أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - سيبرس اليونان و سبسي تونس مفارقات ومقارنات المسار الحكومي الشكل و التشكيل و الإشكاليات















المزيد.....

سيبرس اليونان و سبسي تونس مفارقات ومقارنات المسار الحكومي الشكل و التشكيل و الإشكاليات


محمد ذويب

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 00:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيبرس اليونان و سبسي تونس مفارقات ومقارنات المسار الحكومي الشكل و التشكيل و الإشكاليات
أفرزت الإنتخابات البرلمانية في تونس منذ 26 أكتوبر 2014 تقدم حزب نداء تونس بقيادة الباجي قائد السبسي الشيخ الهرم البالغ من العمر 88 سنة و هو حزب ينتمي لليمين الليبرالي تشكل حديثا وضم مجموعة من الوجوه السياسية التي نشطت زمن الرئيس بن علي أي الحزب الذي ثار ضده التونسيون و الذي لا يعدو أن يكون سوى حصان طروادة الذي أعاد التجمعيين إلى سدة الحكم و الذي إستفاد خاصة من الفشل الذريع لحكومة الترويكا ورأس حربتها حركة النهضة التي عجزت حتى عن بلورة الأدنى المطلوب من مطامح التونسيين . ورغم مرور أكثر من ثلاث شهور على فوز حزب نداء تونس مازال التونسيون في إنتظار تشكيل هذا الحزب ذي التمثيل الأغلبي في البرلمان لحكومته ورغم تكليف السبسي للحبيب الصيد بتشكيل الحكومة فإنها سرعان ما وئدت نتيجة غياب الإجماع حولها كل هذا البطء في تشكيل هذه الحكومة أثار تحفظات عديد الأطراف في تونس حيث عادت المفاوضات لنقطة الصفر نتيجة غلبة منطق الغنيمة و المحاصصة الحزبية وغياب البرامج الواضحة و الخيارات الشعبية التي تقطع مع الماضي و تكرس لواقع جديد فهذه الحكومة التي لم تتشكل بعد يبدو برنامجها و خياراتها واضحة فنداء تونس و القوى الأخرى التي تنوي تشكيلة الحكومة معه و أعني حركة النهضة و حزب الإتحاد الوطني الحر و أفاق تونس كلها أحزاب يمينية ليبرالية مرتبطة بإقتصاد السوق و مكرسة لخيارات الإذلال الإجتماعي حيث تستوحي هذه الأحزاب برامجها من إملاءات كبار البنوك وصناديق النهب و السلب الدولي و التفريط في الثروات الوطنية الوفيرة لكبرى الشركات العالمية و خوصصة القطاعات الكبرى في البلاد فهذه الحكومة يرى الملاحظون و الفاهمين للشأن السياسي في تونس أنها لن تحقق إرادة الشعب التونسي و تطلعاته الكبيرة لتحقيق أهداف إنتفاضة 17 ديسمبر 14 جانفي فهذه الحكومة في ظل إرتباطات مكوناتها بالداخل و الخارج و برامجها الترقيعية لن تكون الخطاف الذي يصنع الربيع و لن تحقق أحلام التونسيين في المقابل فهي مباركة و مدعومة من القوى الكبرى و البنوك و الدول المانحة مدانت هذه الحكومة ضامنة لمصالحهم في تونس .
على النقيض من ذلك تماما دارت إنتخابات برلمانية في اليونان يوم 25 جانفي 2015 أفرزت فوز حزب تيريزا اليساري بزعامة آلكسيس تسيبراس ذي 40 عاما و الذي شكل حكومته في وقت قياسي و ببرنامج ثوري راديكالي أفزع الدول الأوروبية و كبار المانحين
حيث أعلن رئيس الوزراء اليوناني الجديد اليساري الكسيس تسيبراس يوم الثلاثاء عن تشكيلة حكومته الائتلافية بعد فوزه الساحق الذي أثار قلقا في اوروبا فيما يمهد تحالفه مع حزب اليمين السيادي لمفاوضات صعبة مع الاتحاد الأوروبي .
ويتبنى هذا الحزب مناهضة سياسة التقشف و إعادة جدولة الديون أو شطبها بالكامل وهو ما أقلق الدول الكبر حيث حذرت أوروبا على الفور من أنها غير مستعدة لشطب ديون
اليونان التي يطالب رئيس الوزراء الجديد بإعادة جدولتها ومع إعلان التشكيلة الحكومية وأدائها اليمين، سيتمكن العالم من التعرف على الإدارة الجديدة التي تريد إعادة التفاوض على خطة إنقاذ البلاد ما يضعها في مواجهة مع الجهات الدائنة الدولية .
وسيريزا هو أول حزب مناهض للتقشف يصل إلى السلطة في أوروبا لكنه لم يحصل على الغالبية المطلقة (151 مقعدا) بفارق صوتين فقط، ما اضطره للتحالف مع حزب يميني
صغير هو المستقلون اليونانيون وهكذا يبدو أن النهج المتشدد حيال دائني البلاد الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي قد اعتمد مع إعلان اتفاق تشكيل حكومة بين سيريزا
وحزب اليونانيين المستقلين اليميني السيادي لكن بعض المحللين اعتبروا أن التحالف غير الطبيعي بين الحزبين قد لا يعيش طويلا. واعتبروا أن حزب اليونانيين المستقلين المعروف بهجماته العنيفة ضد ألمانيا، لا يمكن التكهن بتصرفاته، ومشاركته في الحكم يمكن أن تزعزع التوازن بين مختلف فصائل التيار اليساري التي يشكل فيها حزب سيريزا العصب
الأساسي وسيؤمن الحزبان غالبية من 162 مقعدا (149+13) من أصل مقاعد البرلمان ال300 وقد أدى تسيبراس اليمين الدستورية كرئيسا لوزراء اليونان ليكون أصغر شخص يتولى هذا المنصب في تاريخ اليونان .
وكسر تسيبراس الذي كان يرتدي بزة زرقاء بدون ربطة عنق كعادته، التقليد المتبع بأداء القسم الديني في اليونان البلد المسيحي الارثوذكسي فاختار أداء قسم مدني متعهدا بخدمة
مصالح الشعب اليوناني دائما وفي بادرة رمزية أخرى وبعد أدائه القسم توجه تسيبراس إلى جدار كيسارياني القريب من أثينا حيث أعدم مئتا شيوعي رميا بالرصاص في 1944 على يد
النازيين وهي رسالة مضمونة الوصول للألمان من جهته قال بانوس كامينوس، زعيم حزب اليونانيين المستقلين، إن اليونانيين يتقدمون متحدين في إطار احترام السيادة الوطنية كل هذا
المسار السريع و المتسارع أثار الكثير من التحفضات وردود الفعل على تغير المشهد
السياسي في اليونان لا سيما من ألمانيا أكثر الدول إقراضا لليونان حيث اعتبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنه على الحكومة اليونانية الجديدة احترام التعهدات التي قطعتها الحكومة السابقة وحذرت وزارة المالية الألمانية من أن خفض الدين غير وارد موضحة أنه يمكن فقط بحث تمديد برنامج المساعدة لليونان على المستوى الأوروبي إذا قدمت أثينا طلبا
في هذا الصدد كما أعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أن التعهدات التي قطعتها أثينا حيال دائنيها في الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي يجب التقيد بها .
ورغم أن اليونان تمكنت من تثبيت استقرار ماليتها العامة بعدما وصلت إلى حافة الافلاس، لكنها لا تزال تحصل على مساعدات من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين قدما لها 240 مليون يورو كقروض منذ العام 2010 مقابل إصلاحات هيكلية وسياسة تقشف
صارمة وأبدى صندوق النقد الدولي استعداده، أمس، لمواصلة دعم اليونان ، معبرا عن أمله في بدء محادثات مع الحكومة الجديدة .
إلا أن المتحدث والمستشار الاقتصادي لحزب سيريزا، أقليدس تسكالوتوس، قال اليوم إنه من غير الواقعي توقع تسديد اليونان لمبلغ دينها الضخم بالكامل وشدد أنه لم أقابل اقتصاديا يمكن أن يقول لك من كل قلبه إن اليونان ستعيد كل هذا الدين وأضاف أن على القادة الأوروبيين أن يظهروا أنهم راغبون بالعمل مع سيريزا
وشدد تسكالوتوس على أنه سيكون كابوسا مرعبا بالنسبة لي إذا انهارت منطقة اليورو بسبب سقوط اليونان منها، مضيفا أنه إذا سقطت اليونان وأبعدت من منطقة اليورو فإن مجمل منطقة اليورو ستنهار. قلنا منذ البداية إن منطقة اليورو في خطر، واليورو في خطر، ولكن ليست في خطر من سيريزا ... إنها في خطر من سياسات التقشف المختلفة .
وكان تسيبراس قال خلال كلمته عقب إعلان فوزه إنه يرغب في التفاوض وليس المواجهة مع الدائنين الدوليين. والتحدي بالنسبة لرئيس الوزراء اليوناني الجديد سيكون ايجاد حلفاء في صفوف أعضاء منطقة اليورو. وشدد تيسيبراس على أن التقشف أصبح من الماضي مؤكدا أنه مستعد للتفاوض على حل يفيد الجميع وما يسعى اليه تسيبراس هو تخفيض للديون الهائلة (300 مليار يورو و175% من إجمالي الناتج الداخلي)، إلى جانب إمكان إفساح المجال لليونانيين لاستعادة الأنفاس في حياتهم اليومية، وزيادة الحد الأدنى للأجور من 580 إلى 751 يورو أو إلغاء عدد من الضرائب، ما يخالف إرادة الترويكا .
إذا إن المقارنة لا تجوز بين حزب الفتى ( تشيبرس ال 40 ) و حزب العجوز ( سبسي ال 90 ) و لا بين حزب قاد الحراك الشعب في اليونان و حزب ثار ضده التونسيين و بين حزب بخيارات راديكالية و آخر ببرامج ترقيعية ( إن وجدت أصلا ) و بين حزب شكل حكومته في غضون 24 ساعة و آخر لم ترى حكومته النور رغم فوزه في الإنتخابات منذ 100 يوم و بين حزب أثار و حكومته حالة فزع رهيبة في صفوف القوى الإمبريالية الكبرى و حزب باركته هذه القوى خلاصة القول على التونسيين دراسة تجربة سيريزا جيدا قبل أي خطوة أخرى و خاصة الجبهة الشعبية .



#محمد_ذويب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لعثمنة قمصان الشهداء
- إرهاب العولمة و عولمة الإرهاب
- مفاوضات تشكيل الحكومة في تونس: النداء يريد توريط الجميع النه ...
- الإتحاد العام لطلبة تونس يخوض معركة الجيل
- لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و ل ...
- إنتفاضة تونس و النموذج الروماني إيون إليسكو يطل من وراء هضبة ...
- تونس في إماطة اللثام عن عودة الأزلام


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - سيبرس اليونان و سبسي تونس مفارقات ومقارنات المسار الحكومي الشكل و التشكيل و الإشكاليات