أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - صباح خيري العرداوي - اشكالية تفسير النصوص القرآنية من منظور فهم قواعد التفسير















المزيد.....

اشكالية تفسير النصوص القرآنية من منظور فهم قواعد التفسير


صباح خيري العرداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 23:39
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


للدراسات القرآنية مساحة تتسع في اعطاء الراي الاجتهادي ضمن رؤي اسلامية معاصرة تؤمن بفكر اهل البيت (ع) ولا تتجاوزه لان هذا النص لا ينسجم مع ما اعطي من نموذج سليم ومعيارية واضح تؤدي الواقع والامر الالهية بشكله الصحيح.
فاردنا في هذه الموضوع اثارت شيء مخالف للنسق المعهود لدى العاملي في حقل التفسير وعلم النص، وموضوع القواعد وايضا الانساق الثقافية التي هي بيئة المفسر والمنشئ للقاعدة التفسيرية، ومعرفة كيف توظيف الاليات والقبليات المعرفية والثقافية في خدمة النص ولا العكس في تطويع النص الى هوى الباحث والمفسر في فهمه المحدود، وهنالك حقيقة لايمكن التغاضي عنها والانكار للجهود التي بذلت في مساعي فهم وتفسير النص القرآني، بدأً من التفاسير الجزئية لبعض من سور القران وصولا الى التفاسير الكلية التي وضعت للكشف عن دلالات النص القرآني، كما ان هناك شروطا ووظائف كانت توضع في مقدمات التفاسير، وايضا مؤلفات علوم القران ومصنفاتها كانت تفرد لها مباحث للتفسير، وشروط المفسر واصوله ونقده، حتى استقلت هذه المباحث بمصنفات كـ(مقدمة اصول التفسير) لابن تيمية ثم ظهر بعد ذلك كتاب (التيسير في قواعد التفسير) لمحمد بن سليمان الكافيجي (ت879) وتلته مصنفات مهمة في هذا المجال منها:(اصول التفسير وقواعده) للشيخ خالد عبد الرحمن العك الدمشقي، و(قواعد التفسير جمعا) لخالد بن عثمان السبت، وقد حوى على 160 قاعدة من خلال ثمانية وعشرين مقصدا، وجاء كتاب (قواعد الترجيح عند المفسرين) لحسين بن علي بن الحسين الحراني بمنهجية واضحة كلية، وهذ الكتب في رأيي اكثر منهجية؛ لأنه قسم القواعد على ثلاثة اقسام: قواعد متعلقة بالنص القرآني، وقواعد متعلق بالسنة، وقواعد متعلق بلغة العرب، علما انه لم يذكر الجانب الاصولي والعقلي في تحصيل المعارف القرآنية؛ اي (الجانب الاجتهادي الاستدلالي)، وبعده الف الاستاذ بجامعة محمد بن السعود الاسلامية كتاب(تفسير القران الكريم واصوله وضوابطه)، وايضا كتاب (القواعد الحسان لتفسير القران) يربو على سبعين قاعدة، والف الميرزا محمد بن سليمان التنكابني(ت1302هـ) اول مؤلف في الجانب الشيعي في هذا الفن كتاباً، اخذ ذلك على غرار القواعد الفقهية عند الفقهاء ونجد المؤلف محمد فاكر الميبدي يحاول إبراز اثر هذه الجهود لدى السنة والشيعة، مزاوجا الفكر التقريبي وايضا الجانب العلمي في توضيح اكثر القواعد التي يبحث فيها تعريف القاعدة وجذورها وصورتها والدليل الذي تتقوم به، وما الآراء التي تصب في تحليل هذه القاعدة، ثم يرجح احد الآراء وهذا يعتبر من افضل الدراسات التفسيرية؛ لأنه يعتمد المقارنة ولا ننسى الجهود الحثيثة في كلية الفقه في جامعة الكوفة هذا المجال كأطروحة الدكتوراه (الاسس المنهجية في تفسير النص القرآني) لعدي الحجار، ورسالة ماجستير (قواعد تفسير القران الكريم، اسسها المنطقية، استنباطها، قطعيتها) للأستاذ هادي حسين عمران الفائزي .
موضوع قواعد التفسير :
بما ان القواعد تعتمد المفسر وقبلياته التي يحملها من البيئة العلمية والنص الذي يراد كشف غوره العميق، تناسبت القواعد التفسيرية لتهيئة محركات لآليات الفهم والتبيين عما يصل اليه المفسر، بمعنى يكون المفسر (وآدابه ومصادره) والنص، بشكل تراتبي هو لفهم التفسير.
الانساق التفسيرية :
قد تفرض علينا بعض الظروف العلمية و الدينية والثقافية ان نتواصل في فهم القران جيلا بعد جيل متحاكمين لتلك الروايات او للغة والعقل من اجل التوصل لابراز هوية هذا النسق الكبير بشكله الواسع الابعاد، فجاءت البيئات التفسيرية بدراسة النص مرة لمذهبها لتنتصر به ومرة للسياسة حتى تبرر وجودها الشرعي ومرة كمعادل موضوعي امام ما انتجه الغرب من فكر متطور لهذا تجد الخطوات بعيدة عن المعنى الحقيقي المراد له من الباري عزوجل، لهذا تجد النص التفسيري مترهلا امام الحقيقة المبتغاة، لان استلال المعنى المنتزع من النص القرآني من اجل غاية غير انسانية اولا وغاية غير معرفية ثانيا، وعلى هذا تجد كثيرا من التفاسير ذات اتجاهات غير موضوعية في بعض النصوص القرآنية؛ لان فيها حقيقة تقلب المعادلة التي يحملها من عقيدة او توجه ضدها – أي ضد حقيقة اهل البيت(ع)- غير ان الكثير يدرسها بشكل مسلم ويؤولها ليصبح هذا مرتكزا ذات طابع علمي مزيف.

إشكالية الموضوع :
اشكالية هذا الموضوع تتوج بفكرة لا توجد قواعد تفسيرية قطعا، خارج كل الحقول المعرفية، بل توجد مدخلات لفهم التفسير من خلال الحقول المعرفية كحقل اللغة، والحديث، والاصول، للوصول الى فهم القران ولكن لا نقصد به الغاء كل القواعد في اللغة او الاصول والفقه، ويبرر ذلك بان العرب قد فهموا القران دون قواعد واسس لمعرفة هذه المنهجية القائلة بالقواعد، بل ان القواعد تقع في طريق الاستنباط المعنى للنص القرآني، يصنعها كل مفسر بما يفهمها من معرفة الغاية او فحوى النص، ولهذا تجد الاختلاف التفاسير بين المفسر نفسه والمفسرين ، كما نجد ذلك عند الطباطبائي فقد اختلف في تفسير الثاني الميزان عن تفسيره البيان الاول.
في الحقيقة وجدت في كتب التفسير وعلومه بعض القواعد التي تكون حددت الية المفسر بهذه القواعد او خروج عنها بشكل يسير ، وبما ان منهجنا هو تحديد الامور التي تتعلق بالقواعد بشكل موضوعي وغير فضفاض فلابد من اتخاذ المنهج الفلسفي لتحديد القواعد من خلال الوظيفة والمنهجية وما يتعلق بها، فكان من الاجدر من كتب بهذه القواعد او الاصول او الاسس ان يعرف اهمية اللغة وما يصلح لتفسير النص القرآني . ثم المصادر او المناهج ، فلهذا ارتأينا ان نصف هذه النقطة بطريقين الى لفهم قواعد التفسير :
1- القاعدة التوظيفية : ويقصد بها كل مجال يسهم في الكشف والبيان عن مراد الله عزوجل من الحقول كاللغة والاثر(الحديث الشريف) وعلوم الاصولي الاجتهادية، والمنهج العقلي من مقاربات وتأويلات يسقطها المفسر بالدليل والبرهان.
2- القاعدة المنهجية : وهي لابد من تحديد المنهج الذي يتبعه المفسر في تحليله او تفسيره للآيات القرآنية، تشير المصادر السابقة ان كثير من استخدم المنهج التجزيئي كتفسير الطبري والسيوطي، والرازي، ومنهم من حاول لدراسة القران بشكل منهج الموضوعي في دراسات ما بعد التجزئية كمنهج التفسير عند الخولي والسيد محمد باقر الصدر، ثم ارتسم شيء اخر لاح في افق الدراسات الجديدة هي دراسة الغرض الكلي من خلال عمارة السورة القرآنية للدكتور محمود البستاني.
بعد هذا الشوط من السير في سلوك التفسير لابد من مراعات ما فرضه البحث العلمي عليه من ضوابط وشروط للتفسير القرآني، وهي بسبب الحاجة لفهم الازمات والارهاصات الفكرية العسيرة المخاض عند المفسر في مجال الفكر الاسلامي والدراسات المعاصر خاصة التي انتجت لنا فهم جديد للواقع المتغير حول الرؤى والقبليات التي يحملها كل متناول للتفسير، ويمكن فهم هذه الرؤى على شكل شروط اربع، وهي:
الشرط الاول: يرى اصحاب الدراسات اللغوية واللسانية هذا الشرط مهم في دراسة النص القرآني ويقصد به فهم اللغة العربية بكل فنونها من نحو وقواعد وبلاغة وعلم اللغة وتقسيمات الخطاب القرآني، وذلك لان القران عربي اللغة عالمي الخطاب.
اما الشرط الثاني : معرفة من كلف في تفسير القران قال تعالى: (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وهو النبي الاكرم واهل البيت عليهم السلام، قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ).
وهذا يكون من خلال الروايات، وهي اما ظنية او قطعية، وهذا يستدعي الالمام بهذه المرويات التي هي عدل القران منها ما جاء عن النبي واهل بيته (عليهم السلام)، وهذا المجال لابد من التوغل فيه يستدعي ضبط الرواية والدراية، التي تبنى عليه الاحكام والعقائد والاخلاقيات اما قولا او فعلا او تقريرا.
الشرط الثالث : لم يكن ذلك كافاً في فهم الدين واصوله ما لم تبين الاطلاقات والعمومات التي جاءت في القران الكريم، فكان دور الاصولي بعد الرجوع الى الاخبار وابذال الجهد وافراغ الوسع في تحصيل ومعرفة هذه النصوص لتبين ما اجمل واطلق من النصوص القرآنية وكذلك ما كانت الآيات فيها عمومات لابد من تقيدها بشكل يتطلب استنباط قواعد اصولية يرجع فيها الفقيه الى استنباط احكامه الشرعية كانت المساحة في هذا المجال واسعة النطاق عند الامامية لان الحاجة الى تبين ما هو واجب من المستجدات من امور عقدية واحكام شرعية والالتزامات اخلاقية فرضتها الظروف والواقع، اما من انطوى على اخبار وتقيد بها لم تسعفه على مر السنين لتبين الآيات القرآنية ومقاصدها التي لم تذكر في روايات ولا في أي أحداث تاريخية تبين ذلك، ولهذا بدأ التخبط في فهم القران ومنه نشأة المدارس او الاتجاهات الفكرية او العقائدية الاخرى.
الشرط الرابع :حينما نجد ان اللغة وكل مقاصد في الروايات النبي واهل البيت (عليهم السلام) لا تكفي في فهم النص القرآني، ولا ما جاء به الاصولي يفسر النص القرآني لأنه في اطار استنباط حكم شرعي ليس الا، اصبح من الضروري ان ننظر الى الواقع الذي أبدى ضرورة ملحة وهي المنهج باستخلاص نظرية قرانيه من القران الكريم في مجال الواقع والتشخيص لمشكلة ما وتحديد حيثياتها ثم الرجوع الى القران لنخرج بنظرية في بناء منظومة قرانيه، وبعبارة اخرى، حينما نجد من الف في مجال البحث الموضوعي وخاصة السيد محمد باقر الصدر(قدس) اختلف عن ما سبقه في هذا المجال ولكنه واجه مشكلة اخرى وهي حينما الف كتبه بشكل موضوعي ، وهنا ايضا تسأل ان الفلسفة والاقتصاد المبني على مقاربات منهجية عنده وعلم الاجتماع والنفس ما لم يأت من الشروط الثالث السابقة ؟
تبين انه لابد من دراسة التأويل- وهذا ما اروده في مباحث علوم القران- لان قبليات المفسر لها دور في فهم الواقع المتغير ضمن الثوابت التي بيناها (القران والسنة) وذلك بسبب الصيرورة والتحول الذي يعيشها زمن النص والمفسر، لان النص ثابت قطعي والمفسر متغير بحسب الظرف والزمان، لهذا نستطيع ان نقول ان الفهم اليوم هو محاولة مد جسور الى الحقيقة سوى كانت عبر منهج او تعدد المناهج او عبر منهجيات اخرى ولكن الغاية الوصول الى الحقيقة لفهم مراد الله عزوجل .
وايضا نريد نتساءل في الدراسات التفسيرية هل الدراسة التجزيئية اليوم هي المراد لتفسير النص ؟ ام الدراسة الموضوعية التي تحدد موضوعاً ما وتترك باقي الموضوعات؟ ام دراسة الغرض الكلي لسورة واحدة والاكتفاء بها وبموضوعاتها وغاياتها المحدودة ؟ ام ماذا ؟! فالتساؤل متروك لكم ولي في التفكير.



#صباح_خيري_العرداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- «لولو يالولو وينك يالولو».. تردد قناة وناسة Wanasah TV بجوده ...
- الفئات المستحقة للحصول عل منفعة الأسرة سلطنة عمان 2024 والشر ...
- أوكرانيا.. مقتل امرأة وإصابة 24 في قصف روسي على خاركيف
- ” سجل الآن” الشروط  المطلوبة للتسجيل في منحة منفعة الأسرة بع ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل.. المستندات ا ...
- الكويت.. حجز مواطنات ارتكبن أعمال عنف على متن طائرة قادمة من ...
- ما هي خطوات التقديم على منحة الزواج 1445؟ المؤسسة العامة للت ...
- مراكش: جثة الفتاة القاصر طفت على سطح المسبح والمحكمة المغربي ...
- شوفوا باقي الفيديو على قناتنا وsubscribe عشان توصلكم فيديوها ...
- أهم النصايح للشعور بالنشوة الجنسية


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - صباح خيري العرداوي - اشكالية تفسير النصوص القرآنية من منظور فهم قواعد التفسير