أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد جلَو - علاقات الانتاج في القطاع الزراعي في العراق















المزيد.....

علاقات الانتاج في القطاع الزراعي في العراق


فريد جلَو

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان قراءة واقع علاقات الانتاج في قطاع الزراعة والى وقت متأخر والمقصود بذلك قانون الاصلاح الزراعي عام 1958 الذي فتت الملكيات الاقطاعية والغى علاقات الانتاج الاقطاعية رسميا .
لحد هذا التاريخ اعلاه كانت علاقات الانتاج في القطاع الزراعي تتمحور حول 3 انواع وحسب الرقعة الجغرافية :
1- الملكيات الصغيرة وهذا النمط من الانتاج لم يتطور الى النمط الاقطاعي وتواجد منذ وقت طويل ولحد يومنا هذا على ضفتي نهر الفرات من منطقة دخوله الاراضي العراقية والى ان يصل بالقرب من الناصرية , فطبيعة الاراضي الممتدة بجوار مجرى النهر حجرية كلسية في اغلب مناطقه غير صالحة للزراعة واكتاف النهر ترتفع كثيرا عن مستواه لذا يصعب ارواء مساحات واسعة , فضلا عن كون الطبيعة الجبسية لا تسمح بتكوين قنوات فرعية بشكل طبيعي او بجهد بشري لذا اقتصرت الزراعة بمناطق قريبة جدا على اكتاف النهر وبملكيات صغيرة وبالكاد احيانا يستخدم فلاح او فلاحين في ملكية واحدة , علما ان الزراعة تقتصر على الفواكه والخضراوات واشجار النخيل وبعض الرقع الصغيرة لزراعة الحنطة والشعير للاستهلاك الشخصي للعائلة , وكانت محدودية التوسع في الاراضي الزراعية لها اثر سلبي في استقطاب البدو الرحَل من القبائل المتواجدة في الصحراء المجاورة للتوطين والاستقرار ولمسافة تبلغ حوالي 400 كم او اكثر لم تنشأ سوى بضعة مدن على ضفتي النهر .
2- نمط الانتاج السلعي البسيط : ظهر هذا النمط وما زال في غرب مدينة الموصل حيث تسقى الارض ديماً , فمالك الارض لا يحتاج الى فلاحين يرتبطون بالارض ولكنه يحتاج الى عمال زراعيين موسميين يحرثون الارض ويبذروها ويقبضوا اجور عملهم ثم تنقطع العلاقة بينهم وبين المالك والارض , وفي موسم الحصاد يستخدم ايدي عاملة ايضا وبعد اتمام الحصاد يستلمون اجورهم لتنقطع العلاقة مرة ثانية وهنا يكونون هؤلاء الاجراء غير معنيين بجودة الموسم او عدمه , ومعظم العمالة كانت تستخدم من القرى الفقيرة القابعة في سهل نينوى بمختلف قومياتهم وطوائفهم , مما انعكس على العلاقات الاجتماعية بين سكان تلك القرى وابناء مدينة الموصل فالمجموعة الثانية تعتبر الاولى ادنى منها تحضرا واجراء لديهم ومتخلفين في عقائدهم وكفرة , والاولى تعتبر الثانية تضطهدم طبقيا واجتماعيا مما ولَد حالة من عدم التصالح ما زالت قائمة حتى اليوم , كما لا بد ان ننوه ان العلاقات العشائرية ضعيفة في هذه المناطق .
3- علاقات الانتاج الاقطاعية : جغرافيا تتواجد في سهول كردستان ويزاحمها النمط الرعوي الى حد ما ولكن تمركزها ظهر منذ وقت طويل في وسط وجنوب العراق في السهل الرسوبي حيث يسهل تفرع نهري دجلة والفرات بشكل طبيعي او بفعل الانسان , ولا بد ان نشير الى ان نمط العلاقات الاقطاعية يعتمد بالاساس على ارتباط الفلاح بالأرض والملكية للأقطاعي وكذلك وسائل الانتاج البسيطة على ان يتقاسمان الاقطاعي والفلاح الناتج الزراعي بنسب معينة عرفيا قابلة للتغيير من منطقة الى اخرى ومن زمن الى اخر , فنمط الانتاج هنا يفرضه اسلوب الزراعة الذي يعتمد على الري سيحا والمساحات الزراعية الكبيرة وطبيعة المحاصيل المنتجة هي الرز والحنطة والشعير والتمور وبعض الفواكه وهنا لا بد ان ندخل في بعض التفاصيل التي كان لها وما زال انعكاسات على الواقع الاجتماعي في العراق :
أ - في اغلب الاحيان يكون الاقطاعي هو شيخ العشيرة والفلاحين هم ابناء عمومته .
ب – شيخ العشيرة الاقطاعي يجب ان تكون له مواصفات معينة فيجب ان يكون ثري , متنفذ , قوي , متسلط على عشيرته .
ج – ملكيته الاقطاعية تأتي كأرث او تؤخذ بالقوة او تمنحها الدولة له .
د – الدولة عموما كانت تدعم نظام الانتاج الاقطاعي وحتى اثناء الاحتلال البريطاني لأسباب مختلفة منها الاعتماد على الاقطاعيين في بسط نفوذ الدولة في الارياف البعيدة عن المركز وارسال الفلاحين للتجنيد في الجيش النظامي وسهولة دفع الضرائب .
ه – المؤسسة الدينية كانت ايضا تدعم الاقطاعي بعدة وسائل منها ارسال المبشرين ( الموامنة ) خريجي مدارسها الدينية لدعم سلطة الاقطاعي مقابل ان يدفع ضرائب للمؤسسة الدينية مثل الخمس والزكاة .
و – في النظام الاقطاعي يمنع زراعة الخضراوات حتى ابتدع مفهوم الحساوي وتعني ان الفلاح الذي يزرع الخضراوات منبوذ اجتماعيا ولا يسمح له الزواج بامرأة من عائلة اخرى وحتى الزواج من بناته , والسبب طبعا هو كون تسويق الخضراوات يتم على مدار الموسم يوميا فلا يستطيع الاقطاعي تقييم حصته بينما زراعة وانتاج الحنطة والشعير والرز والتمر يكون حصادها بأيام معدودة وبحضور الاقطاعي اوممثليه ممن يدعون ب ( السراكيل ) ليقسم الحاصل على شكل حصص ليأخذ كل حصته ويذهب في سبيله , كما ان الخضراوات لا يمكن تصديرها او خزنها بينما المحاصيل الاخرى التي عددناها يمكن خزنها وتصديرها الى مناطق بعيدة ومعلوم ان العراق كان ينتج كمية هائلة من هذه المحاصيل ويصدر معظمها .
ز – حاجة الاقطاعي الى ان يرتبط الفلاح بالارض بعكس الانماط الاخرى من الزراعة تأتي من كون الزراعة سيحا وبمساحات شاسعة تتطلب ادامة يومية من فتح سواقي وما يعرف بالمراشنة والى اخره .
ح – الفلاح هنا معني بجودة الموسم او عدمه فرداءة الموسم في حالات حدوث كوارث طبيعية مثل الفيضانات او غزو الجراد تعني حصوله على شيء بسيط جدا او احيانا لا يحصل على شيء بالمطلق من ذلك الموسم .
ط – تسويق المحصول يضطر الفلاح الى بيع حصته الى الاقطاعي لقلة كميتها ولعدم امكانيته على نقلها الى السوق وبيعها الى التجار لأرتفاع كلفة وسائل النقل ومعوقات كثيرة منها يضعها الاقطاعي نفسه وفي المواسم الرديئة يضطر الفلاح الى بيع حصته او جزء منها للموسم القادم الى الاقطاعي بثمن بخس لأدامة حياته وحياة عائلته .
ي – منذ الاحتلال البريطاني للعراق ودخول الالة بدأت علاقات الانتاج الاقطاعية تتفكك فأصبحت الجرار والمحراث والحاصدة بديلا لعشرات الايدي العاملة الفلاحية وبدأت الهجرة من الريف الى المدينة لوجود فائض من الايدي العاملة هناك واني اعتقد ان الاقطاع كان سينهار ويختفي نهائيا حتى بدون قانون الاصلاح الزراعي الانف الذكر واقدره بعشر سنوات اخرى تقريبا , وبدأت مظاهره في نهايات الاربعينات من القرن الماضي حيث اصبح مردود الارض يتراجع لأسباب عديدة فعمد بعض الاقطاعيين الى تفكيك اقطاعياتهم الى ملكيات صغيرة وبيعها وبرؤوس الاموال التي جمعوها بهذه العملية طبعا بالأضافة الى ما يمتلكوه اصلا بدأوا بانشاء صناعات حديثة خصوصا في ظل توفر مواد اولية وايدي عاملة رخيصة وسوق محلية واعدة وارباح مجزية ومدن وحواضر جاذبة لهذه الطبقة اضافة الى دخول الكثير منهم الى الفعاليات السياسية .

4 – انماط الانتاج الزراعي التي تطرقنا اليها كان لها انعكاسات نفسية وثقافية واجتماعية على مجتمعاتها وعلى المجتمع العراقي ككل ولاحقا على شكل الدولة والمتسلط على زمام الامور في الدولة وسياستها وانعكاسات كل ذلك على بقية مكونات الشعب , سأدلي بدلوي في هذا المجال في قراءة لاحقة لهذا المبحث على امل التواصل معكم .



#فريد_جلَو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في مجتمعين
- انه مجنون ولكن
- حكايتي مع الافلام وصالات السينما
- حكايات
- توقعاتي حول تشكيل الوزارة الجديدة
- حلم لعراقي
- في الامتحان يكرم المرء او يهان
- الديمقراطية من وجهتي نظر متعاكستين
- يردس حيل الماشايفها
- رسالة مفتوحة
- سيناريو محتمل


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد جلَو - علاقات الانتاج في القطاع الزراعي في العراق