أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - درويش محما - اكراد أقحاح














المزيد.....

اكراد أقحاح


درويش محما

الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 19:52
المحور: القضية الكردية
    


"من اين انت؟" سألت محدثي الذي يتكلم لغة كردية سليمة قلما سمعتها، "انا ايزيدي من يريفان" اجابني معرفا عن نفسه، لم يقل الرجل انه كردي ايزيدي، بل قال ايزيدي وحسب، استغربت الأمر في البداية، لكن بعد المتابعة والسؤال، اتضح لي ان معظم الايزيديين القاطنين في أرمينيا والاتحاد السوفيتي السابق، يعتبرون انفسهم ايزيديين وليسوا كردا، ويعرفون انفسهم بالشعب الايزيدي.
تابعت الكلام مع محدثي وقلت له، "ما أجمل نقاء وفصاحة لغتك الكردية"، قال لي،"أخي، تعود اصولي لولاية قارس التركية، هرب جدي اثر المجازر التي قام بها الروم والمسلمان ـ المسلمان باللغة الكردية تعني المسلم ـ بحقنا نحن الايزيدين أيام الفرمان في العقد الثاني من القرن المنصرم، فقتل من قتل وهرب من هرب، وكان بين القتلى ثمانية من اعمامي اشقاء جدي، ولم يبق منهم الا جدي الذي فر بدوره الى يريفان".
الرجل، وهو يروي قصته، كان يقصد بالروم الأتراك، ويقصد بالمسلمان الاكراد، وبالفرمان كان يقصد المجازر العرقية بحق الأرمن، وقصة هذا الرجل الكردي الايزيدي من يريفان، لا تختلف عن قصة معظم معتنقي الديانة الايزيدية من الكرد، وحصرا الكرد، فلا يوجد احد اخر يعتنق الديانة الايزيدية غير الكردي، وما يحمله هذا الرجل في ذاكرته من معاناة، لا تختلف عن معاناة البقية الباقية من الكرد الايزيديين، بكامل تعدادهم الذي لا يتجاوز الخمسمائة الف من شنكال الى يريفان وباقي بلدان المهجر في اوروبا، ومشكلة هذا الرجل أيضاً تشبه مشكلة معظم ايزيديي العالم في الخلط بين الاثني والديني وبين الآني والقديم.
الحديث عن الكرد الايزيديين لا شك انه موجع ذو شجون، هو حديث عن الظلم اللامتناهي، كما انه حديث في الدين وصراعاته، وقبل هذا وذاك هو حديث في الاصالة وجذورها، والايزيديون قطعا اكراد اصلاء، والأصالة هنا يقصد بها القديم الموغل في القدم، فالبقاء على الديانة الايزيدية والتي سادت بين الكرد منذ الأزل والتمسك بتلك الديانة من قبل فئة من الكرد، هي الاصالة بعينها، لكن في الوقت نفسه وفي ظاهرة غريبة من نوعها، تجد من تميز بتلك الاصالة لا يأبه لانتمائه القومي، لا بل وفي كثير الاحيان ينكر هويته القومية. لفهم هذه الظاهرة اكثر، اتصلت مع صديقي الكاتب تيمور خليل، وهو كردي ايزيدي معروف من اكراد يريفان، والرجل صاحب نزعة قومية كردية غير مشكوك في امرها، اتصلت به حتى احصل منه على ما هو جديد في فهم هذه الظاهرة، لكن دون جدوى، وعلى العكس، اختلفنا في النسبة التي تعتبر نفسها كردا والنسبة التي تعتبر نفسها شعبا ايزيديا، وفقط ايزيديا.
طغيان وغلبة الولاء الديني على ولائهم القومي، او بالاحرى طغيان الهوية الدينية على باقي الهويات لدى الايزيديين، قطعا هي السبب في ظاهرة ضعف الانتماء لابناء جلدتهم من الكرد، ولا يمكن فهم هذه الظاهرة، الا ضمن السياق التاريخي للظلم والتهميش الذي تعرض له معتنقو الديانة الايزيدية خلال قرون عديدة وطويلة من قبل كل من حكمهم او جاورهم من معتنقي الديانات الاخرى، ولا يهم هوية الظالم في هذا النوع من الصراع، سواء كان عربيا او تركيا او كرديا، الامر سيان، والصراع ديني بحت في الذاكرة التاريخية للايزيديين، وبالتاكيد هذه الذاكرة هي نفسها التي تجعل من الكردي الايزيدي يفضل انتماءه الديني على انتماءه القومي، على خلاف الكردي المسلم، حيث الاولوية للانتماء القومي دائما، وبالتالي لا غرابة ان تجد من هو اكثر اصالة من الكرد، في مكان اخر لا يجدر به ان يكون.
اعلم جيدا ان الكتابة في هذا الشأن امر في غاية الحساسية، كما انني لست بصدد الحكم على احد
في مقالي المقتضب والقصير هذا، لكن هناك مشكلة حقيقية اردت الاشارة اليها ومن ثم اثارتها عن قصد، قضية يتحدث عنها الجميع في الخفاء، في حين يجب مناقشة هذا الامر في العلن والتصدي له ومعالجته، وقد قالها الرئيس مسعود البارزاني في اكثر من مقام، الايزيديون هم اكراد اقحاح، والكلام موجه للكردي الايزيدي وللكردي المسلم، على حد السواء، فالكردي الايزيدي ملزم بالدفاع عن قوميته بنفس القدر الذي يدافع به عن دينه، والكردي المسلم كذلك ملزم بالدفاع عن الديانة الايزيدية بنفس القدر الذي يدافع به عن دينه وقومه، ولا احد يلعب في الماء العكر من ضعاف النفوس، فالايزيدي كردي بامتياز، والمكان الطبيعي للايزيديين هو في قلب كردستان، حيث تاريخهم وارضهم ولغتهم وثقافتهم وعاداتهم ودين اجدادهم، وحيث التسامح الديني الذي يحضنهم ويرعاهم ويحفظ لهم دينهم وكرامتهم.



#درويش_محما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - درويش محما - اكراد أقحاح