أشمون رعد
الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 11:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل فعلاً خلق اللهُ الإنسانَ، أم أن الإنسانَ هو من خلق الله؟
من ينظر ويبحث حول أسباب الخلق في العقيدة الإسلامية يجد نفسه أمام تفسيرين، أحدهما أنّ الله خلق الإنسان كي يبني الأرض ويعمرها وذلك كما ذكر في سورة البقرة، (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ). والتفسير الآخر من سورة الذاريات، وهو أن الله خلق الإنسان كي يقدّم له العبادة (وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).
إنّ المفكّر الموضوعي يعي سخافة هذين التفسيرين. فهل فعلاً أن الله اهتم بهذا الكوكب الواحد بين مليارات الكواكب؟ وهل فعلاً أن إعمار هذا الكوكب بتلك الأهمية بالنسبة لإله غير محدود؟ هل يحتاج الله للإنسان كي يعمر له كوكباً صغيراً كالأرض وهو الذي يدّعي خلق الكون بأكمله بعدة أيام؟
هذه الأسئلة تطرح نفسها أمام التفسير الآخر... فهل الله بحاجة لعبادة الإنس والجن؟ ألا تنتقص العبادة من كماله؟ هل هو ملك ظالم يعاني من عقدة نقص فيطلب عبادة الناس بل يأمر بها وإلا سيعاقب الإنسان بشتّى أنواع التهديد والوعيد!؟
هل فعلاً أن الله خلق الإنسان؟ أم هو الإنسان من خلق الله؟
لماذا خلق الإنسان الله؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتطلّب نظرة إلى حالات الإنسان النفسيّة. إن أكثّر ما يكرهه الإنسان، وأكثر ما يخافه، هو الفناء... وأقصد بالفناء الموت الأبدي الذي لا حياة بعده. الفناء هو أن لا يعي الإنسان وجوده... هو الاضمحلال في العدم... ولذلك فهل من الممكن أنّ الإنسان قد خلق الله لكي يضمن لنفسه حياة أبدية في كنفه؟ هل من الممكن أنّه قد خلق الله كوسيلة لإراحة النفس، فلا يعيش حياته خائفاً من الفناء، بل يعيشها طالباً الموت ليذهب إلى الجنة الموعودة؟
هل فعلاً أن الله خلق الإنسان؟ أم هو الإنسان من خلق الله؟
#أشمون_رعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟