أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الغربي - قراءة جديدة حول المسألة السورية















المزيد.....

قراءة جديدة حول المسألة السورية


رشاد الغربي

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حول المسألة السورية


كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول المسالة السورية و تهاطلت البيانات وسيرت المظاهرات وعقدت الندوات والمؤتمرات وانهالت علينا المواقف من كل حدب وصوب ولكن لم يخرج جلها عن الإرادة الامبريالية حتى لو أبدى أصحابها عكس ذلك
إن مرد الأمر عدم قدرتهم على استيعاب المسالة في كليتها وغياب أدوات التحليل العلمية مما ولد فهما قاصرا وغير قادر على المسك بالخيوط الحقيقية للعبة
بعيدا عن مواقف الإخوان المسلمين وجوقة الليبراليين لأنه مفهوم جدا ولا يحتاج إلى نقاش أو مجادلة باعتبارهم جزء من المخطط الامبريالي فهم خدمه وسدنته سنحاول تسليط الأضواء على بعض المواقف ذات الظاهر الثوري والباطن اليميني حيث أنها تتماهى في محاولات التنظير ولكنها تغرق من حيث لا تعلم في مشروع العمالة ولعمري تلك الطامة الكبرى التي ابتلي بها أنصاف الثوريين
لنسال بضع أسئلة تتبادر إلى الذهن ونفتح بها باب الجدل
هل انتم مطلعون بما يكفي على طبيعة الأوضاع وحقيقتها في سوريا ؟ هل تدركون فعلا ماهية الامبريالية ؟ أتحسنون قراءة موازين القوى ؟هل اطلعتم على مشروع الشرق الأوسط الجديد وشمال إفريقيا قبل رفض مقولة المؤامرة حسب زعمكم؟ يا مناهضي الامبريالية هل تفهمون استحقاقات المقاومة وتحدياتها أفضل من المقاومة اللبنانية والفلسطينية؟
إن معاداة بشار الأسد وحصر الصراع في شخصه يفضح بكل يسر مدى الخلل المعرفي لثوريي اليوم فهاهم يكررون مقولات الأمس باستعداء بن علي وحده لا غير أو حسني مبارك وأبنائه وان مثل هذا الاختزال لا يليق بمدعي الثورية وها كم الجواب في هذا الصدد
إن النظام السوري العميل قد اثبت التاريخ انه لا يختلف عن بقية الأنظمة الرجعية العميلة يتعامل وفق المصالح الامبريالية والصهيونية العالمية من خلال سياسة "الممانعة" أي الممانعة قولا والتواطؤ فعلا فنحن نعلم إن هذا النظام لم يوجه خرطوشة واحدة في اتجاه تحرير الجولان في حن يرمي بثقله في لبنان في عدة اتجاهات من مساندة الكتائب العميلة للصهاينة في السبعينات إلى مساندة حزب الله من منطلق تعامله باعتبارات التوازيع الإقليمية للأدوار
وما قمعه لشعبه المنتفض إلا تعبير واضح لمعاداته لأي منهاج يقود نحو الكرامة الشعبية التي تقود حتما إلى الاستقلال الوطني والتحرر النهائي من الاستعمار لكننا نعلم جيدا إن غياب طلائع ثورية يمكن إن يقود انتفاضة هذا الشعب نحو هذه الأهداف السامية سيمهد الطريق جيدا نحو انتصار المشروع الامبريالي لتوجيه الانتفاضة نحو إعادة هيكلة نفس النظام بأشخاص مختلفين ولكنهم أكثر تفانيا ويفتقدون لهامش المناورة ومحرومون من ورقة المقاومة حتى وان وجدت شكلا في السابق
إن النظام السوري بتصعيده للقمع يساعد الامبرياليين على سرعة تحقيق أهدافهم إذ يمهد لهم الطريق لتشريع التدخل العسكري"كمطلب شعبي" تعبر عنه فصائل ما يسمى المعارضة
فهل هذه معارضة ولدتها ظروف الصراع الداخلي أم صنعتها الدوائر الامبريالية لاستعمالها في حل مثل هذه الأزمات ؟
قد تتهموننا بأننا برفع شعار إسقاط النظام ككل نسعى إلى حماية بشار وأذنابه لكن ونظرا لسخافتكم لن نجيبكم بل نقول للنزهاء الذين يسمعونكم إن من يناضل ضد نظام كامل لا يمكن أن يحمي رموزه الفاسدة ولكننا نرفض أن يجمل الفساد ونجهض أمال الشعوب بركوب حصان الامبريالية المسوقة للاشى على انه ثورة
عليكم أن تفهموا أن الامبريالية بحكم طبيعتها لا غير تنزع إلى الهيمنة المطلقة على العالم في جميع مجالات الحياة وأنها لا تكون ضرورة بالمفرد بل تتقاطع الامبرياليات وتتعارض وفقا لقانون المصالح وبهذا فقط تستطيعون تبين ما حصل في مجلس الأمن فالأمر ليس عاطفة أو مؤامرة بقدر ما هو لعبة مصالح وموازين القوى والمحنك من يحسن قراءة اللعبة
فأما الولايات المتحدة الأمريكية فقد سعت بعد انهيار الامبريالية السوفيتية ومن خلال حرب العراق إلى صياغة نظام عالمي جديد فشنت هجوماتها المتتالية على الإنسانية بدءا بالثورات الملونة ومرورا بالحرب على الإرهاب وانتهاء بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعثر في حرب تموز 2006
قال كيسنجر/من يضع قدما في بحر قزوين وقدما في الشرق الأوسط يحكم العالم
وأما روسيا والصين فإنهما تدافعان عن مجاليهما الجغرا-سياسي وحماية لمناطق الحزام الخاصة بهما وما قولكم بان موقفهما رجعي إلا إحالة إلى أن موقف الولايات المتحدة تقدمي؟؟؟ في حين أن كلا القوتان المتضادتان تتصارعان حول اقتسام العالم
كان على الجميع أن يتعظ من درس العراق يوم سمعنا نفس معزوفة اليوم من ذات الثوريين الرافضين للتدخل الأجنبي وصدام حسين في الآن ذاته فماذا كانت النتيجة .حرب طائفية ودمار شامل ونكوص على الأعقاب في سلم الحضارة وكان عليهم أن يتعظو من درس ليبيا حيث أن غياب الطلائع الثورية والتي تحمل بديلا من مجرى الصراع الداخلي يعني حتما انتصار الامبريالية في المطلق لاختلال موازين القوى لصالحها
وإذا كان المناخ ثوريا حسب زعمكم فلماذا لم تشيروا بكلمة واحدة لانتفاضة الشعب البحريني أو تدلو بدلوكم في الشأن اليمني أو لعلها الامبريالية غائبة هناك عن الفعل
هنا يأتي دور الحديث عن الحراك الشعبي وتحدد طبيعته وآفاقه
فإن كان الحراك ثوريا كما تدعون فلماذا جاءتنا بجحافل الإخوان حلفاء أمريكا الاستراتيجيين وان كان عفويا فالعفوية هي العدو اللدود للثورية وهذا أسوقه لدعاة الماركسية خاصة
و هاكم القول الفصل في المسالة
إن العفوية الجماهيرية تعبيرة غير واعية لرفض الجماهير للمنظومة القائمة ويؤدي عدم الوعي هذا إلى إمكانية توجيهها من أي طرف كان والثوري الحقيقي هو من يمنع كل الأطراف الرجعية والانتهازية من استغلال أي هبة جماهيرية قصد إرجاعها إلى نفس البوتقة في إطار الحفاظ على المنظومة القائمة بل الثوري هو من يوجه عفوية الجماهير نحو القطع النهائي مع المنظومة و أن تعرف مكوناتها
لقد تغيرت وجهة الاستعمار القديم نحو استعمار جديد أكثر شراسة يعتمد على وكلاء ينفذون كل مخططات الامبريالية ويساعدون على تحقيق أهدافها وخاصة منذ نشأة النظام الاستيطاني الصهيوني .كانت الامبريالية تدرك مدى الرفض الجماهيري الذي لابد أن ينفجر
وإذا كانت القوى الثورية في المنطقة العربية مازالت تعتمد الارتجال في أسلوب العمل فان قوى الاستعمار لا تترك مجالا للصدفة فهي كما تزرع عملائها المباشرين في سلطة الأنظمة تزرع خلفاؤهم في صفوف ما يسمى المعارضة حتى تضعهم في موقع يمكنهم من الالتفاف على عفوية الجماهير كلما انتفضت لضرب أي إمكانية لتطور هذه العفوية المتفجرة إلى عمل ثوري يمكن أن يكون قاعدة لخلخلة إحدى حلقات العولمة الامبريالية
لقد خططت الولايات المتحدة الأمريكية مسبقا نظرية ثورات الربيع العربي بما في ذلك ثورة الياسمين التونسية لمنع سقوط الأنظمة وتحويل ذلك الرفض إلى قبول التشكيلات الجديدة المواصلة في العمل لدعم القديم ولكن هذه المرة بتسميات ثورية تستند على تاليه الشهداء والضحايا
ومن لا يفهم أننا نتعامل مع عدو منظم ويقرا ألف حساب لدعم حاضره وديمومته لأجيال وأجيال فهو لا يفهم شيئا من نظريات التطور التي تقود الإنسانية من حقبة إلى حقبة
في كلمة إن دفاع الامبريالية عن نفسها ليس دفاعا عن أشخاص بل على منظومة بأكملها حيث تسعى إلى استغلال كل ما في النظريات حتى المعادية لتطورها
ونظن أن جهلكم بهذا الجزء البسيط الذي أردنا أن نريكم من خلاله رغم أننا مدركون لعماكم إلا مدخلا لإسقاط كل مزاعمكم حول رفع سلاح تاليه أي حراك عفوي لاتهام القوى الثورية بمعاداة الثورة
فكم من جماهير بعفويتها انساقت وراء مخططات أكثر الأنظمة عداوة للإنسانية ولنأخذ مثال انسياق الشعب الألماني وراء هتلر ....
إن التحليل العلمي يستوجب تحديد التناقض الرئيسي وهو كامن في الصراع مع الامبريالية وحل هذا التناقض يأخذ الأولوية القصوى حتى لا تتكرر أخطاء الماضي وأما التناقض مع نظام سورا فان الحل الثوري لن يكون له مجال إلا في مجرى حل التناقض الرئيسي
أما حلهما معا بتلك السطحية في ظل إنخرام موازين القوى وغياب العنصر الذاتي المتمثل في الطلائع الثورية والمسلحة ببرنامج ثوري فيصبح محض هراء وثورجية غبية لن تؤدي بسوريا سوى إلى انتصاب عملاء جدد كما أسلفنا وبشكل أكثر بشاعة ولا أدل على ذلك سوى تصريحات وزير خارجية قطر التي وعد فيها بتصفية المقاومة حال رحيل بشار
إن وضعية المنزلة بين المنزلتين تخفي رغبة في التملص من المسالة ونكوصا على الأعقاب من خلال خطاب عدمي يهاجم كل شئ دون أن يحاول استقراء الوضع بشكل علمي وتنزيله إلى الواقع...



#رشاد_الغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشاد الغربي - قراءة جديدة حول المسألة السورية