أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و لا اللقمة مع السبسي أدسم














المزيد.....

لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و لا اللقمة مع السبسي أدسم


محمد ذويب

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و لا اللقمة مع السبسي أدسم
في زمن إحتدام الصراع فيما يعرف بالفتنة الكبرى أول صراع سياسي و أديولوجي في الإسلام أواخر العقد الرابع و بداية العقد الخامس في القرن الأول للهجرة إنقسم المسلمون إلى أنصار كل لأحد شقي الصراع فمنهم من ناصر معاوية بن أبي سفيان سليل البرجوازية القريشية التي خسرت البعض من نفوذها مع قدوم الإسلام إلى مكة ومنهم من وقف في صف علي بن أبي طالب رمز التقوى و الورع و الزهد و كان من المعاصرين لتلك الأحداث و في أحد حلقات الصراع الأكثر تقدما معركة صفين 37 للهجرة الصحابي الجليل أبو هريرة الذي نأ بنفسه عن هذا الصراع المرير و رفض الإصطفاف خلف أحد شقي الصراع و عندما سؤل عن موقفه قال قال : اللقمة مع معاوية أدسم والصلاة خلف على أقوم و الوقوف على الربوة أسلم ، فحين يأتى موعد الصلاة يذهب ويصلى خلف سيدنا على كرم الله وجه وحين يحين موعد الطعام يذهب ويأكل مع سيدنا معاوية لأن مائدته تحتوى على كل ما لذ وطاب من الثريد والأرز وسيدنا على طعامه لايتعدى الأسودين (التمر والماء ) و إن كان موقف أبو هريرة هو تفادي المشاركة في هذه الفتنة و هو موقف مبدئي و رائع لكن ما لا يعرفه الرجل أن الفتنة واقعة لا محالة و أن السيف قد سبق العذل و لكنه من ناحية أخرى يمكن إعتباره موقف موغل في الإنتهازية جعل العرب تتحدث عنه حتى اليوم .
إن ما جرني إلى العودة بالتاريخ إلى الوراء إلى ما يقرب الثلاثة عشر قرنا هو حالة التشرذم السياسي التي تعيشها تونس اليوم و التي إنعكست بصفة مباشرة على الشارع التونسي الذي إنقسم و تفرق رأيه بين المترشحين للإنتخابات الرآسية لكن السواد الأعظم من هذا الشعب قد إصطف خلف مرشحين إثنين يبدو أنهما يتقدمان على بقية المنافسين و هما الباجي قايد السبسي مرشح نداء تونس و محمد المنصف المرزوقي مرشح حركة النهضة و هذان الحزبان هما الأغلبيين من حيث عدد النواب في البرلمان القادم حسب مع أفرزته إنتخابات 26 أكتوبر الفارط و بطبيعة الحال هما الأكثر أنصارا في تونس .
لكن بالعودة إلى تاريخ الرجلين خاصة بعد 14 جانفي 2011 نرى أنهما لا يمكن أن يمكونا أو يمثلا خيارا وطنيا أو ثوريا لعدة إعتبارات فالباجي قايد السبسي هو حصان طروادة الذي نجح في إعادة التجمع للحياة السياسية من جديد و هو يقدم نفسه على أساس أنه حامل للنموذج البورقيبي في تونس و هذا النموذج لا يمت أيضا للوطنية بصلة لأن الجميع يعرف أن بورقيبة له إنجازات و لكن تحسب عليه جملة من المآخذ فالرجل كان دكتاتورا مسك البلاد بيد من حديد و حصر تاريخ البلاد في شخصه فكرس نموذج الرجل الواحد و الحزب الواحد و حابى السواحل و همش الدواخل و صادر كل نفس حر منافس له فضرب المعارضين سواء كانوا سياسيين أو نقابيين ( الإعتداءات التي طالت الإتحاد العام التونسي للشغل 26 جانفي 1978 و التنكيل بمناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس 1972 ) وفي كل هذه المراحل تواجد الباجي قائد السبسي و كان أحد أعوان بورقيبة و رجال صفه الأوائل . بالإظافة إلى كل ذلك و في علاقة بالمشهد السياسي الحالي الباجي قائد السبسي هو زعيم حزب نداء تونس حزب ليبرالي مرتبط بإقتصاد السوق معتمد لنموذج تدايني قائم على إرتهان البلاد للخارج و التفريط في الثروات الوطنية وهو نظام تستفيد منه أقلية معينة تكون مرتبطة ضرورة بالنظام و مستثنية للسواد الأعظم من الشعب هو نفس نموذج بورقيبة و بن علي و نفس منهج الترويكا التي تدعم اليوم الحصان الثاني محمد منصف المرزوقي .
المرزوقي أحد المعارضين لبن علي من الخارج و هو حقوقي وقع إختياره رئيسا لتونس زمن حكم الترويكا متبني لنفس المنهج الإقتصادي الليبرالي المتحدث عنه سلفا و بنفس الخيارات و الإرتباطات و رغم الإجماع الشعبي الذي كان حوله قبل إنتخابات 23 أكتوبر 2011 فإنه إرتكب عديد الهفوات الفادحة في فترة حكمه إذ يبدو أن الرجل لم يتمكن من ملأ المنصب كما يقال و كانت قرارته يغلب عليها الإرتجال خاصة في مستوى العلاقات الخارجية خاصة موقفه من سوريا و إشرافه على منتدى الناتو و أعوانه في تونس و مطالبته في المنتظم الأممي بنزع السلاح النووي الكوري الشمالي و الإيراني و غض الطرف عن النووي الإسرائيلي الذي يعني فلسطين و تونس بالأساس و موقف أمير قطر منه و إحتقاره له و لمنصب رآسة الجمهورية و هو موقف إستفز عامة الشعب التونسي و موقفه من القضية المصرية ووقوفه في صف النهضة المتواطئة مع الإرهاب الذي ساهم في توتير العلاقات مع الشقيقة الجزائر و ساهم في عزل تونس دوليا أما على المستوى الوطني فأن الرجل كان شاهد زور على جرائم النهضة في حق التونسيين ففي عهده عشش الإرهاب و فرخ في تونس و شهدت البلاد الإغتيالات السياسية و أزمة إقتصادية حادة أدت إلى إنهيار كبير حمل تبعاته المواطن البسيط في عهده أيضا بيع البغدادي المحمودي للميليشيات الليبية كما تباع النوق أو كما يباع العبيد في سوق النخاسة كما قام الرئيس السابق بإطلاق سراح ألاف المجرمين تحت يافطة العفو التشريعي العام مما أدى إلى إنتشار الجريمة . في عهده أيضا كتب دستور لا يمت للثورة بصلة لا يحاسب فيه رئيس الجمهورية بعد إنتهاء مهامه و لم يتم التنصيص فيه على حق الشغل و تجريم التطبيع و إعادة جدولة العقود التي بمقتضاها تسلب الشركات العالمية تونس ثرواتها المتنوعة و الوفيرة .
يبدو أن الإمبريالية العالمية و أحصنتها في الداخل خاصة الإعلام قد وجه المعركة و جعلها ثنائية بين خيارين أحلاهما مر و ترك الشعب بين سندان المرزوقي و مطرقة السبسي و غيب الرموز الوطنية المناضلة الغير متنفذة في الإعلام و التي لا أموال و لا رجال أعمال وراءها على غرار حمة الهمامي و الصافي سعيد و كلثوم كنو و هم مناضلوا عارضوا بورقيبة و بن علي و الترويكا لذلك أقول أن موقف أبو هريرة لا يصلح ليوم 23 نوفمبر كما لم يصلح ليوم صفين و أقول " لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و لا اللقمة مع السبسي أدسم " .



#محمد_ذويب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتفاضة تونس و النموذج الروماني إيون إليسكو يطل من وراء هضبة ...
- تونس في إماطة اللثام عن عودة الأزلام


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ذويب - لا الوقوف على الربوة أسلم و لا الصلاة وراء المرزوقي أقوم و لا اللقمة مع السبسي أدسم