أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البسفي - الإعلام المصري وثورة الغضب -مفترق- هامشي .. (1)















المزيد.....

الإعلام المصري وثورة الغضب -مفترق- هامشي .. (1)


محمد البسفي

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين إنتحار مهنة وتحرير شهادة الوفاة
مساحة ليست بالقليلة من التردد والحيرة حصرتني لوقت طويل بين مفترقي طرق, من الكتابة عن الوضع "المزري" لمهنة الصحافة/الإعلام الذي وصلت إليه, علي يدي بعض أبنائها أو الذين أنتسبوا إليها وأخذوا تراتبهم المأجور في الثالوث غير المقدس بعد رجال الأعمال والأجهزة التنفيذية الحكومية, ونحن علي مشارف إكتمال العام الرابع لإندلاع ثورة الغضب في 25 يناير 2011, بما حَملته المعارك التصارعية – السياسية والإجتماعية – لذلك الثالوث غير المقدس – بقيادة الهرم الأمني بجل درجاته – ل"المهنة" من جرائم السيولة الإعلامية – بهدف فصل المواطن من أبناء الشارع المصري عن طبيعة أو تفاصيل ذلك الصراع - وصلت لحد "اللوث العقلي" بل والهستيري في كثير من محطات مواجهة تلك القوي للثورة الشعبية .. وبين مطالعة كل هذا "العبث" المهني - والذي تجاوز حدود العبث المنطقي للدخول بمناطق العته -, والإكتفاء برصده وتحليله ضمن منظوره البحثي في إستغلال صحافة وإعلام البرجوازية المصرية ك"أحدي" أدوات هدم ووأد ثورة الغضب الشعبية من قبل الرأسمالية العالمية في معركتها المصيرية.
خاصة مع إتساع مناطق العته تلك لنقاط طريفة دللت علي "شر البَليِة", وإستغلال قوي الثورة الرأسمالية المضادة لمهنة الصحافة/الإعلام كواجهة براقة "فاترينة" أو "منُوم" تخديري للمنغصات الإجتماعية المزمنة, تمثلت في صوغ أخبار والدفع بأنباء من عينة: (ضبط إرهابي إعتاد علي تفجير نفسه خمس مرات بكفر الشيخ) و(وفاة أحدي الجثث بثلاجة المشرحة نتيجة إنقطاع الكهرباء) كمثال ليس بالحصري..(!!).
حتي جاء يوم السبت التاسع والعشرين من نوفمبر 2014, وهو الموعد الذي سوف يصدر فيه الحكم "بتبرأة" الرئيس المخلوع حسني مبارك, وأنفجرا حدثين ذوات دلالة عظيمة - علي الوسطين الصحفي/ المهني والمجتمعي – بقدر ما حملا من نذر خطرة , إن توفر الإستدراك و الحرص الواجبين, علي "حياة" ذات الوسطين, بعيداً عن جميع الخلفيات السياسية.
أولهما حينما قامت قوات الأمن بإلقاء القبض علي أحدي الدعاة الإسلاميين من علي باب أستوديو أحدي الإعلاميين الفضائيين(1), والذي أحترف لمثل هذه المواقف من التسجيل أو إستضافة أحدي عناصر القضايا "الساخنة" ويتم القبض عليه بعدها مباشرة(!).
وثانيها عندما قامت أحدي "الصحفيات" – لصالح أكبر القنوات الفضائية المصرية نفوذاً عالمياً قبل أن يكون محلياً – ب"صنع" حلقة خاصة عن: "أحدي بؤر نقل عدوي مرض الإيدز في قلب العاصمة المصرية, وإقتحام حمام بخار يستخدم سراً كوكر لإلتقاء مدمني الشذوذ الجنسي من الذكور", وتحت توصيف – تجاوزاً وتعدياً علي المهنة – "التحقيق الإستقصائي" قامت تلك الصحفية بكل واجباتها – الغير مهنية – من "تسويق" تلك الحلقة قبل عرضها مستخدمةً جميع منتجات "السوشال ميديا", ولكنها تزَيدت علي مهنتها بأنها ذهبت لتصوير رواد حمام البخار بمصاحبة قوات الأمن وقامت بتصوير تفاصيل القبض عليهم, وبالطبع أتت الحلقة – الشو – أُكلها حينما تم عرضها متخللة لأكبر حملات دعائية لكبري الشركات الصناعية والإستثمارية عالمياً – تحت وطأة ثقل القناة وشخصية مالكها دولياً ومحلياً – وأثارت الضجة "المطلوبة" إعلامياً وإجتماعياً, ومضي الوقت محملاً بأنباء جانبيه عن صميم "القصة" تعُبر سريعاً بغير تأثير أو تضاف علي إطارها للتزيَين لزوم "سبَك" الحبكة الدرامية, فتتقدم رئيسة الجمعية الوطنية لمرضي الإيدز ببلاغ رسمي للنائب العام ضد الصحفية المزعومة ويزداد اللغط ويعلوا الضجيج ليزيد ملامح القصة وضوحاً بجميع مؤثراتها المصاحبة, ولكن يتم تجاهل نبأ لم تجد أحد المحاميات الحقوقيات لإذاعته غير صفحتها الشخصية علي شبكة التواصل الإجتماعي "الفيس بوك" حينما أعلنت نصاً: "نتيجه تقرير الطب الشرعي .. براءة الشباب المقبوض عليهم في واقعة الشواذ في الحمام البلدي .. عدا ثلاثه منهم !! .. توضيح بقا الثلاثه دول اثبت انهم مش شواذ بخلاف انه تم الاعتداء عليهم جنسيا والمرجح انه داخل القسم طبعا وده معروف انه موجود من زمان، الادهى انه اثبت الاعتداء بالكشف الطبي ان الممارسه الجنسيه كانت عنوة .. وتأكيد الكشف ان ال 18 شاب الباقيين ليسوا شواذ ...".
علي خلفية هاتين "الجريمتين" مهنياً وإجتماعياً, سبقهما في توقيت "العرض", قيام أحدي الصحف الإسبوعية السياسية واسعة الإنتشار, بنشر صفحة كاملة تحت عنوان موحي وهو: "إعترافات شباب الملحدين المصريين داخل منتدياتهم السرية", وقام محرر التقرير – الأمني التحريضي أقرب منه صحفي/مهني – بعرض مناقشات وأحاديث عابرة ومسترسلة لبعض الشباب المصريين حول الأديان السماوية وفلسفات العقائد الدينية بشكل عام وخاص مقتبسة من أحدي منتديات "جروبات" شبكة "الفيس بوك", بتصريف يخدم العنوان "التجاري" ولكن بأمانة نقل أسماء وصور الشباب كما هي من صفحاتهم الشخصية, بالطبع بدون إذن كتابي أو حتي شفهي منهم كما ينص القانون وجميع الأخلاقيات الإنسانية ولا أقول المهنية!!.
ولو أقتربنا من الصورة – لمهنة الصحافة/الإعلام – مستبعدين كافة الخلفيات السياسية ورتوش تصارعاتها, والتي سوف تتسع لها الصفحات التالية لتلك الدراسة, لإستبيان ملامح مهنة مهمتها نقل الواقع وخلق مساحات الفكر والحوار وتحليل المعلومة, لا نجد سوي نتؤات بارزة لمهنة تتراجع وتنحدر لأولي صور "المخبر الأمني" التقليدية الذي تنحصر مهماته في تشمم بواطن كل ما هو مخالف عما تعلمه من ضابطه أو قائده المباشر والإبلاغ عنه .. وهكذا, ونحن بصدد كم ليس بالقليل من الوقائع والشهادات والأحداث, يمكننا إستخلاص أحد الحقائق التي تبرهن علي "تفرد" الصحافة المصرية بتحولها إلي مهنة "الإبلاغ" وليس "التبليغ", في أحد منحدرات مشوارها الطويل بالمجتمع المصري, كنتيجة لإستغلال جميع أدواتها في ذروة صراع جميع الأطراف السياسية.
وللزميل الصحفي, وأحد الناشطين السياسيين, "وائل عباس" شهادة موحية, في مسير ذلك التحول المهني, والتي سجلها في مقال له تم نشره مؤخراً علي أحد المواقع الإلكترونية الخبرية, حينما سرد تجربته مع أحد "الإعلاميين المخضرمين", قائلاً(2): "وائل الإبراشي علي سبيل المثال لي معه تجربة شخصية, حيث قمت بتسجيل مداخلة عن حالة محمد حجازي الذي تحول إلي المسيحية, وقام وائل بعمل مونتاج لكلامي لإخراجه من السياق بقص أوله وآخره, ليخدم هدف الحلقة في الهجوم علي محمد حجازي وإظهاره بالمظهر الذي يلبي رغبات مشاهديه في الخليج, فضحت وقتها ما حدث علي مدونتي, وقررت ألا أقدم أي مداخلات مسجلة لأي قناة مصرية, وأن تكون كل مداخلاتي علي الهواء مباشرة". ويستطرد عباس في سرد مأثر الإبراشي: "ووائل الإبراشي له تاريخ طريف مع ضيوفه, فعندما إستضاف بهائيين حُرقت منازلهم بعد الحلقة, ونفس الأمر عندما هاجم الشيعة قُتل بعدها الشيخ الشيعي حسن شحاتة, وعندما أستضاف شباب الإيموز تعرضوا للإعتداء في الشارع وحلاقة شعرهم عنوة, وسلم الولد بتاع كتائب حلوان اللي دخل معاه مكالمة تليفونية, والولد بتاع حركة أحرار, وأحمد دومة..". (!!).
ويكمل عباس حاكياً تجربة آخري لاحقة مع إعلامي آخر, قائلاً: "وأعد لي معتز الدمرداش كميناً أمنياً في برنامجه 90 دقيقة علي قناة المحور وقتها وأصر أن فيديوهات التعذيب مفبركة لتشويه الشرطة, رغم أننا تناقشنا تليفونياً قبل الظهور معه وأوهمني بأن موضوع الحلقة مختلف. وده مثال من السقطات المهنية لأمثال هؤلاء المذيعين, ومرت الحلقة الحمد لله بسلاسة وبردود منطقية مني برغم إستعانة الدمرداش بمكالمات تليفونية من جمهور مزيف".

........................................................................
(1)تم تجاهل أسماء وأبطال تلك الوقائع والقصص, من قبل كاتب تلك السطور, ليس هرباً من أي مسألات قانونية أوأدبية وإنما لقناعته الكاملة بفائدة طمس ذكرها في تاريخ مهنة الصحافة/الإعلام وعدم إحتسابهم علي مسيرتها الفكرية والإبداعية برغم تواجدهم الآني بواقعها. وسوف يتم ذكرهم – للأسف – في المصادر والمقتطفات المصدرية اللاحقة.
(2)طالع المقال كاملاً, علي موقع "هنا صوتك" الإلكتروني, نشر بتاريخ 13 ديسمبر 2014, تحت عنوان: "وائل عباس يكتب: ريهام وأخواتها وإعلام الحمامات البلدي".



#محمد_البسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور .. طبقة -السيجار الكوبي الفاخر- ! (1- 2)


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البسفي - الإعلام المصري وثورة الغضب -مفترق- هامشي .. (1)