أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - دهام حسن - الطريق الى السلطة














المزيد.....

الطريق الى السلطة


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 07:55
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تمهيد : ـ أ ـ
الطريق إلى السلطة ، عنوان كتاب قيم ، لـ ( كارل كاوتسكي ) 1854 ـ 1938 ترجمة جورج طرابيشي ، وكاو تسكي ،
بغنى عن التعريف ، فهو زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني ، أقوى الأحزاب الماركسية في العالم وقتها .
وهو من أشهر الماركسيين الألمان بعد أنجلز ، انتقد كاوتسكي البلاشفة خلال تناوله الجانب الديموقراطي في ثورة أكتوبر ، و سيادة البروليتاريا ، وتساءل : لماذا ينبغي أن ترتدي سيادة البروليتاريا شكلا لا يتلاءم مع الديمقراطية ؟ ورأى أن النظام الذي يتمتع بجذور راسخة بين الجماهير ، ويعرف أن الجماهير معه ، لن يلجأ إلى العنف ، إلا من أجل حماية الديموقراطية . غير أن البلاشفة ـ برأيه ـ قد قضوا على الديموقراطية ، عندما اختاروا طريق الديكتاتورية ، لهذا كانت قضيتهم غير صحيحة . عده لينين مرتدا عن الماركسية ، لجملة أفكار ومواقف ، سلم بها الجيل التالي ، لكن الشيء
الثابت ، أن نواب الحزب الاشتراكي ، قد صوتوا في البرلمان بالموافقة على الاعتمادات العسكرية لبلادهم ، في الحرب العالمية الأولى 1914 ـ 1918 . رغم هذا أقول : لا يحرجن أحد ، من قراءة مؤلف كاوتسكي ( الطريق إلى السلطة ) فقد أشاد لينين بالكتاب في عام 1917 أي بعد ( ارتداد ) كاوتسكي مثلما أشاد لينين بمؤلفات بليخانوف الفلسفية رغم اختلافه معه .. يقول لينين في ( الطريق إلى السلطة ) بأنه ( خير كتاب لكاوتسكي ضد الانتهازيين ) وبان الكتاب يعالج الشروط العينية التي ترغمنا للإقرار بأن عصر الثورات قد بدأ . و لا ننسى أن أنجلس في سنواته الأخيرة كلف كاوتسكي
لإنجاز الجزء الأخير من كتاب ( رأس المال ) لماركس وفعلا أنجز كاوتسكي الكتاب بعد وفاة أنجلز و هذا أيضا شهادة
لمصلحة كاوتسكي ، و تقدير لمكانته العلمية . ونتناول فيما يلي جانبا من أفكار الكتاب نرصد فيه ، موضوعا واحدا ، يتعلق بمسألة مشاركة الحزب البروليتاري مع الأحزاب البرجوازية في السلطة ، يعكس رؤية كاوتسكي وموقفه من هذه المسألة .
ـ ب ـ
ـ إن مشاركة حزب بروليتاري مع الأحزاب البرجوازية في تأليف حكومة ، لابد أن يترتب على ذلك وقوع الحزب البروليتاري في تناقضات ، تفضي به في النهاية إلى الإخفاق والفشل الأكيد .
ـ إن مشاركة الحزب الاشتراكي في السلطة ، يعني أن يبيع قوته السياسية لحكومة برجوازية ، لن تجني منها البروليتاريا سوى بعض البرلمانيين الذين سيعقدون الصفقات .
ـ إن العناصر التي ستجني فائدة من مشاركة الحزب الاشتراكي في كتلة برجوازية ، هي العناصر التي لا ترى في الحزب الاشتراكي سوى مطية للصعود ، هي العناصر الوصولية والمحبة للخمول والبطالة .
ـ في حال مشاركة البروليتاريا الطبقة المالكة في الحكم ، فهي أي البروليتاريا لا تستطيع ممارسة السلطة ، بسبب التناقضات الحادة المستعصية بين الطبقتين ، لهذا تعمد الطبقة المالكة إلى استثمار السلطة لمصلحتها ، وقمع البروليتاريا بالتالي .
ـ يتجلى التناقض في الحكومة الائتلافية ، عندما تذهب البروليتاريا تطالب أجهزة الدولة بمؤازرتها ضد الرأس المال ، في حين تعمد الطبقة المالكة على استثمار السلطة لقمع البروليتاريا ، فتخفق الأولى ، وتفلح الثانية ، واهم من يعتقد عن إمكانية الوصول إلى الوئام الاجتماعي . عن طريق المصالحة و التوفيق بين الطبقات .
ـ إن الحزب البروليتاري سوف يجد نفسه في الحكومة الائتلافية ، شريكا وضالعا ومتواطئا في قمع البروليتاريا ، وسيجلب لنفسه ازدراء البروليتاريين وأنصارهم واحتقارهم له ، و يقف عاجزا عن أي نشاط مثمر ، بسبب الحرج الذي يشعر به أمام الشعب ، وبسبب ريبة شركائه في الحكم ، الذين لن يسمحوا له بأي نشاط ، إلا في إطار دائرة ضيقة . لهذا تجده يعيش في عزلة بعيدا عن محيطه الاجتماعي ، مثل هذه المشاركة لن تزيد من قوة البروليتاريا ، بل ستكون النتيجة توريط الحزب البروليتاري ، و تلويث سمعته ، و تضليل الطبقة العاملة ، و تشتيت صفوفها .
ـ الحزب الاشتراكي كلما ثابر على معارضته لفساد الطبقات الحاكمة ، انصبت عليه ثقة الجماهير الشعبية عبر تعفن النظام ، فالطبقة الحاكمة لن تكون حليفا جديرا بالثقة أبدا ..
ـ ينوه كاوتسكي لإلى فعالية التكنولوجيا ، فهي ـ برأيه ـ لا تبدل العلاقة بين الإنسان و الطبيعة ، وإنما تبدل أيضا العلاقات بين الإنسان و الإنسان .
ـ عندما تشكل النخبة الفكرية و الثقافية حرجا للسلطة ، يقصون بعيدا ، فتخلو الساحة لصغار النفوس ، و الجبناء
والدساسين ليستأثروا بمكان الصدارة .
ـ قد يمضي وقت طويل نسبيا ، يخمد فيه الحراك السياسي جراء قمع السلطة ، فيشعر كثير من قادة الأحزاب ، و ساسة
الطبقات ، بأنهم لم يعودوا مطالبين بالنضال في سبيل غايات عظيمة كانوا قد نذروا لها أنفسهم أمام طبقاتهم ، فلم يبق أمامهم سوى بذل المستطاع للوصول إلى الحكم ، وجلهم يتقنون فن التكيف و المرونة و التزلف أمام نوازع الحكام .
ـ وأخيرا .. يرى كاوتسكي بأن الطبقات الحاكمة عندما تصاب بالانحطاط الأخلاقي و يصبح بلوغ السلطة أمرا متعذرا
ومنيعا أمام الجمهرة الكبرى من الشعب ، عندها لا بد من كارثة تحل بالبلاد ( لإماطة اللثام عن كل عفن النظام ) .
و يسوق لنا كاوتسكي مثال الحرب الروسية اليابانية وكيف أن الحرب كشفت عن عري النظام القيصري في روسيا .




#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - دهام حسن - الطريق الى السلطة