أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادى سمير خلة - السبكى رجل العصر!















المزيد.....

السبكى رجل العصر!


فادى سمير خلة

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


دائماً نقرأ عن رجال و نساء عاشوا و أفادوا عصوراً كثيرة على مر التاريخ البشرى و خاصة الحديث ، فمن منا لم يقرأ عن سقراط ذلك الفيلسوف البدين الذي علم العالم كله معنى المنهج السقراطى الذى يتأسس على الحوار و النقاش و طرح أسئلة غرضها ليس الإجابة بل تمحيص الموضوع بشكل فلسفى!
و نقرأ عن الحسناء التى من الأسكندرية هيباتيا ، فهى كانت عالمة رياضيات بارعة و علمت على يديها العديد من العلماء الذين صاروا يتغنون بفضلها و قدرتها على توصيل العلوم و الفلسفة لجيلها!
و لا أنهى الحديث عن العظماء الذين غيروا أجيالهم بدون ذكر العلامة نجيب محفوظ و خاصة انه بث فى نفوس جيله شغف للأدب و الأسلوب الروائى الشيق جعله يتتوج على سدة الكتابة الأدبية و خلف وراءه أجيال من الأدباء يسيرون حذوه!

كما نرى أجيالاً تغيرت على يد كثيرين من الشعراء و الأدباء و الفلاسفة و العلماء و المؤرخين و رجال الدولة ، فمع إن التراب غطى هؤلاء الا ان كتاباتهم و فكرهم و اقوالهم مخلدة للأبد تملأ الكون كعطر مميز يعبق الأجواء ،
حتماً تجدهم فى كتابك المدرسى و لو تركته تجدهم فى التلفاز يتحدثون عنهم ، تغلق التلفاز و تخرج تجد الأثير (الراديو) فى السيارة يتحدث عنهم و عن أعمالهم ، تترك كل ذلك تجد ان الموتى يلاحقونك بعطائهم للمنهج الفكرى البشرى!

لكن السؤال هنا لماذا نتكلم عن الثقافة و العصر الذهبى للأدب "بصيغة الماضى"؟ لماذا نحن كمجتمع عربى عامةً و كمجتمع مصرى خاصةَ نتحدث عن أهل العلم و العلماء بصيغة كان و أخواتها؟!
فنحن قتلنا الثقافة و دفناها فى قبور أصحابها ، لا تجد كاتب الآن يحاكى أسلوب نجيب محفوظ أو له كتاب مثل (بين القصرين) أو (أولاد حارتنا) ، نجد كتب ركيكة من الناحية اللغوية و ضعيفة فى المحتوى و نجد غياب تام للمعلومات التاريخية المهمة التى كان يوثقها نجيب محفوظ للأجيال القادمة مثل ثورة 19 و عن حقبة عبد الناصر!
لا تجد فيلسوف عربى معاصر مثل بن رشد و بن سينا و الفارابى ، نجد مؤلفات ساذجة عن الحياة و معناها و جعل ذلك الشباب المعاصر فى حالة تخبط و تيه لا يدركون معنى الحياة ولا أصلها ولا حتى يدركون ما كتبه من سبقهم عن الحياة!
حتى الأغانى و الأفلام نزلت من مستوى الافلام المؤثرة العميقة مثل (شروق و غروب) و (مينامار) و ( الناصر صلاح الدين) إلى (اللمبى 8 جيجا) و (8%) و (عبده موتة)!!

فنحن قتلنا كل ما تعب من أجله من سبقونا و قتلنا الأدب فمات الفن على غراره!
نجد النتيجة أنه جيلنا يعيش فى حالة من السكر ، لا يدرك ماضيه ولا يعرف كيف يحقق مستقبله
فالكتب الأدبية التى نتكلم عنها شبه مخفية عن الأعين أو موجودة فى مكتبات قابعة فى الأحياء الغنية مثل مكتبات (ديوان) و (ألف) و (الشروق) و تبيع كتب نجيب محفوظ ب60 أو 70 جنيه مصرى مما يجعل قاعدة الشعب العريضة يستعصى عليها التعرف على ثقافة راقية!
فيبقى من العصارة الأدبية العربية سوى أسماء بعض المؤلفين يعرفهم الشاب معرفة سطحية جداً! فتسأل الشاب من ألف رواية (خالتى صفية و الدير) يهز كتفه و يقول لا أدرى!
فمعظم المجتمع المصرى يأخذ ثقافته من التلفاز أو التحدث مع الأصدقاء و الأهل ، فنجد انعكاسات لثقافة ضحلة فى الحديث مع الشباب فالشباب لا يدرك تاريخه ولا أداب بلاده ولا حتى طريقة تفكير علمية ، هو يدرك فقط أمانى أهله فى بيت و عروسة و وظيفة يكسب وراءها المال الوفير!
فيذهب الشاب للبحث عن أمانى أهله و ليس أمنياته الخاصة ، يذهب للمدارس لينجح و يحصل مجموع و لا يعى ما يدرسه او يتأمل فيه ، فالمناهج الدراسية بالنسبة له "سبوبة" للمضى قدماً نحو هدفه و هو الالتحاق بكلية من الكليات القمة ، من بعض الالتحاق بكليات القمة يصطدم الشاب انه لا تناسبه و يتفاجىء بسيل من الصدمات بدء من الوسائط و المحسوبية و المناهج التى تعتمد على الإستذكار و الحفظ فقط حتى يجد نفسه مضطر للحصول على درجة النجاح و لكى ينجح و يحصل على وظيفة و يتزوج!

فضاع جيلنا فى مطاحن العمل و تحقيق الاستقرار و نسى هويته و هوية بلده ، و دائماً يجد فى داخله فراغ رهيب لا يملأه سوى مسكنات من الأغانى و الأفلام أو فكر متطرف يأخذه للمغامرة بحياته من أجل هدف يستنزف وقته و تفكيره لتحقيقه فيتلاهى عن هدف حياته الأساسى الذى يطمح له!

هنا تحتار عزيزى القارىء ما علاقة (السبكى) بالموضوع؟

بعد ذكر مآساة شعوبنا من عدم القراءة و عدم الادراك بتاريخهم الماضى و هويتهم و الدخول فى لجج الحياة العملية و المهنية يظهر هنا بطل من ورق يدعى أحمد السبكى يجد جيل لا يقرأ ، عديم الثقافة و عديم الأدب و عديم الهدف فيكون كبطل منقذ يعطيهم ما يفتقدوه حالياً و يكسب من وراء لهفهم على الأفلام مال وفير
ينزل لمستويات الشعب الفقير و يرى بأعينه المجردة أحلام الفقراء و تنهداتهم من إهمال الحكومة لهم و غلو الحياة و امنياتهم للعلو بمستواهم الاجتماعى و الاقتصادى و هو محلل جيد للشعب المصرى بينما رجال الحكومة يحصلون على "تقارير"عن الاحياء الشعبية و الفقراء و عندما يقدم الوزيرخدمة يقدمها بصورة تلبى احتياجتهم البسيطة لكن ليس آمالهم!
فهنا يظهر أحمد السبكى ليواجه مشاكل الناس و يرسم شخص بلطجى (عبده موتة) يعوض عن نقص حياة الفقراء للمعنى و الثقافة و يأتى عبده موتة كتاجر مخدرات يعيش ملك تقع النساء بغرامه و يلهو معهم و فيكون (عبده موتة) شخصية اسطورية ملحمية تجعل عيون الشباب متطلعة إليها يتمنون ليكونوا نسخ من عبده موتة!!
و لا يكف السبكى عن ذلك فيعطى نسخة من عبده موتة بنفس الممثلين و الممثلات يجعل للشباب قدوة جديدة من البلطجى ايضاً يتربى وسط الأسود (قلب الأسد) و يضرب النار ليحصل على أهدافه!
فيصبح السبكى ملهم المساكن العشوائية لانهم استخلص مشاكلهم و اعطاهم حلول تنفعهم بينما الحكومة لا تقدم شىء لهم!

هنا ينزل السبكى لمستوى الفقراء و تبقى الحكومة و فئة المثقفين بعيداً عنهم ، يبقى دائرة المثقفين حول مصر الجديدة و ندواتهم فى الزمالك و المهندسين و اصدقائهم فى الاندية الغالية و يبقى الشخص الفقير لا يجد بديل لأفلام السبكى!

فلا تسألنى عن الجيل و انحدار الفن و الأدب بل اسألنى عن غياب أدب عمره الالاف السنين تحت اقدامنا!








#فادى_سمير_خلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فادى سمير خلة - السبكى رجل العصر!