أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر بشيربيرداود - وما إستراتيجية اوباما برشيد














المزيد.....

وما إستراتيجية اوباما برشيد


عبد القادر بشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"كراهية لا تعرف الدين، وعقيدة مشبوهة منزوعٌ عنها صفة الإسلام"؛ هكذا بدأ اوباما وصف (داعش)، ومن هذا المنطلق بدأت أمريكا السباق بحشد تأييد إقليمي ودولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وفق إستراتيجية غير واضحة، جمع خلالها اوباما النقاط الأكثر أهمية، وربط بعضها ببعض، لتشكل أمريكا ما سمي (إستراتيجية محاربة ودحر المكاسب التي حققتها الدولة الإسلامية في العراق والشام)، متوعدةً التنظيم بضرب معاقله جواً، ولكن دون نشر قواتها على الأرض؛ لتكشف بذلك عن فشل أسطورة (المارينز) في تحقيق أهداف حقيقية على الأرض، منذ تدخلها السافر في شؤون أفغانستان والعراق، وهو دليل واعتراف أمريكي صارخ على أنه لا يمكن هزيمة داعش عسكريا على الأرض، وفق معطيات الخطط العسكرية التي خاضتها أمريكا ضد الجماعات المسلحة منذ العام 2001. بذلك يقر اوباما أن داعش تهديد متنامٍ بطريقة فعالة، تجب محاربتها في أي مكان يتواجد فيه، بتجفيف منابع تمويله، وإضعافه وتدميره في نهاية المطاف؛ وفق خيارات مفتوحة يمكن الاستفادة منها في الحرب المستحدثة على الإرهاب، بعد ذبح الصحافيين الأمريكيين، وعشية ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ لأن داعش وفق المنظور الأمريكي مظهر من مظاهر إيديولوجية مستمرة، نسجت شبكة فضفاضة من المتطرفين، ولكن بمخالب عالمية، متناسية أن عقود تدخلها العسكري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي التي أدت إلى تأجيج الجماعات المتطرفة، وإذكاء نار الفتنة الطائفية، والتوجه الشوفيني في المنطقة.
إذاً هي طبخة سياسية أمريكية، لفرض أجنداتها التخريبية، ولكن - وللأسف - فإن الشرق هو من ينفذ تلك الأجندات الشيطانية؛ كرهاً أو طوعاً، وفي طليعة تلك الدول الحكومة السعودية التي قرعت طبول الحرب على داعش، بعد خطاب اوباما بيوم، ثم الحكومة العراقية التي تشكلت بين الضمانة الأمريكية لكتلها السياسية، ومباركتها للكثير من الديناصورات والمومياوات من السياسيين العراقيين، الذين لا زالوا في أروقة الحكم، برغم رفضهم جماهيرياً. وحين فشلت أمريكا فعلياً على الصعيدين الأمني والسياسي، في مؤازرة العراق، فكيف بها الآن تضطلع بمهمة بناء الجيش العراقي المنهار، بفعل دخول داعش للأراضي العراقية، في حين يؤكد اوباما أنهم لن يُستدرجوا لحرب برية أخرى في العراق، بل يقتصر دورهم في مجال التدريب والتخابر والعتاد. وهو دليل آخر على فشلها عسكريا ودبلوماسيا في بقاع أخرى من العالم كروسيا، زاعما النصرة للشعب الأوكراني.
كثيرة هي أخطاء أمريكا الإستراتيجية هنا وهناك في العالم بسبب ضعف بصيرتنا، ولأننا في الشرق المتنامي نقف دون وعي وتحليل مع الجانب المخطئ - أمريكا - الذي تخوض الحرب بالنيابة عن قوى الشر والظلام في العالم، لترى أمريكا بذلك نفسها زعيمة العالم، وهي قادرة على توحيده في مواجهة خطر داعش، وتملك القدرة والإرادة لحشد العالم ضد كل أنواع الإرهاب، كونها حالياً في وضع أفضل. لكن السحر انقلب على الساحر، حينما أكد اوباما في إستراتيجيته الفاشلة، أنه ليس بمقدور أمريكا أن تمحو كل أثر للشر في العالم، وفي الجانب الآخر تكشر أمريكا عن أنيابها، متوعدة العالم أجمع بشر مستطير، وإذا ما هُدد أمنها، فأن الناس لن يجدوا بعد ذلك ملاذاً آمناً. مستغلة بذلك الوضع العام كما فعلت الجماعات المتطرفة التي تستغل المظالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتحقيق مغانم عبر قنوات الفتنة الطائفية، وأكدتها (هيلاري كلنتون) عندما قالت إن غزو العرب لن يكلفنا شيئاً بعد اليوم، بل سنقضي عليهم بأياديهم.
بذلك تكشفت نواياهم، وسلوكهم المنحرف لأنهم منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يزيفون الحقائق، ويقلبون السلم الأهلي في بلداننا إلى ثورات نارية؛ تحرق اليابس والأخضر. وما الفوضى الخلاقة، وثورات الخريف العربي؛ إلا شكل من أشكال الثأر الأمريكي لضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ ما يتبين أن أمريكا لا رؤية لها، ولا إستراتيجية لها سوى الإجهاز الشيكاغوئي، على كل من يقف في طريقها. وبالتالي فإن إستراتيجية اوباما لا تعدو في نهاية الأمر أكثر من تكتيك سياسي قصير الأمد؛ لتحقيق الطموح الأمريكي بخلق حالة من الفوضى، تؤدي إلى تطاحن طائفي في الشرق الأوسط، مثل العراق وليبيا ومصر العربية. ولكن إلى أي مدى ستصمد هذه الإستراتيجية الشيطانية؟ وكم ستصمد عنجهيتها وتدخلها السافر في شؤون الشرق الأوسط؟ إن هذه التحديات التي اختلقتها أمريكا غيرت خارطة العالم إيديولوجياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وهذه المحن والأعمال الكارثية ضد الإنسانية، وتداعياتها وآثارها النفسية العميقة على الناس؛ وحّدتهم بالاتجاه الذي جعل كل دولة تعنى بأمنها، ولا تتجاهل التهديد الأمريكي المرتقب عبر استراتيجياتها، مع تعقب الإرهاب الأمريكي على الأرض أينما وجد. فننقذ بذلك مواطنينا من الذين ينزلقون وراء الإيديولوجيات المتطرفة، من خلال تعاليم الإسلام الحنيف، والحوار الحكيم، والعمل بروحية الفريق الواحد، من أجل الفرص والتسامح والمستقبل الأكثر أملاً، لأن تلك المبادئ مُثل عليا أزلية، ستدوم زمناً طويلاً بعد أن يتم قهر أولئك الذين لا يقدمون سوى الأحقاد والدمار لأمم الأرض. وهذه الأهداف هي رؤية مستقبلية للبشرية جمعاء، لكنها تحتاج إلى مفاوضات شاقة وطويلة بين شعوب الأرض برمتها.
فهل من مدكر؟



#عبد_القادر_بشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقع الفتن والتناحرات الاجتماعية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر بشيربيرداود - وما إستراتيجية اوباما برشيد