أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسان - كفاية .. نسألكم الرحيلا















المزيد.....

كفاية .. نسألكم الرحيلا


أحمد حسان

الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 09:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في حديث الرئيس مبارك لقناة العربية والذي قامت صحيفة الأهرام بنشره في عددها الصادر يوم الاثنين 17 يناير الماضي تصدَّر الصفحة السابعة عنوان مأخوذ من مضمون متن الحوار نصه "حكم مصر عملية صعبة جداً وإذا كان الشعب يريدني قلن أستطيع الرحيل" وبينما كنت أقرأ هذا الكلام استدعت إذني على الفور يوم 14 أكتوبر 1981 حينما قال الرئيس مبارك أمام مجلسي الشعب والشورى بعد توليه مسئولية قيادة مصر عن طريق الاستفتاء "سأكون أول رئيس مصري يتولى لفترتين رئاسيتين" وصعد إلى عقلي تساؤل مشروع أليس مبارك القائل في أكتوبر 81 بتوليه لفترتين رئاسيتين هو نفسه مبارك الذي لا يرغب في الرحيل بعد تأبيدة كاملة لم يكن هو السجين أو المعتقل فيها كما ارتأى، وإنما السجين والمعتقل هو الشعب المصري؟!
وأعجب من اتخاذه لهذا الشعب المغلوب على أمره في عهده ذريعة للبقاء وعدم الرحيل! ثم قفزت إلى ذهني تجربة "مهاتير محمد" في ماليزيا وكيف نهض بدولته فجعلها في مصاف دول متقدمة تكنولوجياً واقتصادياً في خلال 20 عاماً تقدم بها كثيراً للأمام ورفض الرجل الامتثال للرغبة الحقيقية لشعبه في البقاء بينما أمضى زعيمنا في مصر 24 عاماً في الحكم ولا يزال يرغب في البقاء-نزولاً على رغبة الشعب المصري!- وإن تركه-وهو ما لم ولن يحدث- فليس نزولاً على رغبة الشعب -الذي يتم اتخاذه حجة دائماً- وإنما نزولا على رغبة الأسرة الحاكمة، فنظام الحكم لدينا يمكن أن يضاف له رقماً ليصير امتداداً للأسرة التي حكمت مصر خلال تاريخها القديم والأسرة الحاكمة حالياً تتمثل في ثالوث "الأب والأم والابن".
ولما بلغ الأب من العمر في الحكم مبلغه كان الابن قد تجاوز مرحلة الطفولة وصار شاباً يافعاً فانضم إلى أبيه في الحكم، وحضر جلسات مجلس الوزراء، وقام بأدوار وهو غير ذي صفة، ولكن دولة مجلس الوزراء هي دولة "بابا" وإزاء النقد الموجه إلى الابن والذي لا تقو جريدة على توجيهه سوى العربي الناصري والمرحومة "الشعب" لو كانت على قيد الحياة، فقد تم تفصيل لجنة خاصة بالابن في الحزب الوطني هي لجنة السياسات، ولما لا فالحزب الوطني هو حزب "بابا" و نشطت لجنة السياسات باعتبارها لجنة الابن الذي أدخل مفهوماً جديداً-لسنا ضده- وهو "لم يعد هناك حزب الحكومة، ولكن هناك حكومة الحزب".
فالحزب الوطني بأعضائه هو حزب بابا لذلك يجب أن تكون الحكومة هي حكومة بابا، وتأكيداً لهذا عندما ألمت بالأب أزمة صحية في العام المنصرم قام الابن -كما تردد- بتكليف الدكتور أحمد نظيف بتشكيل الحكومة، كما كان له دور كبير في اختيار عدد غير قليل من الوزراء من بين أعضاء لجنته المسماة بالسياسات ولم يقتصر الاختيار فقط على أعضاء الحكومة وإنما أيضا قام باختيار بعض المسئولين في بعض المواقع تمهيدا لتصعيدهم لشغل حقيبة وزارية مع تشكيل أي حكومة جديدة.
واذكر على سبيل المثال اختيار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة د.مصطفى علوي، فالرجل من خلال عمله بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية يهتم بتحليل الأحداث سياسياً، وهذا يمثل جزء مُهمش في قصور الثقافة فغالبية الأنشطة الفنية والشعرية و...ليست من بين اهتماماته، وليس معنياً بها فلماذا إذن يتم اختياره لهذا الموقع إذا لم يكن خطوة لتصعيده؟!
والابن هو المتغلغل في أعمال مجلس الوزراء ويحضرني موقف له مغزى فيمن يتولون المسئولية في بلادنا، فقد مثل مصر وفداً برئاسة د. أحمد نظيف في منتدى "دافوس" خلال شهر يناير الماضي كان من بين الوفد الابن بصفته رئيساً للجنة السياسات، والسؤال لماذا لم يحضر هذا المؤتمر ممثلاً عن الحزب الحاكم ولماذا لا يضم الوفد ممثلين عن الأحزاب الأخرى ولماذا لم يحضر عن الحزب الوطني أمينه العام أو أمين التنظيم وأحدهما رئيسا لمجلس الشورى والآخر وزير ولكن دور الابن يتفوق عليهما معاً والمسألة التي أتوقف عندها وربما لاحظها البعض من خلال شاشات التليفزيون ولم يعيروها أي أهمية من وجهة نظرهم هي ظهور د. أحمد نظيف والابن جمال مبارك بدون رابطة عنق "كرافت" فقد يرى البعض أنها تافهة ولكن والله ليست كذلك، فالدكتور نظيف لم أره في التليفزيون بدون شد رابطة العنق، أما عندما ذهب الابن إلى دافوس "كاجوال" فقد حاكى رئيس الوزراء الابن فخلع رابطة العنق، فلتذهب إلى الجحيم "واديها شوية روشنه أو كجوال".
نفس الموقف حدث منذ عامين وبالتحديد في فبراير 2003 حينما التقى جمال مبارك في أسبوع شباب الجامعات بالطلاب في جامعة أسيوط فقد ظهر الابن بدون رابطة عنق، فخلع بعض المسئولين ورؤساء الجامعات الحاضرين هذا اللقاء رابطة العنق ووضعوها في جيوبهم حتى لا يظهروا بمظهر المخالف للابن! هذه التصرفات تجعلني لا أثق غالباً في أي شخص يتولى مسئولية أي موقع في هذا العهد سواء من التكنوقراط أو الزفتوقراط، أو الفقروقراط.
أما عن دور الأم في الحكم بصراحة الكلام عنه محفوف بالمخاطر أكثر من الأب والابن. وفي البداية نؤكد أننا لسنا ضد قيام حرم رئيس الجمهورية –أي رئيس جمهورية- بدور اجتماعي، ولكن ليس بهذا الحجم من التغلغل والتوغل، ويكفي أن نقول أنها متغلغلة في عدة وزارات ففي مجال الإسكان وتطوير العشوائيات يُنسب المشروع للهانم، وفي تعليم الفتيات المتسربات من التعليم ومدارس التربية الفكرية يرجع الفضل أيضاً للهانم، وفي المجلس القومي للمرأة ومجال الطفولة والأمومة الفضل للهانم حتى صار الرجال يحتاجون إلى "مجلس قومي للرجل" بعد الظلم والطغيان الذي يتعرض له الرجال، فليتها تفعل ذلك قبل أن يأتي بوش على الدبابات وخلف فوهات المدافع لخلاصهم من الطغيان الذي وعد بمحاربته في خطاب توليه لفترة ثانية وأخيرة فقط..
يكفي أن تعرض الهانم لفكرة فيخرج لها خاتم سليمان ليلبيها، فهذا الخاتم لا يخرج إلا للأسرة الحاكمة في مصر، ومعظم الأنظمة العربية، ونادراً لو خذلهم.. إذا تحدثت الأم عن قانون للأحوال الشخصية يتم التعديل والتغيير، وإن تحدثت عن المرأة لتصبح قاضية فتصبح قاضية، وإن تحدثت عن التطعيم تنتشر الحملات في ربوع مصر برعايتها، وإن شرعت في مكتبة الأسرة تتكاتف الوزارات والمؤسسات للمساهمة في مكتبة الأسرة، ولن أطيل أكثر من ذلك وحتى لا يتهمنا البعض بأن كل هذه الأعمال طيبة وتستحق الثناء والمدح.
أود أن أوضح أنني مؤيد لمعظم هذه الأعمال، إن لم يكن جميعها، ولكن لي اقتراح واحد فقط هو أ، تتولى السيدة سوزان مبارك المسئولية عن جميع الوزارات التي تتبعها هذه الأعمال، ويتحول السادة الوزراء إلى سكرتارية ومعاونين كل حسب اختصاصه، ويتم تفويض كل منهم في بعض الأمور التي يتم تحديدها له!
أما الأب.. ياااااااااه "24 سنة كفاية" بالرغم من تعديل -أو ترقيع- الدستور أرجوك كفاية.. تعبت وتعب الشعب المصري بأكمله، فتارة يقول الأب أنه عاش في سجن..مسكين!، وتارة يقول أنه إذا أراده الشعب المصري-طبعاً المزيف وعيه والمغلوب على أمره- وتلك الجملة الاعتراضية من عندياتنا فلن يستطيع الرحيل، ولكنني يا سيادة الرئيس اسمح لي أن ادعوك لتخرج إلى رحابة الحرية والروشنة بدلاً من السجن والمعتقل الذي أنت فيه.
كما اسمح لي بأن أنوب عن الشعب المصري-ولو بتوكيل مزور- أن أسألك أو أسألكم .. بل نسألكم الرحيلا.



#أحمد_حسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسان - كفاية .. نسألكم الرحيلا