أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - البابا شنودة وانتخابات الرئاسة














المزيد.....

البابا شنودة وانتخابات الرئاسة


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 11:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تصريحات البابا شنودة المتتواترة بخصوص إنتخابات الرئاسة أصبحت مثار تعجب وموضع استهجان ليس في الوسط القبطي فحسب بل على مستوى الشارع المصري كله. أما على المستوى القبطي فالموضوع قد تجاوز الكلام إلى ممارسة الإرهاب البابوي المعروف. لقد وقَّع البابا جزاءً على كاهن وأوقفه عن العمل الكهنوتي لمجرد أنه شارك برأيه وأعلن إنضمامه لحزب آخر غير الحزب الوطني. وأما آخر تحركات البابا فهو أنه سيجري لقاء مع كهنة القاهرة يوم السبت 27 أغسطس ليمارس إرهابه الديني ويصدر تعليماته الديكتاتورية ليس فقط لانتخاب الرئيس مبارك بل لدفع الكهنة على إجبار الشعب القبطي كله على ذلك، تحت شعارات دينية موهومة، تخفي تحركات سياسية غامضة ومشبوهة.
العمل الذي يقوم به البابا شنودة أولا غير دستوري وهو يُعرِّض انتخابات الرئاسة كلها للمسائلة القانونية على المستوى المحلي والدولي، كما يعرِّض نفسه للمسائلة القانونية فيما يرتكبه من مخالفات دستورية جسيمة. إن هذا التصرف الطائش الغير مسئول يعرض الأقباط كلهم للخطر ويضعهم في الموقع المعادي لرأي الشعب، وهو يزيد من حدة التوتر، وخلق أسباب الفتنة الدينية. إن كثيرين ينتظرون مثل هذه الفرصة لإثارة البلبلة في مرحلة تاريخية بالغة الخطورة والتعقيد.
من حق البابا كمواطن أن يكون له رأي شخصي في انتخابات الرئاسة، ولكن ليس من حقه أن يجاهر بأي رأي سياسي، بسببب وضعه الديني الحساس. من الناحية الدستورية والقانونية ليس من حق البابا أن يفرض رأيا سياسيا على أحد بأي صورة من الصور، مستغلا وضعه الديني البالغ الحساسية ليناصر أي من المرشحين ضد الآخر. لكن البابا يفرض رأيه السياسي تحت عباءة الكهنوت والسلطان الكنسي، الذي لا يخوِّل له هذا الفعل المرفوض كنسياً ودينياً. ليس من حق البابا أن يؤثر على الإنتخابات بأي شكل حتى لو كان مخلصا في رأيه. تصريحات البابا المثيرة جدا للمثقف المصري أصبحت مثاراً للسخط والتهكم، فهو يحجر على الحريات، ويطالب بمعاقبة الصحفيين لأنهم يمارسوا حريتهم الدستورية. إن خطورة التصريحات الغير مسئولة التي يدلي بها البابا والتي لا يوجد ما يماثلها، تظهر أنها تصدر عن إنسان قد فقد اتزانه وطار صوابه لمجرد تصور أن الرئيس مبارك قد ترك الحكم. وبهذا فهي تكشف عن مصلحة شخصية بحتة سييفقدها البابا لو ترك الرئيس مبارك الحكم.
إن المنطق الإرهابي الذي استخدمه البابا مع الشعب القبطي باسم السلطان الكهنوتي المزعوم لا يستطيع أن يستخدمه علي المستوى الشعبي المصري كله تحت أي مسمى. لقد مارس البابا إرهابه الديني مع الأقباط معتمدا على جهل الشعب بالقانون الكنسي والمنطق الإنجيلي، مستغلا للموقف الحكومي المتعصب (خاصة أيام السادات)، والتطرف الإسلامي المجحف، ليضيف لمعاناة الأقباط عبئا إضافيا. الشعب القبطي الساذج سلم زمام أمره للبابا المتغطرس ظانا منه أنه يخدم قضيته، بينما كان البابا متآمرا علي الشعب مع الحكومة وهذا ما أظهرته الأحداث الأخيرة فافتضحت عِمَالته. وحتى يحكم البابا قبضة يده على الشعب الحائر شكل حوله بطانة من المنتفعين بالفساد كأبواق دعاية له تنسج حوله هالات من القداسة المزيفة. ومن خلال غلالة المتعصبين والجهلة نكل البابا بالمثقف القبطي وأساء لكل من يعرف الحقيقة، وبكل مخلص وقادر على أن ينقذ المجتمع القبطي المثخن بالجراح من براثن قبضة البابا الحديدية.
البابا الذي مارس إرهابه ضد الشعب القبطي المسالم، أسكرته خيلاؤه فتصور أنه يستطيع ممارسة نفس صورة إرهابه السياسي على المستوى الشعبي المصري كله. أرجو أن تكون هذه السقطة قد كشفت عن دكتاتورية هذا البطريرك كما كشفت عن حقيقة مخاوفه من تغير النظام. البابا يخشى المسائلة القانونية والمالية عن الفساد الذي يشمل كل مناحي إدارته للكنيسة. البابا يخشى علي نفسه من إعادة قيام المجلس الملي بصورة فعالة حتى لا يحاسبه عن الفساد ويجد طريقة عملية لمنع استمراره. البابا يخشى ما يخشاه أن ينكشف سره، فهو أكثر من يعرف أنه وصل لكرسيه بطرق غير مشروعة، فقد خالف القوانين الكنسية لبلوغ منصبه. إن هذه السقطة قد كشفت عن خطه السياسي المتأرجح بين كل فكر سياسي لحساب شخصه. فهو ليس له أي ولاء لأحد إلا بالقدر الذي يمكنه من التسلط فوق الشعب القبطي الذي عانى الكثير في عصره المظلم.
إن ما يقوم به البابا من عبث سياسي مخيف، لا يمت لمنصبه الديني الرفيع، وهو عمل ليس فقط يخالف القانون المدني والدستور، ولكنه يتعارض تماما مع القانون الكنسي وتعاليم الكتاب المقدس، بل هو عمل مضاد للعرف والخلق السليم. وبذلك فقد وضع البابا نفسه في موضع غير لائق ونزل يمنصبه الرفيع إلي مستوى متردي، كسابقة لم يعرفها تاريخ بطاركة الأقباط من قبل.
ولكن ما العمل.
يلزم أن تقوم جميع الأحزاب السياسية (مع الحزب الوطني) بإعلان الاستياء العام من تصرف البابا المخالف للدستور. ومطالبة البابا بإيقاف جميع تحركاته السياسية، مستخدما منابر الكنائس لعمل سياسي يهدف لمناصرة حزب واحد ضد جميع الأحزاب.
ويلزم على الشعب القبطي إعلان رفضه لضغوط البابا السياسية عليه. ولتكن نقطة انطلاقة لهذا الشعب ليعلن رفضه لكل الفساد الإداري والرعوي والتعليمي والمالي في عصر من أسوء عصور تاريخ الكنيسة القبطية، والذي تلي عصر البابا كيرلس اليانع الازدهار.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انغلاق العقل القبطي في عصر البابا شنودة
- حول الأزمة الدينية في مصر : الخلل الذي كشفته وفاء


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - البابا شنودة وانتخابات الرئاسة