أن أتابع المسيرة حزنأ منى على ما أشاهده يحدث لذلك اللص الحزين المسكين الذى حكم عليه حظه الأسود أن يقع فى أيدى من لا يرحمه وان يسقط فى يد هؤلاء الغوغاء المتوحشين وطبعأ نسيت اصدقائى الذين كنت أنتظرهم لنذهب إلى العرس وأى عرس أو فرح وأنا ارى هذا الكم الهائل من الظلم والطغيان وإنتهاك حفوف الإنسان
لقد ضربوه ضربا يعادل عقوبة الزنا والسرقة وقطع الطريق وشرب الخمر وكل الذنوب التى توجد فى هذا العالم لقد حطموا فيه البقية الباقية من إنسانيته ولو حكيت لكم كيف كانت النساء –نساء القرية—يساهمن بقدر كبير فى عملية الضرب بالأحذية والنعال والإهانة ولن تصدقونى لو قلت لكم أن الأطفال الأبرياء إشتركوا أيضأ فى تعذيب هذه الضحية بالضرب وإلقاء الطوب فى وجهه ذلك الوجه الذى تحول إلى ما يشبه قطعة الخشب القديمة المتآكلة من كثرة ما لاقاه
ألمهم اننى تابعت الموقف وهدأت نفسى قليلأ عندما دخلوا به مركز الشرطة وقلت أن الشرطة فى خدمة الشعب وسوف يحمونه ويحافظون عليه حتى يقدم للعدالة بل وسوف يسألون عن أسماء من ضربوه ويقدموهم للعدالة أيضا هكذا أعتقد ويوحى إلى عقلى المسكين البرىء الذى لم يزل على فطرته ولكننى يا سادة سمعت صراخ الولد يزيد ويعلو عن سابقه وسألت عن حاله فقالوا أنهم هنا سيكملون الواجب وسوف يسهرون عليه ضربا حتى الصباح
هذا ما رأيته
وشاهدته بعينى رأسى ولم يحك لى أحد شيئأ فما هذا الذى رايته ؟ وإلى أى ملة أو عقيدة او دين ينتمى هؤلاء المجرمون الذين عذبوه وأهانوه وحطموه وحرقوا إنسانيته وداسوا على كرامته؟
اليس واردأ أن يخطىء الإنسان ويرتكب بعض الجرائم والمعاصى والآثام ؟ وطبيعى أن يقدم للعدالة بصورة طبيعية دون حدوث هذا الكم الهائل من الإذلال والتدمير والتحطيم فى إنسان يمكن أن يتوب ويتطهر من ذنبه ويعود إلى رشده ويتحول إلى إنسان نظيف؟
لماذا فى بلادنا نحكم على المذنب بالإعدام ونحرمه من فرصة التوبة واللجوءإلى الله تعالى لكى يعفو عنه ويتوب عليه ولماذا لم يتدخل غيرى لإنقاذ هذا الشاب المسكين من قبضة هؤلاء المجرمين ؟
لماذا نصر على تعميق معنى الإجرام لدى المجرم بعدم رحمتنا له؟
إنه بهذه الطريقة سوف يقضى عقوبته ثم يخرج كالوحش الكاسر يريد الإنتقام من كل من يقابله فلم يرحمه أحد ولم يتعاطف معه إى إنسان
على أى ثقافة يعيش هؤلاء الناس ومن أى مكان ينهلون افكارهم وسلوكياتهم ؟
أمن أجل سرقة حمار يقتل إنسان؟
لقد امسكوا به وإستعادوا حمارهم أى أن السرقة لم تتم
وهذا لا يعفيه من مواجهة العدالة ولكن أين هى هذه العدالة ؟
وأين حقوق الإنسان ؟
ومن يستمع لى من هؤلاء الغوغاء؟
وكيف تؤيدهم الشرطة فيما فعلوه ؟
وكيف يوسعوه ضربأ هم الآخرون وهو لم يعد يشعر بالحياة من كثرة ما لاقاه من عذاب ؟
أليس هناك شىء إسمه القضاء والعدالة والحكم العادل على كل مجرم كل حسب جريمته ؟
لماذا يستلذ الناس بتعذيب كل منهم للآخر؟ هل هذه آدميه ؟ أم وحشية ؟
معروف أن كل مجتمع فيه اللصوص والقتلة والزناة وقطاع الطرق والمرتشون ومعروف أيضأ ان هناك قضاء وعدالة وكرامة للإنسان وحقوق يجب الا تضيع باى حال من الأحوال 0
لم يتم تقديمه للعدالة فى اليوم التالى خوفأ من جسمه المتورم ووجهه المتخشب وترك عدة أيام حتى يدخل على وكيل النيابة سليمأ ولا يجرؤ هذا اللص البائس ان يحكى عما حدث له من الناس او فى مركز الشرطة خوفا من تكرار رحلة العذاب 0
فهل هذا هو العدل الذى يريده الله رب العالمين أم انها الجريمة والقسوة ضد الحق وضد العدل وضد حقوق البشر , الم أقل لكم أن ما حدث أمامى كان عدالة الغوغاء؟



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعنى إيه كلمة وطن ؟
- ثم نفخت فيه من روحى
- جحيم الديكتاتورية ونعيم الديموقراطية
- هل من مزيد؟
- ما أرى لكم من إله غيرى
- ولا تسرفوا
- إن كيدكن عظيم
- ولو أعجبك حسنهن
- إن يتبعون إلا الظن
- لباس التقوى
- إنهم يكرمون الكلاب
- سبل السلام
- حساب الملكين
- حوار الأصولى مع القرآنى
- ميراث الكتاب
- إنهم يظلمون الحمير
- بشر مثلكم
- ضائعون
- ولكن ليطمئن قلبى
- حوار بين مسلم أصولى ومسلم قرآنى


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحمد عمر - أللص والحمار وعدالة الأشرار