أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبوكيلة - البيئات الحاضنة والمفرخة للإرهاب فى مصر














المزيد.....

البيئات الحاضنة والمفرخة للإرهاب فى مصر


محفوظ أبوكيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طريقة تعاملنا مع الإرهاب مازالت تقوم على فكرة أن هناك قتلة أشرارا وإرهابيين يعتدون على شعبنا جنودا ومدنيين، وأن تكليف الرئيس لقائد عسكرى جديد بالقضاء على الإرهاب وعدم تكبيل أيادى الشرطة والجيش فى الثأر للشهداء بشرط عدم الظلم سيكون حلا منجزا. والمؤكد أن الحرب مع الإرهاب تتعلق فى جانب كبير منها بالبيئة الإجتماعية والسياسية والثقافية المحيطة به، فالبيئة الحاضنة لجماعات العنف هى أخطر من الإرهاب نفسه لأنها تخص فئات ولو محدودة من المجتمع، منها المتأثرة بعقيدة تكفيرية وهى قبائل البدو بالعريش ورفح والشيخ زويد الموجودة فى شمال سيناء. ومنها ماتتبنى رواية سياسية مكتملة - بصرف النظر عن رأينا فيها - وهى الفئات المتاخمة لجماعة الأخوان والمتأثرة بخطابها وتتواجد بالمدن الكبرى وعواصم وحواضر الأقاليم. وثالثها الفئات المتأثرة بالخطاب الدينى االدعوى السلفى الوهابى، من سكان عشوائيات المدن وقرى الصعيد الفقيرة، وسكان البوادى. وسنلقى نظرة سريعة على كل من البيئات الثلاثة فيما يلى:
أولا: البيئة الحاضنة والمفرخة للإرهاب فى سيناء
تتحرك الجماعات الإرهابية المتواجدة فى شمال سيناء فى بيئة حاضنة ومفرخة للإرهاب تختلف عن نظيرتها فى الوادى فهى بيئة تتكون من القبائل البدوية التى لايتجاوز عدد أفرادها 100,000 بدوى فى مناطق العمليات بالمراكز الثلاث العريش ورفح والشيخ زويد.. وهم مثل غالبية سكان الحدود فى بلاد العالم، يتسمون بضعف انتمئاتهم للأوطان، ويمتهنون قطع الطرق وتهريب السلع والسلاح والمخدرات والبشرمنذ الأزل، وقد فشلت كافة محاولات دمجهم فى فى المجتمع والعمل بمشاريع التنمية الحديثة منذ بناء الدولة الحديثة فى عصر محمد على وحتى العقود الأخيرة. مما يستوجب دراسة تفصيلية سريعة وجريئة لكيفية التصرف حيال حرمان الجماعات الإرهابية من هذه البيئة الحاضنة التى توفر لهم ماعون سخى من المقاتلين الجدد بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية والتمويه على سلطات الدولة.
ثانيا: البيئة الحاضنة والمفرخة للإرهاب فى المدن الكبرى وعواصم وحواضر الأقاليم
نحن أمام بيئة حاضنة أخرى تتكون فى أوساط الشباب، وقطاعات من الفقراء، ومن بعض أوساط الطبقة الوسطى الملولة، هذه الفئات تشكل الجمهرة الواسعة من المتدينين، ومن هذه الجمهرة المتدينة تأتى الدوائر المتعاطفة والأكثر ارتباطا بخطاب الإخوان وحلفائهم، من هؤلاء من كانوا يتابعون الجزيرة مباشر مصر، و يتابعون الجزيرة وأخواتها من القنوات التى تبث من تركيا وأقمار أخرى ، غالبية هؤلاء ليسوا من الإخوان، ولكنهم رصيد احتياطى يمكننا أن نعتبرهم تخوم للإخوان. ويشكل جزء منهم مع بعض كوادر الإخوان الفرق المتبعثرة التى تتذايد أعدادها يوم بعد يوم والتى تمارس الإرهاب بأدوات بدائية الصنع، وهى مرشحة لتطوير تنظيمها وأدواتها البدائية. هذه الفئات والفرق تتبنى خطاب جماعة الإخوان ورؤاها السياسية، ولا يحركها تفسير دينى تكفيرى إنما قناعاتها مستمدة من خطاب مظلومية سياسية وكراهية ومرارة تجاه الشعب والدولة. وقد أدى تآكل تأثير القيادات الإخوانية القديمة الناتج عن ضعف خطوط الإتصال وتصاعد اللامركزية فى التنظيم بفعل الضربات الأمنية العنيفة المتلاحقة، وميل جيل الشباب إلى العمل التصعيدى والتخريبى العنيف تحت شعار كل ما هو دون الرصاص فهو مُباح. إلى تفريخ عدد من الفرق والتنظيمات المتناثرة بدائية التنظيم والتدريب والتسليح.
ثالثا البيئة المفرخة للإرهاب فى عشوائيات المدن، والبوادى، والقرى الفقيرة
قطعاً، نحنُ فى مأزق كبير، حيث ورثنا خطايا الزمن الطويل: تسطيح الثقافة، تدنى مستوى التعليم، التفاوت الطبقى، إنسحاب الدولة من تأدية مهامها الإجتماعية تزامنا مع الترهل الإدارى وفساد الجهاز البيروقراطى، استبداد النظام السياسى، غياب الطبقة السياسية المؤهلة، زحف التطرف الدينى على الدولة. أنتج لنا هذا الإرث ضمن ما أنتج مناطق عشوائية فى غالبية مدن الجمهورية وقراها الكبيرة تزداد مسحاتها وعدد سكانها وتتنوع أنشطتها يوما بعد يوم حتى أصبحت تنتج أكثر من 50% من الناتج المحلى الإجمالى، وتقدر نسبة سكانها من العدد الإجمالى للسكان بأكثر من40%. هذه العشوائيات صارت موطن للجماعات السلفية الدينيةالدعوية الوهابية التى تمول بمليارات الدولارات من أموال زكاة وصدقات شيوخ الخليج ومنظماتهم الخيرية، ومن خلال أعمال البر والإحسان سيطرت هذه الجماعات على غالبية هذه المناطق وصارت تمارس غالبية مهام الدولة الإقتصادية والإجتماعية والأمنية والثقافية بالتنسق وتحت رعاية الأجهزة الحكومية. لدرجة أن بعض المراقبين يعتبرونها دولة داخل الدولة. وبالطبع فقد تكون لدى سكانها استعداد قوى للتعاطف مع الخطاب الدينى العنيف مماجعلها بيئة مفرخة للإرهاب المحلى والعالمى.
وهكذا فإنه أصبح لا توجد لدينا خيارات فى الحرب مع الإرهاب سوى الإنخراط فى بناء دولة مدنية قوية تمتلك نظام سياسى ديموقراطى يضمن مشاركة كافة القوى الإجتماعية والسياسية فى أساليب التنمية الحديثة ونظام حكم رشيد، بحيث تكون قادرة على تنفيذ خطة تنمية شاملة تعطى الأولوية للتعليم والثقافة، تعمل على تحديث الأفكار الدينية بحيث يكون الاهتداء بالأديان قوة بناء وليس طاقة تخريب.مثل هذة الدولة هى القادرة على التعامل مع هذا الواقع المعقد والمتشابك غير المسبوق، الذى يمكن تحديد مجالاته فى التالى:
* إخلاء منطقة العمليات فى سيناء من السكان، مستفيدين من تجربة تهجير واحد و نصف مليون من أبناء مدن القنال فى سبعينيات القرن الماضى أثناء حرب الإستنزاف.
* تبنى رؤى سياسية قائمة على الإقناع وتصحيح الأخطاء، فى أوساط فئات البيئة الحاضنة والمفرخة للإرهاب المتعاطفة والمتاخمة لجماعة الإخوان. وهذا تحد كبير لا بديل عنه فالمواجهة الحاسمة والسريعة مع هذه التشكيلات العنيفة وهى فى طور التكوين. وحسم موقفها فى اتجاه العمل السياسى السلمى يتطلب إستيعاب هؤلاء المواطنين ضمن الحياة السياسية قبل أن يقعوا فريسة فى أيدى الإرهاب العالمى.



#محفوظ_أبوكيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح تتصالح
- مسز بيل، ملكة الصحراء وصانعة الملوك
- صانعو الملوك: ( 1) جون فيلبى
- عملت أيه فى الحرب يابابا ( 2)
- عملت أيه فى الحرب يابابا؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبوكيلة - البيئات الحاضنة والمفرخة للإرهاب فى مصر