أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ارا خاجادور - من عوامل الجزر في التنظيم الثوري















المزيد.....



من عوامل الجزر في التنظيم الثوري


ارا خاجادور

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من عوامل الجزر في التنظيم الثوري
لحظة من حياة لجنة تنظيم الخارج

لا استهدف في هذا المقام، وضع دراسة حول التنظيم، وانما اطمح الى وضع بعض الاشارات، التي قد تساعد في تلمس بعض الخطى في طريقنا، الذي بات وعرا للغاية في هذه الايام، بفعل اقتراب العدو الخارجي، ليس من اسوارنا فقط، بل دخل الى شوارعنا و بيوتنا، ومعه من يصفهم البغداديون ب: "حرامية البيت"، الذين يرشدون العدو الى الاوكار والمخابئ، وحتى الامزجة، وربما الاحاسيس، اذا استطاوا الى ذلك سبيلا.

وهنا تأمّل: كم من الذين تدربوا في هنغاريا على حمل السلاح ضد شعبهم تعرف؛ وكم منهم وضع "معارفه" في خدمة المحتل؟ وكم من الذين تدربوا في واشنطن؛ على ادارة شؤون البلاد والعباد، قدم معطياته "العلمية و البحثية" الى كل الجهات؟ هذا واقع صعب، ولكن لماذا فشلوا في خنق ارادة الشعب العراقي؟ انها قدرة الشعوب على امتصاص الصدمة و الترويع.

نعم ان ظروف النضال معقدة للغاية اليوم، ولكننا في الوقت نفسه، انتقلنا الى ما يعرف بالنضال البسيط، اي ان هنالك محتل يجب ان يُهزم، وهذا يعني ان الخلافات بين ابناء الشعب الواحد تفقد الصفة العدائية، طبعا باستثناء خدم الاحتلال ومرتزقته، وكما نرى اليوم، فان شعار: النضال من اجل كنس الاحتلال، بات شعارا يتوحد حوله؛ كل الفقراء والكادحين والعاطلين عن العمل، والذين لا توجد لديهم ارتباطات خارجية من شغيلة الفكر واليد؛ من كل الاعراق والطوائف والاديان والمذاهب، وهذا الاتجاه سوف يتعزز مع مرور الايام، ومع افتضاح سلوك القوى والاطراف، التي تؤثر على مواطنينا، بغض النظر عن الحجوم والاسباب.

وقد يسأل البعض: لماذا الاهتمام بجزئيات حياة الحزب الشيوعي العراقي في هذه الظروف القاسية؟ خاصة بعد ان تواطأت قيادة احدى كتله، وبعد ان فقد هذه الكتلة او الاتجاه الكثير من عضويته ونفوذه، وتناثرت اطرافه. قد يبدو هذا الكلام وجيها للوهلة الاولى؛ ولكن بعد التدقيق – حتى السريع – في الظروف القائمة حاليا في العراق، حيث نجد هيمنة للاحزاب الطائفية والعرقية والدينية، والبعض منها لا يضمر اي قدر من الاحترام للوطنية العراقية، ناهيك عن الاخلاص لها، وهذا الواقع يجعل الحاجة الى وجود حزب لا يقوم على اساس العرق او القومية او الدين ضرورة موضوعية توحيدية لا غنى عنها، خاصة اذا كان تاريخ العراق قد عرف مثل هذا الحزب، واذا كان لهذا الحزب تاريخ مجيد. هذا جانب من سبب الاهتمام.

وفي هذه الحالة، قد يطرح البعض سؤالا مخلصا او غير مخلص، اذا كان وجود حزب شيوعي يمثل ضرورة موضوعية: لماذا شرعتم بكشف بعض اوراقه؟

نقول: ان الحركة الشيوعية في العراق يعوزها اليوم الوضوح والوحدة والبرنامج – هذا دون الانتقاص من بعض كتلها – ومن المهم ايضا ان نمتلك الثقة بالشعب، وان نطرح سيئاتنا قبل النقاط المشرقة، ونطلب العون والمشورة، والاهم ان نتعلم؛ ان الاحزاب الشيوعية قادت نصف كوكبنا، عندما كانت تؤمن بالاحتكام الى الشعوب وقواها المخلصة، وفقدت الحكم في العالم باسره؛ فيما عدا بعض الدول، بعد ان تحولت احزابنا الى طبقات جديدة، فقدت الصلات الصميمية مع الناس. وتوهمت بأن الطليعة فوق البشر، وانها اخذت صفة الطليعة او رأس الرمح، من خلال التسلط، وليس من خلال خدمة المصالح الحيوية للناس، والتعبير عنها بشرف ومسؤولية واحترام.

ان للشيوعيين العراقيين تاريخ مجيد، الى جانب الضرورة الراهنة، وهذا يملي علينا مهمة مضاعفة الجهد من اجل الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى.

اننا لم نصل الى هذا الوضع المؤسف دون الضربات المتتالية للعدو ضدنا؛ وبصفة خاصة في المدن العربية، حيث لا توجد سواتر طبيعية للجوء المناضلين اليها، كما ان بعض محاولات التقويم من جانبنا، كانت اقرب ما تكون الى النزعات التدميرية، وليس محاولات لاعادة البناء او تصحيح الاتجاه.

ولا يقل خطرا عما تقدم، الخوف من طرح الاخطاء امام ابناء الشعب، تحت ذريعة الخوف من ان يتعرف العدو على اخطائنا، ان ذلك اي كشف الاخطاء اقل ضررا من اخفائها. لان الاخطاء موجودة في كل الاحزاب، واذا كانت القيادة المفروضة على احدى الكتل الشيوعية، قد خانت تاريخ الحزب؛ فهي لا تستطيع محو امجاد وتضحيات ومساهمات حزب الشهداء؛ حزب المقاتلين الابرار.

ان الزمرة المتسلطة على الكتلة المتواطئة مع المحتل، بدأت تمارس لعبة خطرة في التعامل مع الدين، من خلال التملق للقيادات الدينية. نحن نتعامل مع الدين من منطلق طبقي، في كل دين هنالك فقراء واغنياء، مثلا: ثورة ثورة الخميني؛ جاءت من اجل المستضعفين؛ حسب بيانات الثورة، وفي النتيجة، هل اتجهت الاوضاع في ايران لصالح المستضعفين؟ وهذه النتيجة تسري على الاتجاهات الاصولية والسلفية.

وينبغي علينا ان نلاحظ، ان القيادات الدينية للفئات الفقيرة؛ كما يحصل لجناح الصدر، فان هذه الفئات الفقيرة تفرض على قيادتها الموقف الوطني، كما يجري حاليا في مدينة الثورة؛ التي كانت معقلا لليسار، ولكنها اليوم اتجهت اتجاهات اخرى؛ في ظل غياب القيادات اليسارية والثورية. ولكنها حتى في ظل ذلك الغياب الان؛ عجزت القيادات الدينية عن قطع صلة جماهيرها بالشعارات الوطنية،

ان من يريد ان يتهم الحركة الشيوعية بالتواطئ مع المحتل، من خلال تعامل احدى كتلها مع المحتل بغفلة من الزمن، واذا كان مخلصا في اتهامه، فما عليه الا ان يلاحظ اين تقف الكتلة الاكبر من الجسم الشيوعي؛ هذا من ناحية الكم، ومن ناحية النوع: هل يجد اسما مرموقا في قيادة الكتلة المتواطئة، من الشيوعيين العراقيين الحقيقيين، الذين يعرفهم العراقيون؛ هذا ينطبق على مستوى الوطن والمدينة و القرية والمؤسسات.

ان التنظيم ضروري، ولا غنى عنه، لاي قوة تطمح الى تطبيق برنامج ما، ولكن في الوقت نفسه، قد يتحول التنظيم الى حاضنة لمختلف انواع الامراض، خاصة في مراحل الجزر، وعجز البرامج عن ادراك ضرورات وحاجات المستقبل، وفي حالات عدم توفر الارادة الحقيقية للمعالجة.

اقدم في الرسالة ادناه؛ لحظة من حياة لجنة تنظيم الخارج لحزبنا الشيوعي العراقي، التي هي انعكاس للوضع القيادي في الحزب عامة، الذي عرضت جانبا منه؛ في الرسالة الموجهة الى اللجنة المركزية. واعتقد ان هنالك تبادل تأثير بين الهيئتين، ولكن المياه لا تنحدر من الوديان الى السفوح.

اقدم هذه الوثيقة كما بقية الوثائق اللاحقة، كما هي حتى مع اخطائها اللغوية والاملائية، بهدف توفير مسح يمتد لبعض الوقت، ويشمل جميع اوجه الحياة الحزبية، وبعيدا عن الحكم على الاحداث بمنطق اللحظة الراهنة؛ بالمعنى الحرفي للكلمة. اننا نثق بان طرح الحالة في حركتنا، كما هي، دون خداع اوتخفيف او تزويق، هي الخطوة الاولى في الطريق الصحيح، واننا في هذه المرحلة لا نتدخل في شرح او تعليل اية وثيقة، لكي نوفر اولا قاعدة المعلومات الضرورية لاعادة البناء السليم، الذي لا يخش او يقلق من الاعتراف بكل المعايب من اجل المعالجة الحاسمة.

ان الرسالة المرفقة تقدم صورة عن الحياة الحزبية في الخارج؛ بكل امراضها، وبعض محاولات المعالجة. وتكمن قيمتها في انها قد تقدم صورة، حول نظرة الهيئات الحزبية الى نفسها، والى مهماتها، والى سلم الاسبقيات عندها.

ارا خاجادور
14/09/2005

واقع منظمات الخارج

في مجرى دراسة قيادة لتخ لواقع نشاط منظمات الخارج خلال الاشهر القليلة الماضية من خلال اطلاعها على محاضر اللجان القيادية والرسائل الموجهة لها، وارتباطا بتطورات الاوضاع على المستويين الداخلي والعالمي، ارتأت قيادة لتخ ضرورة توضيح بعض الحقائق الى قيادات هذه المنظمات وتبصيرها عن طبيعة الاوضاع الحالية بهدف اشباعها بصلاحياتها وتعزيز دورها في معالجة المعوقات والتصدي الناجع لانجاز مهماتها من موقع الشعور بالمسؤولية ازاء الطبقة العاملة والشعب العراقي وازاء الحزب في هذا الظرف الدقيق والصعب
.
وبالرغم من وجود مبررات ذاتية وموضوعية لبروز الظاهر السلبية في هذا الوقت بالذات، الا ان ذلك لا يقف حائلا امام ارادة الشيوعيين الفولاذية من خلال التحلي بالصبر البروليتاري ورباطة الجأش والعمل الجدي والمثابر للتخلص من هذه الظواهر وانجاز مهمات الحزب الراهنة.

تعكس محاضر اللجان القيادية للمنظمات والرسائل ان جوا من الليبرالية في الحياة الحزبية الداخلية هو السائد كما تقترف خروقات لقواعد التنظيم اللينينية وتثار الطعون ضد هذا الرفيق او ذاك، التي تمس اكثر المسائل حساسية مثل: الامانة، الاخلاق، السلوك الشخصي، الحياة الاجتماعية، وغيرها. كما تجري صراعات لا مبدئية ومنافسات لا ديمقراطية. ونتيجة لها يسود التوتر جو الاجتماعات وتتزعزع الثقة بين الرفاق وتنشأ المحاور ويصرف جهد قيادة المنظمة الاساسي على العمل لحل مثل هذه المشكلات على حساب المهمات الرئيسية ( الفكرية والسياسية والتنظيمية).

كما تحمل الرسائل الموجهة الى قيادة لتخ وبعض المحاضر معلومات ومسائل تنظيمية هي خارج نطاق عمل لتخ وتكشف قضايا تاريخية لا تخص هذا الرفيق او ذاك في الاطلاع عليها وبالتالي تعرض سرية العمل الى الكشف غير الضروري. ان حياة المنفى، بعيدا عن الوطن والجماهير، تخلق موضوعيا اجواءا شبيهة بحياة السجون، لكن الشيوعيين لا يستسلمون لمثل هذا الواقع، بل يعملون بكل طاقتهم لتحويلها الى اجواء كفاح مثمر لتحقيق اهدافهم النبيلة .

ان ما ذكر اعلاه من مظاهر يعكس الفراغ الذي تعيشه هذه المنظمات وابتعادها الفعلي عن النضال الفكري والسياسي ، وعن عدم تبنيها سياسة تنظيمية واضحة تخدم بالاساس توجهات الحزب بشأن نضاله في الداخل والتي اقرها المؤتمر الوطني الرابع وبالاساس اعادة بناء منظمات الحزب .
نورد ادناه بعض ملاحظاتنا حول عملكم ونشاطكم وتوجهاتنا اللاحقة
:
اولا : الوضع التنظيمي لمنظمات الخارج : ـ

أ ) اصطفاف الكادر :
تطالب منظمات الخارج لتخ باصطفاف الكادر، وهذه المطالبة موجودة حتى في بعض اللجان الحزبية للبلد الواحد. وتجري ايضا المطالبة بتحديد معيار كفاءة الكادر والتساؤل عن دور قيادة لتخ ودور القيادة في هذه المنظمة او تلك. ان هذه المسألة تشغل تفكير الكثير من الرفاق وفي بعض الجالات تصبح شغلهم الشاغل حتى على حساب المهمات الحزبية .

في البداية علينا الاقرار بانه ليس من السهل تحديد هذا الاصطفاف بقرارات ولكنها في واقع الحال عملية مستمرة وطويلة ، خاصة بعد التطورات الاخيرة. ان قيادة لتخ لا تستطيع التحكم بالواقع الجديد الذي نشأ بعد الهجرة الواسعة للرفاق والكوادر الى الخارج. ففي السابق كانت جميع المنظمات الحزبية ذات طابع طلابي بالاساس، ولهذا فان قيادة الحزب تقوم بمنح الزمالات وتوزيع الكادر والرفاق حسب حاجة المنظمات ومتطلبات العمل الحزبي في الخارج. اما الان فقد اصبحت الشغيلة هي السائدة في اكثرية المنظمات. كما اصبح انتقال رفيق من مكان الى اخر تتحكم به عوامل البحث عن الرزق والحصول على سمة الدخول لذلك البلد والاقامة فيه. ويحدث ان يتكدس عدد غير قليل من الكوادر القيادية في هذا البلد او ذاك في وقت يفتقد اليه بلدا اخر لقدرات وامكانات هذه الكوادر. ان هذا الواقع الجديد يضع على عاتق جميع منظماتنا في الخارج مهمات دراسته وتقديم المقترحات الى لتخ بهدف البحث عن امكانيات لتسهيل التنقل والاقامة والعمل وبالتالي سيساعد على تطوير دور لتخ في عملية تحسين تراكيب الهيئات القيادية في البلدان المختلفة وتحقيق اصطفاف الكادر بصورة افضل
.
ان هذا الواقع الجديد فرض ايضا ان يتجمع رفاق من مختلف القطاعات الاجتماعية في هيئة واحدة (عمال، مثقفـين، طلبة) حيث لا تتواجد هيئات اختصاص تمكن الحزب من توزيع رفاقه كما في الداخل. وهذا يتطلب من جميع الرفاق العمل على انجاز المهمات الحزبية التي انيطت بهم بنكران ذات وشعور عالي بالمسؤولية وان يقيموا علاقات رفاقية حميمة مستندة الى النقد والنقد الذاتي اللينيني والمكاشفة والمساعدة على التخلص من السلبيات وحل المشاكل. وكما اقر المكتب السياسي لحزبنا، فان تواجد الرفيق في مركز حزبي معين هو ليس رتبة عسكرية يحملها الرفيق وانما مهمة حزبية عليه انجازها. وبدون هذا الفهم للعمل الحزبي والموقع الحزبي فان الصراعات اللامبدئية وتوجيه الاتهامات والطعون بالاخلاق والقيم والتي تتناقلها المحاضر والرسائل من هيئة الى اخرى وبدون حساب ورقيب سيؤدي الى تقليل هيبة الرفيق والهيئة نفسها وبالتالي الحزب ككل. والسؤال الذي نطرحه في هذه الحالة: من هو الطبيب، اذن، الذي سيعالج كل هذه المشاكل اذا لم يتعاون الشيوعيين فيما بينهم لايجاد الحلول السليمة لها ولمصلحة الحزب؟

ب ) العمل القيادي :
يتسم العمل في اللجان القيادية بالمكتبية مثل تمشية الامور اليومية من خلال الاطلاع على المحاضر والرد عليها بعيدا عن الاستيعاب المعمق لواقع المنظمة وما يجري فيها وتلمس حياتها الفعلية كي تتمكن من قيادة وتوجيه عملها. ان المحاضر وحدها لا تعكس واقع تفصيلي ملموس للمنظمة. وهذا بالطبع ينطبق على جميع الهيئات القيادية العليا والسفلى. ان ذلك نهج غير سليم يجب تغييره باتجاه وضع سياسة تنظيمية واضحة ذات اهداف ملموسة لكل منظمة كما يتطلب ذلك ايضا التفاعل الحيوي بين قيادة لتخ والمنظمات من خلال ممارسة الديمقراطية في كل هيئة وبين الهيئات ذات الارتباطات التنظيمية. ويتطلب ايضا احترام رأي كل رفيق ورأي الاقلية والاستمرار في النقاش حول الموضوع المختلف عليه واللقاءات بهدف الوصول الى الفهم المشترك ووحدة الرأي داخل الهيئة وبالتالي فان التطبيق العملي والحياة ستزكي الرأي الصائب. اما العكس فهو قمع الافكار المخالفة والتشهير بها وحتى الارهاب داخل الهيئات التي تؤدي بالمطاف الاخير الى الليبرالبية وعدم صيانة وحدة المنظمة والحزب.

وبشأن العمل القيادي ايضا نشير الى انه ينسب رفيق للاشراف على عمل هيئات معينة هو اساسا ليس لديه المام كاف بعمل تلك الهيئات ولا ظروفها، فمثلا ينسب رفيق يشرف على عمل منظمات متواجدة في بلدان رأسمالية هو نفسه، اي الرفيق المشرف، غير مطلع بما فيه الكفاية عن اوضاع ذلك المجتمع وظروف العمل الحزبي فيه
.
ج ) الاجتماعات وكتابة المحاضر :
ان محاضر اجتماعات اللجان القيادية التي تصل الى لتخ لا تساعدها على استعياب عمل ونشاط تلك اللجان، وبالتالي تكون لتخ غير قادرة على توجيهها ومتابعتها. فهنالك مثلا محاضر تتضمن خليطا من الموضوعات وتفاصيل لا نهاية لها ويصعب حتى ايجاد المسائل الاساسية والجوهرية فيها. كما يستغل بعض الرفاق المحاضر لتثبيت آرائهم وطرح مشكلهم بهدف ايصالها الى لتخ حتى قبل القيام بمناقشتها بصورة كافية ومحاولة ايجاد حلول ضمن امكانيات المنظمة وبذل جهود مشتركة. وحتى ان باب متفرقات في جدول الاعمال يتضمن فروع عديدة تعادل في بعض الحالات باقي مواد جدول الاعمال للاجتماع. وفي نفس الوقت هناك محاضر مركزة وواضحة وتساعد على المتابعة.

ان ذلك يعكس عدم التهيئة المسبقة للاجتماعات وضعف ضبط نظام العمل القيادي وعدم رغبة الرفاق في العمل المشترك لايجاد حلول ناجعة للمشاكل التي تواجهها المنظمة قبل طلب مساعدة لتخ في ذلك. ونؤكد هنا على ضرورة تطوير الاتصالات بين الرفاق من جهة وبين مسؤولي المنظمات ولتخ من جهة ثانية والبحث عن افضل السبل لحل المشاكل.

د ) النضال الفكري :
يجري الحديث كثيرا عن الكفاح ضد المخربين، اليمين و "اليسار". وفي مجرى هذا الحديث يتم الخلط بين شن كفاح ضد المخربين وبين نضال فكري داخل الحزب. وبسبب من انتشار الليبرالية في الحياة الحزبية الداخلية، والتي اشرنا لها سابقا، يعجز الرفاق عن خوض نضال فكري حقيقي مستند الى الحجج والبراهين، بل يستخدم بعضهم الارهاب الفكري والذي ينحصر في الطعون والتي التي لا اساس لها. كما يقوم رفاق اخرين بنقل معلومات عن عناصر" المنبر" مثل: سافر فلان، صرح بكذا فلان، التقى مع ...الخ وكذلك ينقلون الاخبار والشائعات حتى دون تدقيقها وتمحيصها. ان مثل هذه النشاطات تقدم خدمة دعائية مجانية الى المخربين .

اما في النقاشات الفكرية داخل الاجتماعات فقد يحدث ان يختلف رفيقين او اكثر فيما بينهم على هذه المسألة او تلك. وللخروج من ذلك يشرع الرفاق في اطلاق النعوت مثل هذا "منبري" وذاك "استسلامي" والاخر " يميني" بدون اي محاججات علمية ونقاشات مبدئية مستندة الى قناعاتنا السياسية والى النظرية الماركسية اللينينية، وتصل في بعض الحالات الى التحريض والتهديد ضد هذا الرفيق او ذاك
.
وهناك رفاق يعتقدون بان وصفهم بـ " اليسارية " هي مفخرة لهم، اما واقع الحال فان ذلك يؤدي بالرفيق نفسه الى الابتعاد عن التفكير الحزبي السليم وعن العمل بدأب وجد لتنظيم الجماهير وتعبئتها وقيادتها وبالتالي يؤدي الى الانهزام عن الواقع
.
وفي هذا المجال اشار تقرير ل .م الصادر في اوائل اذار 1989 الى " ان صراع الاراء المحكوم بالقواعد اللينينية، ضرورة حياتية لترسيخ وحدة الحزب، وتقوية مواقعه واكتشاف طاقاته المبدعة. وايّا كانت الآراء المخالفة في اطار الشرعية الحزبية، فان التفاعل معها على ارضية العلم والوقائع الملموسة يغني الحياة الداخلية، ويطور كفاءة الشيوعيين وقدرتهم على التصدي للقضايا والمهام التي تجابههم في مجرى نضالاتهم ".

هـ ) الترحيلات :
عند انتقال رفيق من منظمة الى اخرى يتوجب على منظمته اعداد ترحيل مقتضب يتضمن كفاءاته السياسية والفكرية والتنظيمية والمهمات التي مارسها وتاريخ نضاله باختصار، كي يسهل ذلك لمنظمته الجديدة تحديد دوره ومجال عمله اللآحق. الا ان الملاحظ هنا تراحيل تحتوي على تفاصيل كثيرة وصور وحتى الاسم الثلاثي الصريح مع اسمه الحزبي وتاريخ الرفيق منذ التحاقه بالحزب وخروقاته والعقوبات التي وجهت اليه وغيرها. ويجري تناقل هذه المعلومات الخاصة من جهة الى اخرى حتى ان الرفيق وقبل وصوله الى منظمته الجديدة قد جرى "شرشحته" وبالتالي يفقد هيبته امام رفاقه الجدد. ان مثل هذه التفاصيل تتواجد فقط لدى جهة مركزية ولا يحق للمنظمات تناقلها واطلاع الرفاق عليها وما يهم هو معرفة المنظمة الجديدة بمقدار طبيعة المهمة اللاحقة التي ستناط بالرفيق. كما ان استمارات الجرد لا يمكن ان تملأ في كل مكان يتواجد فيه الرفيق وانما لمرة واحدة فقط ولمركز الحزب. ان ما يجري الان هو كل ما انتقل رفيق الى منظمة جديدة يطلب منه ملأ استمارة معلومات تفصيلية .

و ) الرسائل الموجهة للهيئات الاعلى :
يوجه الرفاق رسائل الى الاعلى حول مختلف المواضيع. ويحدث ان تتضمن بعض هذه الرسائل شكوى ضد رفيق داخل منظمته او خارجها. ولتبرير مواقفه وارائه يستخدم كل ما يعرفه من اسرار حزبية الى جانب الطعون والتشكيك في الامانة الحزبية ضد ذلك الرفيق. وعند محاولة التحقق من هذه الادعاءات تجد الشهود اما رفاق استشهدوا او غير موجودين في الوقت الحاضر. كما تجري في بعض الحالات المطالبة بتعميم تلك الرسائل على قيادة الحزب واعلامه ومؤتمره القادم. نحن نتسائل اي سرية عمل يجري الحديث عنها في مثل هذه الممارسات واي حرص على سلامة وامن الحزب هذا؟

اما موضوع وصم الرفاق بالنعوت السلبية لوضعهم الفكري والاخلاقي والاجتماعي فهذا غير مسموح به. اننا الان في الخارج وغدا في الداخل والقناعات السياسية غير ثابتة. وهذه سنة الديالكتيك، ان الرفيق يمتلك سلوكية حسنة واخرى سيئة يكتسبها الرفيق في وقت ما وقد يفقدها في وقت اخر فلماذا هذه النعوت اذا اردنا العمل معا ولمصلحة الحزب والشعب؟ والسؤال هو: ماذا يطمح اليه العدو الطبقي؟ ان العدو يطمح في ان يكون الحزب ضعيفا تنخره الصراعات الداخلية وتسود فيه النزاعات الذاتية ليتحول الى حزب مشلول غير مقدام وغير طليعي وبالتالي غير قادر على المنازلة في صراع شرس

ز ) دور مسؤولي المنظمات في عمل لتخ :
بهدف تطوير وتحسين عمل لتخ القيادي يتوجب على مسؤولي المنظمات الحزبية في البلدان المختلفة الاطلاع على محاضر مكتب لتخ ونشاطاتها. وعليهم ايضا المساهمة الجدية في رسم برامجها ووضع الاهداف ومراقبة نشاطها. ونؤكد هنا ان مكتب لتخ، وهذا ينطبق على جميع مكاتب اللجان، هي ليست هيئات فوق اللجان، بل تضم عددا من الرفاق ذات امكانيات معينة ولديهم الوقت الكافي ويتواجدون في مكان واحد يعملون معا لتسهيل عمل اللجنة. لذا يتوجب على جميع اعضاء اللجنة ممارسة دورهم القيادي في العمل .

ثانيا : مساهمة منظمات الخارج في اعادة بناء تنظيمات الحزب في الداخل :
تواجه منظمات الخارج مهمات عديدة في مقدمتها المساهمة الفعلية في اعادة بناء تنظيمات الحزب في الداخل وهذا يعني توجيه طاقاتها وامكاناتها ضمن خطة علمية مدروسة تستند الى واقعها لانجاز هذه المهمة النبيلة وتمكين الحزب من القيام بدوره الطليعي في نضال الشعب العراقي. وقد اكد اجتماع اللجنة المركزية في اوائل 1989 على " ضرورة التركيز على مواصلة اعادة بناء وتعزيز التنظيمات الحزبية وسط التحشدات الجماهيرية باعتبارها المهمة الاولى. ولا بد من ايلاء اهمية استثنائية لهذا التوجه في ظل الظروف المستجدة، وبخاصة نحو المراكز العمالية والتحشدات الجماهيرية في المدن ".

لذا يتوجب على كل منظمة وضع هدف واضح في السياسة التنظيمية من خلال دراسة امكانيات المنظمة وقدرات رفاقها وميزاتهم واختصاصاتهم وظرف البلد المتواجدين فيه، اشتراكي ام رأسمالي ام عربي، وبالتالي خلق رغبة حقيقية واندفاع صادق نحو الوطن وبدون اكراه وطعونات وكذلك تنمية الشعور العالي بالمسؤولية والتحلي بنكران الذات. وفي هذا المجال نؤكد على ان الرفاق القياديون بامكانهم ان يلعبوا دورا طليعيا ويضربون المثال الملهم لجميع الرفاق والاصدقاء .

وارتباطا بما ذكر اعلاه، ايضا تجري كل منظمة دراسة تقيمية لنشاطاتها الجماهيرية المتنوعة والتضامنية وتعمل للاجابة على الاسئلة التالية في مجرى هذه الدراسة. هل تخدم هذه الفعالية نضال الحزب والشعب في الداخل؟ ما مدى تأثيرها على مسألة العودة الى الداخل ؟ ما هي الاهمية الفعلية لهذه الفعالية؟ من هم الرفاق والاصدقاء الذين يساهمون فيهـا؟ هل ستؤدي الى كسب الرأي العام الى جانب قضيتنا؟ ما مقدار تفاعلها مع الوضع في الداخل والى اي درجة تخدم اهداف الحزب؟ ان الاجابة على هذه الاسئلة قبل الشروع في اقامة الفعالية وبصورة دقيقة وصحيحة ستؤدي الى ايجاد موازنة سليمة لتحقيق الاهداف المتنوعة
.
ونلاحظ ان العديد من منظماتنا الحزبية والديمقراطية اصبحت مكشوفة من خلال هذا النوع من النشاطات ذات الطابع المتكرر والفاقدة للتجديد والتأثير الملموس لا على نضال الداخل ولا على حملة التضامن .

كما يتطلب في الظرف الحالي التوجه نحو دراسة واقع المجتمع الذي تتواجد فيه المنظمة، قوانين وانظمة البلد، الاحزاب والمنظمات، الممثلية العراقية ودورها وعلاقاتها، علاقات الدولة بالعراق وغير ذلك، ان معرفة هذه المعلومات سيؤدي الى التخطيط الافضل لفعالياتنا والى تحقيق افضل لاهدافها .

وهنا يجب التذكير بالاهتمام بالمنتمين الجدد للحزب، والذين يجري تهيئتهم لذلك والتفكير الجدي بمسألة العودة الى الداخل وعدم كشفهم وتربيتهم تربية حزبية رفيعة. وعلى كل منظمة البحث عن الاسلوب الناجع للتعامل مع هؤلاء الرفاق والاصدقاء، هل يجري ضمهم الى الهيئات الحزبية الموجودة اصلا ام يجري العمل معهم في هيئات خاصة بهم؟ ما هي اساليب الاتصال بهم وغيرهم؟ وفي هذا المجال لايمكن تعميم نفس الاساليب على كل المنظمات لان كل بلد له ظروفه الخاصة به. وهذه المسألة تناط تنظيمها مع قيادة الحزب .

وعلى المنظمات المساهمة في تهيئة الظروف لتنفيذ سياسة الحزب في بناء تنظيمات الداخل. وهذه تتطلب اتباع اشكال متنوعة. وعلى المنظمات ان تأخذ مسألة تنفيذ هذه المهمة اي مساهمتها بجدية وشعور عالي بالمسؤولية بعيدا عن الضجة والتظاهر والهوس وبدون طعونات توجه لهذا الرفيق او ذاك او فرض العودة على الرفاق. انها ليست قضية توضع في جدول الانجازات والمحاضر ويجب عدم استخدامها للاستغلال والابتزاز. لذلك فهي عملية مستمرة ويجري تنفيذها عبر ممهدات وخطوات مدروسة حسب الظرف الملموس لذلك لبلد ووضع الرفيق المعني، اي كل حالة تدرس بحالتها .

ويجب التذكير الى ان الحزب هو الذي رفع شعار العودة الى الوطن وعمل على تنفيذه بمختلف الاساليب والاشكال. لكن الذي حصل بعد اعلان النظام العراقي عن "التعددية الحزبية" و "العفو العام"، هو فقدان بعض الرفاق رؤيتهم الواضحة للتوجه العام للحزب. وطرحت وكأن قضية العودة مرتبطة بمثل هذه الاعلانات، على الرغم من حق كل رفيق دراسة الامكانيات الناشئة في مثل هذه الظروف .
هناك مفهومين لقضية العودة الى الداخل، الاول، ثوري ومدروس يهدف الى اعادة بناء تنظيمات الحزب وبتوجيه منه، واخر، استسلامي اصلاحي يهدف الى خدمة مصالح ذاتية. لذا يجب التفريق بين من يعمل من اجل النضال وتحقيق اهداف الحزب والشعب وبين من يريد العودة لتحقيق اهدافه الذاتية الانانية
.
على منظماتنا تقع مهمة دراسة واقع العدد الكبير من المهاجرين العراقيين، حيث ان الكثير منهم كيفوا انفسهم مع الظروف والبيئة التي يعيشون فيها في الخارج. وهؤلاء لا يرجعون الان الا في حالة نشوء وضع كفترة ثورة 14 تموز المجيدة او فترة التحالف مع البعث التي ضمنت للعديد من الذين قرروا العودة امتيازات مادية. فهل يعود المهاجر من بلد اوروبي قضى فيه اكثر من عشر سنوات الى وطنه الذي يفرض عليه الانتظار لساعات في طابور لشراء كيلو من البصل الى جانب الارهاب والاهانات؟ لكن الشيوعيين الطليعيين المتفانين من اجل قضية الطبقة العاملة ويناضلون من اجل اهداف العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين لا يبخلوا بأي ثمن وحتى بحياتهم وهم ليسوا نخبة وانما نخب مستمرة في رفع الراية عاليا. وبدون هؤلاء لن يكون هناك حزب .

يجري الحديث عن الضمانات في حالة العودة للوطن. ان الذي يفكر في الحصول على ضمانات من نظام ارهابي دكتاتوري وفي ظل كل هذه القوانين التعسفية، هو ذلك الذي يحمل حسن الظن تجاه النظام ولا يعكس فهم طبقي لطبيعة النظام . والسؤال هنا: لماذا يتراجع النظام بدون ضغوطات حقيقية، وبدون حزب فاعل ونضال ملموس بين الجماهير؟. ان الضمانات يفرضها النضال الجماهيري ولا يمكن الحصول على اي مكاسب دون تقديم التضحيات والدماء. وهناك من يطرح امكانية حدوث مؤامرة او انقلاب امريكي وفي حالة العودة فستجري تصفيتهم. ان على الشيوعيين الاخذ بنظر الاعتبار كل الاحتمالات ولكن التغيير الفعلي يفرضه النضال الجاد، اما ترك الامور للقدر فهي سمة انهزامية .

ان تحقيق هدف اعادة بناء تنظيمات الحزب لا يتم الا عبر نضال يومي دؤوب وصبور يتسم بالتأني والحكمة( وكما يقول المثل حفر البئر بالابرة ). والشيوعيون قادرون على خوض مثل هذا النضال لتحليهم بالصبر البروليتاري الثوري. اننا نؤكد انه من الصعب اسقاط النظام الدكتاتوري من الخارج وبالجملة الثورية. ومن الصعب اقناع الجماهير للمساهمة في النضال من اجل حقوقهم دون التواجد وسطهم وفي موقع الاحداث، نعيشها ونتلمس مآسي الجماهير وبالتالي النضال والتصدي للمهمات عبر التضحيات.

وتثبت خبرة الحركة الشيوعية العالمية ايضا ان مسألة العودة هي عملية مستمرة تحتاج الى جهود كبيرة وطويلة النفس. وامامنا تجارب عديدة منها طريقة تشيلي او الطريقة التركية، حيث نشأت امكانيات لوساطات وحوار. وعلينا نحن الشيوعيون العراقيون دراسة هذه الطرق ولابد للواقع ان يثبت هناك طريقة عراقية قد تجمع بين شكلين او اكثر مرة واحدة ولكنها في نهاية المطاف يجب ان تهدف الى بناء تنظيمات الحزب وتعزيز دوره ومكانته في الداخل. وفي نفس الوقت يقع على عاتق منظمات حزبنا المنتشرة في عدد كبير من البلدان دراسة واقع وخبرة الاحزاب الشقيقة في تلك البلدان وبروح التتلمذ الشيوعي وتقديم مساهماتها الى قيادة الحزب لدراستها والاستفادة منها في خدمة الحزب واهدافه.

ثالثا : مهمات الفضح والدعاية والتضامن :
من المهمات الاساسية لمنظمات الخارج هي فضح ديماغوجية النظام وممارساته الارهابية الدموية ضد الحزب والشعب والعمل على تعبئة الرأي العام العالمي للتضامن مع نضالهما المجيد وفق اسس ثابتة ومدروسة اخذة بنظر الاعتبار واقع كل بلد تتواجد فيه هذه المنظمة او تلك .

من الملاحظ ان نشاط منظماتنا في هذا المجال يتسم بالموسمية والسير خلف الاحداث. والنهج السائد هو التركيز على حدث ما عند بروزه وتنشط عملية الفضح والدعاية وبالتالي التضامن على اسس رد الفعل لذلك الحدث بمعزل عن النضال العام. فمثلا تتبنى المنظمات حملات استخدام السلاح الكيمياوي ضد الشعب الكردي وقوى المعارضة العراقية، التهجير، ازالة القرى والنواحي من الخارطة، حملات الاعدام، وغيرها ....انها احداث مباشرة يجب استثمارها في فضح النظام وممارساته الوحشية وفي نفس الوقت عدم عزل هذه الممارسات عن جوهر النظام وسياسته الارهابية الشاملة ضد الشعب العراقي بعربه واكراده واقلياته القومية، وربط كل ذلك بنضال الشعب العراقي من اجل القضية الاساسية، الديمقراطية .

كما ان اعلام المنظمات في الخارج يتميز بالمنطلقات العاطفية والتعابير الطنانة تتميز بالسطحية ومحدودية التأثير الى جانب استخدامها لتعابير السب والشتم. ان ذلك لا يعكس استيعابا لسياسة الحزب والتي من خلالها، اي استيعاب السياسة الحزبية، يمكن اتباع الاساليب العلمية المدروسة في النشاط الاعلامي والتحريضي .

وبالارتباط بما ذكر اعلاه فان تنشيط حملة التضامن العالمية مع حزبنا وشعبنا يتطلب وضع اهداف ملموسة وواضحة للتحرك. والسؤال الذي نطرحه هنا: هل هدفنا الحصول على تضامن الحكومات فقط؟ ام البرلمانات؟ ام الاحزاب والمنظمات؟ ام ماذا؟ جوابنا هو ان هدفنا في هذا المجال هو تضامن عالمي واسع من الجماهير الشعبية تشارك فيه الحكومات على اختلاف اتجاهاتها السياسية والبرلمانات والاحزاب والمنظمات والشخصيات التي تعتز بقضية الديمقراطية وحقوق الانسان. ان نضالا دؤوبا ثابتا ذا اهداف واضحة على نطاق كل منظمات الخارج لكسب الرأي العام لصالح قضية حزبنا وشعبنا هو ما ينتظره الحزب من منظماته .

ان ذلك يحتم على كل منظمة تحديد اي شكل نضالي واي اسلوب فضح يجب اتباعه ليكون الاكثر تأثيرا. وما هي مطاليبنا من الرأي العام وعلى اي قضية يجري التأكيد واي شعار نرفعه يمكن ان يعبىء اوسع الجماهير؟ وعلى المنظمة ان تنفذ هذه المهمة بالارتباط بظروف البلد المتواجدة فيه اخذة بنظر الاعتبار طبيعة النظام (اشتراكي ، رأسمالي ، نامي ، عربي) لان كل دولة لها قوانينها وانظمتها وتقاليدها وعلاقاتها الدولية.

وهناك سؤال جوهري اخر يجب الاجابة عليه في مجرى تنظيم وبرمجة الفضح والدعاية والتضامن وهو: ما هي انعكاسات هذه الحملة او تلك على الوضع في الداخل؟ مدى ملائمة هذا الشعار اليومي التكتيكي الملموس مع الحياة الحقيقية الفعلية التي تعيشها الجماهير العراقية في الداخل والقادر على استنهاضها وتعبئتها وتحريكها للدفاع عن مصالحها؟

ان ما يميز حملات الفضح والدعاية السائدة هو تركيزها على الشعارات السياسية الرئيسية البحتة. ان الطبقة العاملة العراقية وجماهير الكادحين على دراية بممارسات السلطة ويواجهونها ويجابهوها بشكل يومي، والمطلوب منا تهيئة القضايا والموضوعات والمواد الملموسة التي تستطيع الجماهير التمسك بها وتناضل من اجلها في مثل هذه الظروف. هذا من جهة، ومن جهة اخرى، اختيار العناصر والقضايا التي تطرح على الرأي العام العالمي بدقة والتي تؤخذ بنظر الاعتبار مزاجه القادر على تفهمها والتي تؤثر فيه مع مراعات ظروف ذلك البلد وقوانينه وعلاقاته الدولية
.
وهنا نشير الى مثال هام : ما الذي انجزته منظمات حزب الطبقة العاملة العراقية في الخارج بشأن قرارات السلطة بالغاء الطبقة العاملة وقانون العمل؟ ما هي النتائج النهائية لحملتها في الفضح والتضامن؟ ما هو تأثيرها على نضال الطبقة العاملة العراقية من جهة، وعلى السلطة التي اصدرت القرارات من جهة اخرى؟

ان حملات الفضح الحقيقية يجب ان تكون لها نتائج ومردودات واضحة وبالدرجة الاولى وضع السلطة على المحك الفعلي امام الرأي العام العالمي من خلال ربط كل المواضيع التي تثار بمسألة الديمقراطية وحقوق الانسان وليس بمعزل عنها. وعلى المنظمات وضع مهمات ملموسة لها وتحديد دور كل رفيق وصديق في هذه المهمات من خلال ربطهم بما يجري في الوطن وبقضة الشعب وتعبئتهم لبذل كل الجهود والطاقات لتقديم مساهمة فعلية لنضال الحزب والعمل على تنوير وتبصير الجماهير الشعبية بقضاياها الاساسية والملحة
.
ولوضع السلطة على المحك في مواجهة الرأي العام العالمي والداخلي يمكن تناول القضية بالشكل التالي: ان العراق دولة مستقلة، عضو في هيئة الامم المتحدة وجميع منظماتها التابعة لها، السياسية والاجتماعية والحقوقية، والعمالية والثقافية والعلمية ...الخ. والعراق وقع على القوانين الدولية التي تخص هذه الهيئة الدولية. والسؤال هنا: ما هو مقدار التزام الحكومة العراقية بهذه الانظمة والقوانين وكيف يجري تطبيقها في الواقع الملموس؟ من المفيد التذكير بان حتى اكثر الحكومات العراقية تقدمية وديمقراطية في تاريخ العراق لم تلتزم بهذه القوانين والانظمة ولم تستجيب لمطاليب الجماهير المشروعة دون نضال جماهيري فكري وسياسي واقتصادي واسع، هذا ما اكده الرفيق فهد في كراس "مستلزمات كفاحنا الوطني ". وفيما يخص العمال فيدعوهم لوضع قانون العمل في جيوبهم ودراسته واستيعابه وحتى حفظه لمعرفة حقوقهم ولمحاججة رب العمل في مجرى النضال لانتزاع حقوقهم وليس الاسترحام منه. هذه توجيهات الرفيق الخالد فهد للعامل النقابي البسيط
.
وهنا نتساءل، ما هو دور الحقوقيين والمثقفين الشيوعيين والديمقراطيين في الخارج في مجال مواجهة السلطة ووضعها على المحك امام الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية؟ في الواقع تقع عليهم مهمة دراسة الدستور والقوانين والانظمة العراقية ومتابعة اعلام وصحافة النظام وخطب وتصريحات المسؤولين ومراقبة وتسجيل ما تقوم به السلطة فعليا تجاه الشعب العراقي وكيفية تنفيذ وتطبيق كل هذه الانظمة والقوانين، وايجاد التناقض بينهما والخروقات التي تقترفها. وبالتالي استخدام النتائج لتبصير وتنوير الشعب بذلك لجعلها مادة للتداول في احاديثهم، في المعامل والمزارع والمدارس والمستشفيات وطوابير شراء المواد الغذائية وغيرها. ولهذا نقترح على الرفاق والاصدقاء الحقوقيين اعداد دراسة شاملة للقوانين والانظمة العراقية وتقديمها كمساهمة للحزب للاستفادة منها في مجالات الفضح والدعاية والتحريض والتعبئة .

اما الاقتصاديين والعلماء الاجتماعيين فتقع عليهم مهمة دراسة واستيعاب الواقع الاقتصادي والاجتماعي العراقي وفضحه على حقيقته الى الشعب العراقي
.
ان الاحاديث والمقالات العمومية عن النفط او دور الشركات المتعددة الجنسيات في العراق او بيع القطاع العام او تبعيث المجتمع واستخدام التهديد والترغيب وغيرها لا يكفي لاستيعاب الواقع الاقتصادي والاجتماعي الفعلي في العراق. ان هذا لا يمس سوى القشرة. اما المفروض فهو تناول ما تعانيه الجماهير الشعبية الكادحة من منطلق طبقي والنظر اليه من خلال هذا المنظار. فعلى سبيل المثال، جمع البعث بالتهديد والترغيب والرشاوي ومن خلال تأطير وتبعيث المجتمع، جمع اوسع الفئات داخل صفوفه. اذن ما هي حصتنا التي نعمل معها في هذا المجتمع؟ وهل نحول الصراع بين منتمي للبعث وغير منتمي؟ المطلوب تصعيد الصراع الطبقي داخل المجتمع "الذي اطره البعث" ليس من المنطلق السياسي العام، بل من المنطلق الاجتماعي الطبقي. اي ان الصراع يجري بين نخبة من الرأسماليين الطفيليين والبيروقراطيين والاحتكاريين، بعثيين وغير بعثيين، وبين الجماهير الشعبية الكادحة التي تعيش في ظروف قاسية وتعاني من مختلف الازمات التي تمر بها البلاد. وعندما نتحدث عن الجماهير فهي ايضا تشمل تلك المنتمية للبعث، والتي تعاني، رغم الامتيازات، من التهديد والتصفية قبل غيرها، وهي التي تصبح مكروهة باعتبارها واجهات الصدام مع الجماهير غير البعثية. لهذا فمصلحتها ليست مع الرأسماليين والاحتكاريين وانما مع القوى الديمقراطية والتقدمية والثورية، بغض النظر عن المعتقد السياسي او الديني او المذهبي او القومي.

ان هذا المثال وغيره جدير بالدراسة والبحث وبالتالي توفير مادة اعلامية تحريضية تعبوية من قبل الاقتصاديين وعلماء الاجتماع تساعد على بلورة الشعارات الملموسة لجماهير الكادحين في الداخل للنضال من اجل تحقيقها. وكذلك الرأي العام العالمي من اجل تصعيد التضامن مع شعبنا العراقي
.
ومن جهة اخرى علينا الاقرار باننا الان ليس في وضع شبيه بوضع جيش منظم ومعبأ وفي حالة هجوم، بل اننا في حالة انحسار وتراجع مؤقتين ينبغي التوقف عندها
للدراسة والمراجعة والشروع بتنفيذ المهمات الملموسة لاعادة بناء وتجميع القوى ومن ثم البدء بالهجوم. وعلى هذا الاساس يجب التمييز بين توجهات واساليب الفضح والدعاية لجيش في حالة هجوم وبين توجهات واساليب الفضح والدعاية لجيش يتهيأ ويعبىء للهجوم
.
واخيرا نتوجه اليكم لدراسة هذه الملاحظات لابداء الرأي وتقديم الملاحظات بهدف تطوير وتنشيط عمل منظمات الخارج .
والى الامام


لجنة تنظيم الخارج
للحزب الشيوعي العراقي
اواسط حزيران 1989
م/ الرجاء الضغط على الوصلات ادناه لمن يريد الاطلاع على النسخة الاصلية:

http://sr1.mytempdir.com/157385

http://sr1.mytempdir.com/157390

http://sr1.mytempdir.com/157391

http://sr1.mytempdir.com/157393

http://sr1.mytempdir.com/157394



#ارا_خاجادور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الان يجري الاحتكام للشعب؟
- نقطة واحدة للمفاوضات: انسحبوا ايها الغزاة من بلادنا
- نعي المناضل هادي أحمد علي


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ارا خاجادور - من عوامل الجزر في التنظيم الثوري