ماركوس ملطى عياد
الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 08:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
العوام هم قوة المستبد فإن صال وجال بأسرهم يتهللون لشوكته وإذا قتل منهم ولم يمثل قالوا عنه رحيما وإذا سلبهم أموالهم وأسرف منها ببذخ قالوا عنه كريما يقودهم إلى الموت فيطيعونه.....لم أجد أبلغ من تلك الكلمات التى ذكرها الداعية الإسلامى المستنير عبد الرحمن الكواكبى لكى أصف حال الشعب المصرى مع انتخابات 7 سبتمبر تلك الانتخابات المضحكة المبكية التى ظهرت فيها حماسة البعض وفتور الأغلبية بين لهفة البعض إلى التغيير ولهفة البعض إلى سيل العطايا والهبات وكانت لجنتى خير مثال على ذلك فهى تحتوى على خمس لجان فرعية بها ما يقارب ال8000 ناخب ولم يحضر سوى ما يقارب ال300 الثلث جاءوا مباشرة من الكنائس المجاورة بصحبة بعض الخدام لكى يريحوا ضميرهم والثلث الثانى بعضهم قدم خوفا من دفع الغرامة الوهمية وبعضه قدم ليمارس حقه الطبيعى أما الثلث الأخير فجاء بصحبة ممثلين عن الحزب الوطنى فما كان منى سوى أن توقعت النتيجة مسبقا وقلت فى مرارة آه لو أن الشعب يعرف حقه وقوته آه لو أن ألف من هؤلاء المسجلين فى اللجنة حضروا ما كان من يظن نفسه عظيما فى تلك البلد سيفخر بعظمته أمام طوفان رغبة الشعب
إليكم بعض الملاحظات على الانتخابات داخل اللجنة التى تشرفت بمراقبتها كوكيل عن مرشح حزب الغد
*حضر حوالى 300 ناخب من أصل 8000 مسجلين فى اللجنة
*ما لا يقل عن 60%منهم شبان تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة
نسبة الحاضرين لا تتجاوز ال5% وفى لجان أخرى ال10%وال15% أى أنها فى المتوسط 10% وإن وضعنا فى الاعتبار نسبة التفاوت فى الحضور فإنها لن تتعدى ال20% على حسب ما توقعت
عدد الأقباط لا يقل عن 30% معظمهم حضروا استجابة لطلب رجال الدين وأصواتهم ذهبت لمبارك
*بعض مظاهر التزوير داخل اللجنة: تقريبا لا توجد باستثناء أن القاضى رفض أن يكون الفرز علنيا ولكننى استطعت الحصول على النتيجة النهائية وأنا شخصيا لا أتشكك فى صحتها
بعض مظاهر التزوير خارج اللجنة: حاصر المتطوعون للدعاية عن الحزب الوطنى اللجنة والناخبين بسيل من أوراق الدعاية والتسهيل فى الوصول لأرقامهم فى الكشوف
الكثير من الحاضرين جاءوا بصحبة أعضاء من الحزب الوطنى فى سيارات خاصة
مكبرات الصوت تجوب الشوارع كدعاية لمبارك
مندوب مرشح الحزب الوطنى سألنى عن المقابل المادى الذى سأحصل عليه بعد يوم كامل قضيته فى اللجنة من السادسة صباحا حتى الواحدة بعد منتصف الليل وتفاخر بأنه سيحصل على 150 جنيها من نائب مجلس الشعب عن تلك الدائرة كما أخبرنى أن كل الموجودين بالخارج سيحصلون على حوافز مادية تتراوح ما بين 30 إلى 50 جنيها كما أنه سيحصل على مكافاءات أخرى لأنه استطاع أن يحضر 45 ناخبا أعطوا أصواتهم لمبارك ولكنه لم يخبرنى كيف استطاع إقناعهم ولا ماذا سيحصل فى مقابل ذلك وأنا بذلك أؤكد الاتهامات التى وجهها أيمن نور والمنظمة المصرية لحقوق الانسان بشأن شراء أصوات الناخبين فهى عملية واسعة النطاق وليست مقصورة على حالات معينة
لم أكن أعرف سبب إصرار الحكومة على ألا يكون يوم الانتخابات يوم عطلة رسمية ولكننى فهمت السبب بعد أن أخبرنى بعض زملائى أن الأتوبيسات كانت تجوب لجانهم محملة بالموظفين ليدلوا بأصواتهم لصالح المرشح الذى فى يده مؤسساتهم فإن كانت المؤسسة قطاعا عام فإن فإن حاميها حراميها وإن كانت قطاعا خاص فمجرد تأييد صاحب المؤسسة لمرشح الحزب الحاكم يعطيه الكثير من الميزات ويعفيه من بعض الضرائب التى هى من حق الشعب ثم يتفضل سيادته بأن يمن على بعض المنتفعين قصيرى النظر بفضلات ما احتفظ به من ضرائب مما يضمن أصواتا أكثر لمرشح الحزب الحاكم الذى له فضل فى تكوين ثروته لذلك فهو يرد الجميل كنوع من تبادل المنفعة وطبعا هذه الأموال التى يصرفها ببذخ رجال الأعمال لا تدخل ضمن الأموال المعلنة التى اشترط القانون ألا تتجاوز ال10 مليون جنيها لكل مرشح
النتيجة النهائية
حصل مبارك على 200 صوت من أصل 275صوتا صحيحا معظمهم إما منتمين للحزب الوطنى أو جاءوا بصحبة أعضاء فى الحزب بالإضافة لغالبية الأقباط الذين أدلوا بأصواتهم
حصل نور على 38 صوت ونعمان جمعة على 28 صوت ومعظم الذين أدلوا بأصواتهم لهما كانوا من الشبان
طبقا لنتيجة تصحيح ورقة الإجابة فإن مرشح الحزب الوطنى يستحق النجاح بتلك النتيجة ولكنه حصل عليها بالغش نظرا لإمكانيات الحزب ونظرا لتهاون الشعب فهو لم ينجح بفضل من حصلوا على ميزات مادية أو معنوية ولكنه أيضا نجح بسبب سلبية الأغلبية الذين تهاونوا فى حقوقهم السياسية
أعتقد بعد ما حدث من مهاذل خارج اللجان وتغاضى القضاة عن ذلك فإنه يمكننى تفسير سر رفض اللجنة العليا للانتخابات مراقبة الانتخابات من لجان حقوق الانسان ورفض مصر لأى رقابة دولية بدعوى الحفاظ على السيادة ولكن فى الواقع أن السيادة هى للحزب الحاكم ومرشح الحزب الحاكم وليست لرأى الشعب ولا لكلمة الحق أما عن سيادة القضاء فهى حبر على ورق فالقضاة بشر ومؤسستهم ليست قدس الأقداس كما أوهمونا
وأخيرا لا يسعنى سوى أن أتحلى بالروح الرياضية و أقول مبروك لمبارك خادم الهرمين الذى استحق الفوز عن جدارة بفضل هذين الهرمين أما الهرم الأصغر فهو مجموعة المتزلفين والمنتفعين والأميين الساسيين وقصيرى النظر الذين باعوا أصواتهم بتراب الفلوس أما الهرم الأكبرفهو باقى الشعب الذى فضل أن يجلس فى مقعد المتفرجين تاركا الساحة لطيور الظلام
#ماركوس_ملطى_عياد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟