أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الثورة.. والثورة الاشتراكية














المزيد.....

الثورة.. والثورة الاشتراكية


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لم يكن هناك شيئا شوه محتواه في يومنا هذا اكثر من معنى "الثورة" و"الثوريين"! ان من يرى بوجوب تغير الوضع القائم بصورة سلمية وفورية يتحدث عن الثورة ويعتبر نفسه ثوريا. وحتى اكثر التيارات السياسية الغارقة في مستنقع الرجعية تعتبر نفسها ثورية وتعتبر سير قتالها وحروبها ثورة. لا يعتبر كل هيجان او انتفاضة او نزول الجماهير الى الميدان بـ"الثورة"، كما وان عملية التغير في الانظمة والحكومات بحد ذاتها لا تعتبر ثورة. وان كثير من هذه الانتفاضات رجعية حتى النخاع مثل ما يحدث في سورية وليبيا واليمن وايران قبل سنوات.. مثال حي امام أعيننا، الثورة تتحدد بافقها السياسي ومطاليبها.
ان شرائح من الطبقة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة وحتى قسم من محرومي المجتمع يقومون بثورة ضد الحكومة، ولا تتعدى حركتهم بأستبدال حكومة مكان حكومة اخرى مع بقاء اسس النظام الاقتصادي وركائزه في مكانها. اي لا يتعدى التغير الا تغيرا طفيفا ويكون في وجوه السلطة وبعض المسائل السياسية, ان هذه الثورات في احسن حالاتها ما هي الا حركات ديمقراطية ومطالبها لا تتجاوز مطالب الديمقراطية. ويسمى هذه الانواع من الثورات بالثورات العامة، مثل الثورة في ايران عام 1979 وفي تونس ومصر قبل عدة سنوات. وان هذه الثورات لا تذهب بعيدا ولا تمس شيئا من البنية السياسية والاقتصادية للنظام الرأسمالي الحالي، ولا تصل يدها الى الغاء الملكية الخاصة وألغاء العمل المأجور. صحيح بأن في هذه الثورات العامة تنزل الطبقة العاملة الى الساحة مع باقي طبقات المجتمع وتخلط مطالبها مع مطالب بعض الطبقات الغير عمالية وتكون رؤيتها غير دقيقة وغير واضحة، ولكن قوتها ونزولها الى الساحة السياسية يغير كفة الميزان على الفور.. مثل نزول العمال في قناة السويس لأسقاط حسني مبارك في مصر او نزول عمال النفط في ايران لأسقاط الشاه وقتها. ان في مثل هذه الثورات العامة تتداخل فيها مصالح ومطالب الطبقات مع بعضهما البعض، ويكون التمييز بينهما في اول وهلة صعبا، ولكن يشتركون في شيء واحد وهو زوال النظام الحاكم ووجوب استبداله. ولكن لكل طبقة لها رؤية مختلفة ولها مصالح مختلفة عن بعضها البعض حول سبل التغير وكيفية التغير والية التغير. فكل طبقة تجد في الثورة ما يجب القيام به لترسيخ افقها وتحقيق مطالبها. والثورة بالمعنى العمالي يمكن تعريفها بالتغيير الجذري في كل علاقات واسس النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وليس التغير الطفيف وتجميل النظام نفسه.
اما في حالة تطوير وترسيخ الثورات العامة سيكون الشيء مختلف كليا. تتوقف جميع الطبقات الغير العمالية عن أكمال الثورة بسبب تحقيق قسم من مطالبها الديمقراطية. وحيث يستقطب المجتمع الى افقي طبقيتين مختلفتين ومتصارعتين، الطبقة العاملة والطبقة البرجوازية. فكلا الطبقتين تحاولان جاهدتين بسط سيطرتهما الطبقية على المجتمع. ففي زمن الثورة وفي حال حضور الطبقة العاملة بشكل صف مستقل طبقيا، وبأفق مستقل وتنظيم مستقل ومطالب مستقلة ستكون قوة الثورة اكثر راديكالية واكثر جذرية من اجل التغيير. مثال على ذلك كومونة باريس عام 1871 في فرنسا. حيث أسقط العمال الباريسيين الامبراطورية الفرنسية الثانية وشكلوا اول حكومة عمالية بالضد من طبقة الرأسماليين. وعلى الرغم من كون هذه الحكومة لم تكن اشتراكية وكان االميل الشيوعي ضعيفا داخل الكومونة ولكن كانت عماليا بمعنى الكلمة.
وفي زمن الثورات العمالية ايضا هناك ميول واتجاهات مختلفة داخل الطبقة العاملة لتحقيق اهدافها وان احدى اهم الميول الثورية والراديكالية هو الميل الشيوعي العمالي. وان هذا الميل يحاول بكل امكانياته تحقيق الثورة الى نهايتها وهي الثورة الاشتراكية. ان الميل الاشتراكي داخل الطبقة العاملة يكون دائما في صراع مستمر مع باقي الميول العمالية من اجل قيادة الطبقة العاملة بالضد من النظام الرأسمالي. ان الميل الاشتراكي يتميز عن باقي الميول الاجتماعية الاخرى كونه صارما في انهاء عبودية العمل المأجور، وله رؤية واضحة وشاملة لمجمل حركة الطبقة العاملة ويشكل في افقها مصالح كل الميول العمالية، ويرسخ الامل من اجل اقامة البديل العمالي. امثلة على ذلك ثورة اكتوبر الروسية عام 1917. استطاعت الثورة البلشفية ترسيخ الثورة الديمقراطية (ثورة فبراير) وتمكنت من توحيد الميل الاشتراكي داخل الطبقة العاملة واستطاعت أن توجه كل الطبقة العاملة صوب مصالحها الطبقية ورفع الوعي الطبقي لدى العامل الروسي من اجل القيام بالثورة الاجتماعية. واستطاعت في النهاية ترسيخ الارادة العمالية لاستلام السلطة السياسية.
ان الثورة الاجتماعية في زمننا هذا تقف على عاتق الميل الشيوعي داخل الطبقة العاملة. وان كل تغير في نمط حياة الناس ومعاناتها وانهائها، وان وضع كل السلام والامان، وكل السعادة للبشرية وان انهاء كل الظلم القومي والديني والجنسي وعدم المساواة بين البشر، وانهاء وباء عدم مساواة المرأة، وانهاء عداء واستغلال الانسان للانسان، كله يتوقف على الثورة العمالية ويتوقف على استعداد الميل الشيوعي داخل هذه الطبقة وقادتها، وكذلك على تحزب هذا الميل في حزب اجتماعي مقتدر ومتجذر وشامل لتوحيد كل صفوف الطبقة العاملة من اجل انهاء نظام عبودية العمل المأجور والملكية الخاصة، والتي تشكل اساس كل معاناة البشرية في الوقت الحاضر عن طريق الثورة الاجتماعية العمالية الاشتراكية. وان الوسيلة المهمة لهذه الثورة الاجتماعية هي حزب شيوعي عمالي.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحزب والارادة الجماهيرية.. والوعي الاجتماعي
- في الذكرى السنوية لثورة اكتوبر الروسية
- بهلوانيات حميد تقوائي في التحزب
- لجنة التنسيق بين الفعاليات العراقية اعلنت عن ماهيتها الحقي ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - الثورة.. والثورة الاشتراكية