أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فهد ناصر - الخزرجي ، الطالباني – حكايات الصداقات القديمة















المزيد.....

الخزرجي ، الطالباني – حكايات الصداقات القديمة


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 335 - 2002 / 12 / 12 - 01:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

دافع جلال الطالباني – سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني وبشدة عن المجرم نزار الخزرجي وابعد عنه كل الاتهامات الموجهة اليه من قبل القضاء الدنماركي بأعتباره مجرم حرب ، معلنا في نفس الوقت عن وجود علاقة طيبة تربطه مع الخزرجي عندما كان قائدا للفيلق الاول، وان كل الادعاءات بكون الخزرجي مجرم حرب وشريك في تنفيذ عمليات القصف الكيمياوي على منطقة حلبجة في 16/3/1986 انما هي ادعاءات البعثيين بعد ان انشق عنهم الخزرجي – صديق الطالباني- حتى يقطعوا الطريق على الضباط في المؤسسة العسكرية الذين يريدون الالتحاق بصفوف المعارضة التي يشكل حزب الطالباني جزءا منها، واعلن كذلك في تصريح لجريدة الحياة في 5/12/2002 انه ليس مع التوسع في توجيه الاتهامات الى مجرمي الحروب في العراق وانه ارسل رسالة الى وزير العدل الدنماركي يؤكد فيها براءة الخزرجي- طبعا بعد ان فشلت رسائله الاولى اسوة برسائل باقي الاحزاب القومية الكردية (الحزب الديمقراطي الكردستاني والحركة الاسلامية) في انتقاذ الصديق الحميم، والمطالبة بأطلاق سراحه من اجل ان يأخذ دوره الباسل في تحديد مصير العراق  السياسي وفقا لمخططات امريكا وببراعة تنفيذ قل نظيرها من قبل اقطاب وشخصيات المعارضة العراقية، كالسامرائي والصالحي والجلبي و …. والطالباني، طبعا حتى تكتمل جوقة الشخصيات المبدعة في كل شيء إلا فيما يخص الحريات السياسية وحقوق الجماهير وآمالها المشروعة في الحرية والمساواة والرفاه.

ثمة تصريحات تطلع عليها ولا تثير فيك شيئا لانها جوفاء من الفها الى ياءها، وتصريحات تشعرك بالاطمئنان لانها تأكيد لوقائع عشت في خضمها، لكن تصريح كالذي ادلى به الطالباني الى جريدة الحياة، يجعلك تشعر بالمرارة والاسى معا. مرارة ان شخص كالطالباني مستعد لفعل كل شيء يخطر على بالك في عالم ساسة البرجوازية القذر- بما في ذلك اعلان براءة المجرمين وتبيض صفحات المسؤولين عن دمار وحياة الالاف من البشر وتحويلها الى جحيم وقتلهم من خلال حملات الابادة الجماعية والاعدامات المتواصلة التي لافرق فيها بين امرأة او طفل او شيخ كهل فالكل يجب ان يباد ويعدم حتى يحصل الجنرال الصديق على مكارم الطاغية والدكتاتور جراء اجرامه وعدم ارتواءه من دماء الابرياء. اما مايثير فيك الاسى فهو الاصرار المتواصل من قبل الطالباني على عدم الثبات والاستقرار على موقف مبدئي يتناسب على الاقل مع ادعاءات وشعارت حزبه واستعداده الدائم لتغيير مواقفه السياسية 180 درجة بين ليلة وضحاها، انه الاسى على مصير ملايين البشر لايتوانى الطالباني ومن هم على شاكلته من التلاعب بمصيرهم ومستقبلهم والدفاع عن المجرمين والقتلة الذين اذاقوهم كأس الموت والهوان لسنين طويلة.

أن الانطباع والملاحظة التي يخرج بها اي انسان عن ممارسات وتصاريح واقوال الطالباني هو انه شخص يعمل وبشكل متواصل على تضليل وخداع من يستمعون اليه او يطلعون على تصريحاته، ان مجرد عودة بسيطة الى خطاباته السابقة تكشف عن الكم الهائل من التناقضات التي لاتثبت الا مدى الاضطراب والتخبط السياسي الذي يواجهه الطالباني وحزبه. ان الاصرار على براءة مجرم كالخزرجي معروف تماما ما هو دوره عندما كان رئيساً لاركان اكبر مؤسسة قمعية ودموية يعجز المرء عن تعداد الجرائم التي قام بها ضد السكان المدنيين او ضد منتسبيها لحملات الاعدامات الجماعية التي نفذتها فرق الاعدامات التي اوجدتها هذه المؤسسة لمنع هروب الجنود من جبهات القتال الوحشي، حتما له مبرراته لدى الطالباني غير ان المبرر الذي ابقاه خفيا هو انهما يمتلكان تأريخا في القمع والقتل .. تأريخ يعرفه ابسط البسطاء في كردستان. ان من حق الجماهير الان وبعد ان كشف الطالباني عن عمق صداقته وعلاقته الطيبة مع الخزرجي ان تسأل عن مصير 182 الف انسان هم ضحايا عمليات الانفال الاجرامية المعادية للوجود البشري، اين هم ما دام الجنرال الصديق يعرف اين هم وماذا حل بهم؟

الدعوة التي يطلقها الطالباني بعدم التوسع في توجيه الاتهامات الى مجرمي الحروب هي دعوة تغلفها الخشية من ان الحملة التي اوصلت الخزرجي الى قفص الاتهام كمجرم حرب ستطال الكثير من مجرمي الحروب بمن فيهم مرتكبي جرائم (قرناقة وبشت آشان) والمشرفين عليها اكراما لصدام حسين ونظامه وقادة مؤسسته العسكرية حيث كان الخزرجي احدهم.

ان القمع والاضظهاد وحملات الابادة الجماعية التي مورست بحق الجماهير في العراق لم ينفذها صدام حسين بيده، بل نفذتها اجهزة ومؤسسة عسكرية ومسؤولين وقادة عسكريين وجيش جرار جلس الخزرجي على كرسي رئاسة اركانه في فترة هي من اكثر فترات حكم النظام البعثي المجرم بطشا وقمعا ولم يسلم منها ولو طفل صغير او انسان سعى للتخلص من مصيره المحتوم على يد جلادين وقتلة كالسامرائي والخزرجي او علي حسن المجيد واجهزتهم وجيشهم الوحشي وكانوا يستلمون مكارم وهدايا الدكتاتور فوق اكداس جثث المعدومين وضحايا عمليات الابادة والقتل الجماعي في جلبجة والانفال، في اهوار الجنوب، في الدجيل او في مدينة الثورة او الظاهرية.

ان سعي الطالباني الى الصاق تهمة القصف بالاسلحة الكيمياوية بـ علي حسن المجيد أو صدام حسين وانهم المسؤولين عن تلك الكارثة الرهيبة، انما هو سعي مفضوح لشخص يتناسى في احيان كثيرة ان ذاكرة الانسان والتأريخ تسجل كل شيء خصوصا تلك المآسي والويلات التي مرت بها البشرية. الطالباني يريد ان يقول لضحايا حملات الابادة الجماعية ان المسؤوليين في اجهزة النظام البعثي وخصوصا مسؤولي الاجهزة القمعية والجيش هم اناس بسطاء وشرفاء أرغمهم صدام حسين على تنفيذ تلك الجرائم التي راح ضحيتها آلالاف من افراد عوائلكم  وانهم كانوا يعملون سرا على اسقاط نظام ، اليس هذا هو المنطق الذي لايمكن وصفه الا بالمظلل والمخادع وحتى هناك صفات أخرى كثيرة يعرفها هذا (الافوه الاريب) كم بصفه احد متملقيه، اين كانو طوال سنين القمع والارهاب البعثي، حتى يتحولوا الآن الى معارضين يسعون الى اسقاط النظام الذي كانوا مستعدين لافناء العالم من اجله.
ان الحملة الهادفة الى محاكمة الخزرجي كمجرم حرب قد قطعت شوطاً تمكنت فيه من اثبات حقانية وعدالة مطالبها، وكل المحاولات الدنيئة لمن يدافع عن مجرمي الحروب سراً او علنا ستواجه الفشل اذ ان كل التيارات والقوى المدافعة عن حقوق ومصالح الجماهير في العراق وكردستان تعمل على تشديد وتوحيد مطالبها وملاحقة مجرمي الحروب وفضح كل الجهات والقوى التي تعمل على احتضانهم وتحويلهم من قتلة ومجرمين الى منقذين ومحررين لجماهير العراق من سلطة القمع والارهاب البعثي واذا كانت محاكمة الخزرجي هي اولى ثمار حملة هذه القوى فأن حملات أخرى ستطال مجرمي الحروب سواء كانوا من مسؤولي النظام او من الاحزاب البرجوازية المتلاعبة بمصير الجماهير في كردستان العراق.

9/12/2002



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فهد ناصر - الخزرجي ، الطالباني – حكايات الصداقات القديمة