من ادلة المسلم على ان الاسلام دين الله والرد عليها (1_3)

محسن المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 18:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يعتقد الاصوليون ان الدليل على نبؤة محمد وعلى ان الاسلام هو دين الله هو دليل علمي استقرائي وسوف نستعرض ادلتهم وحججهم على ذلك ثم نحاول الرد عليها وتفنيدها تباعا
1)الدليل الاول .امية النبي وعدم قراءته
يقول الاصوليون في هذا الجانب ان شبه الجزيرة العربية كانت من اشد اقطار الارض تخلفا ومن جميع النواحي الحضارية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحجاز الذي ينتمي الى شبه الجزيرة اكثر تخلفا ولم يعرف اي تجربة اجتماعية ولم ينل اي ثقافة وكان منقسما في فوضى الشرك والوثنية ومفككا اجتماعيا تسيطر عليه عقلية العشيرة وتلعب العشيرة دورا كبيرا في الانتماءات ولم يكن قد عرف اي شكل من اشكال الحكم سوى الولاء للقبيلة وحتى القراءة والكتابة كانت حالة نادرة وكان محمد يمثل الحالة الاعتيادية من هذه الناحية فلم يكن يقرأ او يكتب ولم يلتقي اي تعليم منظم وغير منظم ومن ناحية اخرى ان النبي لم يكن له اي دور ونشاط ثقافي قبل البعثة من شعر او خطابة وقد عاش اربعين سنه دون ان يحس به احد ولم يتيسر له بحكم عدم تعلمه الكتابة ان يقرأ شيئا من اليهوديه او المسيحية لان مكة كانت وثنية في افكارها وعاداتها ولم يتسرب اليها الفكر الديني المسيحي او اليهودي فكيف والحال هكذا ان يأتي رجلا بهذه المواصفات التي ذكرناها في بيئة هذا حالها كيف يأتي بكتاب كامل البيان والبلاغة واللغة ان لم يكن هذا القرأن مصدره الله
الرد على هذا الدليل ...
باديء ذي بدء نقول ان القائل بهذا الدليل يصور لنا ان محمد نام اميا متخلفا لا يقرأ ولا يكتب واستيقظ نبيا عالما بكل علوم الاولين والاخرين وهذا ما لا يمكن تصديقه وقبوله والاطمئنان اليه وامية محمد هي نفسها مطعون فيها ولا يمكن التسليم بها خصوصا اذا ما علمنا ان جد محمد الاول هو زعيم من زعماء قريش ومن بيت معروف فكيف يمكننا القول بأن هناك من يجيد القراءة والكتابة وهو اقل شأنا ومكانة من محمد واذا ما سلمنا بهذا الرأي القائل بأمية محمد فهذا لا يمنع من ان يكون محمد ذا بلاغة او فصاحة خصوصا انه عاش ايام طفولته في البادية وتعلم منها مصادر ما يحتاجه من قوة اللغة والبلاغة
اما ان الجزيرة العربية كانت من اشد الاقطار تخلفا وبيعدة كل البعد عن الافكار الدينية واليهودية او المسيحية فهذا ما لا يقبله ابسط باحث في جزيرة العرب قبل الاسلام فقد كانت ملتقى الوفود والقبائل وفيها الكثير من الديانات والمذاهب وكانت على علم واطلاع باليهودية والنصرانية وما ورقة بن نوفل القس المعروف وابن عم خديجة زوجة محمد الاولى الا دليل على انتشار العقائد الدينة في هذه المنطقة والاصنام نفسها لم تكن من اختراع العرب عرب قريش بل جلبها احدهم من الشام فكيف وصلت اليهم ان لم يكن هناك تلاقي وتعارف بينهم
اما الصفات العشائرية التي تتميز بها هذه المنطقة اقول نعم هذا ما لا يختلف عليه احد ولكن هل تغيرت هذه العادات بعد الاسلام وهل تخلص الاسلام او نبي الاسلام منها لا يقول ذلك الا مكابر وما هذه الاية الا ترسيخ لقيم العشيرة وتجذيرها في النفوس (وانذر عشيرتك الاقربين )اما احاديثه واقواله فهي تؤكد على قبليته منها (انا خيار من خيار من خيار )وحديث )(العرب خير الامم وقريش خير العرب وهاشم خير قريش وانا خير هاشم )اما الصراع والنزاع على السلطة الذي حصل بعد وفاته الادليل على ان الصحابة لم يستطع الاسلام ان يطهر نفوسهم من ادران القبلية والعشائرية واستمر هذا الصراع العشائري ولم ينقطع وان بصور مختلفة وما الصراع بين الامويين والهاشمين الا امتداد لهذا الصراع فما الذي تغير
اما ان محمد لم يكن يعرف شيئا او يقرأ عن الهيهودية والنصرانية فهذا الكلام مردود على القائلين به والسؤال الذي يطرح على هولاء ماذا كان يفعل محمد في غار حراء ولماذا كان كان يعتكف في هذا الغار ان لم يكن يتعلم الدين وطرق العبادة فماذا كان يفعل وما هو دور ورقة الذي بارك نبؤة محمد كما تقول الروايات وهل الخمسة عشر سنه التي قضاها في بيت خديجة قبل النبوة هي مجرد ممارسة الجنس مع عجوز ام انه كان يقرأ ويطلع ويلتقي ويتعلم على ايدي القس ومن اعتنق المسيحية مع ورقة في البيت الخديجي اعتقد ان القائلين بهذا الرأي عليهم مراجعته وقراءته بشكل بعيد عن التعصب وبعقل منفتح علهم ان يلتمسوا الحقيقة من خلال التدقيق وبعد النظر فهذا الدليل لا يعتد به ولا يمكن الاطمئنان اليه ولا يعتبر حجة على نبؤة محمد ابدا
2) الدليل الثاني ..خصائص الرسالة التي جاء بها محمد (القرأن والشريعة )
ومن هذه الخصائص انها ذات ثقافة الهية فهي ذات نمط فريد عن الله وصفاته وعلمه وقدرته ونوع العلاقة بين الله والانسان والصراع بين الحق والباطل والعدل والظلم وتناقضها مع مصالح اصحاب الامتيازات وهي اكبر من الوضع الفكري والديني في المجتمع الوثني واكبر من الثقافات السائدة في العالم يومئذ وجاءت لتصحيح تلك الثقافات من الاخطاء وتعدل ما اصابها من انحراف فكيف يحصل كل هذا على يد انسان امي في مجتمع وثني معزول عن العالم
الرد على هذا الدليل
ان الخصائص التي جاءت بها الشريعة لم تكن فريدة من نوعها بل هي نفسها التي كانت سائدة في الديانات التي سبقت الاسلام من اليهودية والنصرانية والمانوية والتي كانت منتشرة ومعروفة في الجزيرة العربية وما الاسلام الا ترجمة لهذه الديانات والقران هو الترجمة العربية للتوراة وكانت تعاليم التوراة تحدد العلاقة بين الله وبين الانسان واغلب التشريعات التي جاء بها الاسلام كالصلاة والصوم وتحريم الخمرة ولحم الخنزير وغيرها هي تشريعات كانت موجوده في الديانة اليهودية وقد اقتبسها الاسلام منها حتى الحج ماهو الا طقس بدائي وثني كان يقام قبل الاسلام بأكثر من 200 سنه وقطع يد السارق هو حد سنه جد محمد الاول عبد المطلب كي يحافظ على ابله التي كانت تتعرض للسرقة فأين التشريع الجديد والنوعي الذي جاء به محمد ولم يكن موجودا في الديانات التي سبقته او غير موجود في جزيرة العرب قبل الاسلام
اما قضية الصراع بين الحق والباطل والعدل والظلم فهذا ما هو الا شعار يرفع ولا اساس له من الواقع فأين هي مصاديق هذا الحق والعدل وهل استطاع الاسلام ان يحقق العدالة بين البشر ام انه فرق بينهم على اساس دينهم وعقيدتهم واساس تكريم الاسلام للانسان والمعيار هو التقوى (ان اكرمكم عند الله اتقاكم )وليس المعيار الانسانية او العدل بغض النظر عن جنسهم او معتقدهم وقد صنفهم الى عبيد واحرار فقال (الحر بالحر والعبد بالعبد )ومن يريد ان يطلع على المزيد في القرأن والسنة والاحاديث والفقه سيصدم من هول التفرقة بين البشر على اساس دينهم وجنسهم لم يحرم الاسلام العبودية كما حرم الخمرة وهي بلا شك اي الخمرة اقل شأنا من العبودية وهل امتنع محمد من امتلاك العبيد والجواري والاماء وهل حرم السبي واساس الحياة الاقتصادية كانت قائمة على النهب والسلب بأسم الجهاد
اما تناقض الرسالة مع مصالح اصحاب النفوذ فهذا مالا يقبله عاقل او صاحب ضمير حي والذي يقرأ التاريخ بأنصاف سيشاهد بأم عينه كيف استأثر الاصحاب الاوائل بكنوز الدينا وشرعوها لانفسهم من الثروة التي كانت تأتيهم من غزو الفتوحات وكيف امتلكوا الاماء والجواري وكيف بيعت الذراري في الاسواق حتى ان علي بن ابي طالب يعد من ازهد الصحابة هذا الزاهد حينما توفي ترك 18 جارية اغلبهن امهات ولد وهذا يدل على ان الاسلام حافظ على مصالح اصحاب النفوذ وما المؤلفة قلوبهم الا دليل واضح على ان محمد كان يشتري اصحاب النفوذ بالمال السياسي لغرض سياسي اذا والحال هكذا فلا لابد ان نقول ان هذا الدليل متهافت وساقط ولا يمكن ان يعد دليلا على ان الاسلام دين الله وان القران كلام الله وان محمدا رسول الله

#محسن_المالكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات