أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منطقي منطقي - لماذا لا نستطيع ان ناتي بسورة بمثل سور القرآن















المزيد.....

لماذا لا نستطيع ان ناتي بسورة بمثل سور القرآن


منطقي منطقي

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لم نستطع أن نأتي بسورة بمثل آيات القرآن ؟
لغة القرآن العربية ... هي مفردات ومعاني .. فأما المفردات فهي كلها كانت موجودة واما المعاني فلابد ان تكون لها صورة في اذهان اهل مكة والا لكان القرآن طلاسم لا تفهم .. فإننا لا يمكن ان نفهم أي جملة ما لم يكن لمعاني كلماتها صورا في اذهاننا .. فعندما كان النبي محمد يقول في القرآن الشمس والقمر مثلا فلابد ان تلك المسميات لتلك الاجرام كانت معروفة او عندما كان يصف البحر والبرزخ فكان لا بد لأهل الجزيرة من معرفة مسبقة في اذهانهم عن تلك المفردات والا اصبحت رموز غير مفهوم كالحروف التي جاءت في بداية السور التي ظلت الى اليوم بلا معنى لأنها فعلا كذلك ..
لكن اذا كان الامر بهذه البساطة .. لماذا لم يستطع اهل مكة ان يا توا بآية مثل القرآن .. وفشلوا في التحدي ؟؟
لأنه ببساطه اصل طرح التحدي خاطئ .. وقد انطلت عليهم الحيلة الادبية التي كان طرح التحدي فيها اعتباطا بدليل ان الله نفسه لم يكن يعرف انهم حتى لا يستطيعون ان يأتوا بسورة واحدة فافترض عشرة سور في اول الامر وفي آية أخرى تحدى بالعموم ان يأتوا بمثل هذا القرآن دون ان يحدد عدد السور او الآيات .
ببساطة اننا دائما نقيس الامور على اعتبار القرآن معجزة ومحمد رجل امي .. والحقيقة التي لو تجردنا من كل عاطفة فان القرآن نوع جديد من الادب والنبي محمد ليس ساذجا او منسلخا عن حضارة قريش .. فمحمد نفسه تأثر بحالة الادب العالي والشعر التي تميزت بها تلك الحقبة ولقد امتلك ادبا رفيعا شانه شان كل شعراء الجاهلية الارتجاليين الذين كانت تميزهم مقدرة الحفظ السريع والذاكرة القوية .. ولهذا فان قريش لم تستطع في بداية الامر تقبل هذا النوع الجديد من السجع المقفى ( سجع الكهان ) لأنها وبحكم العادة تعودت على الشعر العمودي او النثر.. والمتتبع لأشعار تلك الحقبة يرى انه يستحيل تطابق نوعين من الشعر في الاسلوب وان اسلوب نظم القصائد يميز كبصمة الاصابع صاحب الشعر ناهيك عن تفرد النبي محمد باسلوبه الخاص وبنوع جديد من الادب .. لهذا فان اول اسباب سقوط التحدي هو الطبيعة البشرية التي تميز البشر في الكثير من الامور ومنها الشعر والا فهل يستطيع النبي محمد نفسه او كل المسلمون اليوم ان يكتبوا شعرا كالمتنبي او أي شاهر اخر ؟؟ ولقد أشار أبو بكر الرازي الى ذلك بالقول
((""إنكم تدّعون ان المعجزة قائمة وموجودة وهي القرآن وتقولون: "من أنكر ذلك فليأت بمثله"، إن اردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا ان نأتيكم بالف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وماهو أطلق منه الفاظاً، واشد اختصاراً في المعاني، وابلغ أداءً وعبارة واشكل سجعاً، فان لم ترضوا بذلك فانا نطالبكم بالمثل الذي تطالبونا به!"
وعندما كتب الناس الآيات تلو الآيات التي كانت تشبه القرآن الى حد كبير منذ وفاة النبي محمد عندما ادعى مسيلمة النبوة والى يومنا هذا حيث نرى كل يوم عشرات الآيات التي تشبه القرآن على مواقع الانترنيت المختلفة ( مثل سورة الشجرة ) و ( سورة العلمانية ) وسور أخرى كثيرة فان دحضها من قبل المسلمين يتم بان اسلوبها يتناغم مع سورة موجودة في القرآن او ان قوتها الشعرية لا تضاهي القرآن وبالتالي فانهم ينصبون نفس الفخ القديم الذي سقط فيه شعراء قريش ... فكيف تريديني ان اقبل تحديك وانت تحدد ابتداءا اسباب فشل التحدي لأنني اما ان اكتب شيئا بنفس التناغم حتى يشبة القرآن وبالتالي سأتهم بالتقليد او اكتب شعرا وأيضا سأبتعد عن الاسلوب .. ثم اننا اليوم لا نمتلك مقدرة شعرية كالتي كان يمتلكها شعراء الجاهلية او الفصاحة الادبية التي يمتلهما اهل مكة .. فلا تنسوا .. لقد مر 1400 سنة على موت النبي محمد .. وان الامور تغيرت
ان الشعر الحر هو نوع جديد من الادب .. وان النبي محمد نفسه لم يكن يستطيع ان يأتي بمثله ولا حتى المتنبي ولوا فعلوا لكان تقليدا او خروجا عن شروط هذا النوع من الشعر
ثم ان التاريخ يكتبه المنتصرون .. وان افتراض التحدي في القرآن الذي ساقه الينا النبي محمد ظلت قصته ناقصة فلم يخبرنا النبي محمد ماذا كان رد كبار شعراء الجاهليه .. فربما كانت اشعارهم اكثر قوة من القرآن كأمية ابن ابي الصلت واخرون وهل ان الاشعار التي وصلتنا عن مسيلمة وسجاح وغيرهم هي فعلا اشعار تنتمي لذلك العصر الذي اتسم بالبلاغة فلقد وصلنا شعر ركيك هزيل مضحك يستحيل معه ان يؤمن به احد من الاعراب فكيف يا ترى استطاع مسيلمة ان يجمع عددا كبيرا من الاتباع في وقت قياسي اضف الى ذلك كيف استطاعت النبية سجاح وهي امراة ان تدعي النبوة وتنجح في تكوين اتباع وجيش مناهض لجيش المسلمين .. لهذا ان رفض محمد لاج اجابة باعتباره صاحب الآيات يجعله في موقف المنتصر ويدل على ذلك آيات مسيلمة التي جاءت مشابهه للقرآن لكنه وللأسف انزلق في ما ارده منه خصومه ان يقع فيه فتشبه بالقرآن واصبح كذابا ومدعيا وربما سارقا لأنه لم يختط لنفسه نهجا جديدا كما فعل النبي محمد بل ان اعتماده اسلوب النبي محمد في الآيات كان كافيا لأثبات كذبه وبعد ان انتهى امر مسيلمة وسجاح وكل المعارضين لحكم أبو بكر اصبح كتابة التاريخ بيد المنتصر فعمد الى زج كل ماهو سيء وركيك الى تاريخ وشعر مسيلمة لاظهار القران بتلك القوة التي اشتهر بها من جانب واستحالة ان ينتصر غير الإسلام الذي اتبع كتابا لا يمكن ان يأتوا بمثله .. والا لو كان نبيا فهل عجز الله ان ينزل له كتابا مقدسا خاصا به ؟؟ وهكذا فان المنزلق الذي يريدنا دائما المسلمون ان نسقط فيه هو الافتراض بان نأتي بما يعجزون هم والنبي محمد نفسه من ان يأتوا بمثل ما يطالبوننا به ..

ان المتتبع للقرآن يرى ان آياته خضعت كثيرا لانفعالات النبي محمد فالقرآن كان اكثر روحانية في مكة ويعبر بصدق عن معاناة محمد وتأملاته للكون وسكون الصحراء في ليل هاديء وغار مقفر .. الا ان القرآن تبدل كثيرا في المدينة وصار بلا مشاعر ولقد حاكى فيه النبي محمد الواقع الحقيقي لرجل الدولة وقوانينه الصارمة والتي عالجت امور الحرب واختفت الآيات الكونية والتأملات العاطفية التي ملأها الشجون ..
ان آيات القرآن هي تجسيد حي لما كان يحدث على الارض ويتفاعل مع الافراد تفاعلا عجيبا حاصرا كتابا يحكم البشرية لقرون لاحقة في حوادث ضيقة وتبادل للسباب مع ابو جهل في المحاورة التاريخية بين النبي محمد وابو جهل ( تبت يدا ابو لهب ..وتب ... الخ ) حيث كانت هذه الآية هي محاورة لتبادل السباب بين الاثنين
ان من اكثر العناصر قوة في القرآن والتي تجعله منتصرا دائما امام أي تحدي او ادب اخر حتى لو كان اكثر رصانة ... هو هالة القدسية التي بنيت في اذهان الناس على مدى القرون الماضية والتي جعلت القرآن ابتداء مقدسا غير قابلا للتشكيك وبالتالي حتى المسلم الذي يقابلك في المناظرة او التحدي فانه يحضر من باب اسقاط الفرض لأثبات ما هو ثابت وراسخ في ذهنه وليس تجردا للوصول لحقيقة منشودة ..
يبقى امران مهمان
الأول – من هو الحكم الذي سيحكم بين آيات القران وبين من يرغب في تحدي وينظم آيات مثل القران ؟؟ فاذا كان هذا الحكم هو لجنة او هيئة إسلامية فبالتأكيد سيكون الحكم لصالح القران دون ادنى شك لان المسلمون سيميلون دائما للدفاع عن ماهو ثابت لديهم ومقدس وراسخ منذ الطفولة ويستحيل ان يشعر صاحب أي دين انه منفصل عن قناعاته وعقائده وهذه طبيعة بشرية لا يمكن انكارها ولقد وقع في الفخ الكثيرين في فترة العصر العباسي وحكم عليهم الخليفة العباسي في تلك الحقبة لان الحكم كان الخليفة نفسه وهو مسلم وسيتهم المتحدي اما انه بالغ في التشبيه الى حد السرقة من القران او الابتعاد جدا الى حد الفشل في الاتيان بمثل القران وفي كل الأحوال فان المتحدي سيفشل في نظر المسلم اما اذا كان الحكم غير مسلم او ملحد فانه سيحكم ضد القران بكل تأكيد انطلاقا من عدم وجود قدسية لديه تجاه القران او أي كتاب ديني فان الملحد أساسا لا يرى في القران أي اعجاز حتى ينبهر به فلماذا يفضل القران على كتاب اخر اكثر قوة بلاغية او فيه من الفلسفة والحكمة ما تفوق القران مثلا وفق وجهة نظر الملحد طبعا ..ثم كيف يمكن ان يطلب من الأشخاص اليوم ان ياتوا بمثل القران وهم لم يعيشوا ظروف مكة من حيث البلاغة والشعر والنحو الذي كان سائدا والذي تشرب في كل سكان الجزيرة العربية وخصوصا قريش فان الافراد في تلك الفترة تمرسوا بحكم المجتمع على اتقان اللغة العربية وقواعدها وان تلك الفترة اشتهرت بالفصاحة لذلك كانت معجزة محمد في بلاغة القران ..
الثاني – ان الله لا يمكن ان يكون عربيا او يمتلك لغة معينة بعينها .. بل ان المنطق يقول ان الله ارسل القران على شكل معنى فقط وليس كلمات وان المعاني تحولت الى كلمات داخل دماغ النبي محمد واعتمد ذلك التحول من المعنى الى اللفظ على حالة الدماغ وامور فسيولوجية كثيرة ونقل المعنى لا يعتمد على اللغة ابدا فاليوم يمكننا ان ننقل المعلومة الى عشرات اللغات دون ان نؤثر في مضمونها وعليه فان البلاغة في القران لم تكن في المعنى بقد ما كانت في اللفظ الذي حاكى بلاغة قريش وعليه فان الايات التي تكونت من الاحرف الأولى فقط مثل (( الم )) او (( كهيعص )) وغيرها يمكن تقليدها بسهوله مثلا (( سعفص )) وهذا يعتبر قبولا للتحدي القرآني فلا المفسرون اخبرونا بمعاني تلك الحروف ولا حتى النبي محمد نفسه وعليه أي تشكيل غير معروف يصبح مشابها لاحد آيات القران ..
أخيرا فان القران لا يتسم كله بالبلاغة التي يعجز عنها البلغاء والشعراء ففيه آيات يمكن ان يأتي بمثلها حتى المبتدؤون في اللغة مثل
((ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا))
وان هذا السرد في السماح او إعطاء الرخصة للشخص في ان يأكل في مجموعة البيوت يمكن اختصارها (( في بيوت اقربائكم )) ثم ان الانسان لا يحتاج الى رخصة حتى يأكل من بيته والآيات بمجملها لا تحتوي أي بلاغة ولا ترتقي أصلا لتوضع بموضع التحدي مع فطاحلة اللغة وشعراء ذلك العصر ..



#منطقي_منطقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منطقي منطقي - لماذا لا نستطيع ان ناتي بسورة بمثل سور القرآن