|
لا لتسييس القضاء الشرعي
غاده جمشير
الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
غادة جمشير حين يتبوأ الانسان مكانة مرموقة، ويعلو عن اقرانه، لابد ان يعي اولا المكان الذي هو فيه، وان يضع خدمة الوطن والمواطن في الاعتبار، وان يكون همه الاصلاح والتغيير ومناشدة العدالة والنزاهة وهما الصفتان اللتان لا بد من توافرهما في من يتقلد اي منصب، وتتأكد هذه الصفات في منصب القضاء لأن القضاء مهنة شريفة، ودرجة عالية رفيعة، ففيه يفض النزاع، وتعود الحقوق الى اصحابها، وبه يصلح امر العباد، وتقوم شئون الاسرة. فإذا كان منصب القضاء من الاهمية بمكان كان لا بد من اختيار الكوادر من ذوي الكفاءات العالية، والفكر المستنير، والثقافة الواسعة، والخبرة العملية والفنية والادارية، ومعرفة ودراية بقانون المرافعات، وذا احاطة بمسائل الخلاف، وصداقة حميمة بكتب العلم، اضافة الى انه يتمتع بسمعة طيبة، وسيرة حسنة مشهود له بها امام الجميع، ما خالف هذه الصفات يحول دون تقليد الشخص لمنصب القضاء. كما ان الانشغال بالتجارة، والسعي وراء الثروات، امور تتناقض ومكانة هذه الوظيفة. ان الاختيار لهذا المنصب يتطلب التروي والتريث، والتحري والدقة، والكفاءة، دون اعتبار للعلاقات، او لكونه يحمل فكرا معينا او مذهبا سياسيا او لكونه يتبع جمعية معينة، او ينتمي الى قبيلة او عشيرة او منطقة واذا ما تدخلت هذه المعايير فإن القضاء يفقد هيبته واستقلاليته، وكذلك الامر في تسييس القضاء. ان البعض يحاول زرع قوة وقاعدة له في جميع وزارات الدولة، لتمرير طلباته، وانجاز اعماله بيسر وسهولة وانسيابية ويعطي من نفسه ثقلا ووزنا امام الناس، واملاء سياسته عليهم بحسب مزاجه وفكره بغض النظر عن صلاحية الشخص للمنصب او عدم صلاحيته، والا كيف نفسر قفز احد المواطنين من وظيفة عادية الى منصب القضاء، دون تدريب او تأهيل او تدرج، فهل يعقل ان يتولى احد منصب القضاء دون تمهيد؟ ما العلاقة بين القضاء والوظيفة العادية من المفترض ان يكون هناك تدرج للارتقاء الى هذه الوظيفة؟ لذا يجب العمل على وقف مثل هذا الاجراء، وعدم اقحامه في القضاء، لان هناك بعض التيارات المتشددة تريد الضحك على عقول الناس باسم الدين، ويتحدثون باسمه وما هو الا رغبة منهم في خدمة المصالح والاغراض الخاصة. واقحام الدين في كل وسيلة وطريقة، حتى ان بعضهم استخدمه كأداة للوصول الى المقاعد البرلمانية والقضاء، وحين لم ينجح في مهمته ترك الدين وراء ظهره، والبعض حين أعفي من منصب القضاء قام بحلق لحيته واسدل ثوبه، وكأن اللحية وقصر الثوب تدور مع المنصب وجودا وعدما. اذن هناك من يتخذ هذا الدين مطية ووسيلة للوصول الى هدفه فما ان يتحقق حتى كان ابعد الناس عن دينه ومعتقده، وكان الشاعر يقرأ مافي قلوب بعض الناس حين انتقد قائلا: صلى المصلي لأمر كان يطلبه لما انقضى الامر لا صلى ولا صاما اننا نعتقد انه لتطوير وتحديث جهاز القضاء يتوجب على المجلس الاعلى للقضاء تحقيق ما يلي: ١- تعديل قانون القضاء وذلك بإعفاء من يثبت عدم صلاحيته وكفاءته لمنصب القضاء. ٢- عدم توظيف قضاة ينتمون الى جمعيات او تيارات فكرية متعصبة، علما بأن قانون السلطة القضائية تمنع على القاضي العمل في السياسة، لذا يتوجب اعفاء المعنين منهم على هذا الاساس. ٣- احالة الطاعنين في السن من القضاة الى التقاعد. ٤- انشاء لجنة لتوظيف القضاة تتمتع بكفاءة وعلم ودراية ٥- ترشيح الافضل والاعلم من ذوي الكفاءة ومن خريجي الجامعات المعترف بها عربيا وعالميا في مجال القانون والشريعة، وعدم اعتبار المحسوبيات والمعارف ومن لديه حظوة ومعرفة بمسئول كبير. ٦- بعث وتدريب من يتم اختيارهم لهذا المنصب لدورات تدريبية مكثفة في مجال القانون والقضاء. اننا نؤكد انه من المسائل الهامة التي يجب ان يلتفت اليها المجلس الاعلى للقضاء في اختيار القضاة ان يكون القاضي محايدا لا مسيسا، وان يعطى للمرأة كامل حقوقها في المحاكم الشرعية، وان سلب حقوق المرأة لن يجعلها تنعم برغيد العيش، ويدفع بالمجتمع الذكوري الى اضطهادها وهذا ما يسبب ازمات اجتماعية قد يتحمل الجيل القادم معاناتها ومسئولياتها الجسام. ان نساء اليوم يمتلكن القدرة والعلم والعمل وعلى ادراك دائم بما يدور في الحقل القضائي، وليسوا بمنأى عما يدور في ساحته. ان البعض يجاهرون بالذين وهم ابعد ما يكونون عن مبادئه واخلاقه وسلوكياته وأرى ان الاسلام بريء منهم ومن ممارساتهم التي تسيء للدين وسماحته.
#غاده_جمشير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لن أتنازل عن المبادئ التي أنادي بها منذ العام 2001
-
رأي القوى النسائية الشعبية ضروري في -الأحوال الشخصية-
المزيد.....
-
العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في
...
-
لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان
...
-
عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي
...
-
إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو
...
-
الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
-
شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية
...
-
أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
-
آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ
...
-
-الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|