أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الزبيدي - الرأسماليه الهولنديه تكشر عن انيابها من جديد















المزيد.....

الرأسماليه الهولنديه تكشر عن انيابها من جديد


جعفر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتمتع بعض المجتمعات الأوربيه الغربيه و منها المجتمع الهولندي منذ عقود بغطاء من الضمانات الأجتماعيه التي توفر للمجتمعات نوع من الحمايه من الفقر و البطاله و العوز الأقتصادي. و كان ذلك حصيله للنشاط المثابر للأحزاب اليساريه و النقابات في تلك البلدان, علاوة على رغبه البلدان الغربيه من تعزيز وضعها السياسي التنافسي أبان الحرب البارده ضد دول المعسكر الشرقي.
بعد انتهاء الحرب البارده و غياب المعسكر الشرقي للأسباب و النتائج المعروفه, أصبحت الرأسماليه لا تواجه الا الضاغط الداخلي المتمثل بالحركات التي ذكرناها و الحراك الشعبي المتمسك بالحقوق التي حصل عليها من خلال الكفاح عبر عقود من السنين.
لكن الأزمه الأقتصاديه الأخيره أعطت الطبقه الرأسماليه مرونه كبيره على الحركه و ممارسة الضغوط على الجهات المختلفه, و اغتنام سياسة التقشف المتبعه في دول الأتحاد الأوربي (و منها هولندا) للهجوم على الحقوق و الأمتيازات التي تتمتع بها شرائح المجتمع المختلفه.
منذ سنوات طوال كان هناك ما يسمى بنموذج الأراضي المنخفظه (بولدر موديل), و هو بأختصار أتفاق دوري بين أتحاد رجال الأعمال و بين الأتحادات النقابيه العامله في هولندا. يتضمن هذا الأتفاق حزمه من الألتزامات المتبادله فيما يخص حقوق العاملين من ناحيه الأجور و عدد ساعات العمل و الضمانات الأخرى, مقابل أن لا تعمد هذه الأتحادات الى ألأضرابات و غيرها من الوسائل الدستوريه الضاغطه للدفاع عن تلك الحقوق. و لذلك كان الوضع الأجتماعي في هولندا مستقر و لا تنتابه الهزات كما يحصل في بلدان أوربيه أخرى.
قبل أيام استلمت رساله من نقابة حركه العمل الهولندي (أف أن في) و هو تعميم على أعضاء النقابه حول مجرى سير المفاوضات مع أتحاد رجال الأعمال. حيث انتهت المباحثات الى الفشل. التقرير كان مرعبا و تتحسس فيه بشكل واضح مدى أغتنام الرأسماليه لظروف الأزمه الأقتصاديه للأكتناز أكثر و جعل الطبقه الوسطى و الفقيره تدفع فاتوره الأزمه التي كانت هي سببها نتيجه الجشع غير المنضبط.
فقد ألغى أتحاد رجال الأعمال كل أتفاقياته مع الأتحادات الأخرى, بل و عبر عن العديد من الرغبات منها أعادة أمكانية العمل الى اثنا عشر ساعه في اليوم. و امكانيه اضافه السبت و ألأحد كأيام عمل دون زياده ماليه, و تم تخفيض الأجور الى الحد الأدنى. كما تم التخلي شبه التام عن منح عقود العمل الدائمه.فقد تم تقليص عقود العمل الدائمه في العام الماضي لتصل الى اثنان في المائه مقارنه بالعام الذي سبقه. و تم استبدالها بعقود مؤقته بأمتيازات متدنيه, و الأعتماد أكثر فأكثر على العماله الرخيصه المستقدمه من بعض دول أوربا الشرقيه و خاصه رومانيا و بلغاريا و بولندا.
قطاع الصحه شهد تراجعا بالنوع. و أغلقت بعض المستشفيات أبوابها نتيجه الأفلاس. و قد قامت شركات الضمان الصحي بهجمه مزدوجه على المواطنين من جهه و على الأطباء من جهة أخرى. فقد زادت من مبلغ الأشتراك الشهري الذي يدفعه المواطن و زادت بنفس الوقت من مبلغ مساهمته الشخصيه في تغطية نفقات علاجه, فأصبح المواطن من الناحيه العمليه يدفع جميع نفقات العلاج (الا أذا دخل المستشفى). أما الأطباء فقد تعرضوا للضغوط و الأبتزاز و دفع معظمهم على توقيع اتفاقات مع شركات الضمان الصحي يتعهد بموجبها الطبيب بتقليل خدمته للمواطن الى الحد الأدنى و تقليل تعريفاته العلاجيه المستحصله من شركات الضمان. و هذا القضيه محتده الآن في المواجهه بين نقابة الأطباء الهولنديين و بين شركات الضمان الصحي. و قد تقدمت نقابة الأطباء بشكوى الى البرلمان قبل عدة أيام ضد شركات الضمان الصحي. و لم تحسم الأمور بعد.
قطاع التربيه و التعليم لم يسلم هو الآخر, فقد تم أعتماد سياسه زيادة عدد الطلبه في الصفوف و زيادة واجبات المدرس الواحد ليتم الأستغناء عن عدد كبير من الكادر التعليمي. كما تم زيادة النفقات الدراسيه لطلبة الجامعات و تقليل الأمتيازات التي كانوا يتمتعون بها , مما دفع أعداد كبيره من الطلبه الهولنديين للدراسه في الدول المجاوره و خاصة بلجيكا التي استقبلت هذا العام أعدادا (غير مسبوقه) حسب تعبيرهم, من الطلبه الهولنديين.
وزارة الشؤون الأجتماعيه في ظل الحزب الليبرالي الحاكم زادت في السنوات الأخيره من ضغوطاتها على المشمولين بخدمات هذه الوزاره, و خاصه في المدن الكبيره كروتردام, مما دفع العديد من الأحزاب السياسيه و خاصة الحزب الأشتركي و حزب العمل (المشارك في الحكومه) لأستنكار هذه السياسه ووصفها بأنها (قاسيه و غير محتمله و همجيه).
قبل عدة شهور أعلنت أدارة ميناء روتردام, و هو أكبر ميناء في العالم, عن رغبتها في الأستغناء عن عدة آلاف من العاملين في الميناء بحجة الرغبه في استخدام الوسائل الحديثه التي تعتمد بشكل أقل على عمل الأنسان. و لكنها في حقيقه الأمر تعكس الرغبه عن الأستغناء عن عقود العمل الدائمه و استبدالها بعقود العمل المؤقته الرخيصه و خاصه من العماله المهاجره. فأدى ذلك الى تصادم بين الطرفين و اندلاع مظاهرات أمام مبنى المحافظه لعده مرات. و ما زال الصراع لم يحسم بعد.
على ما يبدوا فأن أتحاد رجال الأعمال قد استشعر جوانب ضعف في الطرف المقابل مما شجعه بشكل متزايد عل التحرك لقضم حقوق العاملين و زياده تراكم رأسماله حسب أعتراف الجهات الأحصائيه الهولنديه. و كان لسياسة التقشف المتبعه منذ سنوات الحجه التي يتعكز عليها رجال الأعمال. كما أن سياسة حزب العمل ( و هو مشارك حاليا في الحكومه) المهادنه قد دفع بهذا الأتجاه. علما بأن حزب العمل كان أكبر الأحزاب الهولنديه, و هو يساري المنهج فيما سبق. هذه المهادنه كلفت الحزب الكثير من سمعته و شعبيته و وحدته الداخليه.
كما فشل التعاون بين أكبر أتحادين للنقابات و هما أتحاد حركة العمل الهولندي (أف أن في) و الأتحاد الوطني المسيحي (سي أن في) بسبب الموقف المريب من قبل الأتحاد الأخير من استخدام اسلوب الأضرابات كوسيله للضغط لأستحصال الحقوق, بدعوى انها أساليب لا تنتتمي للعصر الحديث. و هكذا قد تنازل و بمجانيه عن أهم سلاح بيد العاملين للدفاع عن حقوقهم.
و هكذا فأن مشار الصراع أصبح يوما بعد يوم أكثر أحتداما و وضوحا و يسير بمسارات متعرجه تعتمد على مدى تفاقم الأزمه الأقتصاديه و مدى قدرة كل طرف على استعراض عضلاته في ميدان الصراع.



#جعفر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصراحة: لنتعلم السياسة قبل أن نتبجح بها!!
- أمريكا و الفرصة التاريخية الضائعة
- نص كلمة زعيم الحزب الاشتراكي الهولندي في مظاهرات امستردام ال ...


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الزبيدي - الرأسماليه الهولنديه تكشر عن انيابها من جديد