أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فرج الله المغربي - المطرقة تكسر الزجاج وتقوّي الفولاذ (نقد موجّه ل -رفاق بوكرين-)















المزيد.....

المطرقة تكسر الزجاج وتقوّي الفولاذ (نقد موجّه ل -رفاق بوكرين-)


فرج الله المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 23:30
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


المطرقة تكسر الزجاج وتقوّي الفولاذ
(نقد موجّه لــ "رفاق بوكرين")

إِنْ كان من شيء كرّس ماركس وإنجلس نفسيهما لإثباته والبرهنة عليه واعتباره روح المادية الجدلية ومن ثمة جوهر الماركسية، فهو قانون التناقض ووحدة الأضداد الذي ينطبق على كل أشكال الحركة (ميكانيكية، فيزيائية، بيولوجية، كيميائية، اجتماعية،...)، فلا حركة أو تقدم للمادة بدون تناقض وصراع، وحتى الحالات التي تبدو فيها المادة ساكنة فليست في واقع الأمر إلا لحظة من لحظات الحركة. فالحركة -كشكل لوجود المادة- مطلقة والسكون نسبي. وقد بيّن لينين شمولية قانون التناقض كالآتي:
» في الرياضيات: + و - ، التفاضل والتكامل.
في الميكانيكا: الفعل ورد الفعل.
في الفيزياء: الكهرباء الموجبة والسالبة.
في الكيمياء: اتحاد الذرات وتفككها.
في العلوم الإجتماعية: الصراع الطبقي. «
إنّ كل شكل من أشكال الحركة إلا ويحتوي في ذاته على تناقضه الخاص، والتناقض الطبقي -كمحرك للتاريخ-، لا ينتفي بمجرد الانتقال الى الاشتراكية، وإنما يزداد حدة وشراسة، ويسم بطابعه كل مؤسساتها وأجهزتها وأدواتها، بما فيها الحزب الشيوعي نفسه. فلكل طور انتاجي ولكل مرحلة تاريخية تناقضاتها التي تختلف سبل حلّها حسب طبيعتها وظروفها العينية الخاصة. وإذا كان ذاك حال الدولة الاشتراكية وحال الحزب الشيوعي أيضا. فإنه يعدو من باب الترف الفكري كل حديث عن انعكاس الصراع الطبقي في الدولة الرأسمالية على جميع أجهزتها وعلى التنظيمات المناهضة لها حتى. التي تعيش صراعات داخلية لا منتهية، تتطلب في حسمها الاسترشاد بالمنهج اللينيني البلشفي للتقليل من حدتها ومن تم استيعابها حفاظا على وحدة التنظيم وصلابته، فهل استوعب حقا "رفاق بوكرين" هذا الدرس؟ وكيف فهموا وتعاملوا مع تناقضاتهم الداخلية؟
في صبيحة 02 شتنبر 2014 دشن الرفيق عباسي عباس –بلا إحم ولا دستور- هجومه العدائي على ثلة من الرفاق الذين شقوا عصا الطاعة، فسحب منشوراتهم التي تنتقد حزب الطليعة من المنبر الإعلامي الناطق الرسمي باسم "حركة رفاق بوكرين"، وألغى عضويتهم به. ثم أتبع ذلك بسلسلة كتابات ومنشورات باللغة الفرنسية (ومن ذا الذي يخاطب أبناء شعبه بغير لغتهم الأم في نوع من التعالي البرجوازي الصغير؟) شنّ من خلالها حربا صليبية عليهم كان النصيب الأوفر فيها من حظ ثلاثة منهم. ناعتا إياهم بأنهم "كلاب صغيرة" (petits chiens) و "بوليس"!! وفي حمأة المغالطة والإسفاف، أضاف إنه قد خبر جيدا من يسمّون الماركسيين-اللينينيين حيث ينتهي بهم المطاف بالأجهزة القمعية للدولة. وفي نفس اليوم تقريبا سيخرج السيدان صالح أوباب وحسن العصادي من وكريهما ليزيدا في القصيدة بيتا مؤكدان الاتهامات السالفة فيما يمكن إعتباره ترجمة لها إلى العربية لا أقل ولا أكثر. وحيث إن المعنيين مباشرة قدموا مرافعات ومداخلات قيمة تدحض هذه الافتراءات الواحدة تلو الاخرى، وبما أن فترة زمنية ليست بالقصيرة قد مرت على بداية هذه المناقشات هي كافية لكل متردد كي يتخذ موقعا ويحدد موقفا، وأعني بالدرجة الاولى الرفاق داخل "حركة رفاق بوكرين" الذين فضلوا انتهاج سياسة النأي بالنفس على ما يبدو، ومباركة الحرب في الخفاء. فإني في هذه المساهمة المتواضعة والتي جاءت متأخرة للاعتبارات المومئ لها آنفا سأحاول استجلاء منطق هذه الحرب التي يُقال إنها بلا منطق لتبرير موقف اللاموقف أو الكتمان المتآمر الذي يصب في خدمة الطرف المسيطر.
(أ)
تقتضي القاعدة الأمنية داخل التنظيمات التي تطمح أن تكون ثورية، وحتى داخل مختلف فصائل حركة التحرر الوطني، وحركات المقاومة الوطنية، ألا يتم اتهام أي عنصر أو كادر حزبي بالتخابر أو الجاسوسية ومختلف أشكال التعامل مع العدو إلا بعد تجميع كل المعطيات والمعلومات الكفيلة بإدانته، بناء عليها يتم توقيفه ومحاسبته فإما أن تثبت عليه التهمة أو تتبيّن براءته. فهل تم إتيان شيء من هذا القبيل قبل أو بعد صدور القرار الظني والكيدي في حق رفاقنا الثلاثة؟ الحال أنه لم يتم تقديم ولو دليل واحد على صحة هذه الإدعاءات الباطلة شكلا ومضمونا، جملة وتفصيلا. كما لم يتفضل أحد ممن نصبوا أنفسهم قضاة وخصوما وحكاما في نفس الوقت ليشرحوا لنا كيف تم اختراق رفاقنا؛ هل بالتدريج أم دفعة واحدة؟ وأليس من المحتمل أن يكون هناك آخرون لم يجر رصدهم بعد؟ ومتى بالتحديد؟ إذ لا يعقل أن يكون يوم اختراقهم هو نفسه يوم اكتشافهم ويوم "الحسم" معهم!! اللهم أن يكون أبطالنا الأشاوس من مدمني أفلام الإثارة البوليسية أو روايات أجاتا كريستي المشوقة. والحال أنه ليس في ممارسة رفاقنا الثلاثة سواء الميدانية أو الفكرية ولا في تاريخهم الشخصي أو محيطهم الأسري والاجتماعي أي شائبة يمكن أن تكون مدخلا لبناء احتمالات وفرضيات ثقيلة بهذا الحجم، فضلا أنه إلى تاريخ قريب جدا، وبالتحديد إلى لحظة بداية التشنيع الشخصي عليهم، لم تكن تتم معاملتهم بنوع من الاحتياط يمكن القول معه إنه مشكوك في أمرهم، أكثر من ذلك استماتت الجهة التي تتهمهم الان من اجل انتخاب أحدهم (من ضمن خمسة أعضاء) لحضور أشغال المؤتمر الوطني الرابع لأديج في مارس 2014 وتمثيلها. كما وجّهت الدعوة لثانيهم من أجل حضور اجتماع "داخلي" قصد مناقشة إحدى الوثائق التنظيمية "السرية" وهو من رفض احتجاجا على المسلك اللاديمقراطي الذي صيغت وطرحت به "الورقة" ونظرا للطبيعة البيروقراطية للجمع، فلو كان مخبرا حقا لسعى للحضور بأي ثمن وكيفما اتفق. وأما ثالثهم فقد ظل هو البوابة التي من خلالها كان الرفيق عباسي يحاول أن يحشر أنفه في نضالات الحركة الطلابية طوال أربع سنوات ببني ملال وبمكناس، بما يعنيه ذلك من عقد اتصالات دائمة معه وطلب لقاءه كل مرة قصد النقاش الذي كان يشمل أمورا أخرى جماهيرية وتنظيمية وسياسية. فهل كان الرفيق عباسي يتطوّع لتسريب المعلومات بمحض إرادته ودون طلب من أحد؟ وقد استمرّ الامر على هذا النحو حتى بعد تفجّر الخلافات وانتقالها الى الصعيد الاعلامي حيث ظل يتلقى محادثات فيسبوكية ومكالمات هاتفية تحثه على عدم التصعيد وانتظار عقد جلسة للتسوية والمصالحة. فهل هكذا تتم معاملة العملاء والمخبرين لو صحّ أنهم كذلك فعلا؟ أم أن هناك بعدا آخر تحاول مجيمعة رفاق بوكرين طمسه وإخفاءه بهذه الأقاصيص الخالية من الحبكة ومهلهة النسج الكاذبة؟
واضح إذن أن هناك صراعا ظهر وتفجّر داخل "حركة رفاق بوكرين"، لكن الخلاف هو في تعيين طبيعة وأطراف وأرضية هذا الصراع التي يجري عليها؟
ما تبقى من الرفاق داخل "الحركة" بعد مغادرة من غادر يقولون باختصار شديد إنه: 1- لفظ لعناصر بوليسية 2- حسم مع الصبيانية اليسارية 3- صراعات شخصية وتصفية حسابات ضيقة. والخلاصة التي يخرجون بها أنها حرب مجنونة ليس لها منطق، وأجمل ما فيها نهايتها، ونهايتها السعيدة في أن تعود الامور لسابق عهدها، أي الرضوح مجددا لتحريفيتهم وبيروقراطيتهم والتعايش مع كامل ممارساتهم البرجوازية الصغيرة إيثارا للسلامة وللنجاة، وتجنبا للأذى الذي يمكن أن يلحق معارضيهم على المستوى الشخصي من جراء كتاباتهم.
(ب)
إذا علمنا أن المقصود باليسارية الصبيانية عند رفاق بوكرين هم المناضلون القاعديون؛ الماركسيين-اللينينيين، فلن تخفى علينا هذه المماهاة الغريبة التي يقيمونها بين "القاعدي" و"البوليسي". فالحاج علي هو نفسه علي الحاج ولا جدوى من الإنكار، يكفي أن يكون بعض "القاعديين" و"الماركسيين-اللينينيين" السابقين قد ارتموا في أحضان النظام وحزبه (PAM) حتى يتم استنتاج أن منظمة إلى الأمام وفصيل النهج الديمقراطي القاعدي وكل من يتبنى فكرهما "مخزنيون" مرة وإلى الأبد مهما لاكوا من شعارات ثورية ومفاهيم علمية هي في المحصلة تعبير عن مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية ورفع لشعارات ثورية في وضع غير ثوري ومظهر من مظاهر الانتهازية. ولو سألناهم بناء على أي تحليل وقراءة طبقيين يتم اعتبار الوضع الحالي وضعا "غير ثوري"؟ وما إذا كان المطلوب رفع شعارات رجعية للتلائم مع مقتضيات الوضع هذا؟ لكان الصمت المريب سيد الموقف.
إن ما يردده السادة "رفاق بوكرين" ليس سوى نصف الحقيقة، وهو لذلك ليس قولا ماديا جدليا، مادام أنه لا يبصر ولا يمسك بالجانب الآخر لطرفي التناقض، بما يلغي التناقض الداخلي من أساسه. فأي حركة ثورية في التاريخ هذه التي خلت من المرتدين والانتهازيين والتحريفيين وخاصة في مراحل نشأتها الأولى؟ ليس ثمة أحمقٌ في السياسة يمكن أن يغامر ويقدم ولو نموذجا واحدا بهذا الصدد باعتباره تجسيدا للنقاء والصفاء الخالصين ببساطة لأن ليس له وجودا إلا في ملكوت الفكر المثالي الذي به يفكر رفاقنا موضوعهم. والذين رغم كل شيء، أي رغم حماقة قولهم، لا نظنهم يختلفون معنا في أن الحركة الإتحادية "الأصيلة" التي خرجوا من رحمها، هي نفسها وإلى عهد قريب جدا، ظلّت تزوّد النظام القائم بالأطر التي يحتاجها في المراحل الحرجة من تاريخه الدموي؛ عبد الرحيم بوعبيد، عبدالرحمان اليوسفي، عبدالفتاح زهراش، محمد الصبّار،... وآخرين مازالوا ينتظرون دورهم في قاعة الإنتظار. فهل نقول –بدلالة المشابهة- إن الحركة الاتحادية "الأصيلة" حركة "مخزنية" ونغمض أعيننا عن صراع الأجنحة الذي كانت تعيشه والذي ليس "رفاق بوكرين" إلا أحد إفرازاته المنحطّة والكاريكاتيرية؟ كلا، إن منظار المنهج المادي الجدلي الذي به ننظر إلى الواقع في حركته المادية ونقرأ تاريخ شعبنا يتيح لنا إمكانية إبصار التناقض داخلهما وفهمه. إنما الفرق بين التجربتين؛ تجربة الحركة الماركسية-اللينينية وتجربة الحركة الإتحادية "الاصيلة" هو أن هذه الأخيرة ظلت منحصرة في نطاق إصلاحي ولم تستطع أجنحتها "اليسارية" و"الثورية" (السلمية والمسلّحة) القيام بأي اختراقات ثورية؛ سياسية أو فكرية أو تنظيمية أو عسكرية ذات أهمية تذكر. بينما كانت الأولى سبّاقة للقطع مع التحريفية المعاصرة على مستوى عالمي، وشنّت حربا إيديولوجية لا تُبقي ولا تذر ضد باقي فصائلها التي انحرفت عن المنهج الماركسي-اللينيني (أنظر نقد "إلى الأمام" لكل من "23 مارس" و "لنخدم الشعب")، مما أضعف قدرتها على الفعل والتأثير، وأكسب الخط الثوري قدرة أكبر على الحركة والمبادرة.
(ج)
لم تصمد النقطتان 1 و 2 من هجوم "رفاق بوكرين" أمام نقدنا الذي رُمنا فيه الإيجاز مدخرين التفصيل لإطلالات مقبلة، لنرى النقطة 3 التي يلجؤون إليها بعد فشلهم المحقق فيما تقدم، والتي يحاولون من خلالها شخصنة وفردنة الصراع، أي تحويله من صراع تنظيمي ذا بعد سياسي وإيديولوجي إلى مستوى مناكفات ومشاحنات شخصية تافهة بغرض تطويق مدلولاتها الحقيقية من جهة، ومن جهة ثانية إبعاد القراء عن متابعته ولم لا الإنخراط فيه وتطويره إن دعا داع. وهنا يبرز سعيهم المحموم لحصر المجابهة داخل "حركة رفاق بوكرين" أو جمعية التنمية للطفولة والشباب أو سواها من مواقع الصدام مع شخصين أو ثلاثة وتحييد الباقين لتأكيد ما سبق، فتأتي هجوماتهم لا مبدئية وخالية من أي محتوى، تُحاول إثبات نفسها بقوة التكرار والإعادة؛ تكذب وتكذب ثم تكذب لعل الناس يصدقونها، وحين تتأكد من أن العقل عافها والجماهير نبذتها، تفرد مساحات شاسعة من بياضها للصور لعلها تفلح في التعبير عما عجزت أحرفها عنه. ضد هذا المنطق، وعلى النقيض منه، يطيب لنا أن نقول بوضوح فج: ليس العدد هو الذي يحدد طابع الصراع بين الخط البرجوازي ونقيضه الخط البروليتاري الثوري في أي ثورة وفي أي مرحلة من مراحلها، وليس بالأفراد تُرسم الحدود الفاصلة معرفيا وطبقيا بين الخطين، أو أن صحّتهما تُحستب كميا؛ عشرة أشخاص أو عشرون مقابل ثلاثة أو واحد، كمؤشر تجريبي (نسبة إلى التجريبية empirisme) تعتمده البرجوازية الكولونيالية عندنا لقياس حجم "المعارضة" و "المولاة" انطلاقا من عدد الأصوات المحصّل عليها في الانتخابات، وتُسقط من حساباتها الأغلبية الساحقة من الشعب المقاطعة لتلك المهزلة.
لقد كان كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ يمثلان أقلية ضئيلة جدا، وبما لا يُقاس، أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أكبر تنظيمات العمال في أوروبا قاطبة، حين عارضا توجه الحزب للتصويت على اعتمادات الحرب الإمبريالية اللصوصية الأولى، وتبني نزعة "الدفاع عن الوطن" الشوفينية، فاستحقا تنويها وإشادة بالغين من معلم البروليتاريا العالمية وقائد ثورة أكتوبر العظمى الذي كتب في "موضوعات نيسان" قائلا: » لقد شق كارل ليبكنخت وصديقه اوتو روله عصا الطاعة وحدهما من أصل مائة وعشرة نواب، وحطما "الوحدة" مع "الوسط" والشوفينيين، وسارا ضد الجميع. إن ليبكنخت وحده يمثل الإشتراكية، والقضية البروليتارية (خط التشديد من عندنا)، أما كل ما تبقى من الاشتراكية-الديمقراطية الألمانية، فليس، على حد تعبير روزا لوكسمبورغ الصائب (وهي أيضا عضو في "فرقة سبارتاك" وأحد زعمائها)، سوى جيفة نتنة. « ويضيف معلمنا في محاججته بنفس المصدر: »..إن هؤلاء الناس قليلون ولكن كل مستقبل الاشتراكية يكمن فيهم وحدهم؛ وهم وحدهم قادة الجماهير، لا مفسدوها (...) إذا كان هؤلاء الاشتراكيين قليلين، فليتساءل كل عامل روسي فيما إذا كان هناك عشية ثورة شباط-آذار (فبراير-مارس) 1917، عدد كبير من الثوريين الواعين في روسيا.
ليس العدد هو الأمر الحاسم، بل التعبير الصحيح عن أفكار وسياسة البروليتاريا الثورية حقا. « ويختم الرفيق لينين العظيم مقاله بعبارات بالغة الدقة والصراحة: » فالأفضل أن نبقى إثنين، مثل ليبكنخت. –وهذا يعني البقاء مع البروليتاريا الثورية- من أن نقبل، وإن لحظة واحدة، فكرة الإتحاد مع حزب اللجنة التنظيمية، مع تشخييدزه وتسيريتيلي، اللذين يصبران على التكتل مع بوتريسوف في جريدة "رابوتشايا غازيتا" ويصوتان بالموافقة على القرض في اللجنة التنفيذية لسوفييت نواب العمال وانزلقا في نزعة "الدفاع".
لندع الموتى يدفنون موتاهم.
ومن شاء مساعدة المترددين. عليه أولا أن يكف هو نفسه عن التردد. «
(د)
والآن يحق لنا التساؤل: كيف يكون الصراع شخصيا وهو يدور في الحقلين السياسي والإيديولوجي مثلا حول الموقف من النظام القائم، أو القوى السياسية، أو الإطارات الجماهيرية، أو من طبيعة التنظيم نفسه الذي نطمح لبنائه والكيفية التي ينبغي أن يتم بها هذا البناء، ووفق أي خط سياسي وإيديولوجي وعسركي؟
إن تغييب التكوين النظري للمناضلين داخل مجيمعة رفاق بوكرين طوال أربع سنوات من عمرها، كان غايته خلق أتباع وأشياع يتلقّون التعليمات الفوقية وينفذونها دون أدنى نقاش أو اعتراض. أما وقد تملكت الرغبة والإرادة قسما من المناضلين في تثقيف أنفسهم ذاتيا وسعوا لتنظيم هذا الفعل في أوساط رفاقهم، حتى تم وضعهم تحت الرقابة الفعلية التي أخذت تشتد وطأتها بمقدار تحركاتهم المناهضة لتوجهات وتوجيهات التحريفية المتآمرة التي نصبت نفسها "قيادة" على الجميع بقوة الأمر الواقع، واستنادا لاعتبارات عاطفية وجدانية غير مقنعة من قبيل قُربها وملازمتها للفقيد محمد بوكرين وباسم الحرص على تراثه وحمايته لدرجة أن باتت تتحسس وتتحرج من كل ممارسة نقدية لممارساتها الانتهازية الملازمة لطبيعتها الإصلاحية. وإذا كان هؤلاء يعتقدون أن الشوك الذي يزرعونه في طريقنا سيمنعنا من إكمال المسير باتجاه دحض كل فرياتهم وتحطيم منطقهم الشكلي المتداعي أو يعرقل جهودنا بهذا الصدد، فمن المؤسف إخبارهم أن اعتقادهم ليس في محله، وأن أساليبهم البالية والقديمة في القتال المعتمدة على الفبركة والكذب لن تجدي نفعا لأن "المعركة الآن غيرت أرضيتها" كما قال ماركس يوما.

فرج الله المغربي
23/01/2015
إلغاء إعجابي ·



#فرج_الله_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فرج الله المغربي - المطرقة تكسر الزجاج وتقوّي الفولاذ (نقد موجّه ل -رفاق بوكرين-)