أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - الوضع الاجتماعي في تونس الانفجار آت لا ريب فيه















المزيد.....

الوضع الاجتماعي في تونس الانفجار آت لا ريب فيه


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كثر اللغط في المدة الأخيرة حول المجالس الوزارية المتتالية التي تمحورت أشغالها حول "دفع التنمية في عدد من المعتمديات ذات الأولوية". وقد وقع تحديد 8 معتمديات في البداية ثم أضيفت 44 معتمدية أخرى بعد "مجلس وزاري طارئ"! ولسائل أن يسأل ما سر هذه الحملة المفاجئة بعد أن خال الجميع أن الفقر قد اندثر في بلادنا بفضل "السياسة الاجتماعية الحكيمة التي أرساها سيادته"!

إن كل عاقل لا يخفى عنه الطابع الديماغوجي لهذا اللغط الذي كثيرا ما كان يخفي إجراءات رجعية جديدة بصدد التحضير، خاصة والجميع يعرف حجم المصاعب التي يمر بها الاقتصاد الرأسمالي العالمي في المدة المنقضية بسبب الارتفاع المهول لأسعار الطاقة مما أثر بشكل ملموس ومباشر في اقتصاديات دول العالم وخاصة منها غير المنتجة للنفط مثل بلادنا التي تستورد نسبة هامة من استهلاكها لهذه المادة الحيوية.

إن هذا التأثير في الاقتصاد التونسي هام جدا بحكم حجم الزيادة في الأسعار العالمية التي قفزت إلى الضعف في ظرف أقل من سنة. وقد تجاوزت في المدة الأخيرة بعد إعصار كاترينا الـ70 دولارا للبرميل الواحد، وإذا علمنا أن الموازنات المالية والاقتصادية للدولة الخاصة بهذا العام صيغت على أساس أن سعر البرميل سيتراوح بين 30 و40 دولارا، فإننا ندرك حجم "الرجة" التي طالت موازنات الدولة وبرامجها. وبما أن الدولة في بلدنا هي دولة الأقلية الجشعة فإنها ستلجأ ككل مرة إلى استخلاص هذه "الخسائر" من جلد الشعب، والإجراء المعهود في مثل هذه الحالات معروف وهو الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية لإرجاع التوازن للموازنات المختلة.

لقد قامت السلطة بعديد الزيادات في الأشهر الفارطة طالت مواد الطاقة ومواد التنظيف ولم تطل إلى الآن المواد المدعومة كما هو معمول به عادة. هذا وقد أكد وزير التجارة والطاقة في ندوة صحفية لشهر أوت أن وزارته لا تنوي الزيادة في الأسعار في المدى القصير. لكن السلطة بادرت بعد بالزيادة في أسعار المحروقات أياما قليلة بعد هذا التصريح (50 مليم في اللتر الواحد ابتداء من يوم 4 سبتمبر 2005). وينتظر الناس حصول زيادة أخرى قبل رأس السنة ليصل سعر لتر البنزين إلى دينار واحد. ومن البديهي أن الزيادة في أسعار المحروقات ستنجر عنها زيادة في أسعار المواد ذات الصلة.

إن أي زيادة في الأسعار في مثل هذا الظرف تشكل في حقيقة الأمر "إعلان حرب" على الكادحين والأجراء الذين يعانون من وضع اجتماعي مأزوم بفعل التدهور الحاد في المقدرة الشرائية وتضاعف نسب البطالة وخاصة منذ إلغاء العمل بالاتفاقية متعددة الألياف منذ يوم 1/1/2005 والتي كان من نتائجها الكارثية إغلاق عديد المعامل والمصانع الناشطة في حقل النسيج بما يعني ذلك من طرد لآلاف العمال وتجويع وتشريد لآلاف العائلات.

إن هذه الأوضاع وضعت دولة البرجوازية التابعة في حالة لا يحسد عليها. ولا نغالي إذا قلنا أنها حالة تأزم مطرد زادتها حدة الإشاعات الرائجة مؤخرا عن جرائم فساد من الحجم الكبير. إن وضعا كهذا لا تتجرأ السلطة على إعلانه لعموم الشعب، بل هي تعالجه كما تعودت دوما بأسلوبين: الأول هو الديماغوجيا الاجتماعية، أي التظاهر بأن "الوضع عادي" والسلطة مهتمة بأوضاع "الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية". وفي هذا الإطار وقع تنظيم المجلسين الوزاريين الأخيرين للنظر في أوضاع عدد من المعتمديات وطالت الإجراءات أساسا مجال التشغيل وخلق فرص للكسب فضلا عن التنوير والربط بشبكة الماء الصالح للشراب. إن الطابع الديماغوجي يتضح من خلال الحديث عن أوضاع من المفروض أن البلاد قضت عليها حسب الخطاب الرسمي، الذي زعم دائما أنه بفضل صناديق "العار" (26/26 – 21/21 – بنك التضامن…) وقع "تطوير البنية التحتية والقضاء على الأمية ومد شبكات التنوير ومياه الشـرب وخلق مواطن الشغل.."، لكن ها أن الحديث عـن أكثر مـن 50 معتمدية "ذات أولوية" يؤكـــد أن مناطق الظل لم تندثر والفقر لازال منتشرا.

كما تتضح الديماغوجيا من خلال بعث الأوهام و"الحلول" حول مشكل بطالة أصحاب الشهادات(100 ألف حسب إحصاءات غير رسمية) التي أصبحت عنوانا دعائيا لا يعكس في عمقه إلا الإقرار باتساع المشكل الذي لن تحله "القروض الصغيرة" و"التشجيع على الانتصاب للحساب الخاص" في ظل اقتصاد مافيوزي لا فرص فيه لغير الحاشية وزبانيتها.

كما أن الديماغوجيا الاجتماعية تتضح أكثر من خلال الكذب على الشعب وذلك بالحديث عن "إجراءات رئاسية" هي أصلا مبرمجة في "المخطط الخماسي للتنمية" وهو مخطط نظامي ودوري كما يعرف الجميع. وهذا السلوك هو من ثوابت السلطة وخاصة أعلى هرمها الذي كلما قام بزيارة لإحدى الولايات إلا وأصبغ الإجراءات المتخذة بصبغة سياسوية دعائية وانتخابوية وهي إحدى ميزات الحكم الفردي المطلق الذي لا يؤمن بالمؤسسات بل بقرارات "سيادته".

والمظهر الأخير لهذه الديماغوجيا هو المحاولة الفاشلة لتغطية وضع اقتصادي ومالي، منهار في الأساس. فالسلطة تصر دائما على الظهور بمظهر المتماسك وأن "الأمور بخير" وما يقال هنا وهناك هو من قبيل "الصيد في الماء العكر"، وأن "سيادته" يفكر في أبناء الشعب ويتخذ لفائدتهم "الإجراءات اللازمة". إن هذه السياسة الديماغوجية لا تعكس في الأصل إلا وضعا حرجا تمر به السلطة، وهي إذ تتخذ هذه السياسة فمن أجل ضخ شيء من الأكسجين في رئتي اقتصادها المنخرم، فالإجراءات الأخيرة لا هدف لها سوى مغالطة الشعب وكسب تأييده و"تحييد" أكثر ما يمكن من عناصره عن الاحتجاج عن زيارة المجرم شارون لبلادنا، و"لتحييد" أكثر ما يمكن من أبناء الشعب عن المشاركة في الاحتجاجات الاجتماعية القادمة. فالسلطة هي أكثر من يعرف حقيقة الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد، وهي أكثر من يعرف حقيقة الهزات الاجتماعية القادمة خاصة وأن الأسعار ما تنفك تلتهب والانكماش الاقتصادي والركود في تصاعد. وبالتالي فإن الأوضاع الاجتماعية هي أيضا تسير نحو مزيد من التعقّد والتوتر. وقد بدأت بوادر هذا التوتر تظهر في مناطق الجنوب (الرديف، أم العرائس…).

في هذا الإطار نفهم "انشغالات السلطة في المدة المنقضية، فهي من جهة تريد الظهور بمظهر المتحكم في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ومن جهة مقابلة تتعطل المفاوضات الاجتماعية ولا يتجاوز عدد القطاعات التي توصلت إلى اتفاقيات الـ22 من جملة 51 قطاعا (إلى حدود 31 أوت) في القطاع الخاص ومازال التفاوض في القطاع العام متعطلا في الأمور المالية بين مطلب قيادة اتحاد الشغل التي تطالب بزيادة في الأجور بـ5,75% والسلطة التي تتمسك بزيادة 1,25% فقط.

إن أياما عصيبة تنتظر الدكتاتورية النوفمبرية التي فضلا عن أسلوب الديماغوجيا الاجتماعية فإنها دائما تلجأ إلى الأسلوب الثاني وهو أسلوب القمع. وإذا كان الأسلوب الأول هو أسلوب الجزرة فإن الثاني هو العصا، وهي في تقديرنا أسلوب حكم ثابت عندها، وفي هذا الإطار نفهم التوتير المتصاعد للوضع الأمني في المدة الأخيرة بدعوى "التوقي من عمليات إرهابية" الذي ظل ذلك المشجب الدائم لإطلاق أيدي قوات القمع كي تعتدي وتراقب وتفتش وتمنع وتعنف وتحاكم… ومظاهر التوتر الأمني ما هي في الحقيقة سوى الغطاء لحجم اللصوصية المافيوزية التي تنخر جسم البلاد في أدق جزئياته. إن الدكتاتورية في بلادنا تسابق الزمن لإدامة صمت الشعب ومزيد نهبه واضطهاده، فهل يسابق الديمقراطيون والثوريون الزمن لتحرير الشعب وفك قيوده.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن الرابطة وعن استقلالية العمل الجمعياتي وحريّته
- النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على ا ...
- أزمة النسيج تشتد ونضالات العمال تتصاعد
- لا مستقبل لشباب تونس في ظل الدكتاتورية
- رائحة أزمة نقابية!
- كلمة الرفيق حمه الهمامي في ندوة بروكسيل حول -الشراكة الأوروم ...
- بيان مشترك حول تفجيرات لندن
- مرة أخرى:لا خلاص للعمال إلا بالوحدة والنضال
- في اليوم الوطني لمقاومة التعذيب والذكرى 18 لاستشهاد نبيل الب ...
- طبقة عاملة، منزوعة السلاح، مهدورة الحقوق !
- بمناسبة الانتخابات البلدية: حزب العمال يدعو إلى مقاطعة المهز ...
- من المستفيد من المفاوضات الاجتماعية؟
- حزب العمال يدعو إلى مقاطعة المهزلة الجديدة
- أجل مغرب عربي بلا مساجين سياسيين: كلمة الرفيق حمه الهمامي
- من أجل مغرب بلا مساجين سياسيين: البيان الختامي
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة :مناضلات في البال
- الأحزاب الديمقراطية تنعى زهير اليحياوي
- ميزانية الدولة وقانون المالية لسنة 2005: استمرا في نفس الاخت ...
- اشتداد الهجوم على حقوق العمّال والحل في الوحدة والنضال
- الندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية تدين اح ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - الوضع الاجتماعي في تونس الانفجار آت لا ريب فيه