أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد جاسم الركابي - الصحافة العراقية والاحزاب الاسلامية















المزيد.....

الصحافة العراقية والاحزاب الاسلامية


احمد جاسم الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 08:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد 9/4 شهد الواقع العراقي صدور المئات من الصحف ( ما يقارب 210) جريدة يومية واسبوعية مثلت العديد من التوجهات ووجهات النظر وبعد ان هدأت العاصفة اصبح اصدار الصحف في العراق مشاريع خسارة دائمة لا يتحمل تكاليفها الا من كانت له اهداف محددة واقصد لم تبق الا الصحافة الحزبية والصحافة المملوكة للدولة اما تلك المشاريع التي تسمى مستقلة ( التسمية الادق الصحافة الخاصة ) فلا وجود لها تقريبا على ارض الواقع او بتعبير ادق هناك صحيفة واحدة تنطبق عليها شروط الصحافة الخاصة.والواقع العراقي على مستوى المتلقي واقع يحمل الكثير من التداخلات المعقدة التي رسمت صورة المتلقي العراقي وما وصل اليه اليوم ومن تلك الاسباب التشويه المنظم الذي مارسه النظام البائد على مدى ثلاثة عقود من الزمن بسيطرته على وسائل الاعلام وتحول الصحف الى نشرات باشكال متنوعة ومضمون واحد يروج لسياسة الحزب القائد والقائد الضرورة!! وكانت في العراق منذ الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي نكتة تروى مفادها ان الرجل المسكين ذهب بجهاز التلفزيون خاصته كي يصلحه فما كان من المصلح السكران الا ان الصق صورة صدام حسين على الشاشة المحترقة ويقول لصاحب الجهاز انك لن تحتاج اكثر من ذلك او ما كان يقال عن رغبة صدام حسين في ان يصبح مؤذنا ويبث الاذان بصوته حتى تكتمل حلقة وجوده الابدي على الشاشة وعلى اعناقنا على حد سواء ولان اعلام النظام البائد كان يختفي مع سيده في اوقات الازمات العظمى عندما كان العراقيون يواجهون مصيرهم مع حاويات القنابل الاميركية الذكية منها والغبية كان العراقي يتجول بمذياعه بحثا عن لندن او صوت اميركا او مونت كارلو بحثا عن اخبار مصيره الذي يرسمه الاخرون ولان (القيادة الحكيمة ) كانت تحاول اقناع الناس بأنتصار مزعوم في هزيمة مرئية زاد التنافر بين الناس ووسائل الاعلام وازداد التحامهم بوسائل اعلام بعيدة عن جغرافيتهم.وبعد التغيير نجحت صحف وسقطت اخرى ولا احد يعرف بالضبط لماذا نجحت تلك وسقطت هذه لغياب الدراسات المنهجية في ذلك المجال حتى ان اسماء كبرى في عالم الصحافة اخفقت في انجاح مشاريع صحفها التي صدرت بعد التغيير لنفور الناس منها بعد توزيعها مجانا!! في حين نجحت صحف اخرى تنتمي لصحافة الاثارة في النجاح الجاهيري الكاسح رغم ان كل عدد من اعدادها لا بد ان يحمل صورة لصدام حسين وزادت الهوة في عالم الصحف العراقية بين الكلفة الحقيقية للجريدة والمبلغ الذي تباع به كما ان سياسة بعض الصحف اثرت بشكل مباشر على البيئة العامة للصحف في العراق وما اقصده ان جريدة الصباح كانت تباع بـ(50) دينارا وبعدد اكبر من الصفحات مما جعل القاريء يقبل عليها ولعل من الغريب عندما تسأل كبار موزعي الصحف عن الشروط الواجب توفرها في الصحيفة كي تنجح يقال لك السعر المنخفض وعدد اكبر من الصفحات تجاوزا للمضمون اضافة لاسباب اخرى تجعل من الصباح مركزا للاستقطاب هو قناعة القاريء العراقي ان هذه الجريدة ملك للدولة وبالتالي فأن اخبارها تتمتع بالمصداقية. وهناك صحافة الاحزاب التي سيطرت غالبيتها على مؤسسات النظام البائد ( جريدة المؤتمر سيطرت على كامل موجودات جريدة الثورة من ضمنها المطابع طبعا – جريدة بغداد سيطرت على مطابع مدرسة الاعداد الحزبي والتاخي كان نصيبها موجودات جريدة العراق والامثلة كثيرة ) هذه هي الاقطاب الصحفية مع استثناءات بسيطة لصحف تمول من السفارة الاميركية في بغداد وتسمي نفسها صحفا مستقلة وهناك حالات من الفوضى ترسم صورة غريبة لا تفسير لها فأحدى الجرائد التي تمول من السفارة الاميركية لا تنفك تشتم التوجهات الاميركية وكل ما له صلة بالتغيير فقط لان توجهات العاملين فيها مال زالت تعبر عن نفسها بانتماءها الى النظام البائد بفخر!!! وهناك ايضا جريدة مستقلة وهي مشروع خاص تتميز برصانتها على مستوى الشكل والمضمون ولكن ارقام التوزيع المذهلة تجعلنا نقرأ الامر بشكل مختلف اذ لا تتجاوز الكثير من الصحف (مع استثناءات) سقف الالفي نسخة والساحة تتقاسمها الصحافة الحكومية والحزبية الكبيرة والتي هي في غالبيتها ايضا تشارك في الحكومة ولعل المفارقة ان احدى اهم الصحف التي يقبل العراقيون على قراءاتها هي صحيفة غير عراقية وانما صحيفة عربية لها طبعة داخل العراق ان ما اريد ان اصل اليه في موضوع الصحف الحكومية او الحزبية والتي هي في وجهها الاخر حكومية هو مقدار الحرية التي تتعامل بها تلك الصحف مع الشان العراقي فهذه الصحف عجزت في المقام الاول ان تتابع الشأن اليوم على المستوى الاخباري وقراءة بسيطة في الصفحات الاولى نكتشف ان رويترز او وكالة الصحافة الفرنسية هي سيدة المصادر الاخبارية وكذلك عجزت هذه الصحف عن الصدور صباح اليوم التالي وهي تحمل قصتها الاخبارية الخاصة بها فتجد ان جميع الصحف تعتمد نفس العنوان ونفس الصورة الرئيسية بتغييرات بسيطة كما تتخوف الصحافة العراقية من مجموعة قوى هذا اذا كانت خارج لعبة السيطرة من القوى المشاركة في الحكومة وهي قضية الخوف من احزاب الاسلام السياسي والقوى الدينية بشكل عام ويبرز الخوف جليا في توجيه الانتقاد لحزب الدعوة وتبتعد الصحف الف ميل في توجيه النقد للمجلس الاعلى للثورة الايرانية ونفس المسافة في توجيه النقد لهيئة علماء المسلمين المثيرة للشغب وهناك جو عام في الابتعاد عن توجيه النقد لاي عمامة سوداء او بيضاء ولذلك دار كلام كثير حول الدستور في الصحافة العراقية ولكن لم يقل لنا احد لماذا كان ريئس لجنة كتابة الدستور معمم ينتمي لفكر ضيق ولم تشر الصحافة ان الاعضاء السنة الذين اختيروا في ذات اللجنة كانوا ايضا من التيارات الاسلامية وتحديدا المتطرفة منها وانقلبت الدنيا عندما قرر الحكيم يوم كان رئيسا دوريا لمجلس الحكم عندما قرر تطبيق القرار137 سيء الصيت الذي عارضته جهات حية لم تدعمها الصحافة الداخلية التي بقيت تغط في نوم عميق ويبثني احد الصحافيين شكواه من الاحزاب الاسلامية المسيطرة على الحكومة بالقول اننا نتجنب انتقاد سياسة الحكومة لانه ليس من مصلحتنا ان ندخل في خصام معها فتمنع عنا الاعلانات التي تمد الجريدة بالاموال كما تدخل الصحف قائمة سوداء وتمنع من مرافقة رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في جولاتهم الخارجية اذا كانت صحيفة مشاغبة؟!! وتتجنب الصحافة العراقية بشكل مؤلم الحديث عن التدخل الايراني في العراق ولا سيما في البصرة لخوف الصحفين من عواقب اثارة مثل تلك الموضوعات ان هذه الظواهر التي تمارس بحق الصحافة العراقية اليوم والتهديد الذي تعانيه يشكل وصمة عار في جبين النخب السياسية الحاكمة واحزاب الاسلام السياسي التي كانت حتى الامس القريب تناضل للتخلص من انياب النظام الدموي ومصادرته الحريات بجميع اشكالها وعليها ان تراجع سياساتها وهي اليوم تمارس السلطة فليس من المنطقي ان نتخلص من دكتاتورية كبيرة لنقع في حبال دكتاتوريات صغيرة تقطع السنتنا بأسم الرب.



#احمد_جاسم_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن واقع الاعلام العراقي


المزيد.....




- وزير إسرائيلي لنتنياهو: يجب استبعاد أردوغان من أي دور في مفا ...
- عدوى احتجاجات الطلاب تصل إلى جامعات أستراليا.. والمطالب واحد ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود ...
- كينيدي جونيور يعارض ضم أوكرانيا للناتو
- لم يبق سوى قطع العلاقات.. تركيا توقف التجارة مع إسرائيل
- اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شمال طولكرم وقصف منزل في دير ...
- الاتحاد الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات ضد روسيا بسبب هجمات سيب ...
- شهداء ودمار هائل جراء قصف إسرائيلي لمنازل بمخيم جباليا
- اشتباكات بين مقاومين والاحتلال عقب محاصرة منزل في طولكرم
- وقفة أمام كلية لندن تضامنا مع الطلاب المعتصمين داخل الحرم ال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - احمد جاسم الركابي - الصحافة العراقية والاحزاب الاسلامية