أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل حسن سرور - تقييم حرب غزة















المزيد.....

تقييم حرب غزة


سهيل حسن سرور

الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 19:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حرب غزة الاخيرة --- انتصار او هزيمة ؟؟

سهيل سرور
كاتب وسياسي فلسطيني مقيم في عمان
الخميس 04/09/2014

بعد ان توقف العدوان الوحشي على غزة تثار اليوم وسبق ان اثيرت سابقا عدة ملاحظات حول تقييم هذه المعركة ومن الذي بدأها بالفعل وما هي غاياتها . ثم ما هي النتائج الفعلية لها ؟
1. شكّلت حركتا «فتح» و«حماس» اتفاق وحدة في شهر أبريل من هذا العام مما ادى الى تغيّر الأمور . فقد ادى الاتفاق إلى قيام حكومة جديدة مؤلفة من تكنوقراط غير منتمين إلى أيّ من الحركتين وشعرت إسرائيل بغضب شديد ولاسيّما حين انضمت إدارة أوباما إلى الغرب في الإعراب عن موافقتها على هذا الاتفاق. وقد شعرت إسرائيل بوجوب «التحرّك» إزاء هذا الواقع. وسنحت لها الفرصة لتحقيق ذلك في 12 يونيو حين تمّ خطف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية.
2. خطف وقتل المستوطنين الثلاثة : رغم اعتراف بعض قادة حماس مؤخرا بمسؤوليتهم عن خطف وقتل المستوطنين الثلاثة الا ان هذا الامر ما يزال يحيطه الغموض للاسباب التالية :
*عندما خطف المستوطنين الثلاثة في البداية نفت قيادة حماس بشدة مسؤوليتها عن العملية .
*ان بعض التفاصيل الهامة في عملية الخطف تشير الى الضعف الشديد في الجوانب الحرفية للخطف . فلو كانت الجهة الخاطفة جهة منظمة وذات امكانيات لكانت عملية الخطف صيد ثمين لعملية ضغط فعالة على اسرائيل ليس اقلها اطلاق سراح الاسرى في السجون الاسرائيلية . ولكن الملابسات التي تم نشرها عن عملية الخطف واللجوء لقتل المستوطنين تدل على ان الجهة الفاعلة لا تمتلك تلك الامكانيات والحرفية وانها ربما مجموعة من الشبان المتحمسين الافراد .

ولكن المؤكد ان هذه العملية قدمت خدمة ثمينة لاسرائيل التي كانت بحاجة لمثل هذه الاسباب للانقضاض على الاتفاق الفلسطيني الوليد .
واعتقد ان اعتراف بعض قادة حماس بمسؤوليتهم عن هذه العملية مؤخرا بعد ان تم نفي وادانة العملية في البداية هو نوع من محاولة استثمار المزاج الجماهيري الراهن الغاضب والملتهب المتشكل اثناء العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة . وان حركة حماس التي راكمت قدرا كبيرا من الخبرة منذ انشائها قد تعلمت ايضا من بين الاشياء الكثيرة في الخبرات " الفلسطينية " هذا النوع من استثمار الاعمال الرائجة " جماهيريا" حتى ولو لم تفعلها بنفسها .
3 . تهافت الراي القائل بفتعال معركة غزة لاحراج نظام السيسي
صحيح ان حماس قبل هذه الاحداث كانت تعيش ازمة عميقة . لاسباب داخلية فلسطينية ولاسباب اقليمية . فاسرائيل التي اوصلت ابو مازن لاخر الدهاليز في مشوار " المفاوضات " السياسية ولم تعطه سوى الاوهام فعلت نفس السياسة مع حماس وغزة . فاتفاقية وقف النار عام 2012 لم ينتج عنها اي فك للحصار المضروب على القطاع ولم يؤدي الى اي نوع من الالتزام الاسرائيلي بوقف النار والاغتيالات وقصف المدن والمخيمات . اي باختصار ممارسة نفس الضغوط على الشعب الفلسطيني سواء في الضفة او القطاع وعلى طرفي السلطة الفلسطينية ابو مازن وحماس باتجاه مزيد من تدمير القضية الوطنية الفلسطينية .
وقد جاء اتفاق حماس وابو مازن الاخير وتشكيل حكومة الوفاق على خلفية الازمة العميقة التي يعيشها طرفي الحركة الفلسطينية وكمحاولة للخروج من هذه الازمة .
وعندما يفكر ابو مازن في الاستقواء بحماس كعنصر من عناصر التشدد الفلسطيني للضغط على اسرائيل والولايات المتحدة فلا بد ان يشكل ذلك نوع من الاستفزاز الشيديد للقيثادة الاسرائيلية الحاكمة . واعتقد ان التحضير للمجازر الوحشية الاخيرة في غزة كان في صلب التفكير السياسي الاسرائيلي لعقاب الفلسطينين الذين يفكرون في تغيير قواعد اللعبة السياسية الحالية . وقد جاءت عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة بمثابة هدية جاهزة لوضع عملية العقاب الجماعي موضع التنفيذ .
لا اعتقد ان حماس التي سعت الى الاتفاق مع خصمها ابو مازن ووافقت على شروط المصالحة والحكومة التي رفضتها سابقا وفي جيبها تاكتيكا اخر يقوم على جر اسرائيل لهذه المعركة غير المتكافئة والوحشية والباهضة الثمن من الجانب الفلسطيني .
ان الذي بادر الى الحرب هو حكومة اسرائيل وليس حماس . وهي حرب يراد بها قطع الطريق على اي نوع من التعافي في الحركة الوطنية الفلسطينية . انها حرب عدوانية بكل معنى الكلمة تتخذ شكل العقاب الجماعي للسكان الابرياء الامنين بدعوى وجود المقاومة الوطنية بينهم . وهي من الجانب الفلسطيني معركة دفاعية بكل معنى الكلمة . معركة لصد العدوان ووقفه وشل ارادة العدو عسكريا وسياسيا . وفي هذا السياق لم تقتصر المقاومة على دور حماس العسكري (رغم ثقله المميز ) بل شارك بها فصائل فلسطينية عديدة من ابرزها الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وسط صمود جماهيري شعبي اسطوري .
ان تفسير الحرب الاخيرة باعتبارها نوع من الحرب المفتعلة من حماس لاحراج نظام السيسي لا يصمد امام الوقائع . ومن المفهوم ان تطالب حماس النظام المصري بالوقوف ضد العدوان الاسرائيلي الوحشي وهو مطلب فلسطيني عام (لا يقتصر على حماس ) ومعمم على كافة الانظمة العربية . الاان التركيز على النظام المصري ينبع من خصوصية الدور المصري في القضية الفلسطينية ومن التماس المباشر لها مع غزة ومن استمرار قضية اغلاق المعابر على الجهة المصرية .
ان سياق العدوان الاسرائيلي على غزة لا علاقة له بالمعركة التي يخضوها السيسي مع تنظيم الاخوان في مصر . وكان يمكن ان يستفيد السيسي ملايين المرات من هذه المعركة لو ان اعلامه وديبلوماسيته وقفتا بصورة واضحة ضد الاعمال الاسرائيلية وابرت التضامن مع شعب غزة المذبوح . وان التصرف السلبي لهذا النظام هو الذي يوفر الظروف لان يستثمر الاخوان في مصر وخارج مصر دور حماس العسكري والصمود الجماهيري في وجه الالة العسكرية الاسرائيلية .
4.هل انتصرت المقاومة ام منيت بالهزيمة ؟
يمكن القول ان اجبار العدو الاسرائيلي على وقف العدوان وتراجع الالة الحربية التدميرية الاسرائيلية هو انتصار حقيقي للصمود الوطني الفلسطيني (العسكري والشعبي ) . فكما سبق القول ان شعبنا لم يختار هو هذه المعركة . وهي معركة ككل المعارك التي يخوضها العدو الاسرائيلي لكسر شوكة النضال والصمود الفسطيني معركة ذات طابع عدواني . ولو رجعنا الى كل الحروب الكبرى التي شنتها اسرائيل على المقاومة الفلسطينية لوجدنا دائما سلسلة من الاسباب والذرائع الواهية لشنها . والعدو يقول ويدرك تماما ان وجود الثورة الفلسطينة والنضال الفلسطيني هو بحد ذاته سببا لشن هذه الحرب المستمرة عليه .
وانني اذ اتذكر حرب الاجتياح الاسرائيلية للبنان عام 1982 لاقتلاع الثورة الفلسطينية والتي شنتها الحكومة الاسرائيلية متذرعة بالخطر الذي يشكله الوجود العسكري الفلسطيني في جنوب لبنان وحينها لم تقتصر الحرب العدوانية على جنوب لبنان او تحطيم المعدات العسكرية الفلسطينية بل ان تلك الحرب شنت في كامل الاراضي اللبنانية وقامت اسرائيل ايضا بنوع من حرب الارض المحروقة بتدمير منهجي لمدن وقرى ومناطق بالكملها ونوع ايضا من العقاب الجماعي للناس الذي لم تسلم بيتهم وشوارعهم بل ومقابرهم من القصف الوحشي الاسرائيلي المدمر جوا وبرا وبحرا .
اما قصر او استطالة الحرب وما يتخللها من مفوضات فهذه تتوقف على عوامل تفصيلية عديدة يقدرها المفاوضون بالتعاون مع القادة السياسيون والعسكريون الميدانيون في حينه .
ان موافقة الحكومة الاسرائيلية على الاتفاق الاخير جاء في سياق اضطراري من الجانب الاسرائيلي بعد ان استنفذت الالة الحربية دورها الميداني وبعد ان تحولت الحرب الى حملة اقليمية وعالمية لادانة اسرائيل على كافة المستويات الرسمية والشعبية .
صحيح ان المبادرة المصرية التي طرحت في بداية الحرب هي من الناحية الجوهرية نفس المبادرة المعدلة التي تم الاتفاق عليها ولكن كان واضحا ان اسرائيل لم تكن في البداية في وارد الاتفاق . ومن هذه الناحية اخطأت حماس في شن حملتها الاعلامية الرافضة للمبادرة المصرية وما صاحبها من تشهير بنظام السيسي . بينما قبلت ومعها الفصائل الفلسطينة الاخرى نفس الاتفاق مع بعض التعديلات الطفيفة .
ان مقياس الهزيمة او النصر في هكذا معارك يتوقف على طابع هذه الحرب وموازين القوى التي تحكمها . وبالتالي فان وقف العدوان الاسرائيلي الاخير وافشال اهدافه السياسية هو فعلا انتصار سياسي فلسطيني بكل المقاييس . والعبرة في هذه المعركة هو ادراك الاطراف الوطنية التي خاضتها لهذه الحقائق بحيث تبادر الى تعزيز وحدتها والتفاها هو الحكومة الموحدة التي يجب ان تتصدى لنتائح العدوان مثل توفير البيوت لمشردين ووضع خطة شاملة لبناء المساكن وترميمها وتوفير الشروط الانسانية للشعب سواء المواد الغذائية والماء والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية والادوية وغيرها . بحيث ترقى الى حملة عالمية لانقاذ غزة . وهي مسالة لا يمكن القيام بها دون مبادرة حكومة الوفاق لها .
ان بروز الخلافات الفلسطينية في هذه اللحظة هو اهدار للمكاسب السياسية التي حققها الصمود الفلسطي البطولي في هذه الحرب . وهو نوع من وضع المصالح الفئوية الضيقة محل المصلحة الوطنية العليا . وان الدخول في المعارك الداخلية الفصائلية والاستمرار بها لايعني سوى اعطاء الفرصة لقادة العدو لتحقيق الهدف الاصلي للحرب من حيث لا يدرون؟
5-ان الوضع الفسطيني شانه شان الاوضاع العربية كافة هو وضع مازوم ويتعرض لتحولات عميقة لا بد ان تفضي الى تغييرات كبيرة في الخريطة السياسية الفلسطينية . غير ان النضال من اجل اعادة الروح لحركة التحرر الوطني الفلسطيني وتجاوز التيارات الانهزامية الحالية لا يمكنه ان ينشا بمعزل عن هذه المعارك التي يخوضها شعبنا ضد الاحتلال . من خلال هذه المعارك يمكن تطوير النضال الداخلي ضد هذه التيارات السياسية المتهالكة بما في ذلك خطر التيارات الدينية التي تتنفس من المناخ العام للاسلام السياسي . فالمعركة ضد الاحتلال يجب ان يرتبط بها معركة تعزيز الطابع الديموقراطي الثوري للحركة الوطنية السياسية الفلسطينية . لا يمكن هدم القديم ونشوء الجديد بضربة قلم . انها عملية نضالية طويلة النفس يتظافر فيها الكفاح الوطني ضد العدو الرئيسي بالنضال الديموقراطي الداخلي . فالتغيير المنشود الذي يتلهف له مئات والاف الوطنيين والثوريين الفلسطينين للسلطة الفلسطينية القائمة وللوضع السياسي الماساوي في غزة لا يمكنه اني ياتي على طبق من فضة . انه ثمرة الكفاح فقط .

اليوم نحن ازاء معركة استثمار انتصارنا السياسي فلنكن بمستوى هذه اللحظة .





#سهيل_حسن_سرور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سهيل حسن سرور - تقييم حرب غزة