أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الموزاني - سياسة منح الجوائز الأدبية في ألمانيا















المزيد.....

سياسة منح الجوائز الأدبية في ألمانيا


حسين الموزاني

الحوار المتمدن-العدد: 4672 - 2014 / 12 / 25 - 14:35
المحور: الادب والفن
    


حسين الموزاني

سياسة منح الجوائز الأدبية في ألمانيا


هناك مصطلح ألماني يعتبر مفتاحاً أساسياً لفهم طبيعة جمهورية ألمانيا الاتحادية بشكل جيّد وهو "اقتصاد السوق الاجتماعي" Soziale Marktwirtschaft، أي النظام السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعي والثقافي الشامل الذي تقوم عليه الدولة الألمانية بجميع مؤسساتها. وهذا يعني أيضاً أن ألمانيا ليست دولة رأسمالية محض، مثلما هي بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو اليابان. بل إنّ هناك ضوابطَ "اجتماعية" تحدّ من سلطة رأس المال. فنرى أن مجالس الشركات الصناعية العملاقة مثل فولكس فاغن ومرسيدس وبي أم دبليو وشركات الطاقة تضمّ أيضاً ممثلين عن الحكومة ونقابات العمّال، وتخضع أيضاً للمراقبة من قبل المكتب الاتحادي "للكارتيلات“. ويسخر الألمان من بلدهم بالقول "أبونا الدولة" ، لأنّ الدولة الألمانية تهمين على جميع مفاصل الحياة في البلاد، بما في ذلك الفنّ والأدب. فتنفق الدولة نحو عشرت مليارات يورو سنويّاً على دعم المؤسسات الثقافية. وتموّل الحكومة والبلدية المسارح ودور الأوبرا والمتاحف والمهرجانات الثقافية وتعضّد دور النشر والمشاريع الثقافية والجوائز أيضاً. فحكومة برلين المحليّة، على سبيل المثال، تدعم كلّ تذكرة دخول الأوبرا بأكثر من مئة وتسعين يورو، وتنفق حوالي مليار يورو سنوياً على الثقافة، أي المبلغ نفسه الذي تنفقه مدينة نيويورك على هذا الأمر، لكنّ مشاريع برلين الثقافية يمولها دافعو الضرائب عادةً، بينما يمّول القطاع المالي الخاص مشاريعَ نيويورك الثقافية ومتاحفها. وهناك مطبوعات ضخمة تصدر هنا وتتحدث عن الجوائز الأدبية في ألمانيا والنمسا وسويسرا وكيفية تقديم الطلبات عليها. وتموّل وزارات الثقافة الاتحادية والمحلية ودور البلدية والمحافظات الجوائز الأدبية المختلفة. وتشرف اللجان المختصة على منح هذه الجوائز والتي تضم عدداً من النقّاد والصحفيين والكتّاب والفنانين والسياسيين ومشجعيّ الآداب والفنون.

النزاهة المدّعاة

لكنّ الشيطان، ومثلما يقول الألمان، يختفي في التفاصيل. وإذا ما أمعنا النظر جيّداً في آلية منح الجوائز الأدبية في ألمانيا، لرأينا بأنها لا تختلف كثيراً عن آلية منحها في العالم العربي. والفرق الجوهري هو أنّ منح الجوائز في ألمانيا والغرب عموماً، لا يخضع عادةً للمسائلة والاستجواب من قبل الدولة نفسها، لأنّ اللجان المشرفة تدعي الاستقلالية التامة في اتخاذ القرار، وحّى لو كشف خلل ما في منحها، فإن الجائزة لا تسحب. فمثلاً قدّم "صندوق الأدب الألماني"، وهو مؤسسة ألمانية رسمية تعطي منحاً للكتّاب خاصةً، قدّم ثلاثمئة ألف يورو لمجلة ألمانية اسمها Volltext وأتضح فيما بعد بأنّ مقرر لجنة الجائزة كان ينشر في هذه المجلة باستمرار ويرتبط بعلاقة صداقة مع ناشرها. ثمّ إنّ جائزة "السلام" الألمانية المرموقة تمنح غالباً لفئة معيّنة من الكتّاب والسياسيين الذين عانوا من وطأة الاضطهاد النازي بشكل خاص. فحصل على الجائزة ثلاثة منهم خلال ثلاث سنوات متتالية وهم هانس يوناس وفلاديسلاف بارتوتشيفسك وتيدي كوليك، محافظ القدس الأسبق. وقد حصل عليها عاموس عوز مثلاً، لكنها لم تمنح إلى الفلسطيني محمود درويش الذي لا يقل شهره في ألمانيا عن عاموس عوز، أو السوري رفيق شامي الذائع الصيت والذي تحظى رواياته باهتمام بالغ في الأوساط الأدبية الألمانية. وبالطبع أنّ الجائزة منحت لآسيا جبّار وكذلك لبو علام صلصال، وهما كاتبان جزائريان ينشران باللغة الفرنسية، وقد زار صنصال إسرائيل واشترك في مهرجان بمدينة القدس تزامن مع احتفالات إسرائيل بذكرى قيامها. ولم يوجه له الأدباء الفلسطينيون دعوةً لزيارة رام الله استنكاراً لموقفه.

حساب الربح والخسارة

ذلك يعني أن الجوائز التي تمنح للكتّاب العرب تخضع للحسابات السياسية بالدرجة الأولى، وحتى لو بدت "البراءة" والنزاهة على منح الجائزة وتبرير منحها منطقياً - هناك بالطبع من يحصل عن الجوائز عن استحقاق فعلاً - فإن منحها يخضع لشروط ما بعد الجائزة، وتحقيق أغراض لا علاقة مباشرة بالجائزة نفسها.
وتلعب دور النشر الألمانية الكبرى والصحف دوراً بارزاً في هذا الأمر، فهي تحصل أحياناً على دعم حكومي، وتطبع كتباً معضّدة، والبعض منها يدار من قبل أحزاب سياسية مثل جريدة "دي تسايت" الأسبوعية الواسعة الانتشار و"تاغسشبيغل" و"فرانكفورتر روندشاو" التي يشرف عليها الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وتبدأ عملية الفرز، "العرقيّ" إلى حدّ ما، بالنشر نفسه. فدور النشر الكبرى في ألمانيا لا تقبل الكاتب العربي، إلا بعد أن يحقق شهرة عالمية خارج ألمانيا لكي تضمه إلى برنامجها. وعندما تدخل دار النشر الكبيرة كاتباً عربياً جديداً، وغالباً ما يتمّ ذلك عن طريق الصدفة أو عبر التوصية، قبل أن يتحوّل الكاتب نفسه إلى "مشروع"، فإنها تكتفي بهذا الكاتب، لئلا يطلق يطلق عليها لاحقاً دار نشر العرب! وقد أبلغني ناشر ألماني وشاعر معروف هو هانس ماغنوس إنتسنسبيرغر Enzensberger بأنّه لن ينشر أي عمل أدبي لكلّ من يحمل اسماً عربياً فيه شارحة، أو شرطة، تفصل بين لام التعريف العربي واللقب مثل اسمي بالحروف اللاتينية Al-Mozany، وقال إنّ القارئ الألماني لا يحبّذ هذه الأسماء ولا يقرأ الكتب تنشر بهذه الأسماء.

وهناك من يطالب علناً بإلغاء نصف الدعم الثقافي في ألمانيا، لأنّه يأتي نتيجة سياسة "الثقافة في متناول الجميع" والتي أثبتت خطأها، وبحجّة أن الدولة يجب أن تكون حيادية ولا تقوم بمهام تربوية باهظة الثمن.
الكاتب النمساوي توماس بيرنهارد وضع كتاباً كاملاً تحت عنوان "جوائزي" واعتبر فيه منح الجوائز تصرفاً يثير الغثيان ولا أخلاقياً، بل يشكل إهانة للكاتب نفسه. وصحيح أنّه كان يتسلّم بعض الجوائز ويرفض غيرها، لكنّه كان يشدد منذ البداية على أنّه لا يهتم إلا بالقيمة المالية للجائزة، وليس بالاحتفاء والكلمات المفتعلة التي تلقى بهذه المناسبات. واضطر بيرنهارد ذات مرّة إلى إلقاء كلمة، فشتم فيها الدولة النمساوية التي كرمته، وقال إنّ هذه الدولة كيان محكوم لا محالة بالفشل والانهيار. وذكر في كتابه "جوائزي" بأنّه ، وقبل أن ينهي كلمته، رأى الوزير ينهض من مقعده ويكيل له شتيمة غير مفهومة بالنسبة له. ثمّ كوّر الوزير يده مهدداً، ورفع قبضته غاضباً وكاد أن يوجه لكمة للكاتب المحتفى به.

حملة أهمّ الجوائز الأدبية في ألمانيا للعام 2014:

جارون لانير، خبير الهندسة الرقمية الأمريكي الذي استلم جائزة السلام التي تمنحها بوصة الناشرين والمكتبات الألمانية، وتبلغ قيمتها 25 ألف يورو.

يورغن بيكر، الشاعر الألماني الذي حصل على جائزة "بوشنر" التي تمنحها الأكاديمية الألمانية للغة والشعر، وتبلغ قيمتها 50 ألف يورو.

مارسيل باير، الشاعر الألماني الذي حصل على جائزة "كلايست" التي تمنح تقديراً للكتابة التجديدية والجريئة، وتبلغ قيمتها 20 ألف يورو.

ديتر نوهر، الكاتب والممثل الكوميدي الألماني الذي حصل على جائزة "الأخوين غريم" التي تمنح للمهتمين بتطوير اللغة الألمانية من ناحية فكرية، وتبلغ قيمتها 30 ألف يورو.

داني لافريه، الروائي الكندي ذو الأصول الهايتية ومترجمة روايته إلى الألمانية بيآتا تيل اللذان حصلا على جائزة "الأدب العالمي" التي يمنحها "بيت ثقافات العالم" في برلين، وتبلغ قيمتها 20 ألف يورو.

أنّ كوتين، الكاتبة الأمريكية التي حصلت على جائزة "أدلبيرت فون شاميسو" التي تمنحها مؤسسة بوش الصناعية للكتّاب ذويّ الأصول الأجنبية والذين يكتبون باللغة الألمانية، وتبلغ قيمتها 15 ألف يورو.

لوتس زايلر، الروائي الألماني الذي حصل على جائزة "الكتاب الألماني" التي تمنحها بورصة الكتب والبنك الألمانيين لأفضل عمل أدبي يصدر خلال العام، وتبلغ قيمتها 25 ألف يورو.

رودغر زفرانسكي، الباحث الألماني الذي حصل على جائزة "توماس مان" التي تمحها مدينة "لوبيك" للأعمال الأدبية المتميّزة، وتبلغ قيمتها 25 ألف يورو.



#حسين_الموزاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك هويّة ثقافيّة مشتركة في العراق؟
- حوار مع حسين الموزاني
- مفهوم الحرب لدى فرويد


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الموزاني - سياسة منح الجوائز الأدبية في ألمانيا