أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبوكيلة - المصالح تتصالح















المزيد.....

المصالح تتصالح


محفوظ أبوكيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن خبرة الصين في التعامل مع إنعدام الأمن، والحكم الردئ، وعدم القدرة على التنبؤ، في نطاق من الدول الأفريقية جعلها مشارك نشط بدرجة متزايدة، إبتداء من تبنيها سياسات التدخل لمعالجة المشاكل السياسية والإجتماعية داخل البلاد الأفريقية. وإلإقلاع عن سياستها السابقة فى عدم التدخل، وأيضا في تنمية مشاركتها في الشئون السياسية والعسكرية فى أفريقيا حيث تعمقت مصالحها وتغيرت مدركاتها عن القارة بعد مرور عقدين من التفاعل الكثيف مع فاعلين أفريقيين. و الخبرات الأفريقية أيضا غيرت من فهم بكين الخاص للعلاقات الدولية ولأفكارها حول الإستقرار والتدخل.
علاقات الإستثمار
إن تنمية إستراتيجيات مشتركة وإستشارات متبادلة أنهت المعادلة الصفرية على النفط والموارد الأخرى في أفريقيا، بين القوى الكبرى بما فيها الصين، وحلت مكان تمويل أحزابا معارضة في حروب أهلية و السعى لزعزعة إستقرار نظم متحالفة مع قوى منافسة، في ساحات في دول مثل أنجولا والكونغو وإثيوبيا. كل هذه الساحات كانت مسرحا لصراع دامي مع الإتحاد السوفييتي من خلال الحروب بالوكالة، ولكن في 2013، يقيم الصينيين والغربين علاقات وثيقة مع نفس النخب الأفريقية. ويولون إهتمامهم الكامل تقريبا لبناء علاقات مع أي من كان بالسلطة، على عكس سياسات ما قبل1990. وأصبح من الممكن للحكومة الإثيوبية أن تعمل مع المستثمرين الصينيين في مشروعات شديدة التأثير وباهظة التكلفة مثل بناء السدود وخطوط السكك الحديدية، ولكنها في نفس الوقت تستقبل تسهيلات الإستثمارات الأمريكية وتتوسع في تجارتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأصبحت كينيا وثيقة الصلة بأمريكا، تتاجر مع الصين أكثر مما تتاجر مع الولايات المتحدة. وعلى نفس النحو، فإن دخول الصين في التعامل مع منتجي المواد الأولية فى البلاد ذات التوجه الغربي تقليديا مثل تشاد والكونغو برازافيل ونيجيريا لم يولد أى صدمات ، كما أن إعادة علاقات أنجولا مع صندوق النقد الدولي لم يجلب أى رد فعل من قبل حليفتها الصين. وتمكنت الأنظمة الأفريقية من تحقيق مصلحتها وهى تحافظ على قربها من كل من بكين وواشنطن، مع عدم السماح لأي منهما بالهيمنة الكاملة. إنها رقصة إستراتيجية تؤديها كل من الولايات المتحدة وأوربا والصين بشكل براجماتي من دون السماح لإيديولوجيات الدمقرطة أو الاشتراكية بأن تقف في طريقها.


الصين يشارك فى عسكرة أفريقيا
هناك إدراك عام في المجتمع الدولي أن عدم الإستقرار يمكن أن ينبثق عن نطاق متسع من المصادر، منهاالإرهاب الدولي، وتدفقات اللاجئين، والقرصنة. وفي استجابة لهذه المخاطر، يسعى المجتمع الدولي، بدعم صيني غالبا في مجلس الأمن الدولي، لتقديم أشكال مختلفة متزايدة من الحلول العسكرية لقضايا معقدة عميقة الجذورمنها:
- عمليات حفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة من ليبيريا وكوت دي فوار إلى دارفور وجنوب السودان، ينتشر عشرات الآلاف من ذوي القبعات الزرقاء كما أرسلت أيضا قوات تقدر بالآلاف من الإتحاد الأفريقي إلى مناطق الصراع، بما في ذلك الصومال وبوروندي. ومجلس الأمن الدولي يبدي إتجاها متزايدا لإعطاء بعثاته - فى الكونغو وفي أبييه على الحدود بين السودان وجنوب السودان، وفي مالي - سلطة أكبر لإستخدام القوة، وتزويدها بتفويضات قوية لمواجهة المفسدين في المناطق التي تعاني من عدم الإستقرار في أفريقيا.
- قيام قوات غربية في السنوات الأخيرة بأربع عمليات قتالية كبرى في القارة الأفريقية، وهي فورة في النشاط العسكري ليس لها مثيل في العقود السابقة. وبينما غيرت "القوة الضاربة" الفرنسية من التوازن في كل من كوت دي فوار في 2010 ومالي 2013، كانت السفن الحربية التابعة للإتحاد الأوروبي تقاتل القراصنة في خليج عدن منذ 2008، والجنود الأوروبيون يحاولون إيقاف التطهير العرقي في جمهورية أفريقيا الوسطى، كما لعبت طائرات وقوات خاصة تابعة لحلف الناتو دورا رئيسيا في فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا في 2011 وفي الإطاحة بمعمر القذافي. ويعتبر موقف بكين بعدم إستخدام حق الفيتو موقفا داعما لفرض القوات الجوية البريطانية/الفرنسية لمنطقة حظر الطيران فوق ليبيا. وأخيرا، رفع أعضاء مجلس الأمن الدولي من مستوى التعاون العسكري الثنائي مع الدول الأفريقية، بإنشاء القيادة الأمريكية الأفريقية التي تعمل منذ 2008. فى إنشاء القواعد العسكرية، وتيسيرات الإحتجاز، ومنصات انطلاق غارات الطائرات بدون طيار في جيبوتي وإثيوبيا وكينيا تم التوسع فيها في الصراع ضد القاعدة والمنظمات التابعة لها؛ كما أن القوات الأمريكية تتصيد القادة الأوغنديين الشماليين سيئي السمعة لجيش الرب للمقاومة منذ 2011. والجدير بالذكر أن قرارات الأمم المتحدة تضفي الشرعية على الكثير من هذه العسكرة للقارة الأفريقية، ولكن القوى الغربية هي من دون شك المحرك الرئيسي، ماليا وسياسيا وعسكريا. والجدير بالملاحظة هو المدى الذي ذهبت إليه بكين ليس فقط في الإذعان لهذه القرارات ولكنها وصلت بشكل متزايد إلى دعم الأجندة الغربية لفرض الأمن في أفريقيا بل والمشاركة فى بعض منها، بل أصبحت مشاركة القوات الصينية في بعثات الأمم المتحدة هي الأكبر بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، حيث وصلت إلى 2,000 في في ليبيريا ودارفور وجنوب السودان، بالإضافة إلى عدة مئات من الجنود في مالي الآن. وهذا تحول جدير بالملاحظة عن الموقف قبل خمسة عشر عاما حيث لم تكن بكين توفد ولو حتى مائة من ذوي القبعات الزرقاء.
- كما أصبحت الصين شريك عسكري مهم من خلال التدريب، والإمداد بالسلاح، والمساعدة الفنية لدول ذات وزن بالمنطقة مثل نيجيريا والجزائر وأنجولا. ومنذ 2008، إنضم الأسطول الصيني للجهود الأوروبية المحفوفة بالخطر ضد القرصنة في خليج عدن؛ كما دعمت الصين أيضا الموقف الدولي المتشدد في مقاتلة تمردات الجهاديين في الصومال، مشاركة في المخاوف الغربية من انتشار آثار عدم الإستقرار إلى مناطق أوسع. ولكي تساعد في إجلاء 35,000 مواطن صيني من ساحة الصراع في ليبيا في 2011، دخلت سفن حربية عديدة إلى البحر المتوسط لأول مرة في العصر الحديث، بالتنسيق مع شركاء من حلف الناتو مثل إيطاليا وبريطانيا وفرنسا. وفوق ذلك، أعطت الصين الضوء الأخضر للتدخل الفرنسي في مالي وكوت دي فوار على الرغم من أن تلك العمليات تغير بشدة من التوازن السياسي المحلي لصالح أحد الأطراف المتحاربة. لم يكن في اعتبار أي من صناع القرار الصينيين منذ خمسة عشر عاما أن تعطي بكين ضوءا أخضر لمثل هذه الأفعال الكبرى التي يقودها الغرب أو التي يمولها الغرب في العالم النامي. كما لم يكن من المتصور لديهم أنه يمكن بحلول سنة 2011 أن يدافع الأسطول الصيني عن المصالح الصينية بنفس هذا الأسلوب المباشر، وذلك إلى جانب العمليات الغربية في مياه البحر التوسط التى لم يكن له فيها سابق وجود تاريخيا.
الصين والسودان
إحدى حزم الخبرات المؤثرة بشكل خاص تشكلت في السنوات العشرين الأخيرة في السودان. فبينما كانت الشراكة الصينية الإقتصادية والعسكرية مع نظام جبهة الإنقاذ، الذي يتولى السلطة منذ 25 عاما، موضوعا لكثير من اإانتقاد من قبل منظمات غير حكومية ونشطاء في الغرب لم تكن العلاقة مع السودان علاقة حب سلسة. فبعد ثورة الإنقاذ في 1989، ارتفع مستوى العلاقات الصينية السودانية عندما انتزع تحالف بين الإسلاميين والجنرالات السلطة ثم بحثوا عن شركاء جدد. وكان تطوير صناعة النفط السودانية وبناء خطوط أنابيب لنقل الذهب الأسود السوداني للأسواق العالمية عن طريق شركة النفط الوطنية الصينية في تسعينيات القرن العشرين. وكان إنشاء سد مروي الذي تكلف عدة بلايين من الدولارات، وازدهار مبيعات الأسلحة للخرطوم بمثابة مغامرت ذات مخاطرة عالية (نجحت في النهاية)، وقد قاموا بها على الرغم من افتقارهم للخبرة بالتربة الأفريقية. وقد قدمت السودان للكثير من المهندسين والدبلوماسيين الصينيين معرفة أولية شديدة الأهمية بالقارة، مشكلة لديهم فهما أكثر عمومية لأفريقيا ورافعة من ثقتهم بأنفسهم تجاه الأعمال المستقبلية، في السودان وغيرها. إن خبرات الفاعلين الصينيين في السودان كانت ذات تأثير في تشكيل تصور أرحب عن أفريقيا باعتبارها قارة ذات فرص كبيرة، ولكنها فرص ذات روابط عميقة مع عدم الإستقرار والهمجية اللتين تهددان مصالح بكين ويجب احتوائهما. في هذا السياق، فإن إعادة فرض قليل من النظام، و/أو قليل من السياسة الأكثر توازنا من خلال تدخل دولي هو في الواقع أمر محل ترحيب كبير من بكين. ولهذا فإن ضباط كبار من جيش التحرير الشعبي الصيني قد بدأوا في إستكشاف الطريقة التي يمكن أن يلعبوا بها دورا أكبر في حفظ السلام، بما في ذلك المناقشات المكثفة حول إمكانية المشاركة في عمليات قتال أكثر مخاطرة (مثل مشاركتهم في بعثة الأمم المتحدة في مالي) وربما حتى إنشاء قواعد عسكرية. إنهم يجسون نبض العسكريين الأفارقة بشأن تعميق التعاون ، بالإضافة إلى تكريس طاقتهم الدبلوماسية لتطوير روابط أوثق مع مجلس السلم والأمن التابع للإتحاد الأفريقي. إنه تصور لأفريقيا كموقع ترتبط فيه الفرص بعدم الإستقرار إرتباطا لا ينفصم، ويعزز تقارب المصالح المثابر مع الفاعلين الغربيين الذين تشاركهم الصين في المخاوف الخطيرة من الدول الفاشلة والعنف والفساد الخارجين عن السيطرة.
المرجع: مقال، كيف تغير أفريقيا الصين؟ بقلم: هاري فيرهوفن نشر في مجلة: Washington Quarterly



#محفوظ_أبوكيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسز بيل، ملكة الصحراء وصانعة الملوك
- صانعو الملوك: ( 1) جون فيلبى
- عملت أيه فى الحرب يابابا ( 2)
- عملت أيه فى الحرب يابابا؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبوكيلة - المصالح تتصالح